كويتي منتف
عضو مخضرم
السلام عليكم إخواني الزملاء في الشبكة، وأعزائي القراء كنت خلال الأربعة أيام الماضية في رحلة عمل في إحدى دول الجوار، وكنت في معية أحد الأمراء، وقد اصطحبني لمجلس أحد كبار الوزراء وهو من العائلة المالكة في تلك الدولة.
وعند دخولنا على ديوان الوزير وهو أمير في نفس الوقت، وعندما سلمنا عليه من بعيد جلسنا في إحدى زوايا الديوان، وبدء رواد الديوان يتوافدون على ديوان الأمير، وكان من ضمن الحضور كاتب صحافي كبير ومعروف، وكان يومها كتب مقال انتقد فيه الخدمات الصحية بشكل غير مباشر، وعندما احتشد الحضور في الديوانية وجه الأمير سؤالاً للكاتب الصحافي وقال له : يافلان ليه تكتب اليوم مقال تنتقد فيه الخدمات اللي تفضلنا فيها على الناس ؟
ولم يجب الصحافي وقد احمر وجهه وتلعثم ,,, ثم استرسل الأمير في حديثه وقال : أنتم ماتحمدون النعمة أنتم ماتفهمون لازم نرجعكم عبيد ورعيان،،، الكاتب قام من مكانه وقبل رأس ويد الأمير وطلب منه السموحة والصفح.
أنا بدوري ذهلت من الموقف، وقلت في نفسي سبحان الله ياسمو الشيخ ناصر المحمد تتعرض يومياً لهجمة شرسة فيها تجريح، وتشكيك، وباطنها لايعلمه إلا الله من بعض المرتزقة من النواب، وبعض الكتاب، وبعض خفافيش الظلام، ولم تستخدم شيختك ونفوذك في لجمهم،بل لجأت للقضاء واتجهت وجه حضارية إذ تعاملت معهم انطلاقاً من مبدأ " خصومة بشرف "
إننا ياسمو الرئيس شعب قد انتزع الحياة من وجهه، وأصبح كمن يجلد ذاته بشكل قهري، إننا ياسمو الرئيس لانستحق من يتعامل معنا بشكل حضاري بل نحن في حاجة لرئيس حكومة سادي، عنصري، فاشي، قاسي، ظالم، نحن ياسموك بحاجة لإنسان تتكون شخصيته من كل متناقضات الدنيا، والتي تجسدت فيها شخصيات المعتوهين، والمعقدين، والظلمة، وأصحاب السياط والكرباج.
إننا ياسمو الشيخ ناصر بحاجة لرئيس وزراء يضحك علينا ويغشنا ويبيعنا أطناناَ من الأحلام ويسوق علينا جميع أنواع الكذب، ولا تستغرب فنحن الشعب الذي أبهر العالم بلفه ودورانه، إن النصاب والكذاب، والحرامي هو من نعتبره البطل، والمنقذ، إننا ياسمو الرئيس أصبحنا مثل الجماهير العربية خلال فترة الإستعمار تخدعنا الشعارات الرنانة، والخطب الكذابة، لاتستغرب من هذا الكلام وأقسم بالله هذا الواقع، والدليل على ذلك إننا نسوق بعض الأسماء التي بدأت تحرق البلد في الأونة الأخيرة دون خجل أو وجل.
أنا لا أعرفك ولم ألتق بك، ولا أسعى لذلك،والحمدلله لدي من المال والجاه ما يجعلني مستغنياً عن قربك، ودائما أطلب الله أن أكون بعيداً عن بلاطك، لكن أثارني ما ألاحظه من هجمة ظالمة على سموك، لا سيما بعد مقارنة وضعنا بدول الخليج الأخرى، ومعظمنا لنا امتداد تاريخي وعرقي فيها.
أيها الكويتيون لا تفسقوا، وأحمدوا الله قد يكون هناك تقصير في الخدمات، لكن في المقابل هناك حركة دؤوبة للعمل على سد هذا النقص، ومعالجة أوجه الخلل، الحمدلله هناك صحافة حرة، وحيز من الحرية، وبحبوحة من العيش الكريم، والحكومة ليست سيئة كما يصورها أصحاب النفوس المريضة، والأجندات الخاصة،
أيها الشعب الكريم هل تعلمون أن أحدهم يسوق نفسه كبديل لناصر المحمد شيقول في
الجلسات المغلقة،يقول ( والله لو أستلم رئاسة الوزراء لأمشي الناس بالجوتي ) هذا مايقوله أحد ابناء النظام.
يا إخوان لنجعل نقدنا موضوعي بعيداً عن الشخصانية، فعندما نعمل لابد أن نخطئ، لكن تذكروا دائماً أننا في الكويت نعيش بمساحة من الحرية لانجعلها مجيرة لأشخاص يحملون أجندات خاصة ضد البلد، فالكويت إذا ذهبت سنذهب معها، فلا بيوت في لندن ولاسويسرا،إن أصحاب الأجندات يعملون ليل نهار من أجل إسقاط الحكومة، ثم يعرضون البديل الذي سيجعلها بساطاً أحمدياً وعندها لا ينفع الندم لا النواح.
أن تكون كويتياً في هذا الزمن فهذا بحد ذاته عبء على الذات ..على الأعصاب..وعلى المنطق!
أن يبتليك الله بحكومة كحكومتنا فهذا لاشك مقياس لإختبار مدى القدرة على التحمل
وضبط النفس .
حكومتنا مالها شبه ولو واحد في الأربعين فهي غريبة ومنفردة بكل شىء وتبحث في كل
يوم عن ما من شأنه جلب الهم والكدر لشعبها المتخم بجراح مسلكها وسياستها
حتى جعلتنا نودع"الزمن الجميل" ونصلي عليه صلاة الميت .
كن واقعياً ولو للحظة وأطرق السمع لما يقوله الكويتيين ذكوراً وإناثاً.. شيباً وشباباً
في الديوانيات..في العمل..في المقهى..في كل مكان يمكن أن تصل أسماعك
إليه وستجد بأن الجميع يشعر بالضيق والضجر ويدعو الله أن يقصف عمر
الحكومة ويستبدلها بأفضل منها .
تمتلك حكومتنا لياقة عجيبة وهي تسير بساقيها في وحل الخطايا السياسية
ثم وبعد أن تشعر بالإنهاك "تدلدل" ساقيها على أكتاف الكويتيين الغلابا
والذين أعياهم كل شىء تجاه كل شىء في بلدهم..!
تمعن في كشف الحاضر والغائب فستجد عبارة"لم يحضر أحد" وقد سُجلت
أمام أهم المبادىء التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة..
لا العدالة الإجتماعية حاضرة..ولاتكافؤ الفرص موجود
ولا الشعور بهموم الموطنين ماثل.
أخيراً وليس آخراً ..
رغم كل شىء فنحن لانعترض على قدر الله لكننا نسأل الله اللطف فيــه
رحمة ً بأولادنا في قادم الأيام والسنين..ولا إذا علينا فهي راحت علينا
وهانحن نرفع غترنا البيضاء مستسلمين للحكمة القائلة
لكل زمان دولة ورجال ..والله المستعان.