========================
مقدمة حول عقيدة الولاء والبراء
=========================
مقدمة حول عقيدة الولاء والبراء
=========================
السلام عليكم.
أصل هذا الموضوع الذي نحن بصدده هي عقيدة الولاء والبراء , وهي عقيدة إسلامية خالصة ثابتة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة , ودائما ما يحدث الخلل عندما لا يتم ضبط هذه العقيدة أو تقديم العقل عليها , والمسألة تقوم على قاعدة معروفة لدى البشر جميعا وهي مسألة الحب والبغض , فبعض الناس يجعل الحب والبغض في الله , وبعض الناس يجعلهما في غير الله , فيحب ويبغض في نفسه أو هواه أو ماله أو كرامته أو غير ذلك من الأمور الأخرى.
فحبيب حبيبي حبيبي , وعدو عدوي عدوي هذه ببساطة هي القاعدة والعقيدة الإسلامية , فمن أحب الله تعالى أحب أولياءه وكره أعداءه , ومن قل حب الله في قلبه لم يبالي بمن يوالي وبمن يعادي أو يبغض فالمسألة عنده لا تدور حول ربه وخالقه وما يريده منه وما أمره به أو نهاه عنه , وإنما يأتي الرب سبحانه في رتبة متأخرة من أوليات هذا الشخص ولهذا نرى التخبط في الأعمال الظاهرة والتي هي ترجمان القلب.
أصل الموالاة المحبة , وأصل البراء البغض , وهذه حالة قلبية تترجمها الجوارح إلى أفعال من نصرة ومؤازرة ومناصرة , ولأن كلمة التوحيد هي أصل الدنيا ومن أهل أرسل الله الرسل وبعث الأنبياء وأنزل الكتب , ومن أجلها إنقسم الناس إلى مؤمن وكافر , فقد كان لزاما على المسلم أن يعرف من يوالي ومن يتبرأ منه , وهذه حالات قلبية تنعكس على الجوارح وهي تعكس مدى عمق العقيدة الإسلامية وسلامتها في قلب الشخص من عدمه , فمهما ادعى المسلم أنه مؤمن موحد مخلص لم يصدق هذا الإدعاء إلا الأعمال التي أمر الله تعالى بها , ولذلك جعل الله تعالى علامة المحبة الإتباع , والمحبة فعل باطني والإتباع منه الظاهر والباطن فقال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] , فمن خالف الكتاب والسنة ثم ادعى محبة الله تعالى فهو جاهل أو كاذب لا ثالث لهما.
كل إنسان في الدنيا حتى الأنبياء وقمم الصلاح على الأرض كان لهم أعداء , فلا يهاب الإنسان أن يكون له عدوا من مشرك أو ملحد أو كافر , فإن المنهج الذي قبل به المسلم يعادي المنهج الذي قبل به غيره , ويتقاطعان في مسائل كثيرة ونقاط متعددة , فلا عجب أن يعاديك وأن يبغضك لذلك , والعجيب أن بعض المسلمين يهابون هذه العداوة ويطلبون أن يظهروا بمظهر معاكس تماما لما أمر به الشرع الحنيف , فإن الشرع ليس دواسة يدوسها الملحد والكافر ويمر عليها برضا المسلمين , وإنما هو رحمة ورهبة , جدال بالتي أحسن وغلظة على الكفار والمشركين ولكل مقام مقال ولكل زمان رجال.
وكل الخلل الواقع في حياتنا الدنيا نابع من عدم ضبط العقيدة الإسلامية أو أخذها من التلفاز والمحاضرات العامة بغير تدقيق أو دراسة وفقه لها , على الرغم من كون واجبة في حق كل مسلم لا تنفك عنه إلى يوم القيامة فهي أصل التوحيد ومن مقتضيات هذه الكلمة , وقليلا من يبذل جهدا أو وقتا لتحقيق هذا الواجب , والأعجب أن يتصدر مثل هذا لإرساء مفاهيم وأصول ما أنزل الله بها من سلطان ويجاهد أهل التوحيد ويناصر أهل الإلحاد , وهذا خطأ فاحش يترتب عليه جنة ونار يوم القيامة كما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
يتبع إن شاء الله
.