ابو فهد الكويتي
عضو ذهبي
,
السلام عليكم ورحمة الله
,
عيوب القوافي
السناد، والإيطاء، والإقواء، والإكفاء، والإجازة، والتضمين، والإصراف.
السناد على ثلاثة أوجه: فالوجه الأول منها اختلاف الحرف الذي قبل الرِّدف بالفتح
والكسر، نحو قول الشاعر:
ألمِ تَر أَنّ تَغْلب أهلُ عِزٍّ ** جِبالُ مَعاقِل ما يُرتَقينَا
شربنا من دِماء بني تَميم ** بأطراف القَنا حتى رَوِينَا
والوجه الثاني اختلافُ التوجيه في الروي المُقيّد، وهو اجتماع الفَتحة التي قبل
،الرويّ مع الكسرة والضمة، كهيئتها في الحَذْو، وذلك كقوله:
وقاتم الأعماق خاوي المُخترقْ
ثم قال:
ألَّف شتَى ليس بالراعي الحَمِقْ
ومثله:
تَميم بن مُرّ وأشياعُها ** وكِنْدة حَولي جميعاً صبُر
إذا رَكبوا الخيلَ واستلأموا ** تحرَّفت الأرضُ واليوم قُرّ
والوجه الثالث من السناد أن يُدخل حرف الرِّدف ثم يدعه، نحو قول الشاعر:
وبالطَّوف نالا خيرَ ما أصبحا به ** وما المرء إلاّ بالتقلّب والطَّوْفِ
فِراق حَبيب وانتهاء عن الهَوى ** فلا تَعذُليني قد بدا لك ما أخفِي
وأما القافية المُطلقة فليس اختلاف التوجيه فيه سناداً.
وأما الإقواء والإكفاء فهما عند بعض العلماء شيء واحد، وبعضهم يجعل الإقواء
في العروض خاصة دون الضرب، ويجعلون الإكفاء والإيطاء في الضرب دون العروض.
فالإقواء عندهم أن تنقص قوة العروض، فيكون: مفعولن في الكامل، ويكون في الضرب
متفاعلن فيزيد العجز على الصدر زيادة قبيحة. فيقال: أقوى في العروض،
اي اذهب قوته نحو قول الشاعر:
لما رأت ماء السلى مَشروبَا ** والفَرث يُعْصَر في الإناء أرَنت
ومثله:
أفبعد مَقتل مالك بن زُهير ** ترجو النساء عواقبَ الأطهارِ
والخليل يُسمى هذا المُقعَر. وزعم يونس أن الإكفاء عند العرب هو الإقواء. وبعضُهم
يجعله تبديل القوافي، مثل أن يأتي بالعين مع الغين لشبههما في الهجاء، وبالدال مع
الطاء لتقارب مخرجيهما، ويحتج بقول الشاعر:
جارية من ضَبة بن أدّ ** كأنها في دِرْعها المنعط
والخليل يُسمى هذا الإجازة. وأبو عمرو يقول: الإقواء: اختلاف إعراب القوافي بالكسر،
والضم، والفتح. وكذلك هو عند يونس وسيبويه.
والإجازة عند بعضهم اجتماع الفتح مع الضم أو الكسر في القافية. ولا تجوز الإجازة إلا
فيما كان فيه لوصل هاء ساكنة، نحو قول الشاعر:
الحمدُ للّه الذي ** يَعْفو ويشتد انتقامُه
في كرْههم ورِضَاهمُ ** لا يستطيعون اهتضامه
ومثله:
فديت من أنصفني في الهَوى ** حتى إذا أحكمه ملَّه
أينما كنتُ ومَن ذا الذي ** قبلي صَفا العيشُ له كُلَه
والإكفاء: اختلاف القوافي بالكسر والضم، عند جميع العلماء بالشعر، إلا ما ذكر يونس.
وأما المُضمن، فهو أن لا تكون القافية مُستغنيةً عن البيت الذي يليها، نحو قول الشاعر:
وهم وَردوا الجفار على تَميم ** وهم أصحابُ يوم عُكاظ إني
شهدتُ لهم مَواطن صالحاتٍ ** تُنبِّئهم بودّ الصَّدر مِني
وهذا قبيح، لأنَ البيت الأول متعلق بالبيت الثاني لا يستغني عنه، وهو كثير في الشعر.
وأما الإيطاء، وهو أحسن ما يُعاب به الشعر، فهو تكرير القوافي. وكلما تباعد الإيطاء كان
أحسن، وليس في المعرفة مع النكرة إيطاء.
وكان الخليل يزعم أن كل ما اتفق لفظُه من الأسماء والأفعال، وإن اختلف معناه فهو إيطاء،
لأنّ الإيطاء عنده إنما هو تَرديد اللفظتين المُتفقتين من الجنس الواحد، إذا قلت للرجل
تخاطبه: أنت تضرب، وفي الحكاية عن المرأة: هي تضرب، فهو إيطاء. وكذلك في قافية:
امر جلل، وأنت تريد تعظيمه، وهو في قافية أخرى جلل وأنت تريد تهوينه، فهو إيطاء.
حتى إذا كان اسم مع فعل، اسم، وإن اتفقا في الظاهر فليس بإيطاء، مثل يزيد،
وهو ويزيد وهو فعل،
ما يجوز في القافية من حروف اللين
اعلم أنَّ القوافي التي تدخلها حروف المد، وهي حروف اللين، فهي كل قافية حُذف منها
حرف ساكن وحركة، فتقوم المدة مقام ما حذف.
وهو من الطويل فعولن المحذوف، ومن المديد فاعلان المقصور، وفعلن الأبتر. ومن البسيط
فعلن المقطوع، ومفعولن المقطوع.
فأما مستفعلان المذال، فاختلف فيه، فأجازه قوم بغير حرف مد، لأنه قد تم وزيد عليه
حرف بعد تمامه. وألزمه قوم المد لالتقاء الساكنين، وقالوا: المدة بين الساكنين تقوم مقام
الحركة. وإجازته بغير حرف مد أحسن لتمامه.
وأما الوافر فلا يلزم شيء منه حرف مد.
وأما الكامل فيدخل فيه حرف اللين في فعلاتن المقطوع، وفي متفاعلان المذال.
وأما الهزج فلا يلزمه حرف مد.
وأما الرجز فيلزم مفعولن منه المقطوع حرف المد.
وأما الرمل فيلزم فاعلان وحدها لالتقاء الساكنين.
وأما السريع فيلزم فاعلان الموقوف لالتقاء الساكنين. وكذلك مفعولان. وأما المنسرح فيلزم
مفعولات، كما يلزم السريع.
وأما الخفيف فإنه يلزم فعولن المقصور، وإن كان قد نقص منه حرفان، ليس في المدة خلف
من حرفين. ولكن لما نقص من الجزء حرف، وهو سين مستفعلن قام ما تخلف بالمدة مقام
ما نقص من آخر الجزء، لأنه بعد المَدة.
وأما المضارع والمقتضب والمجتث فليس فيها حرف مد لتمام أواخرها.
وأما المتقارب فألزموا فعول المقصور حرف المد لالتقاء الساكنين.
قال سيبويه: وكل هذه القوافي قد يجوز أن تكون بغير حرف المد، لأنَ رويها تامّ صحيح
على مثل حاله بحرف المَد، وقد جاء مثلُ ذلك لا أشعارهم، ولكنه شاذّ قليل، وأن يكون
بحرف المد أحسن لكثرته ولزوم الشعراء إياه. ومما قيل بغير حرف مَدّ.
ولقد رحلتُ العِيس ثم زَجرتُها ** قُدُماً وقلتُ عليك خيرَ مَعدّ
وقال آخر:
إن تمنع النومَ النَساء يُمنعنْ
,,
,
,