المحامي هي الناطق الرسمي عن الموكّل، وهو يمثله أمام القانون؛ لذلك نرى أصحاب العقول والمكانة في المجتمع يحرصون على توكيل محامين محترمين متزنين، لهم سمعة طيبة في المجتمع، وذلك باعتبار أن المحامي هو مرآة الموكّل .
رئيس الوزراء ناصر المحمد وكّل محاميه المعروف عماد السيف في أكثر قضاياه إن لم يكن جميعها، لذلك فإن عماد السيف أصبح ممثل ناصر المحمد أمام القانون، وأمام المجتمع أيضا، لأنه اعتاد على إصدار البيانات والتصريحات الصحفية في كل صغيرة وكبيرة تمس موكّله !
لم يستوعب ناصر المحمد فكرة أنه رئيس وزراء ويمسى في الأعراف السياسية رجل دولة ، وأن عليه يتعامل مع الحياة السياسية القاسية بجلد وتحمل، فلا يكون جلده رقيقا إلى هذا الحد الذي يشعر فيه بالتجريح من أرق (نسمة هوا !! ) ، لذلك فإنه يحرك محاميه عند أقل كلمة توجه إليه.
للأسف ناصر المحمد لم يستوعب فكرة أن عماد السيف يمثله أمام القانون، وأصبح ( شاء أم أبى ) يمثله أمام الناس بفضل سيل التصريحات التي أدمنها عند كل قضية !! وليت تلك التصريحات تكون بلغة قانونية رفيعة تناسب منصب رئاسة الوزراء، ولكنها – وللأسف الشديد - تصريحات بلغة منحطّة شوارعية، فيها من الألفاظ والعبارات والتجاوزات ما ينبغي أن يترفع عنها ناصر المحمد.
عماد السيف يدخل في جدالات عقيمة، وتعليقات سقيمة، بعد كل قضية تُنظر أمام القضاء، وأحيانا تكون بلغة الشماتة والتحدي والمُسفّ، وكأنه تناسى أنه يمثل رئيس وزراء الكويت، بل بلغت جرأته أنه يعتبر – وأمام المحكمة – ناصر المحمد هو حاكم الكويت في المستقبل، متجاوزا بصورة خطيرة كل الأصول والأعراف، بل ومتجاوزا أطراف لها حق التقرير، ولها كلمة يجب أن تُسمع في هذا الموضوع!!
للأسف تصدر كل هذه التخبطات والإنحطاطات من محامي الرئيس، والرئيس صامت لم ينطق بحرف واحد، وهذا لا يُفهم منه إلا أنه يتم بموافقة ومباركة الرئيس ناصر المحمد على كل حرف ينطق به محاميه الأهوج !!
يبدو أن ناصر المحمد سعيد جدا بالفرقة التي حوله تصفق وترقص، هذه الفرقة المستأجرة التي أدمنت على التسبيح بحمد الرئيس، والإنقضاض على كل من يمسه بشعرة أو همسة !!
يا ناصر المحمد هل يُشرفك أن يدافع عنك نبيل الفضل، ومحمد الجويهل، وفجر السعيد، وعايشة الرشيد وقناة سكوب، وطلال السعيد.. وبقية أعضاء فرقة حي الطرب؟!! هل تتشرف بأن يكون هؤلاء هم الفريق المدافع عنك بأخس الوسائل وأحط العبارات والألفاظ؟!!
لو كنت لا تقبل بذلك ياناصر المحمد لرفضتَ رفضا قاطعا أن يكون هؤلاء محسوبين عليك، وأنت تعرف مَن هؤلاء بالنسبة للشعب الكويتي، فإذا أردت أن تعرف مكانتك عند الناس فانظر إلى مكانة هذه الفرقة عند الناس.. عند ذلك ستعرف مكانتك جيدا !!
إنك وللأسف الشديد لم تكرّم نفسك عن هؤلاء القوم، فلا تنتظر من الناس أن ينظروا إليك بأحسنَ مما ينظرون إلى هؤلاء، وقديما قال الشاعر:
ومن يَغترِبْ يحْسِبْ عَدُوّاً صَديقَهُ *** ومَن لم يُكَرِّمْ نَفسَهُ لم يُكَرَّمِ
وَمَن يجعلِ المعرُوفَ من دون عِرْضِهِ *** يَفِرْهُ وَمَن لا يَتّقِ الشّتمَ يُشتَمِ
وَمَن يجعلِ المعرُوفَ من دون عِرْضِهِ *** يَفِرْهُ وَمَن لا يَتّقِ الشّتمَ يُشتَمِ
إنك يا رئيس الوزراء تجني على نفسك برضاك عن هؤلاء، وسكوتك عليهم، وعلى رأسهم محاميك الفاشل.. فإما أن تخلع نفسك من هذا الفريق وتعلن براءتك منهم، وإلا.. فأنت وهم سواء:
يقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو ماشاه
وللناس على الناس *** مقاييس وأشباه
تحياتي
بوسند
وللناس على الناس *** مقاييس وأشباه
تحياتي
بوسند