ستضافت إيران مؤخرا مجموعة من 38 مندوبا صينياً برئاسة وزيري النقل والسكك الحديدية اللذان قضا 5 أيام في طهران ويومين في جزيرة كيش. وقد وقع الطرفان هذه المرة على عقد بقيمة 13 مليار دولار تحت عنوان "مشروع تطوير السكك الحديدية الايرانية". وتجدر الاشارة بان الصين تعتبر الشريك الاقتصادي الاكبر لطهران وتنجز معظم العقود النفطية الكبرى والتجارة العامة مع النظام الايراني والحرس الثوري الذي يسيطر على اقتصاد ايران. وخلافا لجميع العقود التجارية الدولية، فان هذه الصفقة تتضمن امكانية لزيادات غير محدودة من القيمة المتفقة عليها بحسب ما تقتضيه الضرورة.
وبناء على التحقيقات التي يجريها الخبراء من الحركة الخضراء المعارضة في ايران، فقد ثبت كون هذا العقد واجهة لغسل مليارات الدولارات من الثروة الوطنية الى الحسابات المصرفية الخاصة لمقربي النظام، كشف موقع "نقودي.كوم" www.nuqudy.com
من بداية المحادثات المتعلقة بهذا العقد، أشارت كل قطعة من الأدلة لطبيعتها البغيضة. وجدير بالذكر أن "الرئيس التنفيذي للشركة المسؤولة عن الإنتاج والتنمية، مسعود رحمانة، اشار الى "التشديد الذي أدلى به المرشد الاعلى" على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي. وهذا التشديد كان بمثابة السبب الرئيسي لضرورة الإسراع في العملية. واضاف:" وقع المندوبون الصينيون، خلال زيارتهم لإيران ، على عقدا بقيمة 13 مليار دولار لبناء 5300 كيلومترا من خط السكة الحديدية في ايران" ، ولكن في وقت لاحق كشفت وثائق سرية على "الدوافع الحقيقية" وراء التدخل من قبل المرشد الأعلى، وفقا للمعارضة.
ويقول الخبراء من الحركة الخضراء انه تم الحصول على المعلومات من داخل وراء هذا العقد -- كما هو الحال مع العقود السابقة بين ايران والصين. وبناء على هذه الوثائق فقد تم اختلاس أكثر من 2.7 مليار دولار من العقد لرشوة السماسرة الايرانيين المتورطين في الصفقة. وكانت هذه العملية بمعرفة وموافقة وزير السكك الحديدية الصيني. وتم ايداع الاموال في حسابات مواطنين إيرانيين في شنغهاي وهونغ كونغ وماكاو. ووفقا للسجلات التي تم الحصول عليها، شارك 76 من المسؤولين الإيرانيين في التعامل مع الصين، وجميعهم تلقوا أجزاء كبيرة من الرشوة.
وبحسب المعارضة الايرانية فان هذه قائمة الاسماء الجزئية من بين المتورطين في هذه الصفقة:
مسعود خامنئي ، 50 مليون دولار
مصطفى خامنئي ، 85 مليون دولار
ميسم خامنئي ، 90 مليون دولار
حسن خامنئي ، 120 مليون دولار
مجتبي مصباح يزدي ، 12.2 مليون دولار
علي اكبر ولايتي ، 12 مليون دولار
مرتضى بختياري ، 2.2 مليون دولار
روح الله حسينين، 4.1 مليون دولار
سيد مسعود مير كاظمي ، 11 مليون دولار
حسين شريعتمداري ، 37 مليون دولار
مصطفى علامة، 1.2 مليون دولار
أحمد وحيدي ، 1.6 مليون دولار
مجتبى ذو النور ، 1.1 مليون دولار
علي نقزاد، 1.6 مليون دولار
كامران دانشجون، 1.1 مليون دولار
عبد الله أراكي ، 10.7 مليون دولار
محمد تقي مصباح يزدي ، 45 مليون دولار
غلام حسين الهام ، 9.8 مليون دولار
وبالتالي، وبعد ثلاثة أسابيع من توقيع العقد والكشف عن ملابساتها من قبل الحكومة الصينية، والكشف عن الفساد واسع الانتشار والذي يشوب العلاقات التجارية بين ايران والصين، طغت على السطح ردود فعل غاضبة من العديد من القادة العرب مما دفع نائب رئيس الوزراء الصيني إلى اقالة وزير السكك الحديدية، والتحقيق في القضية ، مشيرا الى ان الفساد على نطاق واسع جعل هذه القضية الى قضية وطنية.
