أجمع العلماء أن من سب الرب أو الدين أو الرسول فهو كافر وإن كان مقراً بكل ماأنزل الله

ابوحفص

عضو فعال
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

عباد الله :
الخطر العظيم والكفر البواح المبين وزندقة المفسدين والملحدين - هو سب الرب والدين وسيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، هذا هو الكفر البواح ، والضلال الفواح الذي لا يخرج إلا من منافق لإيم ومعتد أثيم ، ألهذا الحد وصل الأمر بمن ينتسبون إلى دين الإسلام والمسلمين أن يسبوا رب العالمين ، هذا هو الكفر المبين بإجماع المسلمين والمؤمنين والعلماء الربانيين ، لم يختلف أحد من العلماء لا في شرق الأرض ولا في غربها أن ساب الرب والدين والرسول الأمين عليه السلام - كافرٌٌ زنديق مرتد عن دين الإسلام والمسلمين ، بل كفره أعظم من كفر اليهود والنصارى والمشركين والملحدين .
هذا الأمر لا يحتاج إلى دليل وتعليل لأنه شيء فطري معلوم لأي جليل بالاضطرار من الدين بالصريح المعقول والصحيح المنقول .
فالله تعالى يقول : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) .
فقد استدل بها شيخ الإسلام ابن تيمية - أن السب قدر زائد على الكفر الأصلي ، قال رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة : ومن المعلوم أنهم كانوا مشركين مكذبين معاندين لرسوله ، ثم نهى المسلمين أن يفعلوا ما يكون ذريعة إلى سبهم لله فعٌلم أن سب الله أعظم عنده من أن يٌشرك به ويٌكذب رسوله ويعادى . انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
وقال رحمه الله تعالى : فإن السب ذنب منفرد عن الكفر الذي يطابق الاعتقاد فإن الكافر يتدين بكفره ويقول إنه حق وله عليه موافقين ، وليس من الكفار من يتدين بما يعتقده استخفافاً واستهزاءً وسباً لله وإن كان في الحقيقة سباً ... وأما الساب فإنه مظهر للتنقص والاستخفاف والاستهانة بالله تعالى منتهك لحرمته انتهاكاً يعلم من نفسه أنه منتهك مستخفٌٌ مستهزئ ، ويعلم من نفسه أنه قال عظيماً وأن السموات والأرض تكاد تنفطر من مقالته وتخر الجبال وأن ذلك أعظم من كل كفر . انتهى كلامه رحمه الله تعالى من كتابه (( الصارم المسلول على شاتم الرسول عليه السلام .))

وقال تعالى : ( ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ) . والذي يسب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو دين الإسلام - محادد لله ورسوله فهو في نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم . بل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : المحادّة هي المعاداة والمشاقة وذلك كفر ومحاربة ، فهو أغلظ من مجرد الكفر ، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كافراً عدواً لله ورسوله . وقال تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب ، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب المقصود بطريق الأولى ، وقد دلت هذه الآية أن كل من تنقص رسول الله عليه الصلاة والسلام - جاداً أو هازلاً فقد كفر ، ونقل رحمه الله تعالى عن الإمام إسحاق أنه قال : أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو قتل نبياً من انبياء الله - أنه كافر بذلك وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله تعالى . وقد بين شيخ الإسلام رحمه الله تعالى النصوص في ذلك وشرحها في كتابه (( الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم )) .

أحبتي في الله :
أختم البيان في هذا الباب بثلاثة أمور كما يلي :

- أولاً : أجمع العلماء أن من سب الرب أو الدين أو الرسول عليه السلام - فحٌكمه القتل إن لم يتٌب ، والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم فيمن بدل دينه فاقتلوه ، واختلف أهل العلم فيما لو تاب هل تٌقبل توبته في الدنيا بحيث أن لا نٌقيم عليه حد القتل ، فذهب جمهور العلماء أن من سب الرب أو الدين يٌستتاب فإن تاب وإلا قٌتل ، وقال آخرون لا يٌستتاب بل يٌقتل بكل حال . أما بالنسبة للرسول عليه السلام فذهب جمهور العلماء أن من سبه بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم - لا يستتاب ويجب أن يٌقتل بكل حال . والتفصيل في هذا الأمر يطول بيانه ، ولا يتسع المقام بيان ذلك . لكن كل هذا في أحكام الدنيا ، أما إن تاب توبة صادقة فيما بينه وبين الله فالله تعالى أعلمنا أنه يقبل توبة الصادقين والمخلصين .

- ثانياً : اعلم أن ساب الرب والدين والرسول الأمين عليه السلام - لا تنفعه صلاة ولا صيام ولا أيٌّ عبادة من العبادات حتى يتوب إلى الله بصدق وإخلاص ، وتوبته أن يشهد لسانه بنية الرجوع إلى الإسلام أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عالماً بها وموقناً بها من صميم قلبه نادماً على كفره عازماً أن لا يعود إليه أبداً ، وإلا فإن صلاته وصيامه وعبادته لا تنفعه أبداً حتى يفعل ذلك ، ويجب عليه أن يغتسل على القول الراجح .

- ثالثاً : إن مات على هذا الكفر لا يرث احداً من أقاربه ولا يورث وماله لبيت المسلمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) . كما أنه لا يصح نكاحه وزواجه وعقده باطل بالنص الصريح والعقل الصحيح ، وإجماع العلماء الربانيين .
فيا لها من مصيبة فكم أصبح الكفر يعلن في الشوارع - ويٌسب الرب والدين ، ثم نبحث عن النصر على أعداء الدين ، وقد وقع الكثير من أبناء المسلمين بما يفوق أعداء الدين من الكفر والزندقة . ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
 

ابوحفص

عضو فعال
طرح ٌ قيم مشمول بالبيان والفائده

يارك الله فيك يا اخي.,’


شكراً لك.,’

وفيك بارك الله تعالى ، وجعلنا وإياك من أهل الفلاح والسعادة الفائزين بدار السلام وأعلى درجات الجنات مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنه ولي ذلك ومولاه .
 
أعلى