إذا فات الفوت....ل محمد عبدالقادر الجاسم..

السلطاني

عضو مخضرم
"لي فات الفوت"..










من دون قصد، شهدت الكويت خلال الأسبوعين الماضيين "تجربة" مقلقة بل مخيفة، وهي ليست إلا نموذجا أو بيانا لملامح العهد القادم. لقد ظهر فراغ في السلطة لمدة أسبوعين فقط، وكانت هذه الفترة كافية للعبث بأسس ومقومات المجتمع الكويتي.

إقامة مجلس تأبين الإرهابي عماد مغنية كان مظهرا من مظاهر تفكك الدولة وتبعثر السلطة أو غيابها ومن ثم تحديها، كما كان "التصدي" الإعلامي للتأبين مظهرا من مظاهر عدم الاعتراف بوجود السلطة أصلا في المجتمع، وتحكم "الأجندات" الخاصة في مسارات الرأي العام. أما تطورات الوضع الرياضي فهي تجسد حالة "تمرد" على السلطة بل وعلى النظام من بعض أفراده. أما موضوع إزالة الديوانيات المخالفة والتراجع عن القرار فهو إشهار إفلاس سياسي رسمي للحكومة والسلطة وسقوط علني لدولة القانون. أما رياح الطائفية التي هبت علينا، ومعها انقسام المجتمع إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو في استجواب وزيرة التربية وفي موضوع الديوانيات المخالفة، فهي نتيجة طبيعية لضعف الحكم واضمحلال سلطة الدولة.

إنه أمر مثير للقلق والحزن والخوف، فقد بدأ "تفكيك" الكويت، وبدأت أكثر من جهة "تزحف" نحو احتلال فراغ السلطة. ووسط كل ما تمر به البلاد علينا أن ننتبه من خطر قادم لا محالة .. خطر تسيد "فرقة الانتقام" وتطبيقها سياسة "علي وعلى أعدائي"!

إن الكويت لم تعد تلك الدولة التي نعرف. لقد وصل العبث إلى مقومات وأسس المجتمع. فبعد أن تسببت خلافات الشيوخ في العقود الماضية في تفكك الأسرة الحاكمة وانقسامها، وبعد الشرخ الذي أحدثته أزمة خلافة المرحوم الشيخ جابر الأحمد، أضحت الأسرة الحاكمة منهكة وقرارها مبعثر، وضاعت هيبتها ومكانتها، بل وأفقدتها القدرة على التحكم في أي أمر، وتغيرت أسس العلاقة التي تربط الأسرة الحاكمة بالشعب الكويتي. وبعد هذا "الخراب" ونتيجة له سعى البعض إلى تقسيم المجتمع، كما أشرت، إلى معسكر الحضر ومعسكر البدو، وجاءت قضية الاختلاط بين منعه وإباحته وبيان جمعية الإصلاح الاجتماعي لتكشف حجم الخلل في هوية المجتمع ومقدار التجاذب لفرض رأي الأقلية على الأكثرية. والآن جاء دور الانقسام الطائفي فتحولت قضية التأبين من مسارها الفردي المفترض إلى مسار جماعي يدفع نحو مواجهة بين السنة والشيعة.

خلال أسبوعين فقط من فراغ السلطة تمكنت "قوى الغوغائية" من التحكم في مسيرة الدولة.. أسبوعين فقط توقفت "الأوامر والتعليمات"، فأصيبت البلاد بشلل القرار.. أسبوعين فقط كانت كافية لكشف "طمبور الطين"!

رئيس مجلس الوزراء يغادر البلاد في إجازة في توقيت غير مناسب إطلاقا حسبه البعض من قبيل التهرب أو الهروب من المسؤولية.. سمو ولي العهد "يوجه" الحكومة بوقف قرار إزالة الديوانيات المخالفة وهو لا يملك سلطة دستورية تخوله إصدار مثل تلك التوجيهات.. وزراء بلا صلاحيات "يمشون تحت الساس" خوفا من المساءلة.

لم يعد في الكويت قانون ولا هيبة حكم ولا رجال دولة ولا قرار.. فهل نحن في حاجة إلى فرض "وصاية" سياسية؟

كتبت في شهر نوفمبر الماضي: "وكنتيجة حتمية لهذا الوضع، ظهرت "مناطق فراغ" أو "مناطق بيضاء" في السلطة عموما، وهو ما أدى إلى نمو الرغبة في احتلالها من قبل قوى أخرى". وكتبت أيضا: " لن أجامل، ولن أخفي قناعتي.. الحكم في الكويت أصبح ضعيفا والحكومة غائبة تماما، وهناك اضطراب واضح في القرار اليومي، وغياب تام للقرار الاستراتيجي. أمور الدولة اليوم تدار بلا أدنى رؤية، وليس لدى الحكم أو الحكومة أو الأسرة الحاكمة أو القوى السياسية في البرلمان أو خارجه أي مشروع وطني. ومع الأسف فليس هناك سوى التربص والمناورة والتأهب للسيطرة على ما تبقى من "قدرة القرار". ومرة أخرى وبلا أدنى تحفظ أو مجاملة أقول إن الكويت تمر اليوم بمرحلة جديدة من مراحل "شيخوختها".. لقد خابت توقعاتي، فقد جاء التداعي مبكرا!!

إن الدولة في الكويت تتداعى، وأصبحت الحكومة، بل السلطة والقانون، خيال مآتة لا يخيف حتى "الزرازير"، فلابد لأهل الكويت أن يتحركوا لإنقاذ مستقبلهم الذي أصبح فعليا في مهب الريح.. لابد أن تنتهي صراعات الشيوخ.. ولابد أن نقمع التقسيم الطائفي والاجتماعي.. ولابد من سيادة القانون على الجميع.. لابد من عقد مؤتمر وطنى يخرج بنتيجة واحدة فقط هي رسالة إلى الأسرة الحاكمة مفادها أن للحكم أصول، وإذا كنتم، كما يبدو، لا تبالون بمآل حكمكم، أو لا تدركونه.. فنحن نهتم كثيرا في بلادنا ولن نقبل التفريط بمستقبلها، وسنعمل على إصلاحكم وترشيد حكمكم فنحن نريد أن تبقوا لنا حكاما.. نجلكم ونحترمكم لكن لن ندعكم تستمرون، بغير قصد، في الإضرار بحكمكم والتسبب في ضياعه وتفكك الدولة.. فاقبلوا النصيحة باختياركم الآن وقبل فوات الأوان، إن لم يكن قد فات، فذلكم خير لكم إن كنتم تعقلون!



29/2/2008 __ محمد عبدالقادر الجاسم


_______________________________________________


لم يعد في الكويت قانون ولا هيبة حكم ولا رجال دولة ولا قرار.. فهل نحن في حاجة إلى فرض "وصاية" سياسية؟


والله أمر مؤلم....ومؤسف أن تصل بنا الأمور لهذه المرحلة....

هذا وبلانا منا وفينا....

طيب لو بُليت بالبلاد...ب أشد من هذا.....تفجيرات...تصادم...عمليات مسلحة....

أو أكثر من ذلك....

كيف للسلطة أن تتحكم بالبلاد...وتفرض هيبتها وقوتها...وسيطرتها.....

هل هذه هي الكويت....؟

الإستقرار ....الأمان....تبادل السلطة....الحكم...الثقة...والولاء....كل تلك الأمور أصابها زلزال....

وليس هناك من ناصر...وليس هناك...من يأمر....ويحكم...ويضع لكل خارج ....حد...ونهاية....

إستاذنا أبو عمر....

شسويت فينا ب مقالك هذا.....؟
 

الديفي

عضو بلاتيني
بعد سقوط هيبة القانون خاصتاً بتأجيل ازالت تجاوزات المواطنين على املاك الدولة وبتراخي الحكومة في منع تأبين اشرس ارهابي روع الكويت

في رأيي المتواضع ان الشئ الوحيد الذي انـقـذ البلاد في الدخول في مواجهات وحمامات دم هو مستوى الدخل العالي للمواطن

 

المتصفح

عضو ذهبي
الحمد لله ... الامور لم تصل الى ما يصورها الكاتب الكبير محمد الجاسم وفي اعتقادي انه اخطأ في تصوره انه تداعي الدولة .
كل ما حصل من امور حصلت في السابق ما هو اشد منها واكبر .
 

تأبط رأيا

عضو بلاتيني
صدق محمد عبدالقادر الجاسم فالدولة تمر بمرحلة الشيخوخة قبل السقوط , وهذا أمر مخيف بدأت اتحسسه واتمنى أن اكون مبالغا او مخطئا او متشائما فقط.(اتذكر أن احدهم نقل لي مقولة للدكتور عبدالله النفيسي في مقابلة تلفزيونية له قوله: "بحلول 2015 سيكون كيان الكويت على كف عفريت إن تطورت الاوضاع المحيطه بها, وذلك لتعاطيها بسذاجة مع التغيرات الدولية)

قلتها من قبل ولا زلت اقولها, اعتقد أنه برحيل الوالد صباح الاحمد أطال الله بعمره سيكون رحيله هو آخر مسمار في النعش الكويتي إن استمرينا على هذه الحاله.


حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه, وأدام حكم آل الصباح وكما قال الكاتب ابو عمر:
فلابد لأهل الكويت أن يتحركوا لإنقاذ مستقبلهم الذي أصبح فعليا في مهب الريح.. لابد أن تنتهي صراعات الشيوخ.. ولابد أن نقمع التقسيم الطائفي والاجتماعي.. ولابد من سيادة القانون على الجميع.. لابد من عقد مؤتمر وطنى يخرج بنتيجة واحدة فقط هي رسالة إلى الأسرة الحاكمة مفادها أن للحكم أصول، وإذا كنتم، كما يبدو، لا تبالون بمآل حكمكم، أو لا تدركونه.. فنحن نهتم كثيرا في بلادنا ولن نقبل التفريط بمستقبلها، وسنعمل على إصلاحكم وترشيد حكمكم فنحن نريد أن تبقوا لنا حكاما..

اتمنى أن نكون مبالغين ومخطئين في تشخيص الواقع..اتمنى ذلك.

الحمد لله ... الامور لم تصل الى ما يصورها الكاتب الكبير محمد الجاسم وفي اعتقادي انه اخطأ في تصوره انه تداعي الدولة .
كل ما حصل من امور حصلت في السابق ما هو اشد منها واكبر .

الفرق بين الامس واليوم المتشابهان في الأخطار المحيطة بالكويت, أن الوضع الداخلي متآكل...متوتر, لاهيبه لقانون أو نظام..او حكام, والاستقطابات الداخلية على اشدها, وبعضها وهو الاخطر بدعم خارجي.
 

ILoveUYaKuwait

عضو فعال
فعلا، لاتوجد هيبة للقانون الذي تسامح كثيرا وجعل المفلسين من الكتاب يلجئون إلى الإنترنت والمدونات ناشرين مقالاتهم التي ليس فيها اي (ميزان) عقل أو منطق ولاتخلو من الهوس الفكري وتصفية الحسابات و (الفلسفة) الزايدة وبث الإشاعات ورسم الصور القاتمة عن الوضع في البلد في صور خيالية أوجزها ب(تداعي الدولة)!
 

showbiz

عضو
شكرا للاستاذ الكبير / محمد عبد القادر الجاسم

ويوما بعد يوم ازداد يقينا بانه فعلا يقرأ الواقع السياسي بالكويت فراءة صحيحة
نعم لقد حذرت كثيرا من الفراغ السياسي والتناحر بين الاقطاب و اصحاب النفوذ
وهذه احدى نتائج هذا التناحر ، والقادم فعلا مخيف

----------------------------------------

اللهم احفظ الكويت واحفظنا لها

---------------------------------------
 

@السياسي@

عضو مميز
مقاله تشخص اوضاع البلد بصوره دقيقه وواقعيه

لا يسعني الا ان اقول حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه

وبس
 

الملف رقم 9

عضو بلاتيني
مازال الجاسم يحيلنا الى المجهول ...

ليته اكمل عزفه المنفرد .. في مقالة واحدة ..

يخبرنا فيها عن ال Worst Case Scenario ?!

اشك انه سيفعلها ..
 

يا وطن

عضو فعال
مؤلم جدا هذا المقال يدمي القلب ويزرع الأسى فيه،ويخط أمام أبصارنا طريق ملؤه الشؤم .... أتمنى أن تكون مخطئ يا بو عمر...أتمنى أن تكون مبالغة منك...أتمنى......
والله أن الألم يعتصر قلبي ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
بإذن الله الكويت بألف خير.....اللهم أحفظ كويتنا وسائر بلاد المسلمين.
 

سا لم

عضو ذهبي
أعتقد أن ما يحصل في الكويت ما هو إلا صدى للوضع العام في المنطقة ككل

وبنظرة سريعة على واقع كل من

العراق

إيران

البحرين

فلسطين

أفغانستان

باكستان

السودان

الصومال

بقية دول المنطقة

نجد أن الأمور غير مستقرة

ولاشك أن ما يحدث ما هو إلا دليل على المؤامرة على الأمة العربية والإسلامية

وأثر اليهود والنصارى واضح لكل ذي عينين

قال تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"

وقال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

وقال تعالى " وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا"

والذنوب والمعاصي من أهم أسباب الفتن والقلاقل التي تحصل

قال تعالى " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"

نحتاج إلى أن نتأمل كلام ربنا

ونقارن ذلك بالواقع المعاصر
 

دون كيشوت

عضو بلاتيني / الفائز الأول في مسابقة الشبكة الرمضا
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
قـــانون طوارئ

واخر علاج الكي ..

وبس.,
 

ALJABER

عضو
مو شي يديد من مستر خالف تعرف
غصب يبي يلبسنا النظارة السودة
وطريقك مسدووووووووووودٌ مسدوووووووووودٌ.....لي متى يالجاسم ؟!
 
أعلى