كويتي ملحد
عضو مميز
كنت في المكتبة ابحث عن رواية جديدة لأقرئها قبيل رجوعي إلى الكويت، فبطارية البشتختة التفاحية لا تعمل لمدة أربعة عشر ساعة متواصلة، و لا تقدم كل الخطوط الجوية أفلاما على متنها، فكان من الواجب أن لا أموت في الجو خصوصا أنني من النوع الذي لا يعرف النوم في الدرجة السياحية. بعد تجوال قصير بين الأرفف المليئة بالكتب، نظرت إلي إمرأة بعينان مبتسمتان ابتسامة غريبة من غلاف كتاب أحمر طيني، و سقطت عيناي في عيناها و هي ما زالت تحدق بي بغرابة حتى اقتربت منها لاستفسرها عن ابتسامة عينيها، فبدأت باسمها "موناليزا" ثم اسم ابوها "ليوناردو دافنشي" ثم اسم الذي تبناها على غلاف روايته "دان براون"، و كانت ثواني معدودة حتى انتهى الأمر بي لا إراديا عند الصراف اشتري منه هذه الرواية التي قرأت عنها الكثير بما يقارب الثلاثة دنانير كويتية و شيء من الكسور.
اجتاحت هذه الرواية العالم بأكثر من ثمانين مليون نسخة، و ترجمت إلى أربعة و أربعين و منها اللغة العربية، و مهندسها هو الرياضي دان براون الذي هندس الأحداث بدقة ليجعل منها رواية لا تنسى بفكرتها الجوهرية. يقحم الكاتب في هذه الرواية و بقوة نظرية المؤامرة التي اعتاد أن يسخرها في كتبه اللاحقة، و يتكلم عن تستر الكنيسة الكاثوليكية على خبر زواج عيسى النصراني من مريم المجدلية و نسله المستمر ليومنا هذا، مستخدما رسومات العبقري ليوناردو دافنشي مثل لوحة "العشاء الأخير" ليشير أن من كان على يمين عيسى النصراني ليس بيوحنا بن زبدي، إنما هي مريم المجدلية، و غيرها من الرموز التي اعتقد الكاتب في روايته الخيالية بأنها مشفرة في التحف الأدبية ليوناردوا دافنشي. هذا الأمر الذي دعا سكرتير المكتب المقدس للفاتيكان الكاثوليكي "أنجلو أماتو" لمقاطعة الفلم لهذه الرواية، و كذلك أطلق الأساقفة الكاثوليك الأمريكان موقعا على الإنترنت ليردوا ما ورد في الرواية الذي كان حتما سيصور في الفلم على الشاشة الكبيرة للناس كلهم، و استمرت هذه الأفعال في جزر "الفارو" الأوروبية و الفلبين و تايلاند و الكثير من الدول المجاورة.
لا يقل حال المسلمون تجاه أوضاعهم عن حال الكاثوليك تجاه هذه الرواية القاحمة لأقدس معتقداتهم و هي ارتباط سيدهم النصراني بالمجدلية مريم، بل و إن حالتهم عجز الجميع عن علاجها لشدتها و حرارتها العالية التي لا برود لها أبدا. يعيش المسلم اليوم في جو كئيب خطير يملئه مرض "نظرية المؤامرة". أصبح المسلم يرجع كل شيء إلى مؤامرة خافية عنه، لا عين له ترى ولا أذن تُسمعه، فكل ما هناك أشباح تعمل خلف الكواليس العالمية بفن و دهاء لا كاشف لهما أبدا للقضاء على دينه الإسلامي. صار المسلم يُرجع كل حدث سلبي تمر به بلاده إلى هذه المؤامرة الخيالية المضحكة، و غالبا ما يكون مصدرها الغرب أو الغربي الذي ضحك علينا بثقل علمه و تعدد عتاده و نحن ننزف جهلا و جهل. إن من اول ما يفعله الخاسر، كما هو الحال في العالم الإسلامي، التعذر و التسبب بأشياء يخترعها هو نفسه، قد تكون حقيقية، و لكن اغلب الأوقات تكون وهمية يقولها لنفسه ليرضيها بالخسارة المرة، و لا عجب في المستقبل إذا انقطع شسع نعل أحد المسلمين يتهم عميل صهيوني في غزة بذلك!
لا أعرف لماذا يربط المسلمون فشلهم المخزي بالشبح المتآمر الخيالي، بل و هذا الإتهام يقلل من النظرة إليهم و يحقر قدرهم بين الناس أكثر و أكثر، فبدل أن يعملوا و يجتهدوا كباقي شعوب العالم المكافحة في حياتها لترفع من مكانتها و ترفه عيشتها، يتهمون الآخرين و هم جالسون لا حراك لهم!
ما أسباب هذا المرض؟
إن من أسرع الأجوبة التي استطيع ان اقدمها هو سهولة الإتهام و توجيه الإصبع، فالكلام أسهل من الفعل، فلا يستطيع المسلم أن يتهم مجتمعه أو دولته بالتخلف الذي يتخبط بين جدرانه، فمعظم مجتماعتنا جلادة للناقد ولا تتقبل اقل النقد و هذا موضوع آخر سأكتب فيه يوم ربما، فبكل سهولة و سخافة يوجه اصبعه إلى خارج إقليمه الفاشل و بالتالي يتبعه ناس كثر بعد ذلك الفعل، و يصدقون كذبه، و كما يقول هتلر: "إذا كذبت كذبة كبيرة و قلتها عدة مرات، سيصدقها الناس."
إن من أول أسباب فشل الدول الإسلامية و انحطاط مكانتها في المجتمع العالمي هو المسلم نفسه، فلا يوجد إنسان كالمسلم قليل الإنتاج، و الدليل هو انظر حولك او على خريطة العالم! إن العالم الإسلامي موبوء بقلة إنتاج المسلمون فيه، و تعددت الأسباب و الفشل واحد، فالدين هو يهدر وقتهم من جانب، و خلافاتهم التافهة بين طوائفهم المتقاتلة من جانب، و حبهم الجنوني للسلطة من جانب آخر، و صدق كارل ماركس عندما قال: "الدين مخدر الشعوب."
في أيام إمتحانات أخير السنة، كنت جالس على الكمبيوتر و فجأة ظهرت نافذة أحد أصدقائي في المسنجر، و تعجبت و ضحكت في نفس الوقت من إنسان "يشبك" في هذا الوقت من الليل الذي تفصله ساعات ثمينة قبل امتحانه! و قال لي: "إنشاء الله سأنجح"
قلت: "و هل سينزل الله عليك ملاك يكتب لك الأجوبة؟"
"أنا درست و إنشاء الله سأنجح."
"متى درست؟ رأيتك اليوم في المكان الفلاني و سلمت عليك، و الآن أنت على الإنترنت تضيع وقت أغلى من الماس."
"لا تفاول علي! إنشاء الله سأنجح."
هكذا المسلم دائما، العيب فيه و لكنه لا يفقه أمر نفسه ربما لقصر عقله، يزيد من تعلقه بالغيبيات الميثولوجية و يقلل عن عمله الجاد، ففشل في كل ميادين الحياة بلا استثناء، فخسر في الحرب و السلاح و الإنتاج و العلم و التعليم و التحضر و و و و.... و بعد فشله الفادح كله هذا يتهم غيره! فزاد غباء. حقيقة، لا ألوم الداهية إذا استغل إصرار أحدهم على جهله و كسله.
بعد استستلام اليابان في الحرب العالمية الثانية استسلاما غير مشروط، و لو نظر أحدهم إليها من السماء، لوجدها بقعة رماد لا تنبت فيها حتى أشقى النباتات، لكن اليابانيون بقوة عقولهم و حبهم للعمل الجبار اليومي الغير منقطع حول اليابان من بقعة رماد إلى بقعة نور تشع النور للعالم بقوتها التكنولوجية، و ظهرت ألمانيا من انقاض الحرب متعلقة بحبل الحياة بيد واحدة لتكون من أزهى و أحلى الدول في العالم و أقواها إنتاجا و لم يتهم مغفل فيهم في يوم أن هناك من يحاول تعطيل مسير عملهم في إعادة الإعمار و لم يهدروا الوقت في الكلام الفراغ من نظرية المؤامرة بل اتجهوا للعمل الجاد الكفاحي في شتى قطاعات الدولة لتكون هي ألمانيا التي نعرفها الآن، أما العالم الإسلامي على العكس تماما، فهو بقعة من الرمل الجاف، فيها ناس عجاف، ناس احترفوا كلام الحيض و النفاس و تفسير الأحلام و أحكام الوضوء، جهلهم منهم و العيب فيهم و هم إما غافلين أو مغفلين.
استيقظوا يا مسلمون من نومكم، فلا أحد يتآمر عليكم، إنما انتم تتآمرون على أنفسكم بنفسكم، بكسلكم في العمل و احترافكم للكلام السخيف، و توقفوا عن الكذب على أنفسكم. مل العالم فشلكم و مل اتهامكم، فخذوا قليلا من الوقت لتنظروا إلى أنفسكم في المرآة لتعرفوا من هو المتآمر. كفاكم فشلا في الحياة مثل صديقي الذي رسب في أربع مواد، فلا تدعون الزمن يثبتكم في جهلكم، كما ثبت صديقي في صفه الرابع الثانوي.
اجتاحت هذه الرواية العالم بأكثر من ثمانين مليون نسخة، و ترجمت إلى أربعة و أربعين و منها اللغة العربية، و مهندسها هو الرياضي دان براون الذي هندس الأحداث بدقة ليجعل منها رواية لا تنسى بفكرتها الجوهرية. يقحم الكاتب في هذه الرواية و بقوة نظرية المؤامرة التي اعتاد أن يسخرها في كتبه اللاحقة، و يتكلم عن تستر الكنيسة الكاثوليكية على خبر زواج عيسى النصراني من مريم المجدلية و نسله المستمر ليومنا هذا، مستخدما رسومات العبقري ليوناردو دافنشي مثل لوحة "العشاء الأخير" ليشير أن من كان على يمين عيسى النصراني ليس بيوحنا بن زبدي، إنما هي مريم المجدلية، و غيرها من الرموز التي اعتقد الكاتب في روايته الخيالية بأنها مشفرة في التحف الأدبية ليوناردوا دافنشي. هذا الأمر الذي دعا سكرتير المكتب المقدس للفاتيكان الكاثوليكي "أنجلو أماتو" لمقاطعة الفلم لهذه الرواية، و كذلك أطلق الأساقفة الكاثوليك الأمريكان موقعا على الإنترنت ليردوا ما ورد في الرواية الذي كان حتما سيصور في الفلم على الشاشة الكبيرة للناس كلهم، و استمرت هذه الأفعال في جزر "الفارو" الأوروبية و الفلبين و تايلاند و الكثير من الدول المجاورة.
لا يقل حال المسلمون تجاه أوضاعهم عن حال الكاثوليك تجاه هذه الرواية القاحمة لأقدس معتقداتهم و هي ارتباط سيدهم النصراني بالمجدلية مريم، بل و إن حالتهم عجز الجميع عن علاجها لشدتها و حرارتها العالية التي لا برود لها أبدا. يعيش المسلم اليوم في جو كئيب خطير يملئه مرض "نظرية المؤامرة". أصبح المسلم يرجع كل شيء إلى مؤامرة خافية عنه، لا عين له ترى ولا أذن تُسمعه، فكل ما هناك أشباح تعمل خلف الكواليس العالمية بفن و دهاء لا كاشف لهما أبدا للقضاء على دينه الإسلامي. صار المسلم يُرجع كل حدث سلبي تمر به بلاده إلى هذه المؤامرة الخيالية المضحكة، و غالبا ما يكون مصدرها الغرب أو الغربي الذي ضحك علينا بثقل علمه و تعدد عتاده و نحن ننزف جهلا و جهل. إن من اول ما يفعله الخاسر، كما هو الحال في العالم الإسلامي، التعذر و التسبب بأشياء يخترعها هو نفسه، قد تكون حقيقية، و لكن اغلب الأوقات تكون وهمية يقولها لنفسه ليرضيها بالخسارة المرة، و لا عجب في المستقبل إذا انقطع شسع نعل أحد المسلمين يتهم عميل صهيوني في غزة بذلك!
لا أعرف لماذا يربط المسلمون فشلهم المخزي بالشبح المتآمر الخيالي، بل و هذا الإتهام يقلل من النظرة إليهم و يحقر قدرهم بين الناس أكثر و أكثر، فبدل أن يعملوا و يجتهدوا كباقي شعوب العالم المكافحة في حياتها لترفع من مكانتها و ترفه عيشتها، يتهمون الآخرين و هم جالسون لا حراك لهم!
ما أسباب هذا المرض؟
إن من أسرع الأجوبة التي استطيع ان اقدمها هو سهولة الإتهام و توجيه الإصبع، فالكلام أسهل من الفعل، فلا يستطيع المسلم أن يتهم مجتمعه أو دولته بالتخلف الذي يتخبط بين جدرانه، فمعظم مجتماعتنا جلادة للناقد ولا تتقبل اقل النقد و هذا موضوع آخر سأكتب فيه يوم ربما، فبكل سهولة و سخافة يوجه اصبعه إلى خارج إقليمه الفاشل و بالتالي يتبعه ناس كثر بعد ذلك الفعل، و يصدقون كذبه، و كما يقول هتلر: "إذا كذبت كذبة كبيرة و قلتها عدة مرات، سيصدقها الناس."
إن من أول أسباب فشل الدول الإسلامية و انحطاط مكانتها في المجتمع العالمي هو المسلم نفسه، فلا يوجد إنسان كالمسلم قليل الإنتاج، و الدليل هو انظر حولك او على خريطة العالم! إن العالم الإسلامي موبوء بقلة إنتاج المسلمون فيه، و تعددت الأسباب و الفشل واحد، فالدين هو يهدر وقتهم من جانب، و خلافاتهم التافهة بين طوائفهم المتقاتلة من جانب، و حبهم الجنوني للسلطة من جانب آخر، و صدق كارل ماركس عندما قال: "الدين مخدر الشعوب."
في أيام إمتحانات أخير السنة، كنت جالس على الكمبيوتر و فجأة ظهرت نافذة أحد أصدقائي في المسنجر، و تعجبت و ضحكت في نفس الوقت من إنسان "يشبك" في هذا الوقت من الليل الذي تفصله ساعات ثمينة قبل امتحانه! و قال لي: "إنشاء الله سأنجح"
قلت: "و هل سينزل الله عليك ملاك يكتب لك الأجوبة؟"
"أنا درست و إنشاء الله سأنجح."
"متى درست؟ رأيتك اليوم في المكان الفلاني و سلمت عليك، و الآن أنت على الإنترنت تضيع وقت أغلى من الماس."
"لا تفاول علي! إنشاء الله سأنجح."
هكذا المسلم دائما، العيب فيه و لكنه لا يفقه أمر نفسه ربما لقصر عقله، يزيد من تعلقه بالغيبيات الميثولوجية و يقلل عن عمله الجاد، ففشل في كل ميادين الحياة بلا استثناء، فخسر في الحرب و السلاح و الإنتاج و العلم و التعليم و التحضر و و و و.... و بعد فشله الفادح كله هذا يتهم غيره! فزاد غباء. حقيقة، لا ألوم الداهية إذا استغل إصرار أحدهم على جهله و كسله.
بعد استستلام اليابان في الحرب العالمية الثانية استسلاما غير مشروط، و لو نظر أحدهم إليها من السماء، لوجدها بقعة رماد لا تنبت فيها حتى أشقى النباتات، لكن اليابانيون بقوة عقولهم و حبهم للعمل الجبار اليومي الغير منقطع حول اليابان من بقعة رماد إلى بقعة نور تشع النور للعالم بقوتها التكنولوجية، و ظهرت ألمانيا من انقاض الحرب متعلقة بحبل الحياة بيد واحدة لتكون من أزهى و أحلى الدول في العالم و أقواها إنتاجا و لم يتهم مغفل فيهم في يوم أن هناك من يحاول تعطيل مسير عملهم في إعادة الإعمار و لم يهدروا الوقت في الكلام الفراغ من نظرية المؤامرة بل اتجهوا للعمل الجاد الكفاحي في شتى قطاعات الدولة لتكون هي ألمانيا التي نعرفها الآن، أما العالم الإسلامي على العكس تماما، فهو بقعة من الرمل الجاف، فيها ناس عجاف، ناس احترفوا كلام الحيض و النفاس و تفسير الأحلام و أحكام الوضوء، جهلهم منهم و العيب فيهم و هم إما غافلين أو مغفلين.
استيقظوا يا مسلمون من نومكم، فلا أحد يتآمر عليكم، إنما انتم تتآمرون على أنفسكم بنفسكم، بكسلكم في العمل و احترافكم للكلام السخيف، و توقفوا عن الكذب على أنفسكم. مل العالم فشلكم و مل اتهامكم، فخذوا قليلا من الوقت لتنظروا إلى أنفسكم في المرآة لتعرفوا من هو المتآمر. كفاكم فشلا في الحياة مثل صديقي الذي رسب في أربع مواد، فلا تدعون الزمن يثبتكم في جهلكم، كما ثبت صديقي في صفه الرابع الثانوي.