الاستقرار.. هل أصبح حلما?!فيصل القناعي
اصبح هناك توافق حكومي ونيابي على ضرورة اقرار الدوائر الخمس كنظام انتخابي لمجلس الامة, وبهذا التوافق يفترض ان تنتهي الازمة والقضية التي ادت الى حل مجلس الامة اضافة الى ابتعاد بعض الوزراء الذين اطلق عليهم وزراء التأزيم عن التشكيل الوزاري في الحكومة الجديدة.
لقد تمت الاستجابة لرغبات ومطالبات نواب الاغلبية بهدف نزع فتيل اي ازمة قادمة او تصعيد من جانب بعض النواب, وعلى هذا الاساس يفترض ان نواجه هدوءا واستقرارا مثاليا على الساحة السياسية الكويتية خلال المرحلة المقبلة ونشهد جلسات هادئة ورومانسية تحت قبة البرلمان من دون صراخ وانفعال وضجيج واستخدام العبارات النارية ضد الوزراء وتهديد الحكومة بالويل والثبور.
هذه هي النتيجة المنطقية والواقعية التي ننتظرها بعد كل هذه التنازلات من الجانب الحكومي, والا فما فائدة كل هذا التراجع ما دامت الامور ستبقى على ما هي عليه?
هل يمكن ان نشهد جلسات في مجلس الامة من دون مزايدات وتوجيه الاتهامات واستخدام العبارات القوية واستعراضات القوة والعضلات الكلامية?
نحلم بفترة من الهدوء والاستقرار والعمل المخلص والجاد من اجل تحقيق منافع ومصالح البلاد والعباد ونريد للبلد ان تأخذ اجازة استجمام وراحة من المعارك التي انهكت الوطن واتعبته ووصلت الى عظم الوحدة الوطنية وزلزلت اركانها واحدثت شروخا في جدارها الذي نستظل تحته جميعا.
نريدها وقفة مراجعة للنفس واعادة للحسابات وقراءة سليمة للاحداث التي مر بها الوطن ومدى تأثيرها على الاستقرار حاضرا ومستقبلا..
الوطن ليس ما نعيش فيه بل ما يعيش فينا !!
* أمين سر جمعية الصحافيين