أزمة ثقة

q8wiseguy

عضو جديد
أزمة ثقة

بعدما سقطت ورقة التوت عن بعض الانظمة العربية ، بادرت الى رفع شعارات جديدة تدغدغ مشاعر الشعوب و تحاول من خلالها لبس رداء الحمل الوديع بعد سنوات طوال من القمع والاضطهاد ، فالجلاد الذي أذاق شعبه أصناف العذاب يريد أن يرتدي اليوم ثوب الصلاح والاصلاح ، ولكن هل الامر بهذه البساطة وهل الشعوب بهذه السذاجة .
الكل يعلم أن تلك الانظمة فقدت المصداقية أمام شعوبها منذ أمد بعيد ، وتراكمت على مدى عقود من الزمن علاقة نفور وكراهية بين الجانبين ، والان دارت الدوائر ونهضت الشعوب لتعيد كرامتها المهدورة ومكانتها المسلوبة .
ومهما حاولت هذه الانظمة اللعب على وتر الاصلاح وقد فشلت فشلا ذريعا في ذلك فهناك أزمة ثقة ، ولن تنطلي محاولاتها تلك على شعوبها لانه كما يقول المثل " تجريب المجرب من العقل المخرب " ، فلم يعد لها رصيد لدى الشعب يمكن أن تستغله ، وهي لم تستفد من الفرص العديدة التي سنحت لها في الماضي ، فكانت تعتقد خاطئة أنها مخلدة على عروشها ولن تطاولها رياح التغيير .
الكل يعلم ان " فاقد الشيء لا يعطيه " فكيف ينتظر الشعب ممن نكل به ، وسلبه حقوقه ، وضيق عليه رزقه ، وسلب منه حريته على مدى سنوات وسنوات ، أن يبادر حتى وان كان مجبرا ليقدم التنازلات والاصلاحات ويعيد الامور الى نصابها وهو يعلم ان ذلك كفيلا باقصائه عن السلطة .
اعتقد أن العبرة للدول التي لم تذق طعم هذا المخاض العسير باستخلاص الدروس وفهم الواقع ومواكبة متطلبات المرحلة الراهنة وترتيب الاوضاع للمستقبل و قد يستلزم ذلك بعض التنازلات و بعض التضحيات طالما الوضع يسمح بذلك ، فان تتنازل بعض الشيء وتضحي بعض الشيء أفضل من أن تتنازل عن كل شيء وتضحي بكل شيء .
من حق الشعوب أن تسعى الى حياة أفضل ، ولكن من سيأخذ بناصية التغيير وسيقودها الى الامام لكي يصير حلمها حقيقة ، ذلك هو رهان المرحلة الحالية و جوهر مطالب الشعوب العربية وهناك خياران لا ثالث لهما أما الانتقال السلس والتدريجي والسلمي وأما التغيير القسري والدموي فالتغيير قادم ويجب ان نكون مستعدين .
دوام الحال من المحال والتغيير سنة الحياة وكل ذي عقل يجب أن يتعظ مما يدور حوله ، نحن نقف على عتبة مرحلة جديدة ، فاما أن نواكبها أو ستجعلنا نتواكب معها ، والاختيار في يد أصحاب القرار .
 
أعلى