السعودية والكويت أحبطتا اقتراحاً سورياً-فلسطينياً
بتقديم 150 بليون دولار لبناء جيوش "دول المواجهة"
تكتل عربي في مواجهة مغامرات سورية و"حزب الله"
بتقديم 150 بليون دولار لبناء جيوش "دول المواجهة"
تكتل عربي في مواجهة مغامرات سورية و"حزب الله"
القاهرة-الوكالات:
شهد الاجتماع الوزاري العربي الطارئ لبحث الأزمة اللبنانية أمس انقساماً حاداً بين الدول العربية حول كيفية التعاطي مع »حزب الله« والتحرك المطلوب لاحتواء التصعيد العسكري الإسرائيلي.
كما شهد الاجتماع تلاسناً بين وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والسعودي الأمير سعود الفيصل الذي وصف مطالب دمشق بدعم »حزب الله« ب¯»الأحلام الشيطانية« في حين نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عملية السلام في الشرق الأوسط. (راجع ص 31)
وقال ديبلوماسيين عرب شاركوا في الاجتماع إن الوزير السعودي أكد في مداخلته أن تصرفات »حزب الله« غير مسؤولة وأنها جاءت في توقيت غير مناسب وأنه يجب أن ينسق مع الدولة اللبنانية لا أن تكون الحكومة اللبنانية آخر من يعلم.
وأضاف هؤلاء الديبلوماسيون أن الفيصل قال إن تصرفات »حزب الله« تجر المنطقة إلى حرب كبيرة وأنه يعيد المنطقة سنوات إلى الوراء ولا يمكننا أن نقبل ذلك.
وأشاروا إلى أن الأردن والكويت والعراق والإمارات والسلطة الفلسطينية والبحرين ساندت الموقف السعودي الداعي إلى التعامل بحذر مع أي تأييد مجاني ل¯»حزب الله«.
وأظهر الاجتماع أن معسكراً عربياً آخر تقوده سورية ويضم وزراء خارجية لبنان واليمن والجزائر يدعو إلى مساندة »حزب الله« بغير شروط, وأن أعماله تتماشى مع القرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة الذي يدعم جهود المقاومة.
وكشفت المصادر أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم انتقد الموقف السعودي خلال الاجتماعات وقال المعلم في مداخلته »كيف نأتي إلى هنا لمناقشة الموقف المتفجر في لبنان بينما يقوم آخرون بانتقاد المقاومة«.
وأضاف »بينما أنا في الطائرة من دمشق إلى القاهرة لحضور الاجتماع رأيت البوارج الإسرائيلية تقصف المدن اللبنانية, فحلمت أن الاجتماع الوزاري سيخرج بمواقف داعمة للبنان وحزب الله ولكن رأيت حتى قبل الاجتماع أن بعض الأطراف خرجت بمواقف أفشلت الاجتماع حتى قبل أن يبدأ«.
واحتد الفيصل على الوزير السوري بعد مداخلته ووصفها »بالأحلام الشيطانية التي لا يمكن الاستجابة لها«, وقال: إن »الدول العربية غير مستعدة للتخلي عن العمل العربي الموحد للنزول إلى مثل هذه الأحلام«.
ولفتت المصادر إلى أن وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ساند الموقف السعودي بقوة, ونقلت عنه قوله »يا معلم لا يمكن أن نعطي دفة الأمور لكي تديرها منظمات كحماس وحزب الله, هذه أحلام وردية«.
واشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني حاول تهدئة الموقف مطالباً بالاستجابة »لمطالب الشارع العربي«.
إلا أن الشيخ محمد أجابه »عن أي شارع عربي تتكلم? عن الشارع الذي هتف للرئيس العراقي السابق صدام حسين ولزعيم تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي? وكان الاثنان على خطأ..هذا الشارع غير موجود«.
وبحسب المصادر فإن وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب أعرب عن مساندته لموقفي الرياض والكويت.
وقال: »إن الشارع العربي غير منضبط وأعماله لا تخدم العمل العربي المشترك...اننا نمثل الحكومات ولا ننقاد وراء الشارع واهوائه«.
في السياق ذاته علمت »السياسة« ان وزيري خارجية فلسطين وسورية فاروق القدومي ووليد المعلم طالبا خلال الاجتماع الوزاري بضرورة توفير مبلغ 150 بليون دولار ولمدة عشر سنوات من اجل بناء جيوش الدول العربية المواجهة لاسرائيل, غير ان المجتمعين رفضوا هذا المقترح.
وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى ان القدومي ووزير خارجية لبنان فوزي صلوخ اقترحا ايضاً ان تتحمل دول مجلس التعاون الخليجي تكاليف اعادة بناء البنية التحتية لفلسطين ولبنان والتي دمرت بفعل الغارات الاسرائيلية.
لكن الكويت والسعودية احبطتا هذا المقترح مؤكدتين انهما لا تتحملان اخطاء الاخرين في اشارة الى »حزب الله«.
ولدى عودته مساء إلى البلاد أوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح أن اعتراض الكويت ودول خليجية وعربية أخرى على تحملها تكاليف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في لبنان وفلسطين خلال عدوانها الغادر على البلدين, يعود إلى أن هناك مسؤولية أخلاقية وقانونية على الدولة المعتدية بضرورة إصلاح ما أفسدته وتحمل أعباء إعادة بناء ما هدمته آلتها العسكرية.
وقال الشيخ محمد في تصريح إلى الصحافيين: إن هناك موقفاً عربياً يرى ضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن والمحكمة الدولية في جنيف من أجل تحديد المسؤولية القانونية على دولة العدوان وتحميلها جميع تكاليف الخسائر التي نجمت عن عدوانها, مؤكداً أنه ليس من المصلحة رفع العبء عن إسرائيل في هذه المرحلة واعفاؤها من مسؤولية الجرم الذي ارتكبته.
وحول سبب رفض الكويت تمويل جيش عربي رادع لإسرائيل حسب الاقتراح الذي طرحه بعض وزراء الخارجية العرب (بكلفة 150 بليون دولار) قال الشيخ محمد الصباح: إن الدول العربية اتفقت على نهج السلام, ومن يفكر أو يعتقد أن الحرب في ظل الظروف الحالية يمكن أن تأتي بنتيجة إيجابية, فإنه لا يفكر للمصلحة العربية على المدى الطويل.
وأضاف: إن شعار »لا صوت يعلو فوق صوت المعركة« لم يعد صالحاً لهذا العصر, والغلبة الآن للديمقراطية وحقوق الإنسان, ومن خلال ذلك يمكن أن نتحرك لمواجهة إسرائيل.
وبشأن إعلان عمرو موسى عن »نعي« عملية السلام رأى الشيخ محمد أن »هذا ناتج عن حالة الإحباط التي تسود الأمة العربية الآن بسبب ماتفعله إسرائيل«, مضيفاً: »وأنا لا ألوم أحداً يعتقد أن الحل السلمي قد انتهى« فذلك يترجم حقيقة الوضع الذي نعيشه الآن, وهي رسالة مهمة إلى المجتمع الدولي بأسره.
وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أكد في ختام اجتماع القاهرة ان عملية السلام في الشرق الاوسط »ماتت«.
وقال موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية رئيس الدورة الحالية محمد حسين الشعالي »ان كل الاجراءات التي اعتمدها المجتمع الدولي بما في ذلك اللجنة الرباعية كلها ادت الى فشل عملية السلام او دفن عملية السلام او تسليمها لاسرائيل لتتولى قتلها ومعالجتها بالطريقة التي تناسبها (...)«.
واشار موسى إلى ان الطريقة الوحيدة لاعادة احياء عملية السلام هي باعادة طرحها امام مجلس الامن.
واعتبر ان استخدام الولايات المتحدة لحق النقض »الفيتو« ضد مشروع قرار لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على غزة يمثل ضوءا اخضر لاسرائيل لتفعل ما تريد بالمنطقة.
واكد موسى ان وزراء الخارجية العرب قرروا التوجه الى مجلس الامن الدولي لان قضية السلام »دولية بالدرجة الأولى« مشدداً على ان العرب لا يريدون الاستمرار في الوضع الحالي والحديث المستمر عن الارهاب والارهابيين الذي »اصبح لا ينطلي على احد ولا يمكن الابقاء عليه«.
واكد وقوف الدول العربية مع لبنان باكمله ودعمه على كل الاصعدة بما فيه المقاومة اللبنانية للاحتلال الاسرائيلي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض كل يوم الى تدمير كل مناحي الحياة على ارضه داعياً الى مطالبة الآليات الدولية بالتعويض عن الدمار الذي تسببه آلة الحرب الاسرائيلية.
المصدر : http://www.alseyassah.com/alseyassah/First_1.asp
--------------------------------------------------------------------------------------
يبدو أنهم كانوا يتوقعون بأن البقره الحلوب ستدر لهم الملايين التي يريدون !!
وكأن بعادل أمام ( وزير الخارجيه السوري ) يقول : ( الساعه بعشره جنيه والحسابه بتحسب ) !!
نعم لقد أصبحت دول الخليج الدافع الأول لفواتير الحروب الغراميه بين حزب الله وأسرائيل !!
...