طالعتنا الصحف اليوم على صور لإعلان لتأبين لـ"الشهيد" النافق علي حسن المجيد (الكيماوي) .. إين عم "الشهيد" المقبور صدام حسين .. وذلك في إحدى الصحف القطرية ..
ورغم أن ما ذكرني بهذا الموضوع هو الإعلان السابق .. إلا أن هذا الموضوع أكتبه عن شيء مختلف تماما .. وهو "دور قطر الإقليمي" ..
بصراحه .. لن أستغرب أبدا في يوم ما إن أفقت صباحا على خبر تغيير مسمى "دولة قطر" الشقيقة .. إلى "جمهورية قطر العظمى" .. والمعطيات والشواهد التي تدفعني لهذا الإعتقاد كثيرة ..
الإخوة في قطر .. ولنكن أكثر تحديدا في حكومة قطر .. يمارسون دورا يفوق بمراحل فلكية حجم أي دولة بمقومات الشقيقة قطر ..
قد يقول قائل أن هذه علامة إيجابية ، ودليل على النشاط الدبلوماسي للأخوة في قطر .. وقد أتفق جزئيا مع هذه النظرة .. ولكن ..
المشكلة تكمن في أمرين ... التناقض .. وتجاوز الحدود المعقولة لهذا النشاط ..
الأخوة في قطر .. يستضيفون أركان النظام السابق .. مثل ناجي صبري وزير خارجية النظام .. ورياض القيسي وكيل الخارجية العراقي الذي أصبح يحظر القمم الخليجية كعضو في الوفد القطري ..
ورغم ذلك لا نزال نتذكر أن قاعدة العديد القطرية كانت هي المنطلق الأساسي لتحرير العراق وإسقاط نظام "الشهيد" المقبور صدام حسين وزبانيته ..
تناقض آخر تعيشه قطر .. حين تجيّر مواقفها إلى جانب ما يعرف بدول الممانعة .. سوريا وإيران .. وحزب الله وحماس .. وتدفع مئات الملايين لدعم هذا الموقف ..
وفي نفس الوقت تستضيف مقر القيادة الأمريكية الوسطى ، ومقر الممثلية التجارية الإسرائيلية (السفارة المقنعة) في الدوحة .. كيف يمكن تحليلها بالله عليكم ؟؟
أيضا حين يكرر أشقاء قطر الخليجيون شكواهم من قناة الجزيرة وما تبثه من سموم .. يتعذر المسئولين القطريين بأنها "شركة خاصة" .. ولا يستطيعون التدخل في إدارتها .. لكن في نفس الوقت تجد هذه الدولة .. دولة الدستور والقانون ..
تطرد آلاف المواطنين وترميهم على الحدود .. دون أي "عذر" قانوني .. اللهم إلا أن "طويل العمر" زعلان عليهم ..
كل هذه التناقضات تعيش معها حكومة قطر بإرتياح .. وتعامي .. وتزيد عليه في محاولة لعب أدوار إقليمية أكبر من حجمها بكثر .. وهذا هو الأمر الآخر الذي يؤكد توقعي لـ "جمهورية قطر العظمى " ..
فأينما تذهب لترى النزاعات السياسية في العالم .. ستجد أن الأخوة في قطر دخلوا طرفا أو وسيطا في هذا النزاع .. فلسطين .. لبنان .. دارفور .. صعده .. الخ ..
طبعا هذه الوساطات ليست بسبب خبرة المفاوض القطري وإحترافيته التفاوضيه .. ولا بسبب المكانة التي تتبوأها قطر لدى الأطراف المتنازعه ..
بل لأنهم يستخدمون "المال" لمحاولة الخروج بإتفاق يضمن للشيخ حمد رئيس الوزراء/وزير الخارجية الخروج بصورة جماعية مع طرفي النزاع .. وبالنسبة للأخوة هناك هذه "الدعاية السياسية" تستحق ما يدفع لأجلها ..
هذا الدور التي تتطلع له قطر .. يذكرني بمشهد ربما يتكرر في العديد من المجتمعات العربية ..
يكون الشخص - على قد حاله - يعيش وسط مجتمعه القبلي أو العائلي ... وبعدها يمن الله عليه بكم دينار .. فيبدأ مرض تضخم الذات لديه .. ويقرر فجأة أن يـ"شيخ" على من حوله .. متناسيا أن "الشيخه" ليست مالا فقط .. بل لها إعتبارات أخرى كثيره .. كالتاريخ .. والقدرات الشخصية ..
أيضا بالنسبة للدول .. أن تكون هذه الدولة أو تلك دولة محورية في إقليمها .. يتطلب مؤهلات وقدرات أكبر بكثير من إيرادات النفط والغار .. وفي ظل غياب هذه الإمكانات .. تظل محاولاتها لتقمص هذا الدور ..
مجرد هدر للأموال .. قد يكون من الأجدى إستثمارها في مجال آخر ..
...