الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية "دراسة تأصيلية"

بوجسوم

عضو ذهبي
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية

"دراسة تأصيلية"
للدكتور \ عبد السلام بن محمد الشويعر
عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية قسم العلوم الشرعية.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين . . أما بعد فإن مسألة ( الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية ) من المسائل التي يحتاجها الفقيه وتعرض له ، خصوصا عند نظره في الخلاف العالي بين المذاهب الفقهية ، فكثيرا ما يتوقف الناظر عند بعض المسائل الفقهية التي انفرد بها الظاهرية عن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة ، وذلك بسبب اختلاف أصول هذا المذهب عن البقية باعتماده على ظواهر النصوص وعدم عمله بالقياس ، إضافة لما في شخصية بعض المنتسبين إليه من التميز سواء في سلاسة العبارة وقوة الحجة ، أو شدة التعبير على المخالفين حتى قورن أحيانا بسيف الحجاج شدة وبطشا ، مما يجعل البعض يتوقف عند هذا المذهب وأصحابه وقفة إعجاب أحيانا ، أو حنق أحيانا أخرى ، أو توسطا بين ذلك توقف نظر وتأمل . فلذلك عمد بعض الباحثين لهذه المفردات فجمعها ، واعتنى بدراستها لكن من الناحية الفقهية فقط (1) .
ولما لم أقف على من أفرد النظر في هذه المفردات من ناحية تأصيلية ، من حيث اعتمادها والاعتداد بها مع ما يراه المطالع لكتب كثير من الفقهاء- مع جلالة قدرهم- عندما يحكون خلافا شاذا للظاهرية يتبعونه بعبارة مؤداها (أن خلاف الظاهرية غير معتبر) مع اختلاف في البناء والصياغة لهذا المعنى؛ ففي حين يكتفي البعض بهذا الرد عن مقارعتهم بالحجة والبرهان ، يزيد آخرون ببعض الأوصاف والنعوت الغريبة لهذا المذهب الفقهي ، حتى صارت هذه طريقة للبعض لرد خلاف الظاهرية دون النظر في دليلهم وتعليلهم ، بل وصمها بعض العلماء بأنها: ( طريقة القاصرين ، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم ، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق ). (2)
فأردت البحث في هذه المسألة ، وهل هي مسألة مسلمة بين الفقهاء ، أم هي من مواضع النزاع بينهم؟ وزاد عزمي ما سبق بيانه من عدم وقوفي على من أفرد بحثها ، مع أهميتها .
فجمعت شتات هذه المسألة من غير مظانها ، من بطون الكتب (3) ، وخبايا الزوايا بحسب المستطاع ، فإن هذه المسألة اشترك في بحثها شراح الأحاديث ، وعلماء الفقه عند ذكرهم لخلافات الظاهرية في الفروع الفقهية- وذكرها علماء الأصول- في مباحث الإجمـاع ، والقياس ، والاجتهاد والتقليد ، وغيرها من المباحث ، بل وكان للمؤرخين نصيب في ذكر هذه المسألة- كما سيأتي- . فسطرت هذا البحث جمعا للمتفرق ، وتوليفا لهذا الشتات ، سائلا الله تعالى التوفيق والسداد .
وجعلته في أربعة مباحث:
الأول : تحرير محل النزاع في المسألة .
الثاني : سبب الخلاف في المسألة .
الثالث : خلاف أهل العلم في المسألة ، وأدلتهم ، والترجيح .
الرابع : أمثلة تطبيقية لخلاف الظاهرية .
(1)منها كتاب: (ابن حزم والمسائل التي خالف فيها الجمهور في العقائد والأصول والعبادات) لمحمد صالح موسى حسين من منشورات جامعة (سبها) بليبيا سنة 1995م . وغيره
(2) ما بين القوسين من كلام الصنعاني في (العدة 1 \ 140).
(3) كان مجموع ما رجعت إليه من الكتب ونقلت عنه في هذه الوريقات ما ينيف على تسعين مرجعا.

التعليق:
من أخرج الظاهرية من الإجماع هم :
أبو إسحاق الاسفرائيني
أبو العباس القرطبي
النووي
بدر الدين الزركشي
أبو الحسن الكرخي
أبو بكر الجصاص الرازي
الحموي
ابن عابدين
أبو بكر الباقلاني
ابن بطال
أبو بكر ابن العربي
والدرديري
عليش
أبو العباس بن سريج
أبو علي بن أبي هريرة
القاضي أبو الحسن المروزي
أبو المعالي الجويني
أبو حامد الغزالي
ولي الله العراقي
أبو منصور البغدادي
نجم الدين الطوفي
تلاحظ أخي الكريم أن الأسماء السابقة من متعصبة المذاهب الأربعة ومن أهل الكلام المقدمين لأهوائهم وآرائهم وكلام أئمتهم على النصوص !!

سؤال حيرني كثيراً قبل أن أعرف إجابته

لماذا يتفق أهل المذاهب جميعاً على الطعن بمدرسة النص من الظاهرية وأصحاب الحديث ومن وافقهم في نفي القياس والتمسك بالنصوص .. أكثر من طعنهم ببعضهم رغم العداوة الشديدة بينهم ؟

الجواب : دائماً أخى الحبيب يختلف أهل الباطل فيما بينهم كثيراً فإذا ظهر أهل الحق نسوا خلافاتهم ونحوها جانباً وتكالبوا على الهجوم على أهل لأنهم رغم اختلافهم فى ميولهم ومشاربهم وأغراضهم ودوافعهم الخفية إلا أنه يجمعهم جميعاً شيء واحد وهو الحرج الذى يجدونه فى صدورهم من اتباع القرآن والحديث الشريف ....فيحاولون دفع هذا الحرج عن نفوسهم بمحاولة إظهار من يتبع الحديث وينفى القياس بمظهر المبطل لعل نفوسهم تهدأ وتسكن بذلك .... وهذا مرض نفسي معروف .......
نسأل الله جميعاً لهم ولمن اتبعهم الشفاء والهداية... والحمد لله الذى عافانا
 
أعلى