تكلم وسيتكلم الناس فى موضوع ناصر الدويلة وبطولاته وقد يستغرب بعض الناس ما يقوله
ولكن الأبطال هى التي تورث الابطال وناصر هو أمتداد لاجداده الذين بذلو الغالى والنفيس
فى حماية الكويت من المعتدين وقد يجهل بعض الناس تاريخ هذه العائلة الكريمة
ومن هذا المنتدى الحر اسطر لكم هذا التاريخ الذي لا يخفيه إلى حاقد أو جبان
=====================================================
ولا أقصور فى كل القبائل والعوائل الكويتية التى ضحت من أجل الكويت
وكما قال الشاعر مساعد الرشيدي
=====================================================
مدحي لربعي مايذم الاكاريم ... ولا يستشك الا خبيث الشريحة
======================================
نواخذة أسرة الدويلة )
ولكن الأبطال هى التي تورث الابطال وناصر هو أمتداد لاجداده الذين بذلو الغالى والنفيس
فى حماية الكويت من المعتدين وقد يجهل بعض الناس تاريخ هذه العائلة الكريمة
ومن هذا المنتدى الحر اسطر لكم هذا التاريخ الذي لا يخفيه إلى حاقد أو جبان
=====================================================
ولا أقصور فى كل القبائل والعوائل الكويتية التى ضحت من أجل الكويت
وكما قال الشاعر مساعد الرشيدي
=====================================================
مدحي لربعي مايذم الاكاريم ... ولا يستشك الا خبيث الشريحة
======================================
نواخذة أسرة الدويلة )
كان البحر هو الاتجاه الأول لأهل الكويت حين يبحثون عن موارد الرزق، لذا كان اختلاف مهنهم البحرية منهم من كان بحارا، ومنهم من كان سفاراً، يجبون موانئ الدول وتجد من كان يبيع منتوجات الغوص من الحصابى واللؤلؤ الثمين.
ونحن اليوم مع سيرة اسرة عريقة من امراء البحر ونواخذته نشأو في بيئة بحرية صرفة كل من كان فيها له علاقة بالبحر فلنتصفح سيرهم :
ونحن اليوم مع سيرة اسرة عريقة من امراء البحر ونواخذته نشأو في بيئة بحرية صرفة كل من كان فيها له علاقة بالبحر فلنتصفح سيرهم :
النوخذة عبدالله فهد الدويلة
( 1796 - 1896 م)
ولد بفريج النصف في حي شرق ببيت اسرته وكان اكبر ابناء الشيخ فهد بن دويلة ولديه من الاخوة محمد ومبارك ، ويعد النوخذة عبدالله بن فهد بن راشد الدويلة من جيل الرواد الذين عاصروا نشأة دولة الكويت .
فهو من أوائل نواخذة الغوص بالكويت ، عاصر زمن الشيخ جابر العيش وهي الفترة التي شهدت بداية ازدهار الغوص من حيث ازدياد عدد العاملين به على اختلاف تخصصاتهم البحرية ، كذلك السفن المستخدمة للغوص . امتلك النوخذة عبدالله سفينة غوص كان يرسيها في نقعة النصف ، حيث ينطلق منها الى الدشة ( دخول الغوص ) ثم يعود اليها وقت القفال ( العودة من الغوص ) .
ولأن الغوص كان يتم فقط في فصل الصيف ، فقد كان النوخذة عبدالله يستغل وقتة في باقي السنة بالتجارة فعرف عنه بأنه كان احد تجار الكويت في تلك الفترة ، فكان له رحلات تجارية منتظمة الى الدول المجاورة للكويت ، يذهب الى اسواقها يبادل السلع ، يبيع ويشتري، ويجلب البضائع الى الكويت ويتولى تصريفها ، كما كانت له مزارع بمنطقة الفاو بالعراق ولديه سفينه من نوع البلم كان يستخدمها لجلب البضائع من العراق الى الكويت ، ومكنته خبرته الكبيرة ومعرفته بطرق ومسالك الصحراء العربية من ان يعمل مع والده في الحملة التي كان يقودها الى البيت الحرام ، وكانت هذه الحملة من أوائل حملات الحج الكويتية ، وقد آلت رئاسة هذه الحملة الى النوخذة عبدالله ، بعد والده رحمه الله تعالى .
وقد كان النوخذة عبدالله حافظا لكتاب الله تعالى ، فتأدب بآدابه ، وتأثر بهديه في افعاله واقواله ، فكان سمحا في تعامله ، لين الجانب ، حلو اللسان ، طيب القلب ، كان له ديوان في شرق يقصده اهل الحضر والبادية ، وقد عرف عنه الكرم فقد قال احد الشعراء يذكر كرم النوخذة عبدالله ( يا بيت ابوه بنى للضيف وضعافي * ذباحتن للغنم وقت المعسريه ) ومما يذكر بأنه ساهم ببناء مسجد الدماك مع خاله براك الدماك وايضا مسجد المطران .
والنوخذة عبدالله ولد كما سبق أن ذكرنا سنة 1796م ، وتوفى سنة 1896 ، فهو بذلك من المعمرين الذين تجاوز عمرهم المائة عام ، وقبل موته قسم أمواله بين ابنيه سيف وسعد فكانت مزارع النخيل وحملة الحج من نصيب سيف ، في حين آل الخشب المستخدم في الغوص وبعض العقارالى سعد .
( 1796 - 1896 م)
ولد بفريج النصف في حي شرق ببيت اسرته وكان اكبر ابناء الشيخ فهد بن دويلة ولديه من الاخوة محمد ومبارك ، ويعد النوخذة عبدالله بن فهد بن راشد الدويلة من جيل الرواد الذين عاصروا نشأة دولة الكويت .
فهو من أوائل نواخذة الغوص بالكويت ، عاصر زمن الشيخ جابر العيش وهي الفترة التي شهدت بداية ازدهار الغوص من حيث ازدياد عدد العاملين به على اختلاف تخصصاتهم البحرية ، كذلك السفن المستخدمة للغوص . امتلك النوخذة عبدالله سفينة غوص كان يرسيها في نقعة النصف ، حيث ينطلق منها الى الدشة ( دخول الغوص ) ثم يعود اليها وقت القفال ( العودة من الغوص ) .
ولأن الغوص كان يتم فقط في فصل الصيف ، فقد كان النوخذة عبدالله يستغل وقتة في باقي السنة بالتجارة فعرف عنه بأنه كان احد تجار الكويت في تلك الفترة ، فكان له رحلات تجارية منتظمة الى الدول المجاورة للكويت ، يذهب الى اسواقها يبادل السلع ، يبيع ويشتري، ويجلب البضائع الى الكويت ويتولى تصريفها ، كما كانت له مزارع بمنطقة الفاو بالعراق ولديه سفينه من نوع البلم كان يستخدمها لجلب البضائع من العراق الى الكويت ، ومكنته خبرته الكبيرة ومعرفته بطرق ومسالك الصحراء العربية من ان يعمل مع والده في الحملة التي كان يقودها الى البيت الحرام ، وكانت هذه الحملة من أوائل حملات الحج الكويتية ، وقد آلت رئاسة هذه الحملة الى النوخذة عبدالله ، بعد والده رحمه الله تعالى .
وقد كان النوخذة عبدالله حافظا لكتاب الله تعالى ، فتأدب بآدابه ، وتأثر بهديه في افعاله واقواله ، فكان سمحا في تعامله ، لين الجانب ، حلو اللسان ، طيب القلب ، كان له ديوان في شرق يقصده اهل الحضر والبادية ، وقد عرف عنه الكرم فقد قال احد الشعراء يذكر كرم النوخذة عبدالله ( يا بيت ابوه بنى للضيف وضعافي * ذباحتن للغنم وقت المعسريه ) ومما يذكر بأنه ساهم ببناء مسجد الدماك مع خاله براك الدماك وايضا مسجد المطران .
والنوخذة عبدالله ولد كما سبق أن ذكرنا سنة 1796م ، وتوفى سنة 1896 ، فهو بذلك من المعمرين الذين تجاوز عمرهم المائة عام ، وقبل موته قسم أمواله بين ابنيه سيف وسعد فكانت مزارع النخيل وحملة الحج من نصيب سيف ، في حين آل الخشب المستخدم في الغوص وبعض العقارالى سعد .
النوخذة علي فهد الدويلة
( 1895 - 1982 م)
( 1895 - 1982 م)
ولد النوخذة علي الدويلة في بيت والده بفريج النصف بمنطقة الشرق، وسط جو عائلي للعلم فيه مكانة ومنزلة كبيرة، حيث كانت أسرته أسرة محبة للعلم والتعلم، تحض أبناءها وتحفزهم على التعلم، وكان النوخذة علي أحد أفراد هذه الأسرة الذين حرصوا على تحصيله، فاتجه إلى العلم في سن مبكرة من حياته، فالتحق بالدراسة عند الملا محمد الشرهان، حيث كانت مدرسته تدرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب.
ختم القرآن الكريم مع حُسن التلاوة واتقانها، وما ان انتهى علي بن فهد من التحصيل المتاح له من التعليم في مدرسة الملا بن شرهان حينئذ، حتى اتجه إلى البحر، على عادة أبناء النواخذة الذين كانوا في صحبة آبائهم، يتدرجون في المهن البحرية المتعارف عليها في ذلك الوقت، فكان الصبي أول ما يعمل مع والده النوخذة يشتغل تباباً، ثم رضيفا، ثم غيصا... وهكذا يتدرج في هذه الخبرات، وتصقل موهبته، وتزداد معارفه وعلومه في الغوص ومهنه.
البداية
وكانت البداية مع البحر أن ركب مع والده تبابا صغيرا، وظل مع والده مدة كبيرة يتعلم من خبرته، ويستفيد من تجاربه، وبعد ذلك ركب غيصا مع النوخذة مضحي الجلاهمة من أهل الشرق، وظل معه مدة طويلة من الزمن، بعدها كبر النوخذة مضحي الجلاهمة في السن وتقدم به العمر، وعندها باع الجالبوت الذي كان يستخدمه في ركوب البحر إلى علي بن فهد الدويلة (وهو من البحرية الذين أمضوا معه سنين عديدة).
بعد شرائه للجالبوت أخذ يتنوخذ على حسابه الخاص، يخرج إلى البحر والغوص على اللؤلؤ، وعلى ظهر سفينته أكثر من أربعين شخصا من البحرية على اختلاف مهنهم، يبحر بهم في غالب الهيرات الكويتية،: خلالوه، والبلداني، وحولي، وعفيصان، وعارض يوسف، وعارض بن عجلان، والمنادي، وصوفان، وقمرة، وأما البنادر التي كان النوخذة علي بن فهد الدويلة يرسي بها خشبه، فأكثر ما كان خشبه يبندر في صوفان، قطعة أبوعصية، قطعة أم جيلة وهي آخر الهيرات الكويتية.
وقد ظل خشب الجالبوت عند النوخذة علي حتى استهلك فتآكل، ولم يعد يصلح للاستخدام.
الضربة
وقد تعرض النوخذة علي للكثير من الضربات البحرية الخطيرة خلال عمله بالغوص وركوبه البحر، وكان أخطرها تلك الضربة التي تعرض لها عند هير المنادي، حيث اشتدت سرعة الريح فجأة، وهم في عرض البحر، وزادت أكثر فأكثر في منتصف الليل، الأمر الذي حدا بالنوخذة علي إلى أن يتجه (يخطف) نحو السفانية، وهي منطقة يبلغ عمقها ثلاثة أبواع (حوالي ستة أمتار)، ودونها قطع بحرية، ولم ينبلج نور الصبح إلا والنوخذة علي عند مدخل السفانية، وقد صادف دخوله لها دخول خشب كل من النوخذة محمد الحقان وعبدالله الجابر وعبدالله الحقان، وقد دخلوا جميعا السفانية، وأمضوا فيها يومين حتى هدأت الريح وصفا الجو، وفي وصول النوخذة علي إلى السفانية في تلك الليلة المظلمة، دون أن يصطدم، بأي من القطع البحرية المرابطة فيها، دلالة كبيرة، وشاهد قوي على مهارته وكفاءته في قيادة خشبه، وحسن معرفته بطرق البحر.
القصة
هذه القصة ليست هي الوحيدة الدالة على مهارة وكفاءة النوخذة علي في قيادة السفن في الأوقات الخطرة، بل إن هناك قصة أخرى تحكي لنا مدى براعة النوخذة علي وإلمامه بكل صغيرة وكبيرة من طرقات البحر، ذلك أن النوخذة علي لم يستطع الذهاب الى الغوص في أحد المواسم بسبب مرض ألمَّ به، فجاءه أحد نواخذة الكويت المشهورين وسأله قائلاً له: لمَ لم تدخل الغوص؟ فأجابه النوخذة علي بقوله: كنت مريضاً.
فعرض عليه ذلك النوخذة أن يدخل معه البحر عزالاً، فوافق النوخذة علي، وذهب معه، وبينما هما على هير «حواد» اذ بضربة بحرية شديدة تأتيهم في منتصف الليل، فقال النوخذة: يا علي نريد منك أن تذهب بنا إما إلى البرِّ وإما الى صوفان «قطعة في البحر»، فقال علي: بل أذهب بكم الى صوفان، فرفعوا السن، وخطفوا «ذهبوا»، وكانت الريح عاصفة، والأمواج تتلاطم بشدة، ومن شدة الظلام والهول انعدمت الرؤية تماماً وأصبحت الاتجاهات غير واضحة المعالم، وأصبحوا قاب قوسين أو ادنى من الغرق، وهنا أشار النوخذة على البحرية أن يطرحوا السن، فرد علي بن فهد الدويلة بسرعة: إن طرحنا السن طبعنا (غرقنا)، وواصلوا السير، والريح والأمواج تتلاعب بهم، ولكن لم يحلَّ آخر الليل عليهم إلا وهم في قطعة صوفان، حيث أمر علي الدويلة أن يُنزل البلد، وعرف المدخل المؤدي الى القطعة، فدخلوها.
هناك وجدوا جالبوت الطخيم ومعه صالح الدغيشم اللذين سرعان ما عرفا شوعي النوخذة الذي معه علي بن فهد الدويلة عزالاً فألقوا السلام عليهم، فرد عليهم النوخذة، وقال صالح الدغيشم موجهاً الخطاب الى النوخذة، هل علي بن دويلة أبوفهد معك؟ فرد النوخذة: هو الذي أتى بنا الى هنا! في هذا الجو العاصف، فقال صالح الدغيشم: هذه القطعة لا يستطيع أحد أن يأتيها في هذا الجو العاصف إلا علي بن دويلة وحميد بن حقان أبوابراهيم:
الطواويش
وعلى الرغم من تحلي النوخذة علي الدويلة بهذه الخبرة في شؤون الغوص وطرق البحر، وعلى الرغم من كفاءته ومهارته القديرة في قيادة خشبه، على الرغم من ذلك كله، الا انه كان شديد التواضع، حسن العشرة مع بحريته ومن هم تحت إمرته، يعاملهم بكل لطف، يأمرهم لكن بلين، يعطف عليهم، ويتفقد أحوالهم، ويساعدهم على حلَّ ما يصادفهم من مشاكل.
أما الطواويش الذين كان يتعامل معهم، فقد كان يتعامل مع ابن سهو والمناعي وسيد عبدالله من البحرين، ومن طواويش الكويت كان يتعامل مع علي بن حسين، وعبدالوهاب الرومي، وعبدالله الروضان، وأغلب النقع التي كانت محطاً لخشبه، نقعة النصف وأحمد الخميس.
هذا، وقد ظل النوخذة علي الدويلة يمارس الغوص حتى أفلت شمس هذه المهنة البحرية، وفقدت مكانتها نهائياً كأحد أوجه النشاط في الاقتصاد الكويتي، عندها اتجه النوخذة علي الدويلة الى التجارة، فافتتح له دكاناً في سوق الدهن، ودكاناً آخر في سوق البناء، يبيع فيه الخيام ومواد البناء والأخشاب وأنواع الخام الخاص بالشرع.
الحج
كما أسس حملة للحج في الخمسينات، وظلت هذه الحملة تمارس دورها في خدمة زائري بيت الله الى ان توقفت سنة 1968م، وقد صادف ان تعرضت احدى حملات الحج الكويتية في أحد مواسم الحج للسرقة، فأخبر صاحب الحملة الحاج علي الدويلة بما تعرضت له الحملة من السرقة، عندما التقى به في مكان بالقرب من بريدة، وما ان سمع الحاج علي الدويلة الخبر حتى ذهب الى اقرب نقطة برقية، وأرسل برقية باسم جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود، أخبره فيها بما تعرضت له حملة الحج الكويتية من سرقة. وهو يعلم مدى اهتمام جلالته بأمور الحجيج، وحرصه على حل جميع المشكلات التي قد تعرض لهم، سواء في طريقهم الى بيت الله، أم في أثناء عودتهم. وقد ردَّ جلالته على برقية الحاج علي الدويلة، وضمن رده أمراً الى المسؤولين «الأمراء» بمساعدة صاحب الحملة الكويتية، كما طلب جلالة الملك من الحاج علي الدويلة أن يأتيه هو وصاحب الحملة بالبطحاء، بعد انتهاء موسم الحج.
نفذ الأمراء ما طُلب منهم، وقدموا العون لحملة الحج الكويتية، وأعطوها ركائب بدلاً من التي سرقت منهم، وبعد أن فرغ الحجيج من شعائر الحج، وتأهبوا للعودة الى الكويت اصطحب الحاج علي الدويلة صاحب الحملة، وذهبا سوياً الى البطحاء لملاقاة جلالة الملك، فسلما عليه وقدما له الشكر.
ونختم سيرة الحاج علي الدويلة بذكر بعض شمائله الحميدة وخصاله الطيبة، فقد جمع - رحمه الله تعالى - في خصاله أصالة وكرم ورقة ونبل أهل البادية والحاضرة، عطوفاً على الفقراء والمساكين، سخياً كريم اليد، فكم من ضائقة أرهقت صاحبها وأدمعت عينيه، وحارت قدماه، وجدت حلها عند الحاج علي الدويلة، والجدير بالذكر أن أول بناء شيد في منطقة الفروانية كان للحاج علي الدويلة. كما كان للحاج علي الدويلة شرف بناء أول مسجد بمنطقة الفروانية أيضاً، والذي أسسه بنفسه سنة 1945م، وبنيت جدرانه من الطين اللبن وعروق الأشجار، أما سقفه فكان من خشب الصاج، ولايزال هذا المسجد قائماً الى يومنا هذا.
اسهامات
أما عن اسهاماته الوطنية، فإن النوخذة علي الدويلة قد شارك في بناء سور الكويت الثالث، وعندما نشبت معركة الجهراء كان النوخذة علي الدويلة في غوص الردة، على السفانية، وعندما علم بنشوب المعركة ترك الغوص، وتوجه سريعاً الى البر، وفور وصوله الى الكويت علم بمقتل والده، حيث جاءه من أخبره بأن والده مقتول عند شجر المظهير، فتوجه هو وأخوه سالم وابن عمه خالد، ودفنوا والدهم هناك.
والنوخذة علي الدويلة ممن ذهب الى الغوص في جزيرة سيلان سنة 1916 وكان يطلق عليهم سرنديب .
وقد تزوج النوخذة علي الدويلة في حياته سبع زيجات، ورزق منهن بسبعة أولاد وأربع بنات، بارك الله في الجميع.
ختم القرآن الكريم مع حُسن التلاوة واتقانها، وما ان انتهى علي بن فهد من التحصيل المتاح له من التعليم في مدرسة الملا بن شرهان حينئذ، حتى اتجه إلى البحر، على عادة أبناء النواخذة الذين كانوا في صحبة آبائهم، يتدرجون في المهن البحرية المتعارف عليها في ذلك الوقت، فكان الصبي أول ما يعمل مع والده النوخذة يشتغل تباباً، ثم رضيفا، ثم غيصا... وهكذا يتدرج في هذه الخبرات، وتصقل موهبته، وتزداد معارفه وعلومه في الغوص ومهنه.
البداية
وكانت البداية مع البحر أن ركب مع والده تبابا صغيرا، وظل مع والده مدة كبيرة يتعلم من خبرته، ويستفيد من تجاربه، وبعد ذلك ركب غيصا مع النوخذة مضحي الجلاهمة من أهل الشرق، وظل معه مدة طويلة من الزمن، بعدها كبر النوخذة مضحي الجلاهمة في السن وتقدم به العمر، وعندها باع الجالبوت الذي كان يستخدمه في ركوب البحر إلى علي بن فهد الدويلة (وهو من البحرية الذين أمضوا معه سنين عديدة).
بعد شرائه للجالبوت أخذ يتنوخذ على حسابه الخاص، يخرج إلى البحر والغوص على اللؤلؤ، وعلى ظهر سفينته أكثر من أربعين شخصا من البحرية على اختلاف مهنهم، يبحر بهم في غالب الهيرات الكويتية،: خلالوه، والبلداني، وحولي، وعفيصان، وعارض يوسف، وعارض بن عجلان، والمنادي، وصوفان، وقمرة، وأما البنادر التي كان النوخذة علي بن فهد الدويلة يرسي بها خشبه، فأكثر ما كان خشبه يبندر في صوفان، قطعة أبوعصية، قطعة أم جيلة وهي آخر الهيرات الكويتية.
وقد ظل خشب الجالبوت عند النوخذة علي حتى استهلك فتآكل، ولم يعد يصلح للاستخدام.
الضربة
وقد تعرض النوخذة علي للكثير من الضربات البحرية الخطيرة خلال عمله بالغوص وركوبه البحر، وكان أخطرها تلك الضربة التي تعرض لها عند هير المنادي، حيث اشتدت سرعة الريح فجأة، وهم في عرض البحر، وزادت أكثر فأكثر في منتصف الليل، الأمر الذي حدا بالنوخذة علي إلى أن يتجه (يخطف) نحو السفانية، وهي منطقة يبلغ عمقها ثلاثة أبواع (حوالي ستة أمتار)، ودونها قطع بحرية، ولم ينبلج نور الصبح إلا والنوخذة علي عند مدخل السفانية، وقد صادف دخوله لها دخول خشب كل من النوخذة محمد الحقان وعبدالله الجابر وعبدالله الحقان، وقد دخلوا جميعا السفانية، وأمضوا فيها يومين حتى هدأت الريح وصفا الجو، وفي وصول النوخذة علي إلى السفانية في تلك الليلة المظلمة، دون أن يصطدم، بأي من القطع البحرية المرابطة فيها، دلالة كبيرة، وشاهد قوي على مهارته وكفاءته في قيادة خشبه، وحسن معرفته بطرق البحر.
القصة
هذه القصة ليست هي الوحيدة الدالة على مهارة وكفاءة النوخذة علي في قيادة السفن في الأوقات الخطرة، بل إن هناك قصة أخرى تحكي لنا مدى براعة النوخذة علي وإلمامه بكل صغيرة وكبيرة من طرقات البحر، ذلك أن النوخذة علي لم يستطع الذهاب الى الغوص في أحد المواسم بسبب مرض ألمَّ به، فجاءه أحد نواخذة الكويت المشهورين وسأله قائلاً له: لمَ لم تدخل الغوص؟ فأجابه النوخذة علي بقوله: كنت مريضاً.
فعرض عليه ذلك النوخذة أن يدخل معه البحر عزالاً، فوافق النوخذة علي، وذهب معه، وبينما هما على هير «حواد» اذ بضربة بحرية شديدة تأتيهم في منتصف الليل، فقال النوخذة: يا علي نريد منك أن تذهب بنا إما إلى البرِّ وإما الى صوفان «قطعة في البحر»، فقال علي: بل أذهب بكم الى صوفان، فرفعوا السن، وخطفوا «ذهبوا»، وكانت الريح عاصفة، والأمواج تتلاطم بشدة، ومن شدة الظلام والهول انعدمت الرؤية تماماً وأصبحت الاتجاهات غير واضحة المعالم، وأصبحوا قاب قوسين أو ادنى من الغرق، وهنا أشار النوخذة على البحرية أن يطرحوا السن، فرد علي بن فهد الدويلة بسرعة: إن طرحنا السن طبعنا (غرقنا)، وواصلوا السير، والريح والأمواج تتلاعب بهم، ولكن لم يحلَّ آخر الليل عليهم إلا وهم في قطعة صوفان، حيث أمر علي الدويلة أن يُنزل البلد، وعرف المدخل المؤدي الى القطعة، فدخلوها.
هناك وجدوا جالبوت الطخيم ومعه صالح الدغيشم اللذين سرعان ما عرفا شوعي النوخذة الذي معه علي بن فهد الدويلة عزالاً فألقوا السلام عليهم، فرد عليهم النوخذة، وقال صالح الدغيشم موجهاً الخطاب الى النوخذة، هل علي بن دويلة أبوفهد معك؟ فرد النوخذة: هو الذي أتى بنا الى هنا! في هذا الجو العاصف، فقال صالح الدغيشم: هذه القطعة لا يستطيع أحد أن يأتيها في هذا الجو العاصف إلا علي بن دويلة وحميد بن حقان أبوابراهيم:
الطواويش
وعلى الرغم من تحلي النوخذة علي الدويلة بهذه الخبرة في شؤون الغوص وطرق البحر، وعلى الرغم من كفاءته ومهارته القديرة في قيادة خشبه، على الرغم من ذلك كله، الا انه كان شديد التواضع، حسن العشرة مع بحريته ومن هم تحت إمرته، يعاملهم بكل لطف، يأمرهم لكن بلين، يعطف عليهم، ويتفقد أحوالهم، ويساعدهم على حلَّ ما يصادفهم من مشاكل.
أما الطواويش الذين كان يتعامل معهم، فقد كان يتعامل مع ابن سهو والمناعي وسيد عبدالله من البحرين، ومن طواويش الكويت كان يتعامل مع علي بن حسين، وعبدالوهاب الرومي، وعبدالله الروضان، وأغلب النقع التي كانت محطاً لخشبه، نقعة النصف وأحمد الخميس.
هذا، وقد ظل النوخذة علي الدويلة يمارس الغوص حتى أفلت شمس هذه المهنة البحرية، وفقدت مكانتها نهائياً كأحد أوجه النشاط في الاقتصاد الكويتي، عندها اتجه النوخذة علي الدويلة الى التجارة، فافتتح له دكاناً في سوق الدهن، ودكاناً آخر في سوق البناء، يبيع فيه الخيام ومواد البناء والأخشاب وأنواع الخام الخاص بالشرع.
الحج
كما أسس حملة للحج في الخمسينات، وظلت هذه الحملة تمارس دورها في خدمة زائري بيت الله الى ان توقفت سنة 1968م، وقد صادف ان تعرضت احدى حملات الحج الكويتية في أحد مواسم الحج للسرقة، فأخبر صاحب الحملة الحاج علي الدويلة بما تعرضت له الحملة من السرقة، عندما التقى به في مكان بالقرب من بريدة، وما ان سمع الحاج علي الدويلة الخبر حتى ذهب الى اقرب نقطة برقية، وأرسل برقية باسم جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود، أخبره فيها بما تعرضت له حملة الحج الكويتية من سرقة. وهو يعلم مدى اهتمام جلالته بأمور الحجيج، وحرصه على حل جميع المشكلات التي قد تعرض لهم، سواء في طريقهم الى بيت الله، أم في أثناء عودتهم. وقد ردَّ جلالته على برقية الحاج علي الدويلة، وضمن رده أمراً الى المسؤولين «الأمراء» بمساعدة صاحب الحملة الكويتية، كما طلب جلالة الملك من الحاج علي الدويلة أن يأتيه هو وصاحب الحملة بالبطحاء، بعد انتهاء موسم الحج.
نفذ الأمراء ما طُلب منهم، وقدموا العون لحملة الحج الكويتية، وأعطوها ركائب بدلاً من التي سرقت منهم، وبعد أن فرغ الحجيج من شعائر الحج، وتأهبوا للعودة الى الكويت اصطحب الحاج علي الدويلة صاحب الحملة، وذهبا سوياً الى البطحاء لملاقاة جلالة الملك، فسلما عليه وقدما له الشكر.
ونختم سيرة الحاج علي الدويلة بذكر بعض شمائله الحميدة وخصاله الطيبة، فقد جمع - رحمه الله تعالى - في خصاله أصالة وكرم ورقة ونبل أهل البادية والحاضرة، عطوفاً على الفقراء والمساكين، سخياً كريم اليد، فكم من ضائقة أرهقت صاحبها وأدمعت عينيه، وحارت قدماه، وجدت حلها عند الحاج علي الدويلة، والجدير بالذكر أن أول بناء شيد في منطقة الفروانية كان للحاج علي الدويلة. كما كان للحاج علي الدويلة شرف بناء أول مسجد بمنطقة الفروانية أيضاً، والذي أسسه بنفسه سنة 1945م، وبنيت جدرانه من الطين اللبن وعروق الأشجار، أما سقفه فكان من خشب الصاج، ولايزال هذا المسجد قائماً الى يومنا هذا.
اسهامات
أما عن اسهاماته الوطنية، فإن النوخذة علي الدويلة قد شارك في بناء سور الكويت الثالث، وعندما نشبت معركة الجهراء كان النوخذة علي الدويلة في غوص الردة، على السفانية، وعندما علم بنشوب المعركة ترك الغوص، وتوجه سريعاً الى البر، وفور وصوله الى الكويت علم بمقتل والده، حيث جاءه من أخبره بأن والده مقتول عند شجر المظهير، فتوجه هو وأخوه سالم وابن عمه خالد، ودفنوا والدهم هناك.
والنوخذة علي الدويلة ممن ذهب الى الغوص في جزيرة سيلان سنة 1916 وكان يطلق عليهم سرنديب .
وقد تزوج النوخذة علي الدويلة في حياته سبع زيجات، ورزق منهن بسبعة أولاد وأربع بنات، بارك الله في الجميع.
في فريج النصف أحد فرجان الحي الشرقي في مدينة الكويت ولد سالم فهد الدويلة، وكانت أسرته تسكن هذا الحي الى ان باعوا منزلهم في فريج النصف، ثم انتقلت الأسرة الى فريج سعود في الحي القبلي «الجبلة».
حفظ القرآن كاملاً، وتعلم القراءة والكتابة على النمط المعهود، وكذلك تعلم مبادئ الحساب (الجمع والطرح).
ركب سالم البحر غيصاً مع أخيه النوخذة علي الدويلة، ووقتها بدأت حياته البحرية، ثم تنوخذ بنفسه متخذاً سفينة غوص من نوع «الشوعي» تم تضمينها بطريقة الخمس الدارجة في ذلك الوقت عند أهل الخشب.. ثم تركه بعد موسم الغوص واشترى شوعياً خاصاً به بمبلغ 500 روبية، دخل به البحر أربع سنوات متتالية في المواسم (1947 - 1948 - 1949 - 1950).
كان النوخذة سالم فهد الدويلة هادئ الطباع، حسن الخلق، صاحب معاملة كريمة، يعامل عماله (بحريته) معاملة عطف وتقدير، فقد كان أباً للصغير وأخاً للكبير، محسنا للمسيء وموجها له، وكان دائم الحض على العمل وتحمل مشاقه.
في سنة 1950 وبعد انقضاء الموسم باع الشوعي لأهل السمك وأسس محلا لبيع المواد الغذائية، وكان هذا المحل في فريج العليوة.
وكان النوخذة سالم إلى جانب عمله في الغوص يتاجر في البيع والشراء، وكانت الأغنام من ضمن تجارته، وكان له قلبان لسقي حلاله من الأغنام في منطقة قعمة، ومن هذه القلبان وضع النوخذة سالم الدويلة سبيلاً للشرب.
واستمر في عمله في الدكان (في فريج العليوة) خمس سنوات، توجه بعدها إلى العمل الحكومي في دائرة الإسكان.
ولا يفوتنا أن نذكر ان النوخذة سالم كان من أصحاب حملات الحج القديمة التي كانت تذهب وتعود على الابل والركائب، فقد بدأها بأعداد محدودة من الحجاج يصطحبها معه وكانت في البداية من الأهل والأقارب، وفي سنة 1960 توسعت امكانات الحملة التي يمتلكها وأصبحت حملة رسمية لنقل الحجاج إلى الديار المقدسة، واستمرت حملته هذه من 1960 إلى 1973م.
وقد سكن النوخذة سالم في منطقة (واو) الدسمة حالياً، وله هناك ديوان كان يجلس فيه من بعد صلاة العصر إلى العشاء، وتوفي النوخذة سالم فهد الدويلة سنة 1994، بعد حياة حافلة بالكفاح وأعمال الخير.
والجدير بالذكر ان النوخذة سالم الدويلة شارك في بناء سور الكويت الثالث سنة 1919م.
حفظ القرآن كاملاً، وتعلم القراءة والكتابة على النمط المعهود، وكذلك تعلم مبادئ الحساب (الجمع والطرح).
ركب سالم البحر غيصاً مع أخيه النوخذة علي الدويلة، ووقتها بدأت حياته البحرية، ثم تنوخذ بنفسه متخذاً سفينة غوص من نوع «الشوعي» تم تضمينها بطريقة الخمس الدارجة في ذلك الوقت عند أهل الخشب.. ثم تركه بعد موسم الغوص واشترى شوعياً خاصاً به بمبلغ 500 روبية، دخل به البحر أربع سنوات متتالية في المواسم (1947 - 1948 - 1949 - 1950).
كان النوخذة سالم فهد الدويلة هادئ الطباع، حسن الخلق، صاحب معاملة كريمة، يعامل عماله (بحريته) معاملة عطف وتقدير، فقد كان أباً للصغير وأخاً للكبير، محسنا للمسيء وموجها له، وكان دائم الحض على العمل وتحمل مشاقه.
في سنة 1950 وبعد انقضاء الموسم باع الشوعي لأهل السمك وأسس محلا لبيع المواد الغذائية، وكان هذا المحل في فريج العليوة.
وكان النوخذة سالم إلى جانب عمله في الغوص يتاجر في البيع والشراء، وكانت الأغنام من ضمن تجارته، وكان له قلبان لسقي حلاله من الأغنام في منطقة قعمة، ومن هذه القلبان وضع النوخذة سالم الدويلة سبيلاً للشرب.
واستمر في عمله في الدكان (في فريج العليوة) خمس سنوات، توجه بعدها إلى العمل الحكومي في دائرة الإسكان.
ولا يفوتنا أن نذكر ان النوخذة سالم كان من أصحاب حملات الحج القديمة التي كانت تذهب وتعود على الابل والركائب، فقد بدأها بأعداد محدودة من الحجاج يصطحبها معه وكانت في البداية من الأهل والأقارب، وفي سنة 1960 توسعت امكانات الحملة التي يمتلكها وأصبحت حملة رسمية لنقل الحجاج إلى الديار المقدسة، واستمرت حملته هذه من 1960 إلى 1973م.
وقد سكن النوخذة سالم في منطقة (واو) الدسمة حالياً، وله هناك ديوان كان يجلس فيه من بعد صلاة العصر إلى العشاء، وتوفي النوخذة سالم فهد الدويلة سنة 1994، بعد حياة حافلة بالكفاح وأعمال الخير.
والجدير بالذكر ان النوخذة سالم الدويلة شارك في بناء سور الكويت الثالث سنة 1919م.
ولد النوخذة دويلة مبارك الدويلة في فريج عائلته جنوبي مسجد هلال وبالقرب من فريج العوازم وسط الكويت عام 1910 م توفت والدته وهو رضيع ادخل الكتاتيب فحفظ القران الكريم وله من العمر تسعة أعوام ودرس اللغة العربية وعلوم الحساب ومن ثم استشهد والدة مبارك الدويلة وهو في العاشرة من عمرة في معركة الجهراء كان والده مبارك بن دويلة احد فرسان المعركة البواسل حيث اصر ان يكون من الذين يقاتلون خارج القصر الأحمر مقبلا ليس مدبر .
اعتنى به عمه راشد بن دويلة وهو احد تجار الكويت أنا ذاك فأحسن تربيته ، أكمل دراستة في المدرسة المباركية وذهب إلى مكة للحج وهو في الرابعة عشر من العمر كما شد الرحال الى المدينة المنورة والمسجد الاقصي .
اتجه إلى البحر، وكانت البداية أن ركب غيصا مع عمه النوخذة علي الدويلة... واستمركذلك مدة يتعرف على البحر أكثر فأكثر، ويزيد من رصيد خبرته في الغوص والبحر، حتى إذا حذق ذلك، تنوخذ بنفسه، واشترى جالبوتا جلبة من جزيرة فيلكا ودخل به الغوص، مستعينا بمجموعة من البحرية على اختلاف مهنهم البحرية من غاصة وسيوب، إلا ان هذا الجالبوت لم يستمر مع النوخذة دويلة كثيرا؛ إذ انه تحطم تماما، وتبعثرت أجزاؤه عندما تعرض إلى طبعة بحرية على درب القحة (القحة: قطع صخرية شاخصة على سطح البحر)، وكانت هذه القحة على مدخل جليعة العبيد، وعندما كان النوخذة دويلة قريبا من تلك القحة، تغير عليهم الهواء، وانقلبت حاله إلى ريح عاصف، ارتفعت على اثرها أمواج البحر، وتلاطمت عالي الهواء «تارس»، مما حدا بالنوخذة دويلة إلى اللجوء إلى خور جليعة العبيد، فاصطدم جالبوته بها، وتحطم من شدة الاصطدام.
وبعد أن فقدت تجارة اللؤلؤ عرشها، وذهبت بريقها، وجرى عليها ناموس الزمان، هجر الناس الغوص والبحر، وراحوا يبحثون عن رزقهم في ميادين ومجالات أخرى، وكان النوخذة دويلة مبارك الدويلة من هؤلاء النواخذة الذين تركواالغوص، واتجهوا إلى التجارة، فافتتح له دكاناً بالقرب من مسجد هلال بفريج العليوه ،كان يبيع فيه المواد الغذائية والتموينية وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م بدأت أسعار المواد الاستهلاكية في الكويت وغيرها من بلدان العالم ترتفع بصورة قياسية حتى كادت بعض المواد الغذائية أن تختفي تماماً من الأسواق .. وقد تدارك حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح الأمر قبل استفحاله, وفاتح الحكومة البريطانية بشأن تزويد الكويت بالأغذية والأقمشة فوافقت على الفور على تلبية احتياجات الكويت من المواد الاستهلاكية شريطة أن تخضع هذه المواد لنظام التقنين عبر توزيعها بالبطاقات.
وقد بدأ العمل بهذا النظام عام 1942م واستمر حتى عام 1947م حيث كان يتم توزيع المواد الغذائية والكسائية على السكان ووضعت الدولة يدها على الأرز والسكر والقمح وأقامت مراكز في كل حي أو (فريج) أو فريق لإمداد السكان بنسبة معينة بحسب تعداد أفراد الأسرة وكان النوخذه دويله مبارك الدويله المسئول المكلف على توزيع التموين في الحي الذي يقطنه وسمي هذا العام بسنة البطاقة . ولم يحصر نشاطه التجاري في ذلك الدكان،بل كان يذهب إلى الأسواق يبيع ويشتري وقد عمل في تجارة السفن ومن ثم تجارة العقار ، وبعد انشاء وزارات الدولة مكنه حفظه للقرآن ودراسته الشرعية من أن يعمل في وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية إماماً في مسجد نابي الدويلة في الفروانية سنة 1956 ، وقد كان ايضا قبل ذلك امام متطوعا في مسجد هلال في الكويت وظل بالإمامة حتى وفاته .
وتميز النوخذة دويلة مبارك بدماثة الخلق، وحُسن المنطق، وبشاشة المحيا، كان للقرآن أثر كبير في سلوكه وحياته كلها، فكان لسانه لاينطق إلا بطيب الكلام، ويسع قلبه كل من حوله برحابته وسعته، وكان -رحمه الله- مرحاً، يأنس به كل من عرفه أو تعامل معه.
اعتنى به عمه راشد بن دويلة وهو احد تجار الكويت أنا ذاك فأحسن تربيته ، أكمل دراستة في المدرسة المباركية وذهب إلى مكة للحج وهو في الرابعة عشر من العمر كما شد الرحال الى المدينة المنورة والمسجد الاقصي .
اتجه إلى البحر، وكانت البداية أن ركب غيصا مع عمه النوخذة علي الدويلة... واستمركذلك مدة يتعرف على البحر أكثر فأكثر، ويزيد من رصيد خبرته في الغوص والبحر، حتى إذا حذق ذلك، تنوخذ بنفسه، واشترى جالبوتا جلبة من جزيرة فيلكا ودخل به الغوص، مستعينا بمجموعة من البحرية على اختلاف مهنهم البحرية من غاصة وسيوب، إلا ان هذا الجالبوت لم يستمر مع النوخذة دويلة كثيرا؛ إذ انه تحطم تماما، وتبعثرت أجزاؤه عندما تعرض إلى طبعة بحرية على درب القحة (القحة: قطع صخرية شاخصة على سطح البحر)، وكانت هذه القحة على مدخل جليعة العبيد، وعندما كان النوخذة دويلة قريبا من تلك القحة، تغير عليهم الهواء، وانقلبت حاله إلى ريح عاصف، ارتفعت على اثرها أمواج البحر، وتلاطمت عالي الهواء «تارس»، مما حدا بالنوخذة دويلة إلى اللجوء إلى خور جليعة العبيد، فاصطدم جالبوته بها، وتحطم من شدة الاصطدام.
وبعد أن فقدت تجارة اللؤلؤ عرشها، وذهبت بريقها، وجرى عليها ناموس الزمان، هجر الناس الغوص والبحر، وراحوا يبحثون عن رزقهم في ميادين ومجالات أخرى، وكان النوخذة دويلة مبارك الدويلة من هؤلاء النواخذة الذين تركواالغوص، واتجهوا إلى التجارة، فافتتح له دكاناً بالقرب من مسجد هلال بفريج العليوه ،كان يبيع فيه المواد الغذائية والتموينية وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م بدأت أسعار المواد الاستهلاكية في الكويت وغيرها من بلدان العالم ترتفع بصورة قياسية حتى كادت بعض المواد الغذائية أن تختفي تماماً من الأسواق .. وقد تدارك حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح الأمر قبل استفحاله, وفاتح الحكومة البريطانية بشأن تزويد الكويت بالأغذية والأقمشة فوافقت على الفور على تلبية احتياجات الكويت من المواد الاستهلاكية شريطة أن تخضع هذه المواد لنظام التقنين عبر توزيعها بالبطاقات.
وقد بدأ العمل بهذا النظام عام 1942م واستمر حتى عام 1947م حيث كان يتم توزيع المواد الغذائية والكسائية على السكان ووضعت الدولة يدها على الأرز والسكر والقمح وأقامت مراكز في كل حي أو (فريج) أو فريق لإمداد السكان بنسبة معينة بحسب تعداد أفراد الأسرة وكان النوخذه دويله مبارك الدويله المسئول المكلف على توزيع التموين في الحي الذي يقطنه وسمي هذا العام بسنة البطاقة . ولم يحصر نشاطه التجاري في ذلك الدكان،بل كان يذهب إلى الأسواق يبيع ويشتري وقد عمل في تجارة السفن ومن ثم تجارة العقار ، وبعد انشاء وزارات الدولة مكنه حفظه للقرآن ودراسته الشرعية من أن يعمل في وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية إماماً في مسجد نابي الدويلة في الفروانية سنة 1956 ، وقد كان ايضا قبل ذلك امام متطوعا في مسجد هلال في الكويت وظل بالإمامة حتى وفاته .
وتميز النوخذة دويلة مبارك بدماثة الخلق، وحُسن المنطق، وبشاشة المحيا، كان للقرآن أثر كبير في سلوكه وحياته كلها، فكان لسانه لاينطق إلا بطيب الكلام، ويسع قلبه كل من حوله برحابته وسعته، وكان -رحمه الله- مرحاً، يأنس به كل من عرفه أو تعامل معه.
ولد النوخذة فهد بن علي بفريج المسيل وسط مدينة الكويت القديمة، ووجهه والده إلى الكتّاب في سن مبكرة من طفولته، وكان أول معلم له هو الملا محمد المطر الذي لازمه النوخذة فهد ثلاث سنوات، استطاع خلالها أن يختم القرآن الكريم، ثم انتقل إلى الدراسة عند الملا عبدالله العثمان، فتلقى في مدرسته مبادئ الحساب، وتعلم القراءة والكتابة، ولم يفارق الملا عبدالله العثمان إلا بعد أربع سنوات، هي المدة التي قضاها عنده في الدراسة.
والنوخذة فهد بن علي الدويلة سليل أسرة بحرية، لها مع البحر والغوص شأن كبير؛ إذ خرج من أسرته العديد من النواخذة ورجالات البحر وربانه الذين كانوا يسوسون الناس فيه ويأمرونهم؛ لذا كان من البديهي أن يتجه النوخذة فهد بن علي إلى الغوص بعد أن أكمل دراسته في الكتّاب، وكانت البداية مع والده سنة 1929م، حيث عمل معه تبابا صغيرا لمدة ثلاثة مواسم متتالية، ثم عمل رضيفا مدة ثلاثة مواسم أخرى، وكلها مع والده النوخذة علي الدويلة، ثم ركب سيبا مع النوخذة محمد بن دريميح الذي قضى معه موسمين، ثم قضى موسمين آخرين سيبا ايضا مع النوخذة راشد بن علبان.
عشر سنوات هي تلك المدة التي قضاها النوخذة فهد بن علي الدويلة في مدرسة الغوص، وهي مدرسة مساحتها طول الخليج العربي وعرضه وعمقه، ومكنته هذه السنوات العشر من الإلمام بكل شؤون الغوص وأعماله ومستلزماته، فكان طبيعيا بعد ذلك أن يتنوخذ بنفسه على خشب من نوع الشوعي أخذه بالخمس، وبعده بموسم تنوخذ بخشب هو شريك فيه بالنصف، ثم استقر نوخذة على خشب والده الذي اشتراه بـ 600 روبية من محمد العرادي، الذي كان يرسيه في جزيرة فيلكا، وظل يستخدم هذا الخشب في الغوص حتى لفظ الغوص أنفاسه وهجره أهله، وتوقفت عجلة الغوص عن الدوران. إلا ان عجلة الحياة لا بد أن تسير، فأخذ الناس يزاولون نشاطات اقتصادية أخرى، يسترزقون منها، ويكسبون قوت عيالهم وأهلهم. وعمل النوخذة فهد بن علي الدويلة في مجال التجارة، فافتتح دكانا لبيع المواد الغذائية في فريج العليوة لمدة سنتين، بعدها راق له العمل الحكومي، فالتحق بالعمل في إدارة الإسكان (وزارة الإسكان حالياً) بتاريخ 19/3/1954م وظل بها حتى تقاعد سنة 1977م.
والنوخذة فهد بن علي الدويلة سليل أسرة بحرية، لها مع البحر والغوص شأن كبير؛ إذ خرج من أسرته العديد من النواخذة ورجالات البحر وربانه الذين كانوا يسوسون الناس فيه ويأمرونهم؛ لذا كان من البديهي أن يتجه النوخذة فهد بن علي إلى الغوص بعد أن أكمل دراسته في الكتّاب، وكانت البداية مع والده سنة 1929م، حيث عمل معه تبابا صغيرا لمدة ثلاثة مواسم متتالية، ثم عمل رضيفا مدة ثلاثة مواسم أخرى، وكلها مع والده النوخذة علي الدويلة، ثم ركب سيبا مع النوخذة محمد بن دريميح الذي قضى معه موسمين، ثم قضى موسمين آخرين سيبا ايضا مع النوخذة راشد بن علبان.
عشر سنوات هي تلك المدة التي قضاها النوخذة فهد بن علي الدويلة في مدرسة الغوص، وهي مدرسة مساحتها طول الخليج العربي وعرضه وعمقه، ومكنته هذه السنوات العشر من الإلمام بكل شؤون الغوص وأعماله ومستلزماته، فكان طبيعيا بعد ذلك أن يتنوخذ بنفسه على خشب من نوع الشوعي أخذه بالخمس، وبعده بموسم تنوخذ بخشب هو شريك فيه بالنصف، ثم استقر نوخذة على خشب والده الذي اشتراه بـ 600 روبية من محمد العرادي، الذي كان يرسيه في جزيرة فيلكا، وظل يستخدم هذا الخشب في الغوص حتى لفظ الغوص أنفاسه وهجره أهله، وتوقفت عجلة الغوص عن الدوران. إلا ان عجلة الحياة لا بد أن تسير، فأخذ الناس يزاولون نشاطات اقتصادية أخرى، يسترزقون منها، ويكسبون قوت عيالهم وأهلهم. وعمل النوخذة فهد بن علي الدويلة في مجال التجارة، فافتتح دكانا لبيع المواد الغذائية في فريج العليوة لمدة سنتين، بعدها راق له العمل الحكومي، فالتحق بالعمل في إدارة الإسكان (وزارة الإسكان حالياً) بتاريخ 19/3/1954م وظل بها حتى تقاعد سنة 1977م.
النوخذة الامام سيف بن عبدالله الدويلة