مذكرات خريجة .. (:

"عابرة"

عضو ذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم ..
___________________________

يتسلل الليل بخفة طاردا النهار .. تنسحب الشمس و تلملم شتاتها بهدوء .. تتقلص

اشعتها شيئا فشيئا .. حتى يستحوذ الليل على كل الأرجاء .. يملأها بالظلام.. ولولا

سنى القمر لساد الخوف و تجبر .. ولكن أبى القمر الا أن يرسل سناه ليبث السكينة

في النفوس .. و يحرك مكامنها .. ويستجيش أحاسيسها ووجدانها ..

كهذا هو الليل دائما يأتي محملا بالهدوء بعد صخب النهار و ضجيجه ..

لا أعلم ما السحر الذي يبعثه ذلك الليل بمكنوناتي فيجبرها على الخروج عنوة ..

تترائى امامي فأعيش فيها باحساساتي .. يفتح صندوق الذكريات الذي احمله

في قلبي و لا يملك مفتاحه سواي ..

ينثر الذكريات في الربوع .. ويملأ أجوائي بالأشواق تارة و الحنين لذلك الماضي الراحل

تارة أخرى ..

اعيش كل يوم مع ذكرى حفرت أحداثها في اعماقي ..

فاما أن أبتسم و أغمض بعدها أجفاني بهدوء و استسلم لنوم

سريع .. أو أبلل وسادتي ببعض الدمعات ..

ألما

أو حنينا ..

أو فرحا ..

:
:

هنا ستتجمع حروفي .. و تتراص بتناغم و انسجام ..

لترسم ذكرى ..

و تكتب عبرة ..

وتتحدث اليكم بصمت لكنه الصمت الصاخب

المفعم بالأحداث ..

:)

%D8%A8%D8%A1.jpg


 

Goethe

عضو مخضرم


بعد قراءة مدونتك ..

جزمت .. بأن خلف هذه الكلمات ..

حكايات .. ممتده .. من الفرح .. الى الجرح ..

( عابره )

انطلقي ..

لتكوني .. كــ أسراب العصافير الملونه ..

المحبه للحياه ..

متابع:وردة:



 

"عابرة"

عضو ذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم ..

الفاضل الجنازة ..

جزيت خيرا .. و هكذا الحياة تتأرجح بنا بين فرح و ترح


عزيزتي "جودي " .. سعيدة بوجودك :)

العزيزة " لنا أثر " .. شكرا جزيلا .. الأنوار مشرقة أبدا بوجودك :)
 

"عابرة"

عضو ذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم ..

:

شاءت الأقدار أن تنطلق صرخة تلك الطفلة معلنة دخولها كعضوة جديدة في معترك الحياة

غمرت الفرحة قلب الأم و ذلك الأب .. فبعد أن رزقهما الله عز وجل بولد أعطاه الله عز وجل شطرا

من الجمال ،، يمن الله عز وجل على الأسرة بابنه ،، و ما أجمل الاناث ،، خلقهن الباريء عز

وجل بقلوب فاضت بالحنان ة الرقة ،، بالدلال و الرحمة ،، فطرهن الله عز وجل على حب الزينة و

الجمال ..

ماذا نسميها يا ترى .. سلمى .. أم ســـارة ؟؟

و شاء الله عز وجل أن يسميني ســــارة :)

:
:

أكرمني الله عز وجل باسرة محافظة ،، مترابطة ،، و رزقني بأبوين صالحين همهما الأكبر

أن ينشئا أبناءهما تنشئة ايمانية صالحة ،، لذلك كانت امي تحرص و بشدة على اصطحابي

دائما الى حلقات تحفيظ القران القريبة من منزلنا الكبير ،، منزل العائلة الذي يضمنا جميعا

أسرتي ،، و أعمامي ،، بل وحتى عماتي ،،

لاحظت أمي بركة القران على حياة ابنتها الصغيرة التي تريد أن ترعاها كما الزهرة حتى تراها

فتاة يافعة ،، صالحة ،، ناجحة ،،

كان لتلك الجلسات الايمانية في المسجد ومع شيختنا لذة خاصة في نفسي رغم صغر سني

أحب العلاقات ،، و قيادة الاخريات ،، و طرح الأفكار ،، و المشاركة في الحوار

في كل حلقة قرانية كنت ذلك الرمز الذي يقود الاخريات و يوجههن .. أحيانا للصواب و احيانا

أخرى للشغب البريء و اللعب خصوصا عندما نصاب بالملل .. !

حتى في المدرسة .. كنت دائما داخل الصف أو خارجه .. اقود الاخريات نحو أهدافي التي

أرسمها .. أعترف انني كنت في أحيان معينة اكثر المشاغبة .. ولا زلت أتذكر

حينما عملت مجموعة مشاغبة داخل الفصل في حصة اللغة العربية ،، بينما تنهمك المعلمة

بالشرح ،، تلعب سارة و الشلة لعبة (( انسان ، حيوان ، جماد .. )) و فجاة و في لحظة

نسيت فيها أنني في حصة اللغة العربية ،، انطلقت صرختي بعفوية

" خلااااااصت " تبعتها ضحكة سرعان ما خفتت .. فقد بدأت باستيعاب ان المعلمة

في قمة عطاءها .. ! الكل يلتفت ،، ضحكات خافتة تنطلق من هنا وهناك بينما يتمعر وجهي

خوفا .. فالمعلمة تنظر لي بعينان يتطاير منها الشرر ..

بالكاد أستطيع أن أبتلع ريقي ،، يا ستيـــر .. !!

الصمت يعم المكان و صرخة تنطلق من حنجرة الملعمة الغاضبة ..

" ســــــــــارة .. لن أدخلك الحصة القادمة الى الفصل الا بعد تستدعي ولي أمرك .."

:
:

" يال الهول و الصدمة .." يا ويلي .. ماذا سأقول لأمي ..!!

بعد انتهاء الحصة الدراسية مباشرة .. أذهب للمعلمة لأعتذر و لأبدي أسفي لها

لكن دون جدوى .. تخنقني دموعي و لكني أخنقها و أحتفظ بها في أعماقي

و هذا ما عرفت به منذ صغري " لا أحب البكاء أمام أحد البته "

:
:

تتملكني الكابة في ذلك اليوم المقيت ،، ولا أطيق يومي الثقيل ذاك ،، في الفرصة يتذكر

الجميع الموقف نضحك ،، ولكن ضحكاتي هذه المرة يخالجها شعور عميق بالخوف .. ماذا

سأقول لأمي ..!!

و دائما نداء الفطرة في قلوب الاطفال الصافية و الطاهره يوجهها نحو السماء .. نحو الله عز وجل

أصلي و أجلس بعدها على سجادتي الوردية رافعة يداي الصغيرتان متوجهة ببصري الى السماء

و متمتة بكلمات متقطعة ،، تختلط فيها اللهجة العامية باللغة العربية ،، لغة الاطفال

لغة القلب ،،

وهكذا ما تعلمته من أمي الحبيبة ،، التي دائما ما أراها على عرش سجادتها ،، مطرقة ببصرها

رافعة يداها ،، و أراها تتمتم بكلما الدعاء ،، و تكرر يا الله يا الله ..

فطرة ،، وبراءة الطفل تعشق الفطرة تميل لها ،، و سرعان ما تتشربها ،،

:

أتجه لأمي .. وبذكاء الطفل .. اداعبها .. أضحكها قبل أن أصدمها :confused: ..

أحكي لها الموقف .. فتعود الدمعات لتخنقني ثانية .. لأجد أن صدر أمي الحنون

هو الملجأ الذي يكفكفها .. تربت ماما على كتفي بعض أن ضمنتي لها لتحتويني

و لتسكن جميع الخوف الذي يعتريني ..

لم توبخني .. ولكنها أرشدتني .. و طمأنتني .. و طلبت مني أن أعيد الاعتذار للمعلمة مرة

اخرى في يوم الغد ،، و ذكرتني باخلاق حافظ القران ،،لتوجهني مرة أخرى نحو السماء

لكن هذه المرة مستغفرة ،، طالبة العفو من ربي ،،

ياااه .. ما أجملها من أم و ما أعذبها من معاني ،، و ما أعمقها من مفاهيم غرستها أمي

و لازالت مغروسة بل محفورة بعمق في أعماق أعماقي ..

علمتني أن أحافظ على طفولتي مهما كبرت و تقدم بي السن ،، طفولتي التي تتميز

بنقاء القلب ،، و صفاء السريرة ،، و الاعتذار عن الخطأ ،، و الاستغفار عند الذنب

:
:

كبرت ،، و حملت هذه الذكرى معي ..

ذكرني بها الليل .. و حكتها لي الذكريات ..

:

تصبحون على خير :)


 

jody

عضو مخضرم
الله عليج يآ سـآرة .. ذكرتينّا بالذي مضى ..

الأمور المشتركة كثيرة ,سبحآن الله ,

ربي يحفظ لج الوآلد والوآلدة ..

..


مُتآبعة ,, لا تبطين علينّا


..

:وردة:​
 

هنوه

عضو ذهبي
عابرة تترك اثر عطر مع كل عبور


سارة تسر كل قارىء للسطور


مبدعة كما بها العهد معهود


خارج النص

اتعلمين اني اتابع اغلب ما تسطرين لكن ليس بالمدونة انما على الحائط الذي ترسمين اجمل لوحاتك عليه ;)

 
عابرة

ماشالله عليح وبارك الله في قلمج

تدرين با عابرة ان انت بنعمة تستحق الحمد والشكر ...

وجودج باسرة كريمة مستقرة حريصة على تنشئتك تنشئة صالحة وام حنونة قريبة منج

كثير من البنات بعمرج مالقوا هالحضن الدافي وصاروا يدورونه بر ا البيت !!! كثير من البنات ما لقوا التوجيه

المناسب وكان منتهى دور اهلهم هو ما يأكلون وما يلبسون ووين يسافرون وشيشترون !!!

هنيئا لج هالقعدة الغالية على السجادة الوردية حيث تبثين همومج وشجونج وترتاحين..

يا لها من حياة جميلة وراحة وسعادة لا يعرفها الامن ذاقها ...

وبانتظار احداث شائقة بلا شك

تحياتي
 

BoOmarQ8

عضو مميز
الأسرة الواعية المُهتمة نعمة عظيمة
إش كثر ناس أعرفهم مخوخهم نظيفة لكن انتهى بهم الأمر في أماكن لا تقدر مواهبهم ولا قدراتهم ... بسبب عدم وجود الموجه الناصح من الأسرة

متابع لهذا الموضوع ... مع أني لا أزال UnderGraduate :)
 

"عابرة"

عضو ذهبي
عزيزتي جودي .. اسعدني هذا الوضع المشترك :)

شكرا على الدعوة عزيزتي .. اللهم امين و لك بمثله و المسلمين ..

/
/

الغالية " هنوه " .. لقد أخجلتي تواضعي بحق ..:)

يشرفني مشاهدتك لحائطي (:)


/
/

عزيزتي " حرة بنت الأحرار "

لقد جعلتيني أفكر بهذه النعمة أكثر و أكثر .. الحمدلله رب العالمين ..

ان الله لا يضيع عبده صدقيني .. هو الذي يحوط عبده و يهديه ولكن عليه بذل الأسباب

و طلب الهداية بصدق .. فقد ولد سيد البشرية صلى الله عليه وسلم لأبوين مشركين

و نشأ في بيت عمه الذي مات وهو كافر .. ولكن الذي رباه وحماه هو الله عز وجل

:)

:
:

عزيزتي " ولنا أثر " ..

و هكذا سلسلة ذكرياتي حلقة تجر الاخرى .. فمن البداية حتى النهاية (؛


:

شكرا لكم جميعا .. أسعدتموني بحق :وردة:

 

"عابرة"

عضو ذهبي
الاخ الكريم " عطا الله " ..

الحمدلله رب العالمين .. و كما تفضلت و لكن هذا لا يعفي الشخص نفسه .. فاذا لم تتوفر البيئة

التي توجه فعليه أن يبذل هو الاسباب و يرسم أهدافه و ينجح في سيره في حياته .. وسيحتاج

الى مجهود مضاعف بلا شك ..
 
أعلى