وجوب تعظيم القرآن والتحذير من الوقوع في امتهان آيات الله وأسماءه

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
رب يسر وأعن .

أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات _ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فإن الله بحكمته ورحمته أنزل كتابه تبياناً لكل شيء ، وجعله هدىً وبرهاناً لهذه الأمة ، ويسره للذكر والتلاوة والهداية بجميع أنواعها ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) . إنه قرآن الهدى والفرقان - الفارق بين الحلال والحرام والسعداء والأشقياء ، قال تعالى : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ) . فمن اعتصم به فقد هدي إلى صراطٍ مستقيم _ إلى نور الإيمان والتقوى والعلم ، فهو هادٍ لدار السلام ، من جعله إمامه كان دليله إلى الجنة ، ومن اتخذه ظهرياً ساقه إلى النار .
أيها المسلمون :
إن هذا القرآن الذي بين أيديكم ، تتلونه وتسمعونه _ هو كلام ربكم رب العالمين ، وإله الأولين والآخرين ، وقد وصفه الله بأوصافٍ عظيمة _ لتعظموه وتحترموه ، قال الله تعالى : ( وإنه لقرآن كريم ) وقال تعالى : ( وإنه لتنزيل رب العالمين . نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين ) .
وقال عزوجل : ( بل هو قرآن مجيد . في لوحٍ محفوظ ) قال جل وعلا : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ) . فهذه الأوصاف العظيمة التي نقلناها وغيرها مما لم ننقله تدل على عظمة هذا القرآن ووجوب تعظيمه ، وقد أجمع أهل العلم من السلف والخلف على وجوب احترام القرآن الكريم وتعظيمه وتكريمه وتنزيهه وصيانته ، وأن امتهان كلام الله تعالى والاستخفاف به من الأمور العقيدية العظيمة التي تؤدي إلى الكفر .
فقد يقع البعض في ذلك متهاوناً أو متساهلاً بالقرآن الكريم ، فيحبط عمله في الدنيا والآخرة . ومن الصور التي يُنبه عليها لتعظيم حرمات الله تعالى _ صورةً ولو أنها سهلة عند كثير من الناس لكنها عظيمة _ صورة امتهان أسماء الله الحسنى _ في الصحف والجرائد والمجلات ، فلقد رأينا من أناس كثيرين يقعون في امتهانهم لهذه الصحف والجرائد ، وفيها آيات الله المحكمات وأسماؤه المشرقات ، توضع موائد وسُفراً للطعام ، وتُمزق ويُرمى بها على الأرصفة ، وفي الشوارع ، وفي المزابل ، وهذه الجرائد والصحف يُكتب فيها مقالات إسلامية ، فيها سور وأجزاء من القرآن ، وتحمل بعض أسماء الواحد القهار جل جلاله ، تُخذ عند كثير من الناس _ لقلة عظمة الله في نفوسهم ، فتوضع سُفراً للطعام ، فيضعون الطعام عليها _ وعليها اسم الله وكلام الله تعالى ، ثم تُرمى في الزبالات ، هذا إن دل على شيء _ إنما يدل على قلة مراقبة الواحد الأحد ، وقلة تعظيم الله في القلوب ، وعدم الحياء من الله تعالى .
فاتقوا الله عباد الله واحذروا الوقوع في امتهان كلام الله بالإساءة إليه بأي استخدام لما يتنافى مع عظمته وإجلاله .
يقول تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .
اللهم اجعلنا من المعظمين لحرماتك الفائزين بجناتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين .
 

الفقير

عضو ذهبي
حقاً أنها التفاتة واعية منك يا اخي على ما لا يحتاط منه أغلب الناس
ونصيحة تجزى عليها كل خير.,’
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
.,’
احترامي
 

ابوحفص

عضو فعال
حقاً أنها التفاتة واعية منك يا اخي على ما لا يحتاط منه أغلب الناس


ونصيحة تجزى عليها كل خير.,’
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
.,’

احترامي


أسأل الله تعالى أن يجعل أقوالنا وأعمالنا خالصة لوجه الكريم وأن ينفع بها النفع العميم .
حفظك الله تعالى أخي الفاضل ووفقنا وإياك لصالح العمل وهدانا بفضله سبيل الرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه .


حياك الله تعالى .
 
أعلى