دولة الصدف
كانت صدفة مفاجئة للجميع ان يقدم نائبان استجوابين لوزيرين في يوم واحد!.
وكانت صدفة ان النائبين يمثلان نفس الدائرة الانتخابية!.
وكانت صدفة ان استجوابيهما جاءا بعد ايام قليلة من تقديم نائب قبلي آخر استجوابا لسمو رئيس الوزراء!.
وستكون صدفة ايضا عندما يتقدم نائب آخر من نفس دائرة النائبين باستجوابه الموعود لنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع!. وستكتمل الصدف السعيدة عندما يحقق نواب المناطق الجنوبية وعدهم باستجواب رئيس الوزراء على خلفية التلوث البيئي!!.
بلد الصدف الجميلة تؤكد احداثه ان الحرص على الدستور والخوف على المال العام والدفاع عن المصلحة العامة امست بيد نواب قبليين، الذين يرون انهم الاجدر باستغلال الدستور وادواته من غيرهم... لانه زمنهم. ولانهم الاكثر حرصا على المال العام والدولة!!!.
ولن يكون من الصدف ان نرى حماس نواب من قبائل اخرى لتقديم استجوابات ساخنة لوزراء آخرين، فالسباق مفتوح وكل صاحب أزمة قديمة من حقه ان يستغل الفرصة ليلمع تاريخه باستجواب رأس كبير في الدولة.
فهؤلاء نواب لم يعد امامهم رؤوس كبيرة، بل لا يرون رؤوسا تستحق الحشيمة الا رؤوسهم، ولا شخوصا تستحق الاحترام الا حناجرهم.
المهم أن الصدف أمست تتوالى على الساحة الكويتية كل لحظة وكل صباح حتى أصبح من المؤكد أن هذه الصدف لابد من وجود خيط يربطها ببعضها البعض، ولابد من وجود عقل يدبر تناسقها وتوقيتها. ولابد أن هناك من يفتعل هذه الصدف لتبدو أنها صدف، مع انها خطوات مرسومة لطريق ينوي البعض السير فيه ليصل بالبلد الى نهاية محتومة عنوانها السقوط والفوضى.
لن ننصح النواب فكل له عقل في رأسه، وكل يتحمل مسؤولية تصرفاته. ولكننا نخشى فعلاً على أبناء الدول الاخرى والتي هي اصل وجسد أغلب القبائل المحلية. نخشى أن تلجأ دول اخرى الى تحجيم فرصهم خوفا من ان يطمعوا بتقليد أبناء عمومتهم الكويتيين.
أبناء القبائل خارج الكويت ربما يكونون هم ضحية البطر الذي يمارسه نواب عندنا بحماية الدستور، الذي لم يكتبوه ولم يساهموا في اصداره، ولكنهم - وهذا حقهم - يقطفون ثماره ويقتلعون اغصانه ويجتثون عروقه رافعين راية الدستور منشدين اغنية حمايته، التي كتبها ولحنها أحمد السعدون وجوقته من نواب ليبراليين أخذهم حماس القومية او الماركسية او البعث في زمن ما.
من جانب آخر فان الايام تؤكد لنا مع كل حراك سياسي ان هناك من يمسك بالخيوط التي تحرك المشهد، وهناك من يخطط لها تحركاتها وتصريحاتها وتصعيدها وتأزيمها ويدفع ثمن ذلك بطرق شتى.
وبعد ذلك يستكثر علينا البعض ان نتوجس من وجود مؤامرة على الديموقراطية الكويتية لها محرضوها من الخارج.
فكل هذه العبثية ليست وليدة الصدفة، وكل هذا الاصرار نحو التراكض الى حافة الهاوية لا يمكن أن يكون مجرد غباء سياسي أو انفعال نفسي نتيجة ردة فعل.
والدليل على ذلك - كمثال - ان بوعبدالعزيز ظل يمارس نفس الدور بنفس الاسلوب بنفس الاتجاه بنفس العزيمة على مدى 30 عاماً ولم يتوقف... حتى الآن! في حين انه لم يضف الى الديموقراطية الكويتية قيد انملة لا في تشريع ولا اعراف ولا انجاز سوى ترهيب شعوب الجوار من الديموقراطية.
ومسلم لم يترك وزيراً لمالية الا وتحرش به واستفزه واستجوبه، وهو لا يزال مستمرا في نفس النهج المؤزم مع الجميع. ولكن اي فائدة جنت الكويت او وزارة المالية من كل لغوة وتأزيم مسلم؟! لا شيء طبعا سوى ارهاب الدول والانظمة المحيطة من ان تصاب بعدوى الديموقراطية فيخرج لها نواب يطلع عندهم علقم مسلم كالشيوكولاته السويسرية.
يوماً من الأيام سيستفيق هذا الشعب المغيب بالصراخ والشعارات على حقيقة ما يجري حوله، ولكن الخوف كل الخوف ان يكون ذلك بعد الفوات.
اعزاءنا
مادام السفر الى حد الآن لا يحتاج الى ختم مسلم ولا موافقة بورمية، فعليكم بالسفر خلال العيد في محاولة لتناسي هذا الواقع المقرف، الذي يصر فيه البراك على أن وزير الداخلية إنسان مضلل وحرامي!! وسيعيد استجوابه مرة ثالثة ورابعة مهما جدد له المجلس الثقة.
ورسالة البراك هي انه إذا كان جابر الخالد «حرامي ومضلل ومدلس»، فما حال رجال الشرطة ومسؤولي وزارة الداخلية !! لا بد أن يكونوا أكثر حرمنة من وزيرهم، ولا شريف في الكويت إلا مسلم البراك.. وما علينا من أي بلطجي يعربد بالعمل البرلماني.
تاريخ النشر 19/11/2009
المصدر ..
................... التعليق .............
قرأت اليوم أكثر من مقال وفي أكثر من صحيفة جميعها
خصصت للهمز واللمز بأبناء القبائل من حيث الاقصاء والتشكيك
ومحاولة الايحاء بالتآمر والتبعية لجهات خارجية والسعي لجر
البلاد نحو الفوضى ..اخترت هذه المقالة من بينها لانها مباشرة
وواضحة .. ولم تعتمد التلميح والترميز ..
لنبحث عن اجابة لهذه الاسئلة ..
من المستفيد ياترى ؟؟
من المستفيد من هذا الفرز والاقصاء والتشكيك ؟؟
من المستفيد من تقسيم البلد الى فسطاطين متباغضين ؟؟
من المستفيد من التحشيد ضد ابناء القبائل والتحريض عليهم ؟؟
من المستفيد من تعبئة النفوس واحتقانها لتكون الاوضاع جاهزة للانفجار
في أي لحظة ونتيجة لأي تصرف أحمق قد يقوم به مختل عقليا فيحترق الجميع ؟؟
من الذي يدفع لهذا الكاتب المأجور واشباهه ويحميهم ليقطع بهم أوصال الوطن ويسرق
الأمن والاستقرار والطمأنينة من مواطنيه ؟؟
هو العدو الحقيقي للوطن فاكشفوه واوقفوا مخططه قبل أن يحرق المكان بمن فيه ..
مع التقدير ،،