الكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم لايزال مستمرا بسلسة مقالاته التي يصفها البعض بالجريئة والتي تعكس الواقع وتأتي من مواطن يهتم بمستقبل وطنه ..
وتهمه إستمرار الديمقراطيه في البلاد .. ولا تأخذه في الله لومة لائم ..
على العكس يرى البعض الآخر مقالات الجاسم أنها وإن إحتوت على بعض الحقائق "أحيانا" .. ألا أنه لا يمكن قبولها من شخص بتاريخ محمد الجاسم المليء بعدائه للديمقراطيه ..
ودفاعه عن أحد أشهر أعلام الفساد في البلاد وهو الشيء الذي لا يتنكر له الجاسم .. بل لا يزال "ظاهريا" يفخر به ..
إضافة إلى ذلك .. فجوره بالخصومه بشكل لا يقبله عقل مثل إتهامه رئيس الوزراء بالتعامل مع مخابرات دولة أخرى ..
وهو أمر يستحيل تصديقه ووجوده تحت عين أعلى المراجع في البلد .. وكأن الجاسم يريدنا أن نصدق أنه أكثر وطنية وحرصا على البلد من كل هؤلاء ..
الحقيقة أنني أجد أن أسلوب مقالات الجاسم في الفترة الأخيرة .. إتخذ شكلا مشابها لمقالات الكاتب فؤاد الهاشم ..
الذي إشتهر بنقده الخارج عن حدود الأدب والإحترام لكل من يختلف مع ملاك جريدته ..
وبالطبع كما يثار في الساحه السياسيه .. فأن مهمة فؤاد الهاشم هي مجرد النزول بمستوى النقد إلى مستوى منحدر ..
ويتكفل الملاك بكل ما يقرره القضاء من غرامات مالية نتيجة القضايا التي يرفعها المتضررون ..
الفرق بين محمد عبدالقادر الجاسم .. وفؤاد الهاشم .. بسيط وغالي الثمن في نفس الوقت ..
وهذا الفرق يشابه الفرق بين سيارتي اللكزس (Lexus) والتويوتا (Toyota) ..
كلاهما خرج من نفس المصنع .. ولهما نفس الهيكل .. وأيضا صممهما نفس الخبراء ..
الفرق أن الأولى (اللكزس) لديها بعض المميزات الفارهة .. والمخصصة للكبار في اللعبة السياسية .. وبالتالي فهي غالية الثمن ..
أما التويوتا فهي موجهه للعامه من الناس .. وبالتالي فهي ذات سعر أقل بكثير من اللكزس .. وأملها أن تلفت إهتمام أحد كبار اللعبة شبه معدوم ..
الجاسم .. وإن كان يلعب في منطقة ذات "ضغط عالي جدا" .. وهو منذ إنفصاله عن المصنع الأم ..
يحاول تقمص دور الـ ٍSolo Singer للإيحاء بأنه يقدم وجهة نظر متجردة .. وبعيدة عن أية مصدر دعم يؤمن له هذا السقف العالي من النقد ..
إلا أنه أصبح من الواضح أنه غير التكتيك .. وأصبح "يمدح بوضوح" .. و "ينتقد بوضوح" ..
وما مقالاته الأخيرة التي يطالب بها بـ"عودة التوازن" والأخرى التي يتكلم بها عن "السلطان" و "إبن السلطان" .. إلا خير دليل على المدح الواضح والنقد الواضح ..
لنتفكر فقط في الأسماء التي يضعها الجاسم في مرمى سهامه في السنوات الماضيه ( أحمد الفهد ، الخرافي ، ناصر المحمد ) ..
كلها شخصيات معروفه وتشترك بعلاقتها غير الحميمه مع أحد الشيوخ ..
ورغم أنهم نفسهم يختلفون في ما بينهم ولهم مواقف تصر إلى درجة كبيرة من التوتر .. لكن موقف الجاسم منهم واحد ..
الآن هل لم يعد كافيا نقد هذه الشخصيات .. ومطلوب تعلية السقف مره أخرى ؟؟
أيضا السؤال الآخر والأهم الذي نطرحه اليوم بعد صدور "حكم تعويض" لرئيس الوزراء ضد محمد الجاسم .. هل سيستمر الجاسم في النقد بهذا المستوى..
وهل له القدره على "الدفع من كيسه" .. لتعويض كل من رفع قضيه ضده .. أما أن أمر الغرامات والقضايا أمر يسير .. وهناك من يتكفل به ؟؟؟
.