07 آب/أغسطس 2008
المرشحان الرئاسيان يطرحان إيجاد بدائل للطاقة في ضوء غلاء أسعار الوقود
المرشحان يتحدثان بالتفصيل عن مقترحاتهما بشأن الاقتصاد في الطاقة
من ميشيل أوستين، المحررة في موقع أميركا دوت غوف
بداية النص
واشنطن، 7 آب/أغسطس، 2008- في الوقت الذي ظهرت بوادر على تحول في آراء الأميركيين بشأن التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الأميركية، بدأ المرشحان الرئاسيان يعدلان وجهات نظرهما حيال ما اذا كان من المناسب السعي لاستخراج النفط على طول السواحل الأميركية.
ومع ازدياد هواجس وهموم الأميركيين ازاء ارتفاع أسعار الوقود الجنوني تراجع المرشحان جون ماكين وباراك أوباما عن معارضتهما للتنقيب على النفط على طول الشطآن الأميركية. ويستدل من نتائج استطلاعات الرأي ان أعدادا متزايدة من الأميركيين بدأت تدعم التنقيب البحري كسبيل لخفض اعتماد الولايات المتحدة على مستورداتها من النفط الأجنبي.
ولأسعار الوقود المرتفعة أثر جسيم على وسائل النقل لدى الأميركيين ونفقات غذائهم وتدفئتهم في وقت يواجهون فيه الكثير من المشاكل الإقتصادية. وفد هيمنت هذه المسألة لا خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية فحسب بل حتى في التنافس السياسي المحلي في طول البلاد وعرضها. (راجع المقال التالي: غلاء البنزين يقض مضاجع الأميركيين على موقع أميركا دوت غوف).
وفي حشد سياسي في مدينة لانسينغ بولاية ميشيغان يوم 4 الجاري، عرض المرشح عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما خطة طاقة وطنية تبلغ كلفتها 150 بليون دولار ذكر انها "ستوفر كميات من النفط على البلاد تزيد عما تستورده حاليا من فنزويلا والشرق الأوسط مجتمعين وذلك في غضون فترة 10 سنوات." وتقول خطة أوباما، الذي كان يناوئ التنقيب البحري على النفط بادئا، انه رغم ان الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنقب وتكتشف نفطا الى حد تحقق أمنها في مجال الطاقة، فان التنقيب على مبعدة من سواحل أميركا سيزيد من إمدادات النفط المحلي والمعروض منه.
اما المرشح الوشيك عن الحزب الجمهوري جون ماكين فهو يتشاطر رأي أوباما حيال التنقيب البحري، وذلك بعد ان وضع حدا لممانعته في حزيران/يونيو. وقال أثناء مهرجان سياسي بولاية بنسلفانيا يوم 4 الجاري: "أن أي شخص يزعم بأننا سنكون قادرين على تحقيق استقلالنا في الطاقة بمعزل عن استغلال، بل زيادة، مصادر الطاقة الحالية هو إما يفتقر للخبرة لفهم التحديات التي نواجهها او انه لا يصارح الشعب الأميركي."
وتدعو خطة أوباما لتقديم مبلغ 1000 دولار كقسيمة رصيد طاقة لكل أسرة، وهي نفقة سيمكن للحكومة أن تعوّض عليها من خلال فرض ضريبة جديدة على أرباح معينة تجنيها كبريات شركات النفط الأميركية. اما مناهضو هذه الضريبة المقترحة والتي تعرف بضريبة "الكسب المفاجئ"، وفي عدادهم المرشّح ماكين، فيقولون ان تدبيرا من هذا القبيل تبين حينما نفذ آخر مرة في 1980 لضبط القفزة في أسعار الوقود انه يأتي بعكس الغاية المرجوة.
* المرشحان يروجان لاستغلال مصادر نقية للطاقة
وبحسب خطته الخاصة بالطاقة، يقول أوباما ان التغيير المناخي نابع من استخدام وقود الأحافير كمصدر طاقة. ويضيف: "لدينا حاجة ملحّة أخلاقية وبيئية وإقتصادية وأمنية بمعالجة موضوع اعتمادنا على النفط الأجنبي ومعالجة التغيير المناخي بصورة جديّة ومستدامة."
وذكر اوباما انه سيعمل على زيادة معايير اقتصاد وقود العربات بنسبة 4 في المئة في العام كما سيسهّل طرح مليون سيارة تعمل على الطاقة الكهربائية بحلول 2015، وسيروج لتكنولوجيا الوقود الإحيائي وتقديم أرصدة ضريبية لتشجيع الأميركيين على ابتياع سيارات تستخدم طاقة أنظف. واذا انتخب المرشح الديمقراطي رئيسا للبلاد فسوف يسعى الى استبدال كامل أسطول البيت الأبيض من السيارات بعربات هجين خلال العام الأول من ولايته الرئاسية.
ودعا أوباما كذلك الى جعل نسبة 10 في المئة من الطاقة الكهربائية مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الريح والطاقة الشمسية وذلك بحلول العام 2012. ومن المباني التي يود أوباما ان تصبح "خضراء" تلك التي تملكها الحكومة الفدرالية التي باعتقاد البعض هي بمفردها أكبر مستهلكة للطاقة في العالم.
ويضيف اوباما ان مبادراته للطاقة لن توجد طاقة أنظف فحسب بل ستستحدث 5 ملايين فرصة عمل للصناعات الخضراء. ويشير الى أن برامج تدريب وتعيين مقترحة ستساعد الشبان والشابات على الحصول على وظائف في هذه الحقول.
وشأن منافسه أوباما يحبّذ ماكين تشجيع تكنولوجيا الوقود الإحيائي والترويج لاستخدام سيارات هجين او تعمل على الطاقة الكهربائية. ويشير الى انه سيعرض مكافأة قيمتها 300 مليون دولار لتطوير مجموعة بطاريات يمكنها أن ترقّي استعمال سيارات كهربائية. كما سيقدم رصيدا ضريبيا بقيمة 5000 دولار لكل من يشتري سيارة لا تنبعث منها الغازات الضارة.
ويعتبر ماكين ايضا ان وظائف الصناعة الخضراء المستحدثة يمكن أن تساعد الإقتصاد الأميركي المنكمش، اذ سيشجع الشركات على التفكير بأطر خضراء من خلال تقديم ارصدة ضريبية لتلك التني تقوم بأبحاث وتطوير في هذا المجال, كما يريد من الحكومة الفدرالية ان تكون رائدة في إنشاء مبان تتمتع بكفاءة في مضمار الطاقة.
ودعا المرشح الجمهوري كذلك الى قطع التزام سنوي بقيمة بليوني دولار للترويج لتكنولوجيات الفحم الحجري النقي. وفي حال انتخابه رئيسا فانه سيشيّد 45 معمل طاقة نووية بحلول 2030 فيما ذكر غريمه أوباما ان الأولى بالولايات المتحدة ان تهتم بتأمين طمر الفضلات النووية قبل ان تتدارس مسألة زيادة توليد الطاقة النووية.
المصدر