غانم العبدالله
عضو فعال
الأخ العثماني، أشكرك على تواصلك الدائم وتفاعلك مع هذا الموضوع،
كما اني أشكرك على هديتك، هذا بيكون موضوع بحث قادم إن شاء الله عن رحلات الكشوف المصرية بقيادة الملاح -النجلة- محمد هنيدي
، تقبل تحياتي.
حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الاوروبي ج1
- بادئ الموضوع غانم العبدالله
- تاريخ البدء
الأخ العثماني، أشكرك على تواصلك الدائم وتفاعلك مع هذا الموضوع،
كما اني أشكرك على هديتك، هذا بيكون موضوع بحث قادم إن شاء الله عن رحلات الكشوف المصرية بقيادة الملاح -النجلة- محمد هنيدي
، تقبل تحياتي.
غانم العبدالله
عضو فعال
الجزء الرابع (حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الهولندي)
حركة الكشوف الهولندية
لقد أدى قيام حركات الإصلاح الديني في أوروبا، إلى انقسام الأوروبيين إلى كاثوليك وبروتستانت، الأمر الذي نتج عنه اشتعال الحروب الدينية الهوجاء التي هزت أوروبا، ولعل أشد وأقسى تلك الحروب هي حرب الثلاثين عامًا (استمرت من 1618-1648م)، تلك الحرب التي اكتوت بنيرانها جميع أرجاء أوروبا، وانتهت أخيرًا إلى حرية العقيدة والتسامح الديني، وذلك على إثر توقيع اتفاقية "وستفاليا" بين الأطراف المتحاربة.
ورغم أن الحرب كانت مصبوغة بصبغة حرب دينية في بداية أمرها، إلا أنها سرعان ما اتسعت لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدول الأوروبية المختلفة، وكانت بالطبع هولندا من بين هذه الدول.
وقد استفادت هولندا كثيرًا من حرب الثلاثين عامًا، والتي كفلت لها عند نهايتها وتوقيع اتفاقية "وستفاليا"، كفلت لها الاستقلال، إذ أن هولندا كانت خاضعة لإسبانيا قبل الحرب، ومن هنا بدأت الرغبة الهولندية في اقتحام ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار.
يُمكن رد أسباب اقتحام هولندا ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار، إلى ثلاثة عوامل مترابطة، وهي:
1- الموقع الجغرافي لهولندا، حيث تقع هولندا على نهر الراين الذي يخترق أوروبا، مما يُتيحُ لها أن تلعبَ دور اقتصادي أكثر فعالية في أوروبا، وذلك بأن تكون مركز تجاري لتجارة التوابل القادمة من الشرق، حيث أن موقع هولندا يُتيحُ نقل هذه التجارة بسهولة لدول أوروبا، في مختلف الأماكن، وبطرق سهلة وغير مُكلفة.
وذلك على الرغم من أن البرتغال هي المُكتشِفَة لطريق التجارة الجديد، إلا أن موقعها لم يكن الموقع المثالي، كي تلعب دور المحطة التجارية الرئيس لهذه التجارة.
2- ولكن بقي البرتغاليون هم المُحتكرون لتجارة التوابل، وذلك بسيطرتهم على طرق التجارة، الأمر الذي نتج عنه تذمر التجار الهولنديين لهذا الاحتكار، ودعاهم إلى تأسيس شركة الهند الشرقية سنة 1602م، والتي حصلت على امتياز احتكار التجارة، وغزو الأراضي، وعقد المُعاهدات وبناء الحصون.
3- وأخيرًا، كان تَحطُم قوة البرتغال على يد إسبانيا، دافعًا حاسمًا لهولندا كي تقتحم ميدان الاستعمار، وذلك لتُعزِز من موقعها التجاري عن طريق الانقضاض على أملاك البرتغال في آسيا في كل من الهند والهند الشرقية، الأمر الذي نتج عنه تقلص الأملاك البرتغالية.
المستعمرات الهولندية
لقد اتجهت هولندا في الاستعمار، إلى شطري العالم الشرقي والغربي، وذلك يشمل امتدادها في آسيا، وأفريقيا، والأمريكيتين، بل أستراليا أيضًا، ولم تُشِر المصادر التاريخية التي اعتمدت عليها في إعداد هذا الموضوع، لم تُشِر إلى اسم ملاح هولندي بعينه، أو مستكشف هولندي بارز، كما كان الأمر في البرتغال وأسبانيا.
الاستعمار في الشرق:
لئن كان هدف الهولنديين هو اقتصادي بحت، فقد أقاموا مستعمرات ساحلية على ساحل غانة، وامتلكوا جزيرة موريشيوس، كذلك فقد استطاع الهولنديون اكتشاف ساحل شمال أستراليا، حيث اكتشفوا تاسامانيا و نيوزيلاندا، بالإضافة إلى أن اندونيسيا تُعتبر هي قاعدة هولندا الرئيسية في الشرق.
الاستعمار في الغرب:
كانت الجهود الهولندية في الأمريكيتين، مُنصبة أكثر في أمريكا الجنوبية عنها في أمريكا الشمالية، وقد استطاعت شركة الهند الغربية الهولندية أن تزيدَ من مساحة الأراضي الهولندية في أمريكا الجنوبية، وذلك بتأسيسهم لعدة مُستعمرات منها مُستمعرة جيانا Guiana، كذلك فقد استولى الهولنديون على بائيا، وأولندا، وريسيف، ونيوأمستردام.
نظام الاستعمار الهولندي:
أولاً: الاقتصاد: كان تحقيق أكبر قدر من المنفعة الاقتصادية من المُستعمرات، هو المسعى الدائم والغالب على السياسة الهولندية في إدارة مُستعمراتها، وقد مارسوا في ذلك عدة سياسات تهدف إلى تحقيق أهدافهم التجارية بوقت قصير، وبتكلفة أقل، وبمنفعة اكبر.
ومن سياساتهم التي لجئوا إليها في أول الامر، سياسة التجارة المباشرة مع أهالي المُستعمرات، إلا أنهم عدلوا عنها، واستبدلوها بسياسة الاستغلال الاقتصادي لأهالي المُستعمرات، حيث أنها تَكُفُ عنهم نفقة المقل، وهي أكثر بحًا من التجارة المُباشرة، التي يتناصف في الربح بين الطرفين البائع والمُشتري.
ولذلك فقد بدأت شركة الهند في دفع أثمان المحاصيل الزراعية مُقدمًا ولسنوات لضمان احتكارهم لها، وبيعها بالثمن الذي يترائى لهم، ومن جهة ثانية يكون للهولنديين الحق في انتزاع الأراضي من أصحابها، في حالة عدم وفاء المزارعين بالعقود، وهذا ما تم فعلاً في جزيرة باندا وملوكا، وأمبونيا.
ثانيًا: السياسة: كانت هولندا تلجأ في إدارة مُستعمراتها-وخصوصًا اندونيسيا- إلى أسلوب السيطرة العليا، وهو إدارة الحصون والمؤسسات التي تُمكِن هولندا من السيطرة على البلاد.
إلا أن إدارة شركة الهند الشرقية، رأت أن السيطرة المباشرة والمركزية على الأراضي في المُستعمرات مُكلِفٌ من الناحية الاقتصادية، لذا رأت أن تَنقُلَ ملكيات هذه الأراضي إلى هولنديين، يقومون بأنفسهم بإدارة هذه الأراضي.
ومن ثم فقد بدأ الهولنديون في نقل ملكية المناطق الحساسة إلى هولندا، ومنها على سبيل المثال ملكية موانئ اندونيسيا، التي انتقلت إلى هولندا.
ثالثًًا: اجتماعيًا: لقد كانت النزعة الاستغلالية هي السائدة على علاقة الهولنديين مع سكان المستعمرات، فبعد ارتفاع الأسعار العالمية للبُن، تم تحويل كثير من المزارع في اندونيسيا إلى ضياع لزراعة البن، وكان على الاندونيسيين أن يقدموا لشركة الهند الشرقية بمقابل زهيد جدًا، وهذا يُوضِح مدى بشاعة السيطرة الهولندية، وكان تحويل هذه الأراضي لزراعة البن، تتم على حساب محاصيل زراعية أخرى أكثر أهمية لحياة الإنسان كالحبوب وغيرها من الغلات الزراعية ذات القيمة الغذائية، وقد أدى ذلك إلى وفاة الكثيرين.
وقد كانت اندونيسيا هي مُستعمرة هولندا الرئيسية في آسيا، وكان الإسلام منتشرًا في مراكز التجارة حول اندونيسيا، لذا لجأ الاندونيسيون إلى اعتناق الإسلام ليُجابهوا به ما يُلاقونه من جور وظلم واضطهاد الهولنديين، أضف إلى ذلك ما يحتويه الإسلام من مبادئ تدعو إلى خير البشرية والعدل والمساواة بين البشر، وكان التجار المسلمون هم خير من يحمل دعوة الإسلام في شرق آسيا، وذلك بفضل حسن أخلاقهم وأمانتهم في التعامل مع أهل تلك البلاد، الأمر الذي شجع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام.
وقد كان ذلك إيذانًا بزوال إمبراطورية هولندا في اندونيسيا، وغدت في موقع البرتغال القديم التي بقتها إلى هذه البلاد إلا أن موقف هولندا كان أسوأ من موقف البرتغال، ذلك أن هولندا دخلت مجال الصراع الفرنسي الإنجليزي، من أجل السيطرة على أمكان مُجاورة في القارة الأوروبية، وكما نعلم فإن هولندا تقع في الوسط ما بين فرنسا المتلاحمة الحدود البرية معها، وانجلترا من الجهة المطلة على البحر، ومن ثم فقد كان مصير الإمبراطورية الهولندية أسوأ من مصير إمبراطورية البرتغال.
قراءة في أسباب تدهور النفوذ الهولندي
من أسباب تقلص النفوذ الهولندي، هو انحصار اهتمام الهولنديين على اغتنام الفوائد الاقتصادية، بمنأى عن تعزيز قدراتها في المجالات الأخرى، كحسن الإدارة السياسية، وتعزيز الأساطيل البحرية، وتسليح الجيوش بالأسلحة المتطورة، وحسن توزيعها، لقد كانت هذه المجالات بحق تُعتبر من الضروريات لاستمرار استعمار الهولنديين للأراضي والمستعمرات.
في ذات الوقت كانت انجلترا وفرنسا هما الرائدتان آنذاك في تطوير قدراتهم العسكرية البحرية والبرية، كما كانتا في تنافس مستمر للاستفادة من تطور العلوم المختلفة بما يكفل لكل منها على حدة التقدم والتطور، والسيطرة على البلاد، وهذا بالفعل ما حدث ، إذ انحصر التنافس بين فرنسا وانجلترا على مستعمرات الدول الأوروبية الأخرى حول العالم، ومنها مستعمرات هولندا.
حركة الكشوف الهولندية
لقد أدى قيام حركات الإصلاح الديني في أوروبا، إلى انقسام الأوروبيين إلى كاثوليك وبروتستانت، الأمر الذي نتج عنه اشتعال الحروب الدينية الهوجاء التي هزت أوروبا، ولعل أشد وأقسى تلك الحروب هي حرب الثلاثين عامًا (استمرت من 1618-1648م)، تلك الحرب التي اكتوت بنيرانها جميع أرجاء أوروبا، وانتهت أخيرًا إلى حرية العقيدة والتسامح الديني، وذلك على إثر توقيع اتفاقية "وستفاليا" بين الأطراف المتحاربة.
ورغم أن الحرب كانت مصبوغة بصبغة حرب دينية في بداية أمرها، إلا أنها سرعان ما اتسعت لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية للدول الأوروبية المختلفة، وكانت بالطبع هولندا من بين هذه الدول.
وقد استفادت هولندا كثيرًا من حرب الثلاثين عامًا، والتي كفلت لها عند نهايتها وتوقيع اتفاقية "وستفاليا"، كفلت لها الاستقلال، إذ أن هولندا كانت خاضعة لإسبانيا قبل الحرب، ومن هنا بدأت الرغبة الهولندية في اقتحام ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار.
يُمكن رد أسباب اقتحام هولندا ميدان الكشوف الجغرافية والاستعمار، إلى ثلاثة عوامل مترابطة، وهي:
1- الموقع الجغرافي لهولندا، حيث تقع هولندا على نهر الراين الذي يخترق أوروبا، مما يُتيحُ لها أن تلعبَ دور اقتصادي أكثر فعالية في أوروبا، وذلك بأن تكون مركز تجاري لتجارة التوابل القادمة من الشرق، حيث أن موقع هولندا يُتيحُ نقل هذه التجارة بسهولة لدول أوروبا، في مختلف الأماكن، وبطرق سهلة وغير مُكلفة.
وذلك على الرغم من أن البرتغال هي المُكتشِفَة لطريق التجارة الجديد، إلا أن موقعها لم يكن الموقع المثالي، كي تلعب دور المحطة التجارية الرئيس لهذه التجارة.
2- ولكن بقي البرتغاليون هم المُحتكرون لتجارة التوابل، وذلك بسيطرتهم على طرق التجارة، الأمر الذي نتج عنه تذمر التجار الهولنديين لهذا الاحتكار، ودعاهم إلى تأسيس شركة الهند الشرقية سنة 1602م، والتي حصلت على امتياز احتكار التجارة، وغزو الأراضي، وعقد المُعاهدات وبناء الحصون.
3- وأخيرًا، كان تَحطُم قوة البرتغال على يد إسبانيا، دافعًا حاسمًا لهولندا كي تقتحم ميدان الاستعمار، وذلك لتُعزِز من موقعها التجاري عن طريق الانقضاض على أملاك البرتغال في آسيا في كل من الهند والهند الشرقية، الأمر الذي نتج عنه تقلص الأملاك البرتغالية.
المستعمرات الهولندية
لقد اتجهت هولندا في الاستعمار، إلى شطري العالم الشرقي والغربي، وذلك يشمل امتدادها في آسيا، وأفريقيا، والأمريكيتين، بل أستراليا أيضًا، ولم تُشِر المصادر التاريخية التي اعتمدت عليها في إعداد هذا الموضوع، لم تُشِر إلى اسم ملاح هولندي بعينه، أو مستكشف هولندي بارز، كما كان الأمر في البرتغال وأسبانيا.
الاستعمار في الشرق:
لئن كان هدف الهولنديين هو اقتصادي بحت، فقد أقاموا مستعمرات ساحلية على ساحل غانة، وامتلكوا جزيرة موريشيوس، كذلك فقد استطاع الهولنديون اكتشاف ساحل شمال أستراليا، حيث اكتشفوا تاسامانيا و نيوزيلاندا، بالإضافة إلى أن اندونيسيا تُعتبر هي قاعدة هولندا الرئيسية في الشرق.
الاستعمار في الغرب:
كانت الجهود الهولندية في الأمريكيتين، مُنصبة أكثر في أمريكا الجنوبية عنها في أمريكا الشمالية، وقد استطاعت شركة الهند الغربية الهولندية أن تزيدَ من مساحة الأراضي الهولندية في أمريكا الجنوبية، وذلك بتأسيسهم لعدة مُستعمرات منها مُستمعرة جيانا Guiana، كذلك فقد استولى الهولنديون على بائيا، وأولندا، وريسيف، ونيوأمستردام.
نظام الاستعمار الهولندي:
أولاً: الاقتصاد: كان تحقيق أكبر قدر من المنفعة الاقتصادية من المُستعمرات، هو المسعى الدائم والغالب على السياسة الهولندية في إدارة مُستعمراتها، وقد مارسوا في ذلك عدة سياسات تهدف إلى تحقيق أهدافهم التجارية بوقت قصير، وبتكلفة أقل، وبمنفعة اكبر.
ومن سياساتهم التي لجئوا إليها في أول الامر، سياسة التجارة المباشرة مع أهالي المُستعمرات، إلا أنهم عدلوا عنها، واستبدلوها بسياسة الاستغلال الاقتصادي لأهالي المُستعمرات، حيث أنها تَكُفُ عنهم نفقة المقل، وهي أكثر بحًا من التجارة المُباشرة، التي يتناصف في الربح بين الطرفين البائع والمُشتري.
ولذلك فقد بدأت شركة الهند في دفع أثمان المحاصيل الزراعية مُقدمًا ولسنوات لضمان احتكارهم لها، وبيعها بالثمن الذي يترائى لهم، ومن جهة ثانية يكون للهولنديين الحق في انتزاع الأراضي من أصحابها، في حالة عدم وفاء المزارعين بالعقود، وهذا ما تم فعلاً في جزيرة باندا وملوكا، وأمبونيا.
ثانيًا: السياسة: كانت هولندا تلجأ في إدارة مُستعمراتها-وخصوصًا اندونيسيا- إلى أسلوب السيطرة العليا، وهو إدارة الحصون والمؤسسات التي تُمكِن هولندا من السيطرة على البلاد.
إلا أن إدارة شركة الهند الشرقية، رأت أن السيطرة المباشرة والمركزية على الأراضي في المُستعمرات مُكلِفٌ من الناحية الاقتصادية، لذا رأت أن تَنقُلَ ملكيات هذه الأراضي إلى هولنديين، يقومون بأنفسهم بإدارة هذه الأراضي.
ومن ثم فقد بدأ الهولنديون في نقل ملكية المناطق الحساسة إلى هولندا، ومنها على سبيل المثال ملكية موانئ اندونيسيا، التي انتقلت إلى هولندا.
ثالثًًا: اجتماعيًا: لقد كانت النزعة الاستغلالية هي السائدة على علاقة الهولنديين مع سكان المستعمرات، فبعد ارتفاع الأسعار العالمية للبُن، تم تحويل كثير من المزارع في اندونيسيا إلى ضياع لزراعة البن، وكان على الاندونيسيين أن يقدموا لشركة الهند الشرقية بمقابل زهيد جدًا، وهذا يُوضِح مدى بشاعة السيطرة الهولندية، وكان تحويل هذه الأراضي لزراعة البن، تتم على حساب محاصيل زراعية أخرى أكثر أهمية لحياة الإنسان كالحبوب وغيرها من الغلات الزراعية ذات القيمة الغذائية، وقد أدى ذلك إلى وفاة الكثيرين.
وقد كانت اندونيسيا هي مُستعمرة هولندا الرئيسية في آسيا، وكان الإسلام منتشرًا في مراكز التجارة حول اندونيسيا، لذا لجأ الاندونيسيون إلى اعتناق الإسلام ليُجابهوا به ما يُلاقونه من جور وظلم واضطهاد الهولنديين، أضف إلى ذلك ما يحتويه الإسلام من مبادئ تدعو إلى خير البشرية والعدل والمساواة بين البشر، وكان التجار المسلمون هم خير من يحمل دعوة الإسلام في شرق آسيا، وذلك بفضل حسن أخلاقهم وأمانتهم في التعامل مع أهل تلك البلاد، الأمر الذي شجع الكثيرين إلى الدخول في الإسلام.
وقد كان ذلك إيذانًا بزوال إمبراطورية هولندا في اندونيسيا، وغدت في موقع البرتغال القديم التي بقتها إلى هذه البلاد إلا أن موقف هولندا كان أسوأ من موقف البرتغال، ذلك أن هولندا دخلت مجال الصراع الفرنسي الإنجليزي، من أجل السيطرة على أمكان مُجاورة في القارة الأوروبية، وكما نعلم فإن هولندا تقع في الوسط ما بين فرنسا المتلاحمة الحدود البرية معها، وانجلترا من الجهة المطلة على البحر، ومن ثم فقد كان مصير الإمبراطورية الهولندية أسوأ من مصير إمبراطورية البرتغال.
قراءة في أسباب تدهور النفوذ الهولندي
من أسباب تقلص النفوذ الهولندي، هو انحصار اهتمام الهولنديين على اغتنام الفوائد الاقتصادية، بمنأى عن تعزيز قدراتها في المجالات الأخرى، كحسن الإدارة السياسية، وتعزيز الأساطيل البحرية، وتسليح الجيوش بالأسلحة المتطورة، وحسن توزيعها، لقد كانت هذه المجالات بحق تُعتبر من الضروريات لاستمرار استعمار الهولنديين للأراضي والمستعمرات.
في ذات الوقت كانت انجلترا وفرنسا هما الرائدتان آنذاك في تطوير قدراتهم العسكرية البحرية والبرية، كما كانتا في تنافس مستمر للاستفادة من تطور العلوم المختلفة بما يكفل لكل منها على حدة التقدم والتطور، والسيطرة على البلاد، وهذا بالفعل ما حدث ، إذ انحصر التنافس بين فرنسا وانجلترا على مستعمرات الدول الأوروبية الأخرى حول العالم، ومنها مستعمرات هولندا.
الجزء القادم إن شاء الله
سيتحدث عن فرنسا، نشأة حركاتها الكشفية، وامتدادها الاستعماري
سيتحدث عن فرنسا، نشأة حركاتها الكشفية، وامتدادها الاستعماري
جميل جدا الاخ :غانم
وانا متابع ولكم مني هدية
عبارة عن رابط لرحلة الى هولندا وصور جميلة
لربط التاريخ بالواقع
http://mekshat.com/vb/showthread.php?t=100982
[/url][/IMG]
منقول
وانا متابع ولكم مني هدية
عبارة عن رابط لرحلة الى هولندا وصور جميلة
لربط التاريخ بالواقع
http://mekshat.com/vb/showthread.php?t=100982
منقول
غانم العبدالله
عضو فعال
السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر لتأخري اليوم، وذلك لظروف منعتني من أن أنشر الجزء الخامس من سلسلتنا التي شارفت على النهاية
كذلك يجب أن أشكر أخوي العثماني على حسن متابعته لسلسلتنا
وبُعيد قليل سأضيف الجزء الخامس والمتعلق بالكشوف الجغرافية والاستعمار الفرنسي
شاكرًا لكم مرة اخرى مروركم على الموضوع.
أعتذر لتأخري اليوم، وذلك لظروف منعتني من أن أنشر الجزء الخامس من سلسلتنا التي شارفت على النهاية
كذلك يجب أن أشكر أخوي العثماني على حسن متابعته لسلسلتنا
وبُعيد قليل سأضيف الجزء الخامس والمتعلق بالكشوف الجغرافية والاستعمار الفرنسي
شاكرًا لكم مرة اخرى مروركم على الموضوع.
غانم العبدالله
عضو فعال
الجزء الخامس (حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الفرنسي)
حركة الكشوف الفرنسية:
يذكر التاريخ رجلين، ساهما في تقدم فرنسا في كافة المجالات، ومن أهمها مجال البحرية، وما يتعلق به من كشوف واستعمار، وهما ريشيليو رئيس الوزارة في عهد الملك لويس الثالث عشر، والثاني هو كولبير، المسئول الاقتصادي في عهد الملك لويس الرابع عشر.
نذكر في البدء رئيس الوزارة ريشيليو، الذي تولى رئاسة فرنسا عام 1624م، لقد كان هذا الوزير على مستوى الثقة التي أولاها إياه الملك الفرنسي لويس الثالث عشر، إذ أحس الملك الفرنسي بصدق نوايا ريشيليو، وحبه للأسرة الحاكمة، ورغبته في نهضة فرنسا، لهذا فقد أعطى الملك الفرنسي لرئيس الوزارة ريشيليو مطلق الحرية في الشئون الفرنسية.
إن إنجازات ريشيليو عديدة، نذكر منها فقط إسهاماته في مجال بحثنا وهو الكشوف الجغرافية والاستعمار الفرنسي، إذ أن ريشيليو كان يؤمن بأن الشعب الفرنسي شعبٌ بحري مرتبط بالبحار، لاتساع السواحل الفرنسية، ولهذا فإن ريشليو كان يرغب في الدخول في مضمار الاستعمار الخارجي، ولكن هذا كان يتطلب وجود أسطول قوي، وهذا ما لم يكن مُتوافِرًا، حيث أن فرنسا حتى عهد ريشيليو سنة 1624م، لم تكن تملك أسطولاً قويًا لحماية تجارتها والقيام بالتجارة عبر البحار، ولهذا فكثيرًا ما كانت السفن الفرنسية القادمة من الخارج تتعرض للغرق أو التلف، مما كان له أكبر الأثر في تخلف التجارة الخارجية الفرنسية.
من أجل ذلك كله، أنشأ ريشيليو إدارة للبحرية والتجارة، وترأس هذه الهيئة، وبدأ في بناء الأسطول الفرنسي، وبالفعل نجح ريشيليو في تكوين أسطول فرنسي يُمكِنُ استخدامه في السلم من أجل التجارة الفرنسية في الخارج، وحمايتها في الحرب، وإذا دعت الحاجة الدخول في مجال الاستعمار خارج أوروبا مثل هولندا والبرتغال وأسبانيا.
أما كولبير، وهو خبير اقتصادي، فإليه يرجع الفضل في وضع فرنسا فعليًا على مسار الاستعمار خارج أوروبا، فقد عمل على تكوين إمبراطورية بحرية فرنسية على غرار ما قامت به بقية الدول الأوروبية، فقد رغب في إقامة مستعمرات على السواحل المؤدية إلى الهند والشرق الأقصى، كما انه رغب في امتلاك مصر، وضمها إلى فرنسا، لضمان الطرق التجارية إلى الهند وربط البحر الأحمر بالمتوسط.
ومن اجل ذلك أسس كولبير شركة الهند الشرقية الفرنسية، كما فعلت انجلترا وهولندا من قبل، كما تم في عهده زيادة عدد السفن الفرنسية من عشرين سفينة سنة 1661م، إلى مائة وأربعين سفينة، كذلك فقد أنشأ إدارة تربط بين البحرية والتجارة والعسكرية، حتى يُمكن أن تُكمل كل منها الأخرى عند الغزو والاستيلاء الخارجي.
التوسع الفرنسي
1-العالم الجديد: يُعتبر الملاح الفرنسي كارتييه، هو الملاح الذي ارتبطت برحلاته نشأة حركة الكشوف الجغرافية الفرنسية، فحينما شرع كارتييه عام 1524م، في القيام برحلات بحرية، عَبرَ المحيط الأطلسي ووصل إلى شواطئ كندا، واكتشف مصب نهر سانت لورنس.
وقد اهتم الفرنسيون بعد كارتييه باكتشاف العالم الجديد، وتوسعوا في ذلك حتى وصولوا إلى مونتريال، وحاول الفرنسيون التوسع أكثر في كندا، إلا أنهم فشلوا في ذلك بسبب البرد القارس، وعدائهم الشديد للهنود، ولكنهم نجحوا في تحقيق هدفهم هذا بعد قرن، وأقام دي شامبلان مستعمرة كيبيك الفرنسية في كندا، التي شكلت مركزًا يستمدُ منه الفرنسيون العزم.
وفي عام 1682م، استطاع البحارُ الفرنسي لاسال اكتشاف نهر المسيسبي، والذي انتشر الفرنسيون حوله، وانتهى الامر بالسيطرة الفرنسية على كندا وحوض المسيسبي، مما أدى إلى الاصطدام مع الانجليز عام 1754م.
2- العالم القديم: بعد تداعي قوة الإمبراطوريات البرتغالي والاسبانية والهولندية في جنوب شرق آسيا، اتجهت فرنسا على الهند، وأقامت مراكز تجارية على شاطئيها الشرقي والغربي، واتخذت من هذه المراكز نقاطًا لاندفاع الفرنسيين في الداخل والتوغل في الهند، ومن هذه المراكز التجارية التي أقامها الفرنسيون على شواطئ الهند: كاريكال، يانون، ماهي، شاندرجور، وبوند شيري.
وقد أدت حركة الكشوف الفرنسية إلى احتكار الفرنسيين لتجارة الصيد والفراء.
نظام الاستعمار الفرنسي:
لقد حاولت الحصول على مصادر تاريخية، تصفُ لي بشيء من التفصيل، جانبًا من أوجه النظام الاستعماري لفرنسا، ولكن للأسف لم أهتدي إلى ذلك سبيلا، وقد كنت على وشك أن أنشر الجزء المتعلق بالكشوف والاستعمار الفرنسي دون التطرق لنظام الفرنسيين بذلك، حفاظًا على الحياد العلمي الذي يدعونا إليه الإسلام، وذلك على الرغم من علمي بأن الفرنسيين لم يتورعوا عن ارتكاب أشنع الجرائم والمحظورات الإنسانية في مستعمراتهم حول العالم، وخصوصًا تلك العربية منها، وذلك في سبيل تنفيذ أهدافهم التجارية منها والسياسية.
حركة الكشوف الفرنسية:
يذكر التاريخ رجلين، ساهما في تقدم فرنسا في كافة المجالات، ومن أهمها مجال البحرية، وما يتعلق به من كشوف واستعمار، وهما ريشيليو رئيس الوزارة في عهد الملك لويس الثالث عشر، والثاني هو كولبير، المسئول الاقتصادي في عهد الملك لويس الرابع عشر.
نذكر في البدء رئيس الوزارة ريشيليو، الذي تولى رئاسة فرنسا عام 1624م، لقد كان هذا الوزير على مستوى الثقة التي أولاها إياه الملك الفرنسي لويس الثالث عشر، إذ أحس الملك الفرنسي بصدق نوايا ريشيليو، وحبه للأسرة الحاكمة، ورغبته في نهضة فرنسا، لهذا فقد أعطى الملك الفرنسي لرئيس الوزارة ريشيليو مطلق الحرية في الشئون الفرنسية.
إن إنجازات ريشيليو عديدة، نذكر منها فقط إسهاماته في مجال بحثنا وهو الكشوف الجغرافية والاستعمار الفرنسي، إذ أن ريشيليو كان يؤمن بأن الشعب الفرنسي شعبٌ بحري مرتبط بالبحار، لاتساع السواحل الفرنسية، ولهذا فإن ريشليو كان يرغب في الدخول في مضمار الاستعمار الخارجي، ولكن هذا كان يتطلب وجود أسطول قوي، وهذا ما لم يكن مُتوافِرًا، حيث أن فرنسا حتى عهد ريشيليو سنة 1624م، لم تكن تملك أسطولاً قويًا لحماية تجارتها والقيام بالتجارة عبر البحار، ولهذا فكثيرًا ما كانت السفن الفرنسية القادمة من الخارج تتعرض للغرق أو التلف، مما كان له أكبر الأثر في تخلف التجارة الخارجية الفرنسية.
من أجل ذلك كله، أنشأ ريشيليو إدارة للبحرية والتجارة، وترأس هذه الهيئة، وبدأ في بناء الأسطول الفرنسي، وبالفعل نجح ريشيليو في تكوين أسطول فرنسي يُمكِنُ استخدامه في السلم من أجل التجارة الفرنسية في الخارج، وحمايتها في الحرب، وإذا دعت الحاجة الدخول في مجال الاستعمار خارج أوروبا مثل هولندا والبرتغال وأسبانيا.
أما كولبير، وهو خبير اقتصادي، فإليه يرجع الفضل في وضع فرنسا فعليًا على مسار الاستعمار خارج أوروبا، فقد عمل على تكوين إمبراطورية بحرية فرنسية على غرار ما قامت به بقية الدول الأوروبية، فقد رغب في إقامة مستعمرات على السواحل المؤدية إلى الهند والشرق الأقصى، كما انه رغب في امتلاك مصر، وضمها إلى فرنسا، لضمان الطرق التجارية إلى الهند وربط البحر الأحمر بالمتوسط.
ومن اجل ذلك أسس كولبير شركة الهند الشرقية الفرنسية، كما فعلت انجلترا وهولندا من قبل، كما تم في عهده زيادة عدد السفن الفرنسية من عشرين سفينة سنة 1661م، إلى مائة وأربعين سفينة، كذلك فقد أنشأ إدارة تربط بين البحرية والتجارة والعسكرية، حتى يُمكن أن تُكمل كل منها الأخرى عند الغزو والاستيلاء الخارجي.
التوسع الفرنسي
1-العالم الجديد: يُعتبر الملاح الفرنسي كارتييه، هو الملاح الذي ارتبطت برحلاته نشأة حركة الكشوف الجغرافية الفرنسية، فحينما شرع كارتييه عام 1524م، في القيام برحلات بحرية، عَبرَ المحيط الأطلسي ووصل إلى شواطئ كندا، واكتشف مصب نهر سانت لورنس.
وقد اهتم الفرنسيون بعد كارتييه باكتشاف العالم الجديد، وتوسعوا في ذلك حتى وصولوا إلى مونتريال، وحاول الفرنسيون التوسع أكثر في كندا، إلا أنهم فشلوا في ذلك بسبب البرد القارس، وعدائهم الشديد للهنود، ولكنهم نجحوا في تحقيق هدفهم هذا بعد قرن، وأقام دي شامبلان مستعمرة كيبيك الفرنسية في كندا، التي شكلت مركزًا يستمدُ منه الفرنسيون العزم.
وفي عام 1682م، استطاع البحارُ الفرنسي لاسال اكتشاف نهر المسيسبي، والذي انتشر الفرنسيون حوله، وانتهى الامر بالسيطرة الفرنسية على كندا وحوض المسيسبي، مما أدى إلى الاصطدام مع الانجليز عام 1754م.
2- العالم القديم: بعد تداعي قوة الإمبراطوريات البرتغالي والاسبانية والهولندية في جنوب شرق آسيا، اتجهت فرنسا على الهند، وأقامت مراكز تجارية على شاطئيها الشرقي والغربي، واتخذت من هذه المراكز نقاطًا لاندفاع الفرنسيين في الداخل والتوغل في الهند، ومن هذه المراكز التجارية التي أقامها الفرنسيون على شواطئ الهند: كاريكال، يانون، ماهي، شاندرجور، وبوند شيري.
وقد أدت حركة الكشوف الفرنسية إلى احتكار الفرنسيين لتجارة الصيد والفراء.
نظام الاستعمار الفرنسي:
لقد حاولت الحصول على مصادر تاريخية، تصفُ لي بشيء من التفصيل، جانبًا من أوجه النظام الاستعماري لفرنسا، ولكن للأسف لم أهتدي إلى ذلك سبيلا، وقد كنت على وشك أن أنشر الجزء المتعلق بالكشوف والاستعمار الفرنسي دون التطرق لنظام الفرنسيين بذلك، حفاظًا على الحياد العلمي الذي يدعونا إليه الإسلام، وذلك على الرغم من علمي بأن الفرنسيين لم يتورعوا عن ارتكاب أشنع الجرائم والمحظورات الإنسانية في مستعمراتهم حول العالم، وخصوصًا تلك العربية منها، وذلك في سبيل تنفيذ أهدافهم التجارية منها والسياسية.
ولكن قبل النشر، اهتديت إلى مقال جميل، تحدث عن (الإسلام في ظل المستعمرات الفرنسية في غربي أفريقيا)، بقلم الشيخ: التيجاني ندوي، وهو منشور على موقع مجلة الفسطاط لمن أراد المزيد.
وسألخص أبرز ما قاله الكاتب، عن نظام الاستعمار الفرنسي في غرب أفريقيا، في كل من السنغال، والسنغال العالي، ونيجيريا، وغينيا، وساحل العاج، وداهومي، وكيف سعى هذا الاستعمار إلى مواجهة الإسلام في هذه البلدان، والقضاء على الوجود الإسلامي، وذلك بمحاربته ثقافيًا وعلميًا.
لقد كان العلماء المسلمون يُمثلون تحديًا قويًا أمام صلف الاستعمار، وكانوا بمثابة الوقود الذي لا ينضب في دعم وتشجيع أبناء البلاد على مواجهة الاستعمار الفرنسي، وكما نعلم فإن الدعاة المسلمين كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر، دونما قيد أو حرج، وذلك لأن جميع البلدان إسلامية، فهمهم واحد، وهدفهم واحد، من أجل ذلك رأى المشرف العام على سياسة المُستعمرات، بان يحد من نشاط وفعالية العلماء المسلمين، ولذلك أصدر عدة أوامر في هذا الإطار ومنها:
أولاً – بالقبض على أي داعية أو عالم أجنبي في إقليم يقوم فيه بدون سابق إذن بالوعظ والحديث الديني.
ثانياً – وجوب حبسه بعد القبض عليه حتى نتبين أنه ليس من الزعماء الدينيين الذي يثيرون الفتن ويعكرون الصفو والأمن العام.
ثالثاً – رفع تقرير إلى الحاكم بعد كل ذلك للنظر ما إذا كان ممكناً أن يفرج عنه ليستمر في رحلته أو يوقف نهائياً، ومهما يكن من أمر، فإن العالم ثائراً أو هادئاً في حله وترحاله ملزم أن يصحب أوراقه المدنية، كبطاقة الشخصية، وبطاقة التعريف، وشهادة الميلاد، وكثيراً ما تكون معرفة الطريقة والمذهب والعائلة التي ينتمي إليها مهمة عند الكشف والتفتيش.
ومن جهودهم أيضًا في محاربة الإسلام ودعاته:
- فرض كل أنواع الرقابة التي هي إحدى ركائز سياسة فرنسا في البلاد الإسلامية.
- استغلال الاختلاف والتمايز الذي يوجد بين القبائل المسلمة من ناحية اللهجات فرصة لإحداث فجوة في صفها، وخلق حالات تلهيها عن التفكير في ضرورة التضامن والتآزر للدفاع عن عقيدة واحدة ودين واحد؛
- وقد طاردت الإدارة الفرنسية الأئمة حين استاءوا واستنكروا تدخلها في شؤون دينهم، واعتبرتهم عملاء يروجون الأخبار الخاطئة ويوهمون الناس أن على عاتقهم مسؤولية تبليغ رسالة الإسلام التي جاءت من المشرق.
الدمج الثقافي
ومن أجل تحقيق الدمج الثقافي، والذي يضمن للفرنسيين إنتاج أجيال من الأفارقة والعرب، يميلون إلى الثقافة الفرنسية فكرًا وعلمًا، واجتماعًا، ولذلك فقد رأوا أن يستخدموا في محاربة الإسلام وهو المشكل والعنصر الثقافي الأول للأفارقة والعرب، رأوا أن محاربته لا تتم إلا بالقضاء على اللغة العربية، لذلك فقد اتخذوا عددًا منها:
1-نشأت فكرة إقامة مدارس وتنظيم تعليم الأهالي حيث سجل سنة 1909م في المدارس الجديدة عشرة آلاف طفل، وهذه المدارس التي عرفت زيادة ونمواً وتنظيماً عبر السنين من حسن إلى أحسن هي النواة الأولى للمدارس التي نعرفها اليوم، ويتخرج منها كبارُ رجال الدولة في أفريقيا قبل وبعد الاستقلال.
2-كان الحاكم يشن حملات شعواء عنيفة ليس فقط ضد اللغة العربية، ولكنه أيضاً ضد اللهجات الأفريقية، ووصف السكان بالسفاهة والخمول وفقدان الذاكرة.
3-منع الاستعمار الأهالي أن يتعلموا لغة أجنبية "اللغة العربية" فاللغة العربية تشكل خطراً كبيراً، وعائقاً دون تحقيق سياسة الغزو الثقافي الذي يعتبر من الحركات الأساسية للاحتلال والاستعمار.
4-توقيف استعمال العربية في تحرير الأحكام القضائية في المحاكم الشرعية، وكان القضاء الإسلامي في المدن الكبيرة: في سان لويس، وروفيسك، وغاي مستقلاً استقلالاً ذاتياً ولغته الرسمية هي العربية، وكان المنع يستهدف أساساً محاكم المدن الثلاث السابقة الذكر.
5- أصدر الحاكم تعليماته إلى رؤساء مصالح البريد والجمارك في المستعمرات أن يشددوا الرقابة على كل المطبوعات المكتوبة بالعربية سواء أكانت قد أرسلت بالبريد أو بغيره، ثم تتلَف أو تحرق كل مطبوعة، جريدة أو مجلة أو كتاب يعادي النظام القائم-نظام الاستعمار- أو تؤيد حركة الشيوخ.
وسألخص أبرز ما قاله الكاتب، عن نظام الاستعمار الفرنسي في غرب أفريقيا، في كل من السنغال، والسنغال العالي، ونيجيريا، وغينيا، وساحل العاج، وداهومي، وكيف سعى هذا الاستعمار إلى مواجهة الإسلام في هذه البلدان، والقضاء على الوجود الإسلامي، وذلك بمحاربته ثقافيًا وعلميًا.
لقد كان العلماء المسلمون يُمثلون تحديًا قويًا أمام صلف الاستعمار، وكانوا بمثابة الوقود الذي لا ينضب في دعم وتشجيع أبناء البلاد على مواجهة الاستعمار الفرنسي، وكما نعلم فإن الدعاة المسلمين كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر، دونما قيد أو حرج، وذلك لأن جميع البلدان إسلامية، فهمهم واحد، وهدفهم واحد، من أجل ذلك رأى المشرف العام على سياسة المُستعمرات، بان يحد من نشاط وفعالية العلماء المسلمين، ولذلك أصدر عدة أوامر في هذا الإطار ومنها:
أولاً – بالقبض على أي داعية أو عالم أجنبي في إقليم يقوم فيه بدون سابق إذن بالوعظ والحديث الديني.
ثانياً – وجوب حبسه بعد القبض عليه حتى نتبين أنه ليس من الزعماء الدينيين الذي يثيرون الفتن ويعكرون الصفو والأمن العام.
ثالثاً – رفع تقرير إلى الحاكم بعد كل ذلك للنظر ما إذا كان ممكناً أن يفرج عنه ليستمر في رحلته أو يوقف نهائياً، ومهما يكن من أمر، فإن العالم ثائراً أو هادئاً في حله وترحاله ملزم أن يصحب أوراقه المدنية، كبطاقة الشخصية، وبطاقة التعريف، وشهادة الميلاد، وكثيراً ما تكون معرفة الطريقة والمذهب والعائلة التي ينتمي إليها مهمة عند الكشف والتفتيش.
ومن جهودهم أيضًا في محاربة الإسلام ودعاته:
- فرض كل أنواع الرقابة التي هي إحدى ركائز سياسة فرنسا في البلاد الإسلامية.
- استغلال الاختلاف والتمايز الذي يوجد بين القبائل المسلمة من ناحية اللهجات فرصة لإحداث فجوة في صفها، وخلق حالات تلهيها عن التفكير في ضرورة التضامن والتآزر للدفاع عن عقيدة واحدة ودين واحد؛
- وقد طاردت الإدارة الفرنسية الأئمة حين استاءوا واستنكروا تدخلها في شؤون دينهم، واعتبرتهم عملاء يروجون الأخبار الخاطئة ويوهمون الناس أن على عاتقهم مسؤولية تبليغ رسالة الإسلام التي جاءت من المشرق.
الدمج الثقافي
ومن أجل تحقيق الدمج الثقافي، والذي يضمن للفرنسيين إنتاج أجيال من الأفارقة والعرب، يميلون إلى الثقافة الفرنسية فكرًا وعلمًا، واجتماعًا، ولذلك فقد رأوا أن يستخدموا في محاربة الإسلام وهو المشكل والعنصر الثقافي الأول للأفارقة والعرب، رأوا أن محاربته لا تتم إلا بالقضاء على اللغة العربية، لذلك فقد اتخذوا عددًا منها:
1-نشأت فكرة إقامة مدارس وتنظيم تعليم الأهالي حيث سجل سنة 1909م في المدارس الجديدة عشرة آلاف طفل، وهذه المدارس التي عرفت زيادة ونمواً وتنظيماً عبر السنين من حسن إلى أحسن هي النواة الأولى للمدارس التي نعرفها اليوم، ويتخرج منها كبارُ رجال الدولة في أفريقيا قبل وبعد الاستقلال.
2-كان الحاكم يشن حملات شعواء عنيفة ليس فقط ضد اللغة العربية، ولكنه أيضاً ضد اللهجات الأفريقية، ووصف السكان بالسفاهة والخمول وفقدان الذاكرة.
3-منع الاستعمار الأهالي أن يتعلموا لغة أجنبية "اللغة العربية" فاللغة العربية تشكل خطراً كبيراً، وعائقاً دون تحقيق سياسة الغزو الثقافي الذي يعتبر من الحركات الأساسية للاحتلال والاستعمار.
4-توقيف استعمال العربية في تحرير الأحكام القضائية في المحاكم الشرعية، وكان القضاء الإسلامي في المدن الكبيرة: في سان لويس، وروفيسك، وغاي مستقلاً استقلالاً ذاتياً ولغته الرسمية هي العربية، وكان المنع يستهدف أساساً محاكم المدن الثلاث السابقة الذكر.
5- أصدر الحاكم تعليماته إلى رؤساء مصالح البريد والجمارك في المستعمرات أن يشددوا الرقابة على كل المطبوعات المكتوبة بالعربية سواء أكانت قد أرسلت بالبريد أو بغيره، ثم تتلَف أو تحرق كل مطبوعة، جريدة أو مجلة أو كتاب يعادي النظام القائم-نظام الاستعمار- أو تؤيد حركة الشيوخ.
الجزء القادم -قبل الأخير-إن شاء الله
سيتحدث عن انجلترا، نشأة حركاتها الكشفية، وامتدادها الاستعماري
سيتحدث عن انجلترا، نشأة حركاتها الكشفية، وامتدادها الاستعماري
مناقشات جانية
لقد قرأت انا التاريخ الاسلامي ..... وبالرغم من انني متعصب جدا للاسلام والتوحيد الا انني اجد مشكلة في تاريخنا رغم الاشراقات العملاقة في كثير من الدول ...
المشكلة هي بالرغم من عظمت الدم الحرام في الاسلام ... الا انه كان هناك الكثير من الحروب والمعارك ... وضعف الاتصال ... وانتشار الفقر ....
فالاستقرار ....هو الاهم في نظري
ثم بعد الاستقرار .... يمكن للاسلام ان ينتشر وبسهولة ... لانه يحاكي الفطرة البشرية ...
لذلك
ارى ان الاستعمار الفرنسي وان كان مختلفا عن بقية الكشوفات الاخرى ارى انه قريب من روح الاسلام في بداية الدعوة الاسلامية وشبيه مع فارق ( كبير - جنة ونار ) من الاسلام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فقارن بين فتح مصر --- فتح الشام --- وبين بقية الفتوح الاسلامية ___ وليس كلها .
واربط بينه وبين فرنسا ... فقد كانت فرنسا تدخل الدول ... ولا تبحث عن الاموال فقط ... وانما كانت تحمل معها العلم وتتدخل في الشئون المحلية للمستعمرات وتحاول الحد من الفوضى ... وبالرغم من انني اختلف مع ما تطرح الا انه اشبة بحلف الفضول الجاهلي .
اتمنى ان تصل الفكرة
لقد قرأت انا التاريخ الاسلامي ..... وبالرغم من انني متعصب جدا للاسلام والتوحيد الا انني اجد مشكلة في تاريخنا رغم الاشراقات العملاقة في كثير من الدول ...
المشكلة هي بالرغم من عظمت الدم الحرام في الاسلام ... الا انه كان هناك الكثير من الحروب والمعارك ... وضعف الاتصال ... وانتشار الفقر ....
فالاستقرار ....هو الاهم في نظري
ثم بعد الاستقرار .... يمكن للاسلام ان ينتشر وبسهولة ... لانه يحاكي الفطرة البشرية ...
لذلك
ارى ان الاستعمار الفرنسي وان كان مختلفا عن بقية الكشوفات الاخرى ارى انه قريب من روح الاسلام في بداية الدعوة الاسلامية وشبيه مع فارق ( كبير - جنة ونار ) من الاسلام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
فقارن بين فتح مصر --- فتح الشام --- وبين بقية الفتوح الاسلامية ___ وليس كلها .
واربط بينه وبين فرنسا ... فقد كانت فرنسا تدخل الدول ... ولا تبحث عن الاموال فقط ... وانما كانت تحمل معها العلم وتتدخل في الشئون المحلية للمستعمرات وتحاول الحد من الفوضى ... وبالرغم من انني اختلف مع ما تطرح الا انه اشبة بحلف الفضول الجاهلي .
اتمنى ان تصل الفكرة
غانم العبدالله
عضو فعال
العفو يالعثماني ماسوينا شي
والعثمانيون لهم في قلوبنا محبة كبيرة، فإنجازاتهم وبطولاتهم في الشرق والغرب تشهد على دورهم الكبير في نشر الإسلام، وموقفك من الدولة العثمانية هو موقف كل عربي مسلم شريف
غانم العبدالله
عضو فعال
أشكرك يالعثماني مرات ومرات.
أما سؤالك عن الموضوع المنشور، فهو لا يرقى أن يكون تأليفًا، ولا أن يكون نقلاً، هو مجرد رؤوس أقلام أنقلها من الكتب التاريخية، التي تناولت هذا الموضوع، ودوري هو مجرد تلخيص وتنسيق وترتيب المعلومات لا أكثر ولا أقل.
وفي النهاية سوف انشر اسماء وعناوين المصادر التي اعتمدت عليها في (إعداد) هذا الموضوع، شاكرًا لك مشاعرك النبيلة
غانم العبدالله
عضو فعال
أعتذر على التأخير في نشر الجزء المتعلق بانجلترا، اما وجهة نظر الأخ العثماني بالاستعمار الفرنسي فلنا فيه وقفة فيما بعد، تقبلوا تحياتي
غانم العبدالله
عضو فعال
الجزء السادس (حركات الكشوف والاستعمار الانجليزي)
حركة الكشوف الانجليزية:
في السابق، كانت انجلترا تستغل موقعها الجغرافي، وذلك باللجوء إلى القرصنة البحرية، وكانت تعترض السفن الاسبانية القادمة من العالم الجديد قاصدة اسبانيا، ومحملة بالمعادن النفيسة، الأمر الذي أدخلها-أي انجلترا- في صراع مع اسبانيا، انتهى أخيرًا بتفوق الانجليز، وذلك بعد أن هزموا الأسطول الاسباني المسمى بـ"الأرمادا" عام 1588م.
وعلى ذلك فإن انجلترا لم تقتحم مجال الكشوف الجغرافية إلا متأخرًا في القرن السابع عشر، حيث تم في عام 1606م، تأسيسُ شركتان ملاحيتان هما:
شركة لندن، وشركة بليموت.
وتم الاتفاق على أن تقوم الشركتان بالاستيلاء على الشاطئ الأمريكي وإنشاء مستعمرات انجليزية به، واتُفِقَ أيضًا على أن تكون لشركة لندن الاستيلاء على الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي، وأن تكون لشركة بليموت الجزء الشمالي من الساحل.
الكشوف الجغرافية:
- أول محاولة اكتشافيه حدثت عام1497م عندما أبحر الإيطالي "جون كابوت" من ميناء بريستول عبر المحيط الأطلسي للوصول إلى الهند من طريق آخر، إلا انه وصل إلى شواطئ أمريكا الشمالية عند جزيرة نيوفوند.
- كذلك فقد أبحر فرويبشير جزيرة شتلند، ومنها إلى جزيرة جرينلاند، وتم له كشف مضيق هدسن.
- أما جون ديفيز فقد كشف المضيق المسمى باسمه غرب جزيرة جرينلاند.
نظام الاستعمار الإنجليزي:
لن نطيل كثيرًا، ولكن سنأخذ النظام الاستعماري الانجليزي في أمريكا الشمالية كمثال، ويمكن تلخيصه بثلاثة نقاط:
1- إقامة المستعمرات: وقد أسس الانجليز المهاجرون إلى أمريكا، المستعمرات على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، وقد تأسست أول مستعمرة انجليزية سنة 1607م في جيمس تاون، وذلك بتشجيع من شركة لندن الآنفة الذكر، ولم يأت عام 1665م، حتى كان الانجليز قد أسسوا 7 مستعمرات، وهي ماتشوستس، كانيكتيكوت، رودآيلند، مين، نيوهامبشير، ميريلاند، وكارولينا.
2- الاضطهاد: لجأ الانجليز إلى اضطهاد السكان الأصليين من الهنود الحمر،وقد نشبت بين المستعمرين والهنود الحمر حرب عام 1662م، وانتهت بإبادة معظم هؤلاء السكان.
3- الرق: أخذ المستعمرون الإنجليز، في جلب العبيد والأرقاء من أفريقيا، وذلك كي يعملوا في الزراعة والصناعة، وكثيرًا ما كان يتم خطف هؤلاء الأفارقة من بلدانهم الأفريقية، ثم يتم جلبهم قسرًا إلى أمريكا كي يعملوا في خدمة البيض.
وهناك الكثير من أوجه النظام الانجليزي لمستعمراتهم، للأسف لم تتوافر لدي المادة العلمية التاريخية، كي أعتمد عليها في الكتابة والتدوين، لذا نكتفي بثلاثة أوجه من وجوه النظام الاستعماري الانجليزي.
جون كابوت البحار الإيطالي
ألارمادا-الاسطول الاسباني- أثناء توجهها إلى انجلترا لغزوها
حركة الكشوف الانجليزية:
في السابق، كانت انجلترا تستغل موقعها الجغرافي، وذلك باللجوء إلى القرصنة البحرية، وكانت تعترض السفن الاسبانية القادمة من العالم الجديد قاصدة اسبانيا، ومحملة بالمعادن النفيسة، الأمر الذي أدخلها-أي انجلترا- في صراع مع اسبانيا، انتهى أخيرًا بتفوق الانجليز، وذلك بعد أن هزموا الأسطول الاسباني المسمى بـ"الأرمادا" عام 1588م.
وعلى ذلك فإن انجلترا لم تقتحم مجال الكشوف الجغرافية إلا متأخرًا في القرن السابع عشر، حيث تم في عام 1606م، تأسيسُ شركتان ملاحيتان هما:
شركة لندن، وشركة بليموت.
وتم الاتفاق على أن تقوم الشركتان بالاستيلاء على الشاطئ الأمريكي وإنشاء مستعمرات انجليزية به، واتُفِقَ أيضًا على أن تكون لشركة لندن الاستيلاء على الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي، وأن تكون لشركة بليموت الجزء الشمالي من الساحل.
الكشوف الجغرافية:
- أول محاولة اكتشافيه حدثت عام1497م عندما أبحر الإيطالي "جون كابوت" من ميناء بريستول عبر المحيط الأطلسي للوصول إلى الهند من طريق آخر، إلا انه وصل إلى شواطئ أمريكا الشمالية عند جزيرة نيوفوند.
- كذلك فقد أبحر فرويبشير جزيرة شتلند، ومنها إلى جزيرة جرينلاند، وتم له كشف مضيق هدسن.
- أما جون ديفيز فقد كشف المضيق المسمى باسمه غرب جزيرة جرينلاند.
نظام الاستعمار الإنجليزي:
لن نطيل كثيرًا، ولكن سنأخذ النظام الاستعماري الانجليزي في أمريكا الشمالية كمثال، ويمكن تلخيصه بثلاثة نقاط:
1- إقامة المستعمرات: وقد أسس الانجليز المهاجرون إلى أمريكا، المستعمرات على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية، وقد تأسست أول مستعمرة انجليزية سنة 1607م في جيمس تاون، وذلك بتشجيع من شركة لندن الآنفة الذكر، ولم يأت عام 1665م، حتى كان الانجليز قد أسسوا 7 مستعمرات، وهي ماتشوستس، كانيكتيكوت، رودآيلند، مين، نيوهامبشير، ميريلاند، وكارولينا.
2- الاضطهاد: لجأ الانجليز إلى اضطهاد السكان الأصليين من الهنود الحمر،وقد نشبت بين المستعمرين والهنود الحمر حرب عام 1662م، وانتهت بإبادة معظم هؤلاء السكان.
3- الرق: أخذ المستعمرون الإنجليز، في جلب العبيد والأرقاء من أفريقيا، وذلك كي يعملوا في الزراعة والصناعة، وكثيرًا ما كان يتم خطف هؤلاء الأفارقة من بلدانهم الأفريقية، ثم يتم جلبهم قسرًا إلى أمريكا كي يعملوا في خدمة البيض.
وهناك الكثير من أوجه النظام الانجليزي لمستعمراتهم، للأسف لم تتوافر لدي المادة العلمية التاريخية، كي أعتمد عليها في الكتابة والتدوين، لذا نكتفي بثلاثة أوجه من وجوه النظام الاستعماري الانجليزي.
جون كابوت البحار الإيطالي
ألارمادا-الاسطول الاسباني- أثناء توجهها إلى انجلترا لغزوها
الجزء القادم والأخير إن شاء الله
سيتحدث عن نتائج حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الاوروبي
سيتحدث عن نتائج حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الاوروبي
غانم العبدالله
عضو فعال
الجزء السابع والأخير (نتائج حركات الكشوف الجغرافية والاستعمار الأوروبي)
نتائج حركات الكشوف الجغرافية:
أولاً: النتائج الاقتصادية:-
1.الثورة التجارية: تتمثل هذه الثورة في انتقال مركز التجارة في أوربا من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، حيث طرق التجارة الجديدة، إذ أدت حركة الكشوف الجغرافية إلى انتقال مراكز التجارة إلى البحار الغربية والجنوبية،وبالتالي نهاية عهد البحر المتوسط،وانتقال القيادة إلى دول أوروبا الغربية.
كما أنها مهدت لتدفق الذهب والفضة، وكانت أكثر دولتان استفادتا من هذا –في أول الامر- هما البرتغال وإسبانيا.
فقد تدفقت كميات هائلة من الذهب والفضة على البرتغال من ساحل غرب أفريقيا، والأكثر منها إسبانيا، حيث أنها كانت تمتلك مساحات واسعة في أمريكا الشمالية والجنوبية-العالم الجديد-، وكانت هذه المستعمرات التي تملكها تفيض بمناجم الذهب والفضة، حتى غدت السفن الإسبانية تحمل العدد الكبير من الذهب والفضة غير المُصنَّع، ثم تقوم بصهره في سبائك وبيعه في أسواق أوروبا.
ومع دخول منافسين آخرين مجال الاستعمار، كهولندا، وفرنسا، وانجلترا، لم تستطع إسبانيا من أن تحكمَ قبضتها لوحدها على المعادن النفيسة في مستعمراتها بالعالم الجديد، وكان لدخول هؤلاء اللاعبين الجدد في مضمار الاستعمار، أثرٌ كبير أدى إلى زيادة كبيرة في كميات المعادن النفيسة، الأمر الذي نتج عنه توافر العملة بشكل كبير في أوروبا مما أدى على زيادة الأسعار.
كما ترتب عن حركة الكشوف أن تحولت الثروة من طبقة الملاك الأرض إلى طبقة جديدة وهي طبقة التجار.
2. استثمار رؤوس الأموال: بعد أن زادت رؤوس الأموال في الدول الاستعمارية، بدأت الرغبة فيها لاستثمار رؤوس الأموال هذه، وخاصة في مجال الصناعة ومجال الزراعة، لذا توجهت الدول الاستعمارية إلى استعمار وامتلاك الدول التي يتوافر بها المواد الخام اللازمة للصناعة أو تلك الدول ذات المناخات الملائمة للزراعة، وبدأت المُسْتعمرات تلعبُ –مُرغمة في ذلك- دور مزدوج في التصدير والاستيراد، فهي مصدر هام للمواد الخام وسوق لتصريف هذه المنتجات بعد ذلك، وفي الزراعة، استُخدِمَت رؤوس الأموال في تنمية مواد ومحاصيل زراعية نقدية غالية الثمن كالبُن، كما فعلت هولندا مع اندونيسيا.
3. إنشاء المؤسسات المالية: وبناء على ما سبق من نمو لرؤوس الأموال، وتنامي الصناعة والزراعة، أتى دور التجارة لتزدهر أكثر، فقد لجأ بعض القادرين إلى إنشاء بورصات عالمية حيث تتركز فيها العمليات التجارية من بيع وشراء وتحديد الأسعار العالمية، وأدّى هذا إلى التركيز الشديد في العمليات التجارية، ومن البورصات بورصة ليون Lyon، وبورصة أنفرس ِAnvers.
4. تدهور البلاد العربية: كان العرب يلعبون دور الوسيط في حركة القوافل التجارية المتجهة من الشرق –الهند والصين- إلى الغرب –أوروبا-، وكان هذا الدور يَدُرُّ عليهم أرباحًا طائلة نتيجة للضرائب المفروضة على هذه البضائع، وكان ذلك يعود بالفائدة الكبيرة للدول الكبيرة، إلا أنه بعد اكتشاف طريق الأطلسي ورأس الرجاء الصالح، فقد فقدت بذلك البلاد العربية هذه الفائدة، ثم أصاب الأسواق العربية الكساد والفقر.
ثانيًا: النتائج السياسية:-
أدى دخول دول أوروبية أخرى ميدان الاستعمار، إلى حدوث تنافس وصراع فيما بينها، وذلك لاستغلال واحتكار "تجارة الشعوب المُستعمَرَة" سعيًا منها لجني المكاسب المادية الكبيرة، ولكن هذا التنافس لم يكن ميدانه في أوروبا، بل هناك فيما وراء البحار.
ومن صور هذا التنافس، ما كان قائمًا في البداية بين البرتغال وإسبانيا، وكذلك ما بين هولندا والبرتغال، ومن ثم ظهور القوى الأكبر في ميدان الاستعمار وهما فرنسا وانجلترا، وما دار بينهما من تنافس في شتى المجالات، تحقيقًا لأهداف كل منهما الاستعمارية، والسيطرة على مكامن الثروات في العالم.
ثالثًا: النتائج الثقافية:-
1. تطور العلوم: لعبت الكشوف الجغرافية دورًا هامًا في تقدم وتطور بعض العلوم، فقد أحدثت تغيرًا جذريًا في مبادئ الجغرافيا القديمة، حيث توافرت معلومات أحدث وأكثر دقة عن الأرض من حيث شكلها وأبعادها وبحارها، وامتداد اليابسة فيها.
لقد أدت حركة الكشوف الجغرافية إلى زيادة مفاجئة في معرفة الإنسان عن العالم الممكن استيطانه،وكانت النتيجة المباشرة لهذه المعرفة الجديدة هي الاستغلال غير الإنساني للموارد الجديدة.
كما تقدم علم الفلك، وذلك بعد ان أبحر الأوروبيون إلى الجنوب، وهناك ظهرت لهم نجوم جديدة، ما كانوا ليصلوا غليها بمراصدهم في القارة الأوروبية.
ومن نتائج العلمية للكشوف الجغرافية، تقدُم العلوم الجغرافية، واكتشاف مناطق جديدة كانت في السابق مجهولة، كما تأكدت نظرية "كروية الأرض".
وفي علم التاريخ، دخلت القارات الجديدة المُكتَشَفَة حيز التدوين التاريخي، ولم تَعُد المعلومات التاريخية مقصورة على القارات القديمة.
وفي الزراعة، كُشِفَت محاصيل زراعية لم تكن أوروبا تعلم عنها شيئًا، ومن هذه المحاصيل البطاطس-التبغ-الكاكاو، وغدت هذه محاصيل أساسية لها بعد ذلك.
2. نشر المسيحية: وكان من نتائج الكشوف الجغرافية، أنها أدت إلى إدخال عدد كبير من سُكان المستعمرات إلى المسيحية، وكان دافعهم إلى ذلك الحقد والكره الشديد للإسلام والمسلمين، ومن ثم فقد كانت الحملات والرحلات تخرج من أوروبا ومعها مُبشرون، يعملون في المستعمرات على إدخال أهلها إلى المسيحية.
وقد كان العالم الجديد، أرضًا أكثر خصوبة وسهولة لعمل هؤلاء المبشرين، إذ ان سكانه الأصليين لم يكونوا يعلمون شيئًا عن الإسلام ولا عن المسيحية، ولقد بذل البرتغاليون والأسبان جهدًا كبيرًا في نشر المسيحية بين السكان الأصليين، وسرعان ما انتشرت الكاثوليكية في أمريكا الجنوبية،والبروتستانتية في المستعمرات الانجليزية في أمريكا الشمالية.
أما المُستعمرات في جنوب شرق آسيا، فقد لاقت فيها المحاولات التبشيرية مصاعب جمة، ذلك أن شعوب هذه المنطقة كانت لهم معتقداتهم الدينية الخاصة بهم، كما أن الإسلام قد سبق المسيحية إلى هذه البلاد، وترسخ في أهلها منذ عقود عديدة.
3. انتقال أهالي المستعمرات من العصر الوسيط إلى العصر الحديث: انتقل أهالي المُستعمرات من العصر الوسيط إلى العصر الحديث، وذلك بملبسهم ومأكلهم وتغير شمل أغلب مظاهر ثقافتهم، وذلك لتستطيع أن تُساير في علاقتها مع مُستعمريها.
4. تغير حياة أهالي المستعمرات: نشأة طبقة اجتماعية من التجار في المُستعمرات، يعملون في التجارة مع الدول المُستعمِرَة وفي خدمتها، مما أدى إلى ازدياد ثرواتها، ثم إن هذه الطبقة تطلعت إلى النفوذ السياسي، كما بدأت تنمو في إطار الانتقال التدريجي من الداخل إلى الخارج، حيث السواحل التي تُعتبر مراكز تجارية كبيرة.
رابعًا: النتائج الاجتماعية:-
1.التفرقة العنصرية: أرست حركة الاستعمار نظام التفرقة العنصرية في المستعمرات، حيث كان البيض دائمًا هم الأسياد والآخرون مهما اختلفت ألوانهم هم العبيد، وفي خدمة أسيادهم البيض، ولقد صيغت قوانين وأنظمة تتيح للمُستعمِر الأبيض أن يتملك بالسلب وبالقوة من الأراضي والموارد الاقتصادية ما لم يمتلكها الأبيض، كما أباحت لهم حرية استغلال البشر والحجر كيفما شاءوا.
2.معاناة سكان المُستعمرات: عانى سكان المُستعمرات كثيرًا من ظلم وجَوْر الغُزاة، وكانت المعاناة تختلف من مكان لآخر، رغم تماثلها في الشدة والألم، فهناك المُعاناة الاقتصادية التي فرضتها هولندا على الاندونيسيين بإجبارهم على زراعة محاصيل لا حاجة للاندونيسيين فيها، ولكنها تدر على الهولنديين مبالغ هائلة، وكذلك فلقد كان البرتغاليون يضطهدون المسلمين دينيًا بتخييرهم بين الدخول في المسيحية أو القتل، كما عمل البريطانيون والفرنسيون، والأسبان -من قبلهم- على تنفيذ أبشع جرائم الإبادة في حق السكان الأصليين، وذلك في المناطق التي احتلوها ولاسيما في أمريكا الشمالية، إلا أن الوضع في أمريكا الجنوبية قد بلغ درجة أقل حدة، إذ كان السكان الأصليون يندمجون مع المُستعمرين في حياتهم ويتعلمون لغتهم، ويعملون في خدمتهم، ويعتنقون دينهم.
المراجع:
"تاريخ أوروبا الحديث من عصر النهضة إلى مؤتمر فيينا" لـ:عبدالحميد البطريق.
"تاريخ اوروبا الحديث والمعاصر من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية" لـ:ميلاد القرحي.جامعة قاريونس-ليبيا.
"التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى" لـ: عبدالعزيز نوار
محمود محمد جمال الدين.
نتائج حركات الكشوف الجغرافية:
أولاً: النتائج الاقتصادية:-
1.الثورة التجارية: تتمثل هذه الثورة في انتقال مركز التجارة في أوربا من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، حيث طرق التجارة الجديدة، إذ أدت حركة الكشوف الجغرافية إلى انتقال مراكز التجارة إلى البحار الغربية والجنوبية،وبالتالي نهاية عهد البحر المتوسط،وانتقال القيادة إلى دول أوروبا الغربية.
كما أنها مهدت لتدفق الذهب والفضة، وكانت أكثر دولتان استفادتا من هذا –في أول الامر- هما البرتغال وإسبانيا.
فقد تدفقت كميات هائلة من الذهب والفضة على البرتغال من ساحل غرب أفريقيا، والأكثر منها إسبانيا، حيث أنها كانت تمتلك مساحات واسعة في أمريكا الشمالية والجنوبية-العالم الجديد-، وكانت هذه المستعمرات التي تملكها تفيض بمناجم الذهب والفضة، حتى غدت السفن الإسبانية تحمل العدد الكبير من الذهب والفضة غير المُصنَّع، ثم تقوم بصهره في سبائك وبيعه في أسواق أوروبا.
ومع دخول منافسين آخرين مجال الاستعمار، كهولندا، وفرنسا، وانجلترا، لم تستطع إسبانيا من أن تحكمَ قبضتها لوحدها على المعادن النفيسة في مستعمراتها بالعالم الجديد، وكان لدخول هؤلاء اللاعبين الجدد في مضمار الاستعمار، أثرٌ كبير أدى إلى زيادة كبيرة في كميات المعادن النفيسة، الأمر الذي نتج عنه توافر العملة بشكل كبير في أوروبا مما أدى على زيادة الأسعار.
كما ترتب عن حركة الكشوف أن تحولت الثروة من طبقة الملاك الأرض إلى طبقة جديدة وهي طبقة التجار.
2. استثمار رؤوس الأموال: بعد أن زادت رؤوس الأموال في الدول الاستعمارية، بدأت الرغبة فيها لاستثمار رؤوس الأموال هذه، وخاصة في مجال الصناعة ومجال الزراعة، لذا توجهت الدول الاستعمارية إلى استعمار وامتلاك الدول التي يتوافر بها المواد الخام اللازمة للصناعة أو تلك الدول ذات المناخات الملائمة للزراعة، وبدأت المُسْتعمرات تلعبُ –مُرغمة في ذلك- دور مزدوج في التصدير والاستيراد، فهي مصدر هام للمواد الخام وسوق لتصريف هذه المنتجات بعد ذلك، وفي الزراعة، استُخدِمَت رؤوس الأموال في تنمية مواد ومحاصيل زراعية نقدية غالية الثمن كالبُن، كما فعلت هولندا مع اندونيسيا.
3. إنشاء المؤسسات المالية: وبناء على ما سبق من نمو لرؤوس الأموال، وتنامي الصناعة والزراعة، أتى دور التجارة لتزدهر أكثر، فقد لجأ بعض القادرين إلى إنشاء بورصات عالمية حيث تتركز فيها العمليات التجارية من بيع وشراء وتحديد الأسعار العالمية، وأدّى هذا إلى التركيز الشديد في العمليات التجارية، ومن البورصات بورصة ليون Lyon، وبورصة أنفرس ِAnvers.
4. تدهور البلاد العربية: كان العرب يلعبون دور الوسيط في حركة القوافل التجارية المتجهة من الشرق –الهند والصين- إلى الغرب –أوروبا-، وكان هذا الدور يَدُرُّ عليهم أرباحًا طائلة نتيجة للضرائب المفروضة على هذه البضائع، وكان ذلك يعود بالفائدة الكبيرة للدول الكبيرة، إلا أنه بعد اكتشاف طريق الأطلسي ورأس الرجاء الصالح، فقد فقدت بذلك البلاد العربية هذه الفائدة، ثم أصاب الأسواق العربية الكساد والفقر.
ثانيًا: النتائج السياسية:-
أدى دخول دول أوروبية أخرى ميدان الاستعمار، إلى حدوث تنافس وصراع فيما بينها، وذلك لاستغلال واحتكار "تجارة الشعوب المُستعمَرَة" سعيًا منها لجني المكاسب المادية الكبيرة، ولكن هذا التنافس لم يكن ميدانه في أوروبا، بل هناك فيما وراء البحار.
ومن صور هذا التنافس، ما كان قائمًا في البداية بين البرتغال وإسبانيا، وكذلك ما بين هولندا والبرتغال، ومن ثم ظهور القوى الأكبر في ميدان الاستعمار وهما فرنسا وانجلترا، وما دار بينهما من تنافس في شتى المجالات، تحقيقًا لأهداف كل منهما الاستعمارية، والسيطرة على مكامن الثروات في العالم.
ثالثًا: النتائج الثقافية:-
1. تطور العلوم: لعبت الكشوف الجغرافية دورًا هامًا في تقدم وتطور بعض العلوم، فقد أحدثت تغيرًا جذريًا في مبادئ الجغرافيا القديمة، حيث توافرت معلومات أحدث وأكثر دقة عن الأرض من حيث شكلها وأبعادها وبحارها، وامتداد اليابسة فيها.
لقد أدت حركة الكشوف الجغرافية إلى زيادة مفاجئة في معرفة الإنسان عن العالم الممكن استيطانه،وكانت النتيجة المباشرة لهذه المعرفة الجديدة هي الاستغلال غير الإنساني للموارد الجديدة.
كما تقدم علم الفلك، وذلك بعد ان أبحر الأوروبيون إلى الجنوب، وهناك ظهرت لهم نجوم جديدة، ما كانوا ليصلوا غليها بمراصدهم في القارة الأوروبية.
ومن نتائج العلمية للكشوف الجغرافية، تقدُم العلوم الجغرافية، واكتشاف مناطق جديدة كانت في السابق مجهولة، كما تأكدت نظرية "كروية الأرض".
وفي علم التاريخ، دخلت القارات الجديدة المُكتَشَفَة حيز التدوين التاريخي، ولم تَعُد المعلومات التاريخية مقصورة على القارات القديمة.
وفي الزراعة، كُشِفَت محاصيل زراعية لم تكن أوروبا تعلم عنها شيئًا، ومن هذه المحاصيل البطاطس-التبغ-الكاكاو، وغدت هذه محاصيل أساسية لها بعد ذلك.
2. نشر المسيحية: وكان من نتائج الكشوف الجغرافية، أنها أدت إلى إدخال عدد كبير من سُكان المستعمرات إلى المسيحية، وكان دافعهم إلى ذلك الحقد والكره الشديد للإسلام والمسلمين، ومن ثم فقد كانت الحملات والرحلات تخرج من أوروبا ومعها مُبشرون، يعملون في المستعمرات على إدخال أهلها إلى المسيحية.
وقد كان العالم الجديد، أرضًا أكثر خصوبة وسهولة لعمل هؤلاء المبشرين، إذ ان سكانه الأصليين لم يكونوا يعلمون شيئًا عن الإسلام ولا عن المسيحية، ولقد بذل البرتغاليون والأسبان جهدًا كبيرًا في نشر المسيحية بين السكان الأصليين، وسرعان ما انتشرت الكاثوليكية في أمريكا الجنوبية،والبروتستانتية في المستعمرات الانجليزية في أمريكا الشمالية.
أما المُستعمرات في جنوب شرق آسيا، فقد لاقت فيها المحاولات التبشيرية مصاعب جمة، ذلك أن شعوب هذه المنطقة كانت لهم معتقداتهم الدينية الخاصة بهم، كما أن الإسلام قد سبق المسيحية إلى هذه البلاد، وترسخ في أهلها منذ عقود عديدة.
3. انتقال أهالي المستعمرات من العصر الوسيط إلى العصر الحديث: انتقل أهالي المُستعمرات من العصر الوسيط إلى العصر الحديث، وذلك بملبسهم ومأكلهم وتغير شمل أغلب مظاهر ثقافتهم، وذلك لتستطيع أن تُساير في علاقتها مع مُستعمريها.
4. تغير حياة أهالي المستعمرات: نشأة طبقة اجتماعية من التجار في المُستعمرات، يعملون في التجارة مع الدول المُستعمِرَة وفي خدمتها، مما أدى إلى ازدياد ثرواتها، ثم إن هذه الطبقة تطلعت إلى النفوذ السياسي، كما بدأت تنمو في إطار الانتقال التدريجي من الداخل إلى الخارج، حيث السواحل التي تُعتبر مراكز تجارية كبيرة.
رابعًا: النتائج الاجتماعية:-
1.التفرقة العنصرية: أرست حركة الاستعمار نظام التفرقة العنصرية في المستعمرات، حيث كان البيض دائمًا هم الأسياد والآخرون مهما اختلفت ألوانهم هم العبيد، وفي خدمة أسيادهم البيض، ولقد صيغت قوانين وأنظمة تتيح للمُستعمِر الأبيض أن يتملك بالسلب وبالقوة من الأراضي والموارد الاقتصادية ما لم يمتلكها الأبيض، كما أباحت لهم حرية استغلال البشر والحجر كيفما شاءوا.
2.معاناة سكان المُستعمرات: عانى سكان المُستعمرات كثيرًا من ظلم وجَوْر الغُزاة، وكانت المعاناة تختلف من مكان لآخر، رغم تماثلها في الشدة والألم، فهناك المُعاناة الاقتصادية التي فرضتها هولندا على الاندونيسيين بإجبارهم على زراعة محاصيل لا حاجة للاندونيسيين فيها، ولكنها تدر على الهولنديين مبالغ هائلة، وكذلك فلقد كان البرتغاليون يضطهدون المسلمين دينيًا بتخييرهم بين الدخول في المسيحية أو القتل، كما عمل البريطانيون والفرنسيون، والأسبان -من قبلهم- على تنفيذ أبشع جرائم الإبادة في حق السكان الأصليين، وذلك في المناطق التي احتلوها ولاسيما في أمريكا الشمالية، إلا أن الوضع في أمريكا الجنوبية قد بلغ درجة أقل حدة، إذ كان السكان الأصليون يندمجون مع المُستعمرين في حياتهم ويتعلمون لغتهم، ويعملون في خدمتهم، ويعتنقون دينهم.
المراجع:
"تاريخ أوروبا الحديث من عصر النهضة إلى مؤتمر فيينا" لـ:عبدالحميد البطريق.
"تاريخ اوروبا الحديث والمعاصر من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الثانية" لـ:ميلاد القرحي.جامعة قاريونس-ليبيا.
"التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى" لـ: عبدالعزيز نوار
محمود محمد جمال الدين.
وفي النهاية أمل أن أكون قد قدمت لمحة موجزة ومفيدة عن تاريخ الكشوف الجغرافية، ونشأة الاستعمار الأوروبي، تقبلوا تحياتي، وأعتذر عن أي خطأ قد ورد خلال أجزاء هذه السلسلة.
غانم العبدالله
عضو فعال
اتفق معك بأن أعمار البشر هو أهم من عمارة الحجر، واتفق معك بأن الاستقرار والسلم، هو من اهم المبادئ التي يجب المحافظة عليها في إعداد البشر.
ا الحروب، فلم تكن خيارًا دائمًا لنشر الإسلام، وإنما كان يُفرض على المسلمين فرضًا من قبل الآخرين، وذلك لأنهم يرفضون أن ينتشر الإسلام بالوسائل السلمية بواسطة الدعاة وغيرهم.
ولعل من أهم الدلائل على ذلك، انظر يا أخي إلى دول شرق آسيا، فهذه الدول، لم تصلها حاملات الطائرات الإسلامية، والمدفعية الإسلامية، ولا حتى فرقاطة إسلامية، إذًا فكيف انتشر الإسلام فيها، لقد انتشر بفضل الله ثم بجهود التجار المسلمين، الذين امتازوا بالامانة والخلق الكريم، في تعاملهم مع أهل هذه البلاد.
أما الاستعمار الفرنسي، ومقارنتك إياه بالاسلام فهذه يا أخي جناية كبيرة على الاسلام، فبون شاسع ما بين روح الإسلام وفرنسا.
فالاسلام في سعيه إلى تحقيق خير البشر، يضمن سلامة الغاية وسلامة الوسيلة.
أما فرنسا ففي سعيها إلى تحقيق أهدافها الااستعمارية، فلا تتورع من أن تستخدم الوسائل التي لا تمت بصلة إلى الحضارة والأخلاق والإنسانية.
و(نشر الحضارة) هو أحد الذرائع التي اتخذها الاوروبيون، وخصوًا الفرنسيون، لاجل الانقضاض واستعمار الآخرين، فلا ينطلي عليك هذا الأمر يا أخي، وقد اوردت في الجزء الخاص بفرنسا كيف انهم حاربوا الاسلام بمحاربتهم للغة العربية، فكيف يتفق هذا مع نشر الحضارة والثقافة.
بارك الله فيك
وجعله في ميزان اعمالك
وسوف اجعل هذا الرابط في توقيعي .... وبانتظار السلسلة القادمة
ولا تستعجل كثيرا فالاعداد الجيد يحتاج الى وقت
-- سبق لي وكتبت عن انساب العرب ومعاركهم الشهيرة ... وقد استمتعت في ذلك واستفدت كثيرا
وحتى لا تمل وتستمر في الكتابة عليك ... بحفظ نسخة من هذة السلسلة والسلاسل الاخرى واعادت نشرها في اكثر من منتدى للتواصل مع الاخرين ... وانا متابع ومهتم فالتواصل هو الحياه .
وجعله في ميزان اعمالك
وسوف اجعل هذا الرابط في توقيعي .... وبانتظار السلسلة القادمة
ولا تستعجل كثيرا فالاعداد الجيد يحتاج الى وقت
-- سبق لي وكتبت عن انساب العرب ومعاركهم الشهيرة ... وقد استمتعت في ذلك واستفدت كثيرا
وحتى لا تمل وتستمر في الكتابة عليك ... بحفظ نسخة من هذة السلسلة والسلاسل الاخرى واعادت نشرها في اكثر من منتدى للتواصل مع الاخرين ... وانا متابع ومهتم فالتواصل هو الحياه .
غانم العبدالله
عضو فعال
الله يجزيك الخير يالعثماني، والدال على خير كفاعله، ولا أدعي أن موضوعي خير كله، لكن أشهد الله أنك كنت خير متابع للموضوع على بساطته، وتوجت متابعتك للموضوع بأنك تجعله توقيك لمشاركاتك، لا شك بأن هذا وسام على صدري أفتخر به.
وبالنسبة لسلسلتك عن أنساب العرب ومعاركهم الشهيرة، فهلم يا أخي وانشرها في المنتدى، ليس مجاملة لك، ولكن لإثراء منتدانا المسكين الذي مزقته الصراعات السياسية، وهو بأمس الحاجة للمواضيع التي تُثري الحوارات بين الاعضاء.
غانم العبدالله
عضو فعال
أولاً :الأستاذ كلمة كبيرة...أتشرف بها، وما أنا بالأستاذ، إنما أنا قارئ حبيت أن أنقل للأخوة في عالم النت جزء من مما قرأته واطلعت عليه، من عالم الكتب والأوراق.
ثانيًا : أشكرك على مرورك، وإطرائك للموضوع، ولا شك بأن هذا دافع قوي لي بأن أسرع في إنهاء سلسلة أخرى قيد "الإعداد".
ثالثًا : أشكرك وأشكر جميع من مر على الموضوع سواء اكتفى بالقراءة أو ساهم بالتعليق.
ودمتم.
الاستاذ : غانم العبدالله
ننتظر السلسلة الجديدة : وانا اتمنى ان نتواصل جميعنا ونشجع بعض
ليس بالضرورة القراءة اليوم ولكن لا بد ان ياتي يوم وتجد فيه الوقت الكافي للقراءة
والافضل تدعيم المواضيع بالصور والخرائط حتى نكسر رتابة الحرف.
بالنسبة لموضوع انساب العرب وايامهم في الجاهلية ... للاسف لم احتفظ بنسخة منه والان انا مشغول قليلا .... وربما متى ما اتيحت لي فرصة اعود للكتابة ... بس مشكلتي لا احب ان اكرر الاشياء .
الفاضلة : فراشة
شكرا لك على المرور
وسوف نحاول انا واانتي والاخ غانم لتكوين رابطة الباحثين بالمنتدى
وربما يكون لنا اصدقاء وزملاء في طور التواصل
والبركه فيج ... في هذا التواصل ... بشرط اختيار الزملاء بعيدا عن المواضيع التي تفرق ولا تجمع .
ننتظر السلسلة الجديدة : وانا اتمنى ان نتواصل جميعنا ونشجع بعض
ليس بالضرورة القراءة اليوم ولكن لا بد ان ياتي يوم وتجد فيه الوقت الكافي للقراءة
والافضل تدعيم المواضيع بالصور والخرائط حتى نكسر رتابة الحرف.
بالنسبة لموضوع انساب العرب وايامهم في الجاهلية ... للاسف لم احتفظ بنسخة منه والان انا مشغول قليلا .... وربما متى ما اتيحت لي فرصة اعود للكتابة ... بس مشكلتي لا احب ان اكرر الاشياء .
الفاضلة : فراشة
شكرا لك على المرور
وسوف نحاول انا واانتي والاخ غانم لتكوين رابطة الباحثين بالمنتدى
وربما يكون لنا اصدقاء وزملاء في طور التواصل
والبركه فيج ... في هذا التواصل ... بشرط اختيار الزملاء بعيدا عن المواضيع التي تفرق ولا تجمع .