تحذير من الطائفية في سورية.!.

[FONT=&quot]تحذير من الطائفية في سورية.!.[/FONT]

[FONT=&quot]في مقابلة قديمة مع برنامج للجزيرة الوثائقية لخص رئيس الحزب الشيوعي اللبناني الحرب اللبنانية فقال: " الكل تقاتل مع الكل". وللتاريخ فإن كل الأطراف العربية والدولية ساهمت في الحرب الأهلية اللبنانية, حتى الصين وكوريا دول ساهمت في تلك الحرب... ورغم هول المأساة اللبنانية فقد حافظ اللبنانيين على اللحمة الأهلية فتعايشوا معاً بغض النظر عن الانتماء الطائفي. أحداث الاقتتال في العراق نتابعها وندرك تدخل أطراف خارجية كثيرة فيها. ومن نوادر ماحدث هناك: قضايا الطلاق الطائفي, فتروي لنا سيدة عراقية سنية, بأن زوجها الشيعي طردها واحتفظ بأولاده السبعة.!.[/FONT]
[FONT=&quot]تتولد الفتنة الطائفية عادة من انطلاق كلمة أو حدث صغير. فتكون تلك شرارة تشعل النار في الهشيم.. وهذا مايحدث في كل الدول وقد حدث عبر التاريخ الطويل.. وحينما نسمع عن انطلاق آلاف الكلمات والمقالات وابتداع مئات الشرارات التي تهدف لاصطناع حرب طائفية, ورغمها فلا يحدث شيء من هذا, عندئذ ندرك بأن الشعب شديد الوعي ورفيع الثقافة وقادر على تمييز الخطاب الفتنوي من غيره.[/FONT]
[FONT=&quot]ولن ينجو من الاقتتال الطائفي أحد من المتبارزين.. فالرهان على الطائفية يقضي أولاً على المراهنين.. وعندما يصبح ثمن الرجل رصاصة يتساوى الجميع: رجال ونساء وأطفال. ويتساوى كل من اللصوص والأغنياء والفقراء والذين سرقت أموالهم. ويتساوى المفكر مع الحشاش...[/FONT]
[FONT=&quot]في المستعمرات الهندية القديمة (إيران وأفغانستان والهند) لم يستثمر الغزاة الإنكليز الطائفية فحسب, بل ابتدعوا طوائف جديدة, لكي يستثمرونها طائفياً. لا أحد ينكر بأن السيخ والأحمدية والبهائية طوائف نشأت في عهد المستعمر الإنكليزي. كان استحداث طائفة دينية أمر صعب ومتقن. لدرجة أن نصوصاً دينية نشرها صاحب الدعوة البهائية بلغتها الأم كما وردت إليه أي باللغة الإنكليزية. فقال بأنها نزلت عليه بالإنكليزية.. تبع مرحلة التأسيس فترة طويلة لنشر الطائفة. ثم نشأت الصراعات والاقتتالات مع هذه الطائفة.. وطوال مئات من السنين ظلت هذه الطوائف الثلاث تتقاتل مع المسلمين الذين يعيشون إلى جوارها. واليوم تشارك الأحمدية (القاديانية) في الحرب الأفغانية وفي باكستان. وفي إيران شاركت البهائية في التظاهرات التي استهدفت الرئيس الإيراني أحمدي انجاد. [/FONT]
[FONT=&quot]في الحرب اللبنانية نشأت سياسة صديق الصديق, وصديق العدو, وعدو العدو.!. ما أدى إلى اتساع رقعة الاقتتال الأهلي.!.ومن الواضح تاريخياً أن كل الحروب الطائفية إنما نشأت بفعل فاعل ولم تنشأ من العقل والقلب عند صاحب مذهب ما.!.[/FONT]
[FONT=&quot]على الأرض ليس هناك فرق بين الاقتتال الطائفي والاقتتال القومي والعرقي.!. فبعد التهاب الشرارة الأولى سوف تختلط النزعتين الطائفية والقومية عند البعض, وتستطيع طائفة ما أن تجرّ إلى المعركة أبناء قومية ينتمي إليها أتباع تلك الطائفة. ما يؤدي إلى اتساع الحرب الأهلية.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي لبنان تولدت من جديد نزعات وأطروحات قوميات, بفضل الحرب الأهلية.[/FONT]
[FONT=&quot]في سورية نتفق جميعاً على وجوب تلافي الانزلاق في الطائفية والعرقية. ونحن جميعنا نعلن شعارات من نوع (لا للطائفية – لا للفتنة). [/FONT]
[FONT=&quot]لكن هناك أفعال ومواقف تعلن تحمل في طياتها مواقف فئوية ذات طابع طائفي أو عرقي. فموقف الأكراد في مؤتمر المعارضة الأخير والذي طالب فيه الأكراد بحذف صفة العروبة عن بلدنا السوري, هذا الموقف هو ذا طابع عرقي. يتعين علينا جميعاً أن نرفض مثل هذه المواقف. فهذا الموقف نعتبره من أخطر الأحداث التي تمر فيها سورية. فإذا كان هؤلاء الساسة الأكراد يرفضون صفة العروبة عن سورية, وفي حال صمم السوريين على عروبة بلدنا الغالي السوري, فماذا سيكون موقف هؤلاء السياسيين الأكراد؟. كأنهم يلمّحون إلى حلول أخرى أشد خطورة مما يعلنون.!. لهذا فإننا ندعو الشعب السوري بكل فئاته إلى التزام موقف الرفض إزاء أي دعوة طائفية أو عرقية. وندعو الأكراد السوريين أن يرفضوا ذلك الموقف العرقي الذي أعلنه المفاوضين في مؤتمر تركيا.[/FONT]
[FONT=&quot]إن محاولة العودة إلى الجذور العرقية أو الطائفية هو برأينا عمل غبي, وهذه أمثلة قريبة: فقد ولدت دول جديدة ورسمت على الخارطة في بداية القرن العشرون, بعد انهزام العثمانيين تم رسم دول مثل الأردن والعراق وسورية وفلسطين.. ووضع على عروشها ملوك من نسل من يسمى عالمياً بالشريف حسين. فهل يمكن لأردني أو عراقي بأن يقول اليوم بأنه سوري؟. أكيد لا, رغم أن العائلات كانت تختلط, وكانت الشعوب غير مقسمة قبل رسم تلك الدول. نستنتج إذاً أن التطور التاريخي هو أشد تأثيراً من الانتماء العرقي والطائفي والإقليمي. ومثال آخر يتعلق بالشركس, ففي الأردن شركس لكنهم اليوم أردنيين, وفي سورية شركس لكنهم اليوم سوريين. فالدولة الجديدة حيّدت العرقية والقومية القديمة, وصاغت انتماء وطني آخر.[/FONT]
[FONT=&quot]رغم أن الأحداث في سورية طالت ورغم كل مايقال عنها, فإنه بإمكان السوريين أن يتجنبوا الطائفية منذ الآن, فبإمكان كل شخص أن يتصرف ويبدأ من نفسه. كتصرف فردي يقوم كل شخص بالتعاهد مع صديقه أو جاره أو زميله في العمل, تعاهد على استمرار الصداقة, والإخلاص بها, وعدم الانجرار وراء أي مزاعم طائفية أو فئوية. ويضاف إلى هذا التعاهد اتفاق على حماية الأسر والأولاد من أي خطر قد يحدث. فهو تعاهد أخوي مبني على المواطنة السورية. وليس فيه أي اتفاق سياسي. لأنه من حق أي شخص أن يعتقد بما يريد ويفكر كما يريد. وبهذه الطريقة يمكننا أن نحول دون وقوع اقتتال عرقي أو طائفي في بلدنا الحبيب سورية.[/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]محمد نمر المدني كاتب وباحث سوري متخصص بعلوم الأديان والطوائف ومؤلف موسوعة الأديان والمذاهب والعقائد.[/FONT]
 
فلا نامت أعين الجبناء


تنظيم فتح الاسلام
كتائب اسامة بن لادن
pu71xtvdkrts.gif


clip_image001.gif
</EM>
 
أعلى