قال أحدهم: عندما كنت أسير في أحد اسواق فلسطين بعد الانتفاضة الاولى ,
قام جنود الاحتلال بالقبض على شاب فلسطيني و انهالوا عليه بالضرب المبرح ,
فجأة ظهرت سيدة فلسطينية تحمل رضيعا و بدأت بضرب الشاب مع الجنود !
ثم قامت بالقاء رضيعها عليه صارخة : ( قلتلك لا تطلع من البيت اليوم , بس أنت ما بترد على حدا ) ,
ثم بدأت بالبكاء و أردفت : ( أنا تعبت منك و من العيشة معك , خذ إبنك و دبر حالك ...) و ألقت الطفل على الشاب و رحلت ..
جنود الاحتلال شعروا بالارتباك فتركوا الشاب و الطفل ...
بعد عشر دقائق ظهرت السيدة , أخذت الطفل و طلبت من الشاب أخذ الحيطة و رحلت مرة أخرى ... تبين لنا حينها أنهم كانوا غرباء تماما عن بعضهم البعض ! "
هذه الإمرأة لم تكن تمثل أو تتظاهر , و لم تكن تعتبر نفسها "ناشطة" أو "حقوقية" أو "صانعة تغيير" , بل كانت "تتفاعل" بشكل تلقائي و عفوي مع مظهر من مظاهر الظلم ..
يعلق راوي القصة في المقالة : " ما فعلته السيدة أعاد ثقتي بالانسان: كيف يمكن أن يكون البشر مبدعين في الدفاع عن العدالة بطرق لا يمكن التنبؤ بها؟
فهذه السيدة تصرفت خارج السائد من الأعراف، و بدون نية "احداث التأثير الاجتماعي" ... لقد خاطرت بحياة طفلها و دون حسبان للعواقب , و دون اهتمام لمذهب الشاب السياسي أو الديني .." !