بعثت تهدد بالنوى وتوعد ** مهلا فان اليوم يتبعه غد

,


السلام عليكم ورحمة الله


,




بَعَثَت تُهَدِّدُ بِالنَوى وَتوَعّدُ ** مَهلاً فَإِنَّ اليَومَ يتبَعُهُ غَدُ


لا تَحسَبي أَنَّ الشَبابَ وَشَرخَهُ ** يَبقى وَلا أَنَّ الجَمالَ يُخَلَّدُ


عَشرٌ ويَخلُقُ شطرُ حُسنِك كُلَّهُ ** وَيُذَمَّ ما قَد كانَ مِنهُ يُحمَدُ


فَتَغَنّمي عَصرَ الشَبابِ فَإِنَّهُ ** ظِلٌّ يَزولُ وَصَفوُ عَيشٍ يَنفَدُ


وَضَعي يَداً عِندي تُوَقِّكِ مُهجَتي ** إِنَّ الكَريمَ الحُرَّ تَملِكُهُ اليَدُ


وَتَيَقَّني أَنَّ الشَبابَ لِنارِهِ ** حَدٌّ وَيُطفِئُها المَشيبُ فَتَبرُدُ


وَالبُخلُ بِالشَيءِ المُحَقَّقِ تَركُهُ ** أَسَفٌ يَدومُ وَحَسرَةٌ تَتَجَدَّدُ


لِلَّهِ أَيّامُ الصِبا إِذ دارُنا ** حَجرُ القُرى وَلَنا بِإِجلَةَ مَعهَدُ


إِذ لُمَّتي تَحكي الغُدافَ وَإِنَّما ** أَشهى الشُعورِ إِلى العُيونِ الأَسوَدُ


وَالخَدُّ مِن ماءِ الشَبابِ كَأَنَّما ** فيهِ لِأَحداقِ الكَواعِبِ مَورِدُ


كَم لَيلَةٍ طالَت فَقَصَّرَ طُولَها ** شَدوُ المَزاهِرِ وَالغَزالُ الأَغيَدُ


وَتَرَنُّمُ الأَوتارِ في يَدِ قَينَةٍ ** غَنِجٍ يَدينُ لَها الغَريضُ وَمَعبَدُ


أَنكَرتِني لِلشّيبِ وَهوَ جَلالَةٌ ** أَوَ كَيفَ يُنكَرُ لِلصِقالِ مُهَنَّدُ


إِن تُنكِري شَيبي أُمَيمُ فَطالَما ** كُنتُ الأَوَدَّ وَغَيرِيَ المُتَوَدِّدُ


وَلَطالَما أَبصَرنَني فَعَثَرنَ في ** أَذيالِهنَّ القانِتاتُ العُبَّدُ


وَلَطالَما حَمَلَت لِيَ العَذراءُ مِن ** شَوقٍ إِلَيَّ فَلَم يَلِقها المَورِدُ


إِن يُدعَ غَيري سَيِّدُ لِحُطامِهِ ** فَالتَيسُ في اللُغَةِ الصَحيحَةِ سَيِّدُ


فَاِستَخبِري فِتيانَ قَومِكِ أَيُّهُم ** يُغني غَنائي أَو يَقومُ فَأَقعُدُ


قَد أَحمِلُ العِبءَ الثَقيلَ وَبَعضُهُم ** فيهِ يُصَوِّبُ طَرفَهُ وَيُصَعِّدُ


وَأَذُبُّ عَن أَحسابِ قَومي جاهِداً ** إِن نابَ خَطبٌ أَو عَرى مُستَرفِدُ


وَإِذا تَشاجَرَتِ الخُصومُ فَإِنَّني ** سَيفٌ عَلى الخَصمِ الأَلَدِّ مُجَرَّدُ


وَفَضيلَةُ الأَدَبِ الَّذي فاقَ الوَرى ** لي دونَهُم وَالشَمسُ ما لا يُجحَدُ



,



العيوني


,
 
أعلى