نظرة الإسلام إلى المرأة

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا .

أما بعد :

كثر كلام الناس في السنوات الأخيرة حول وضع المرأة في هذا العالم المترامي الأطراف _ وعقدت الندوات الدولية للمطالبة بحقوق المرأة وضرورة مساواتها بالرجل إنطلاقاً من طروحاتٍ أو صيحاتٍ من بعض من كتب حول هذا الموضوع ، فلقد قرأت مقالاً لكاتب حول موضوع مساوات المرأة بالرجل ، مفادها أن المرأة قد هضمت حقوقها ، وخصّ الكاتب الإسلام فزعم أنه هضم حق المرأة ، وأسقط منزلتها ، وجعلها متاعاً في يد الرجل . ونسوا أو تناسوا أن القرآن الكريم ما زال بين يدي المسلمين يتلون فيه قول الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا . إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) . فما موقف الإسلام من المرأة ؟
لقد عرض القرآن الكريم لكثير من شؤونٍ المرأة في أكثر من عشر سورٍ . وكل ما ورد من آياتٍ في هذه السور يُدلٌ على مدى عناية الإسلام بالمرأة وحقوقها ، وعلى المكانة التي ينبغي أن تُوضع فيها المرأة في المجتمع ، وهي مكانة لم تحظ المرأة بمثلها في شرعٍ كما في شرع الإسلام ، ولا في مجتمع يحتكم إلى تشريعٍ وضعيٍ لا في القديم ولا في الحديث ، لقد منح الإسلام المرأة كل حقٍ وصانها من كل شرٍ وعبثٍ وعن كلّ ما يخدش عفافها وحياءها ، فقد شرع الله تعالى في القرآن الكريم أحكاماً وآداباً تُرشد إلى حقوق المرأة ومنزلتها في الحياة . وأول هذه الحقوق حديثُ القرآن الكريم عن الأصل الذي تفرّع منه الإنسان ، إذ لا تفاضلُ بين المرأة والرجل من الناحية الإنسانية ، فكلاهما لآدم .

ولضيق الوقت أكمل الحديث لاحقاً إن يسر الله تعالى ذلك .
 

قناص كيفان

عضو جديد
.


لاخلاف مطلقاً معك في مسألة تميّز الإسلام بتكريم المرأة ووضعها في منزلتها التي تستحق .

لكن الخلل دائماً في التطبيق .

تبدو محاولة تبيان وضعيتها في الإسلام حجة ضعيفة مادام أداء المسلمين ناقصاً تجاهها .


الشكر لك .


.
 

ابوحفص

عضو فعال
.


لاخلاف مطلقاً معك في مسألة تميّز الإسلام بتكريم المرأة ووضعها في منزلتها التي تستحق .

لكن الخلل دائماً في التطبيق .

تبدو محاولة تبيان وضعيتها في الإسلام حجة ضعيفة مادام أداء المسلمين ناقصاً تجاهها .


الشكر لك .


.

الأخ الفاضل (( قناص كيفان )) حفظه الله تعالى _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ؛
لا شك أننا نعيش عصراً طغت فيه الشهوات بصورة عارمة صرفت كثيراً من المسلمين إلا من رحم ربك _ انحرفوا بعيداً عن معالم الطريق ، ووقعوا في الخبط والضلال والشرود .
ولكن فإن موكب الدعوة إلى الله الضارب في شعاب الزمان ماضٍ في الخط الواصب مستقيم الخطى ثابت الأقدام ، والذين احتملوا في الطريق إلى الله ما احتملوا فلم ييأسوا وساروا في ذلك الطريق الشاق ، أولئك لن يتركهم الله وحدهم ، وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم .


وأما قولك : (( تبدو محاولة تبيان وضعيتها في الإسلام حجة ضعيفه ... الخ )) . هذا القول يحتاج إلى بيان مقصوده .


وفقك الله تعالى أيها الأخ الفاضل لأذكى الأعمال وأعظم البركات إنه منان قدير .
 

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم

نواصل في هذه الصفحة ما توقفنا عنده في رسالتنا (( نظرة الإسلام إلى المرأة ))

قال الله تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) الآية .

وقد ترتب على ذلك أن سُمّيَ الرجل والداً والمرأة والدةً ، وجاءت أحكام القرآن الكريم بوضعهما معاً موضع التكريم والإجلال . فالذي يتهم الإسلام بالبعد عن مسايرة الحياة إما أن يكون ممن تلقّى أحكام الإسلام من مصادر زاغ فيها كاتبوها عن لُبّ الحقيقة ، وتعلقوا بصورٍ وأشكالٍ زعموها من الشرع والدين ، أو لم يكن له سبيلٍ إلى معرفة حقيقة الإسلام ، وإنما نشأ خصماً للإسلام بعصبيةٍ موروثةٍ ، فأخذ يُضفي على الإسلام ما شاء له هواه وشاءت له عصبيته الجاهلية .
وإذا كان ما أسلفنا تلبية لمقتضى الفطرة في الأصل الذي تكوّن منه الإنسان فإن الإسلام يُقرر أيضاً أن المرأة ذات مسؤولية مستقلة عن مسؤولية الرجل ، فهي مسؤولة عن نفسها وعن عبادتها وعن بيتها ، والمرأة في نظر ديننا الحنيف لا تقلُ في مطلق المسؤولية عن مسؤولية الرجل ، إن منزلتها في المثوبة والعقوبة عند الله تعالى معقودة بما يكون منها من طاعةٍ أو مخالفة .
وكذلك إن المرأة مسؤولة مسؤوليةً عامةً فيما يختص بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى الفضائل والتحذير من الرذائل ، قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ بأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) الآية . صحيحُ أن للرجل دائرته وللمرأة دائرتها ، ولكن الحياة لا تستقيم إلا بتكاتف النوعين معاً فيما ينهض بأمتهما .
أجل أيها المسلمون : لقد كرم الله تعالى المرأة أُمّاً وبنتاً وأختاً وزوجةً ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( النساء شقائق الرجال ) رواه أبو داود وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها . وبالله التوفيق .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين .
 
أعلى