صانع التاريخ
عضو بلاتيني
قبل سنوات تحدث المدعو ياسر الحبيب من لندن عما سماه الدعوة لإقامة ما اعتبره دولة البحرين الكبرى على أنقاض دولة الكويت الحالية والمنطقة الشرقية بعد انفصالها المفترض عن المملكة العربية السعودية إضافة إلى البقعة الجغرافية التي تمثل مملكة البحرين حاليا !!! ،
أي أن حدود هذه الدولة تمتد من البحيث شمالا ) الجزء الكويتي من أم قصر ) وحتى سلوى جنوبا وهي نقطة حدود المملكة العربية السعودية مع قطر !!! ،
هذه الحدود كانت إلى عهد قريب هي حدود دولة ابن عريعر وهي حضارة سادت ثم بادت !!! ،
ودعوة ياسر الحبيب ليست منفصلة عن بعض الروايات في كتب شيعية تتحدث عن السيطرة على هذه المنطقة ؛ بل إن بعض المعلومات تفيد بأن من غلاة الشيعة مَن يعتقد أن إقامة الجسر بين البر الأحسائي وجزيرة البحرين ما هي إلا نبوءة قديمة منذ أيام القرامطة !!! ...
كلام مثير للضحك طبعا ولا يستحق التعليق عليه ؛ ولكن أيضا بالمقابل فإن الجانب الوهابي كلما دانت له نجد بالولاء ثم فكر بالتوسع تكون الأحساء وشواطئ الخليج هي هدفهم الأول !!! ،
ولولا أن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان محتاجا لمهادنة الإنجليز ووقع معهم اتفاقية دارين عام 1915 والتي تعهد بموجبها ألا يحتل إمارات الخليج ولا يسقط حكمها لكان الخليج اليوم كله سعوديا !!! ،
لكن ابن سعود لم يكن بمقدوره استعادة ملك أجداده الضائع لولا استضافته في محمية الكويت الإنجليزية في ذلك الوقت ومعاونته من قبل الإنجليز وشيخ الكويت !!! ،
فكان لزاما عليه أن يتخلى عن فكرة التوسع خليجيا ويكتفي باستعادة إقليم الأحساء ..
كيفما كان السياق التاريخي فإن الفكر المتطرف لدى الشيعة والسنة حينما يتعامل مع هذه المنطقة الحيوية من البحيث إلى سلوى يطرح فكرة الإقصاء وإسقاط النظم الحاكمة والاحتلال إلخ ،
وهذا المنطق في عام 2010 م منطق لا يمكن اعتماده ؛ إذ أن النظم الحاكمة لو تمت محاولة إسقاطها لا قدر الله فإن تبعات ذلك ستكون كارثية وتؤدي إلى انفلات لا يمكن ضبطه ،
لكن في نفس الوقت نتساءل ونقول :
هل يمكننا أن نقيم كيان البحرين الكبرى على طريقتنا بعيدا عن الغلو الشيعي والتطرف السني ؟؟؟ ،
الجواب هو نعم ؛ فلو راجعنا الأهمية الاستراتيجية لمنطقتنا لوجدناها مرتبطة بالبترول والذي قامت اقتصاديات دولنا عليه ،
ولو فكرنا في الأنظمة الحاكمة الثلاث والموجودة في النطاق الجغرافي للبحرين الكبرى ( نظام حكم آل سعود * نظام حكم آل الصباح ) نظام حكم آل خليفة ) لوجدناها أنظمة سياسية ميالة لتحقيق الاستقرار في ظل الازدهار رغم ما يعتري ممارسات تلك الأنظمة من أخطاء وفساد !!! ،
لذلك فإن معالجة تلك المظاهر يمكن القيام بها من خلال المناصحة تارة والضغوط الشعبية تارة أخرى ولكن دون التفكير في إقصائها بإسقاطها ،
كما أن الدول الكبرى تفضل التعامل مع دول خليجية مستقرة محكومة بأنظمة تقليدية مطعمة بمؤسسات حديثة ...
بناء على ما تقدم فإن البحرين الكبرى من الناحية الاستراتيجية يمكن أن تقوم كشركة نفط كبيرة بعد دمج أرامكو والكيؤوسي وشركة نفط البحرين المحدودة في شركة واحدة اسمها ( شركة البحرين الكبرى ) ،
وعندما نسقط كلمة ( نفط ) من هذه التسمية فإننا قد تعمدنا ذلك حتى نتيح لهذه الشركة القيام بأدوار تنموية واجتماعية بل وحتى المشاركة في أنشطة سياسية إن تطلب الأمر ،
فهذه الشركة يجب أن تكون نموذجا يشابه شركة الهند الشرقية الإنجليزية التي كانت تحكم شبه القارة الهندية بل وحتى منطقة الخليج ذاتها في نفس الوقت الذي كانت فيه الأسر الحاكمة موجودة ومحمية من بريطانيا ...
قيام شركة البحرين الكبرى ستكون له فوائد جم من أهمها :
1 – تقوية اقتصاديات السعودية والكويت والبحرين وبالتالي تدعيم استقرارها سياسيا ...
2 – وضع أساس متين موحد يحفظ ثروات المنطقة الهائلة في يد قوية يمكنها التعامل مع أي اختلالات سياسية في المنطقة سواء كانت نتيجة عوامل داخلية أو خارجية دون انعكاس تلك الاختلالات على الثروة البترولية في المنطقة مثلما حدث في العراق بعد سقوط النظام الملكي هناك حينما لم يتمكن الشعب العراقي من الاستفادة من ثرواته الهائلة !!! ...
3 – خلق فرص عمل هائلة أمام شباب المنطقة وإيجاد وسائل تأهيلية وتدريبية لهم سيكون من آثارها التخفيف من نسبة البطالة في الدول الثلاث وبالتالي تخفيف الضغط على حكوماتها ...
4 – تفويت الفرصة على إيرام التي تسعى دائما لزعزعة أمن مملكة البحرين من بوابة الاقتصاد ؛ إذ أن شركة البحرين الكبرى ستغير معالم الحياة في مملكة البحرين وتخلق أمام أبنائها فرصة تحقيق ازدهار اقتصادي وتحسين مستوى معيشتهم وبالتالي انتفاء الحاجة لوجود شعور يتعاطف مع إيران لدى الطبقة البحرانية الفقيرة ...
هكذا يجب أن تكون البحرين الكبرى :
" وحدة دون إلغاء ؛ وازدهار ونماء دون إسقاط أو إقصاء " ...
أي أن حدود هذه الدولة تمتد من البحيث شمالا ) الجزء الكويتي من أم قصر ) وحتى سلوى جنوبا وهي نقطة حدود المملكة العربية السعودية مع قطر !!! ،
هذه الحدود كانت إلى عهد قريب هي حدود دولة ابن عريعر وهي حضارة سادت ثم بادت !!! ،
ودعوة ياسر الحبيب ليست منفصلة عن بعض الروايات في كتب شيعية تتحدث عن السيطرة على هذه المنطقة ؛ بل إن بعض المعلومات تفيد بأن من غلاة الشيعة مَن يعتقد أن إقامة الجسر بين البر الأحسائي وجزيرة البحرين ما هي إلا نبوءة قديمة منذ أيام القرامطة !!! ...
كلام مثير للضحك طبعا ولا يستحق التعليق عليه ؛ ولكن أيضا بالمقابل فإن الجانب الوهابي كلما دانت له نجد بالولاء ثم فكر بالتوسع تكون الأحساء وشواطئ الخليج هي هدفهم الأول !!! ،
ولولا أن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود كان محتاجا لمهادنة الإنجليز ووقع معهم اتفاقية دارين عام 1915 والتي تعهد بموجبها ألا يحتل إمارات الخليج ولا يسقط حكمها لكان الخليج اليوم كله سعوديا !!! ،
لكن ابن سعود لم يكن بمقدوره استعادة ملك أجداده الضائع لولا استضافته في محمية الكويت الإنجليزية في ذلك الوقت ومعاونته من قبل الإنجليز وشيخ الكويت !!! ،
فكان لزاما عليه أن يتخلى عن فكرة التوسع خليجيا ويكتفي باستعادة إقليم الأحساء ..
كيفما كان السياق التاريخي فإن الفكر المتطرف لدى الشيعة والسنة حينما يتعامل مع هذه المنطقة الحيوية من البحيث إلى سلوى يطرح فكرة الإقصاء وإسقاط النظم الحاكمة والاحتلال إلخ ،
وهذا المنطق في عام 2010 م منطق لا يمكن اعتماده ؛ إذ أن النظم الحاكمة لو تمت محاولة إسقاطها لا قدر الله فإن تبعات ذلك ستكون كارثية وتؤدي إلى انفلات لا يمكن ضبطه ،
لكن في نفس الوقت نتساءل ونقول :
هل يمكننا أن نقيم كيان البحرين الكبرى على طريقتنا بعيدا عن الغلو الشيعي والتطرف السني ؟؟؟ ،
الجواب هو نعم ؛ فلو راجعنا الأهمية الاستراتيجية لمنطقتنا لوجدناها مرتبطة بالبترول والذي قامت اقتصاديات دولنا عليه ،
ولو فكرنا في الأنظمة الحاكمة الثلاث والموجودة في النطاق الجغرافي للبحرين الكبرى ( نظام حكم آل سعود * نظام حكم آل الصباح ) نظام حكم آل خليفة ) لوجدناها أنظمة سياسية ميالة لتحقيق الاستقرار في ظل الازدهار رغم ما يعتري ممارسات تلك الأنظمة من أخطاء وفساد !!! ،
لذلك فإن معالجة تلك المظاهر يمكن القيام بها من خلال المناصحة تارة والضغوط الشعبية تارة أخرى ولكن دون التفكير في إقصائها بإسقاطها ،
كما أن الدول الكبرى تفضل التعامل مع دول خليجية مستقرة محكومة بأنظمة تقليدية مطعمة بمؤسسات حديثة ...
بناء على ما تقدم فإن البحرين الكبرى من الناحية الاستراتيجية يمكن أن تقوم كشركة نفط كبيرة بعد دمج أرامكو والكيؤوسي وشركة نفط البحرين المحدودة في شركة واحدة اسمها ( شركة البحرين الكبرى ) ،
وعندما نسقط كلمة ( نفط ) من هذه التسمية فإننا قد تعمدنا ذلك حتى نتيح لهذه الشركة القيام بأدوار تنموية واجتماعية بل وحتى المشاركة في أنشطة سياسية إن تطلب الأمر ،
فهذه الشركة يجب أن تكون نموذجا يشابه شركة الهند الشرقية الإنجليزية التي كانت تحكم شبه القارة الهندية بل وحتى منطقة الخليج ذاتها في نفس الوقت الذي كانت فيه الأسر الحاكمة موجودة ومحمية من بريطانيا ...
قيام شركة البحرين الكبرى ستكون له فوائد جم من أهمها :
1 – تقوية اقتصاديات السعودية والكويت والبحرين وبالتالي تدعيم استقرارها سياسيا ...
2 – وضع أساس متين موحد يحفظ ثروات المنطقة الهائلة في يد قوية يمكنها التعامل مع أي اختلالات سياسية في المنطقة سواء كانت نتيجة عوامل داخلية أو خارجية دون انعكاس تلك الاختلالات على الثروة البترولية في المنطقة مثلما حدث في العراق بعد سقوط النظام الملكي هناك حينما لم يتمكن الشعب العراقي من الاستفادة من ثرواته الهائلة !!! ...
3 – خلق فرص عمل هائلة أمام شباب المنطقة وإيجاد وسائل تأهيلية وتدريبية لهم سيكون من آثارها التخفيف من نسبة البطالة في الدول الثلاث وبالتالي تخفيف الضغط على حكوماتها ...
4 – تفويت الفرصة على إيرام التي تسعى دائما لزعزعة أمن مملكة البحرين من بوابة الاقتصاد ؛ إذ أن شركة البحرين الكبرى ستغير معالم الحياة في مملكة البحرين وتخلق أمام أبنائها فرصة تحقيق ازدهار اقتصادي وتحسين مستوى معيشتهم وبالتالي انتفاء الحاجة لوجود شعور يتعاطف مع إيران لدى الطبقة البحرانية الفقيرة ...
هكذا يجب أن تكون البحرين الكبرى :
" وحدة دون إلغاء ؛ وازدهار ونماء دون إسقاط أو إقصاء " ...