مـجـلـس أمــة
فشل في تحقيق الإصلاح بسبب التأبين والفساد وعدم تعيين وزير للنفط وسحق المواطن والتدخل في التجنيس
أحمد المليفي: رئيس الوزراء لا يحمل نفساً إصلاحيا وغير قادر على القراءة السياسية والمطلوب أن يكون رئيس مجلس الوزراء الجديد من الشعب الكويتي
أصدر النائب أحمد المليفي تصريحا صحافيا في شأن ما اثير حول مبادرة الإصلاح التي أطلقها جاء فيه ما يلي: تنص المادة 123 من الدستور على أن «يهيمن مجلس الوزراء على مصالح الدولة ويرسم السياسة العامة للحكومة ويتابع تنفيذها ويشرف على سير العمل في الإدارات الحكومية».
كما تنص المادة 127 من الدستور على أن «يتولى رئيس مجلس الوزراء رياسة جلسات المجلس والاشراف على تنسيق الأعمال بين الوزارات المختلفة».
هاتان المادتان تحددان وبصورة واضحة لا تقبل الجدل مسؤولية رئيس مجلس الوزراء عن السياسة العامة للدولة والاشراف على أعمال الوزارات فيما يتعلق فيها. فبجانب مسؤولية الوزير المعني عن اتخاذ القرارات فهناك مسؤولية أعلى وأكبر على رئيس الحكومة إذا لم يتم توجيه الوزير للسياسة العامة للدولة أو لم يضع هذه السياسة أصلا وكذلك مسؤولية الوزير أمام رئيس الوزراء اذا خالف هذه السياسة.
قيادة الوزارة
بهذه المقدمة تستبين أهمية منصب رئيس الوزراء ودوره في قيادة الوزارة وتوجيهها التوجيه السليم في اطار السياسة العامة للدولة والخطة الانمائية المرسومة لها.
ومن هنا فإن المبادرة التي اطلقتها وتتضمن ثلاثة محاور رئيسية هي:
-1 استقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة برئيس وزراء جديد سأوضح أسبابه لاحقا.
-2 اجراء انتخابات حرة مبكرة على نظام الدوائر الخمس لأنني أعتقد جازما أن مجلس الأمة وأنا احد اعضائه شريك في هذه الأزمة ونحتاج إلى أن نعود الى الشارع الكويتي لاسيما في ظل الدوائر الخمس الجديدة ليقول كلمته.
-3 حصر خلاف الاسرة في نطاقه دون ان يلقي بظلاله على السلطتين التشريعية والتنفيذية والصحافة بمرجعية واحدة متمثلة بسمو الأمير فما يحدث في أسرة الحكم يصيبنا جميعا بالحزن والألم فأبناء الأسرة لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون كل الكويت والكويتيين وما يحدث بينهم من خلاف انتقل حتى إلى الصحافة التي تقرأ على نطاق واسع في العالم ومن اعداء الكويت والحاقدين عليها يزعجنا ويؤلمنا وآن الأوان لوقفه.
ان هذه المبادرة انطلقت فيها من نبض الشارع الكويتي الصادق الذي ضاق ذرعا بهذا الوضع المتأزم واصبح لابد من البحث عن مخرج حقيقي للازمة بعيدا عن المجاملة والترقيع.
كما انني في طرحي لهذه المبادرة قد مارست واجبا من الواجبات التي يفرضها عليّ الوطن فأطلقتها بصوت عال لا كما يفعل البعض عندما يتحدث بما أقول بل واكثر مما اقول ولكن من وراء جدر وخلف الابواب الموصدة حفاظا على مصالح خاصة او مكاسب آنية فليس لدي مصالح مع اي طرف اسعى للمحافظة عليها ولست ممن يتحدث من وراء الابواب
كما انني عندما اطلقت المبادرة فانني لم انطلق من منطلق شخصي ضد اي كان ومن يحاول ان يحور الكلام عن مواضعه فهذا شأنه وقد يكون ديدنه وهذه الامور كما يعلم الجميع لن تثنينا عن قول الحق لصالح الوطن والمواطن.
كما اضيف انني حينما اطلقت المبادرة حاولت جاهدا ان اجمع بين الوضوح والتلميح ولم ارد ان ادخل في مزيد من التفاصيل التي قد يعلمها البعض وتخفي على آخرين معتمداً على حسن النوايا في التعاطي معها وحسن التدبير في قراءتها بعيدا عن التهويل او التأويل ولكن يبدوا ان البعض يريد منا الدخول في مزيد من التفصيل والتوضيح وهذا ما سنقوم فيه بهذا البيان مع الاستمرار بالحفاظ على الحد الادنى من الخطاب لاننا لا نريد من المبادرة الا الاصلاح ما استطعنا الى ذلك سبيلا.
لقد حاول البعض ان يسلط الضوء في المبادرة على احد بنودها المتعلق برئاسة مجلس الوزراء ناسيا او متناسيا بنودها الاخرى في محاولة لاظهار رئيس مجلس الوزراء بمظهر الرجل الاصلاحي الوحيد في هذا البلد ضمانا منه انه بهذا الاسلوب يستطيع ان يخطأ المبادرة او ينتقص من موضوعيتها ويحظى بقبول وموقع عند رئيس الوزراء.
التأبين والفساد
واستطيع ان اقول بكل اقتناع وبدون اي مجاملة او تردد ان رئيس مجلس الوزراء مع كل الاحترام لشخصه الكريم قد فشل في القيام بالدور المنوط به وفقا للدستور فالبلد الى يومنا هذا تسير على غير هدي من خطة تنموية واضحة المعالم محددة الاهداف وفق برامج زمنية فكيف يتحدث من يتحدث عن النهج الاصلاحي والتنموي الذي حققه رئيس الحكومة؟ واين هو هذا الدور؟ واذا كان رئيس الوزراء يملك هذه الرؤية الاصلاحية اذا لماذا حال البلد واقف في كل المجالات وعلى الرغم من كل الامكانات البشرية والمادية؟
وسأورد بعض الامثلة على فشل رئيس الوزراء في تحقيق الاصلاح وهي كالتالي:
-1 حادثة التأبين: ان حادثة التأبين ليست ذات طابع امني فقط بل ذات ابعاد كثيرة وكبيرة والتعامل معها لا ينحصر في دور وزير الداخلية بل يدخل ضمن السياسة العامة للدولة ولا يمكن ان نتصور ان حادثة من هذا النوع يمكن ان يتعامل معها وزير الداخلية منفردا وانما وبدون شك لرئيس الوزراء دور واضح فيها وهنا نتساءل والتأبين قد أعلن قبل يومين من وقوعه والكل يعرف ذلك الم يكن من الحكمة اتخاذ الاجراءات اللازمة لايقافه ومنع حدوثه؟ وهناك تجربة سابقة لندوة أعلنت للحديث عن سنة العراق وهي ذات ابعاد تعادل في خطورتها حادث التأبين فلماذا منعت الندوة ولم يمنع التأبين؟ الا يثبت هذا ان هناك خللا في ادارة البلاد وان هذا الخلل قد ادى الى احداث شرخ في اللحمة الوطنية وله إسقاطاته على علاقة الكويت حتى بالخارج ان الفشل الحكومي في التعامل مع هذا الحادث كفيل بإسقاط الحكومة بأكملها ومن يقل ان هذا الحادث قد انتهى فهو مخطئ لان تأثيراته لم تبدأ بعد.
-2 مؤشر الفساد الدولية: اذا كان رئيس الوزراء ذو نهج اصلاحي وحقق من الانجازات في سبيل القضاء على الفساد ما حققه كما يدعي البعض اذا لا يحق لنا ان نتساءل عن اسباب تراجع الكويت في سلم الفساد وفقا لمؤشرات مدركات الفساد الدولية ليصبح مركزها 60 بعد ان كان 46؟ فهل نصدق الهيئات العالمية المتخصصة ام نصدق الشعارات؟
-3 تعيين وزير نفط اصيل: ايعقل ان تكون الكويت بلد النفط والقائم دخولها ورزقها عليه بدون وزير نفط اصيل، الا يعلم رئيس الوزراء ان هذا الوضع الشاذ له الكثير من المدلولات الداخلية والخارجية؟ فما هي رؤيته الاصلاحية في هذا الاتجاه واي ضغوط تمارس عليه لعدم تعيين وزير نفط اصيل؟ لا سيما اننا امام مشاريع نفطية عملاقة. الا يعتبر هذا التأجيل خضوعا للضغوط وامتثالا للصراع على السيطرة والاستحواذ؟ فاين هو الاصلاح المزعوم؟ واين هو القرار الحاسم والرؤية الواضحة؟
-4 ارتفاع الاسعار وسحق المواطن: اليست من اولويات كل حكومة توفير التنمية والاستقرار والرخاء للمواطنين خاصة في دخولهم ومصدر رزقهم؟ اليست من سياسة الحكومة العامة المسؤول عنها رئيس الوزراء السيطرة على ارتفاع الاسعار؟ اليست من مسؤوليته في حال فشل وزرائه من القيام بدورهم محاسبة هؤلاء الوزراء وعدم ترك الامور حتى تتأزم وتصل المواجة بين المجلس والحكومة؟ الا يعلم الجميع ان الاسعار قد ازدادت زيادة جنونية منذ تاريخ 2007/6/28 الى 2008/3/3 بنسبة تتجاوز في كثير من الاصناف الرئيسية التي يستخدمها المواطن %50؟ اين هو رئيس الحكومة من هذا الوضع؟ اليس ضبط الاسعار وحماية المواطن من السياسة العامة للدولة؟ واذا اخفق وزير التجارة في هذه الحماية فرئيس الحكومة هو المسؤول الاول على محاسبته فاين هو رئيس الحكومة من كل ذلك؟ اليست هذه القضية تستحق منه التدخل ام ان هموم المواطن آخر ما يفكر فيه؟
-5 الحركة الرياضة:- لم نصوت جميعا على قوانين الاصلاح الرياضي التي تهم شريحة كبيرة من شرائح المجتمع؟ الم يتم توقيف وعرقلة تطبيق هذه القوانين من قبل اطراف خارج المجلس وابناء من الاسرة الحاكمة يدعي البعض انه قادر على مواجهتها؟ الا يعلم رئيس الوزراء بهؤلاء الاطراف وان امام وزرائه قانون يجب ان يطبق؟ اين هو من محاسبته لوزير الشؤون السابق الذي جمد تطبيق هذه القوانين بتعليمات من خارج الوزارة ووقف رئيس الحكومة مكتوف اليد مسلوب الارادة والقرار امام ذلك؟ وكانت مكافأة الوزير السابق تحويله الى وزارة ثانية والآن نحن مقبلون على ازمة داخلية او خارجية بسبب هذا التسويف والتردد بل الضعف في اتخاذ القرار امام الضغوط الخارجية والتدخلات فاين هو الاصلاح الذي تتحدثون عنه؟
التجنيس والدواوين
-6 كشوف التجنيس: يقولون ان رئيس الوزراء يحمل نفسا وروحا اصلاحيا واقول إن هذا الكلام غير صحيح فهل يعقل ان يقوم رئيس الوزراء بالتوسط وتقديم كشف يحوي ما يقارب 120 اسماً للتجنيس لا تنطبق عليهم الشروط ويطلب من وزير الداخلية اضافتهم للمرسوم وهذا باقرار رئيس اللجنة التنفيذية للبدون الشيخ احمد النواف وتأكيد وزير الداخلية بذلك من خلال عدم نفيه لهذا الفعل وهو موجود معنا في نفس الاجتماع وبوجود الاخوان في كتلة العمل الوطني ولولا وقوف الشرفاء من ابناء الكويت امام هذا العبث وغيره لكانت كل الاسماء قد قبلت ولكن للاسف قللت عشرة اسماء منهم باعتراف المسؤولين. اي اصلاح تتحدثون عنه ورئيس الوزراء يتوسط بكشف للتنجنيس يحمل اسماء غير مستحقة؟! فاذا كان هذا مسلك رئيس الوزراء فماذا سيكون مسلك باقي الوزراء وباقي من يعمل مع رئيس الوزراء؟ اي اصلاح تتحدثون عنه ورئيس مجلس الوزراء يقدم كشفا ينزل بالبرشوت متجاوزا المستحقين والمظلومين من البدون؟ اي اصلاح تتحدثون عنه ورئيس مجلس الوزراء يرتكب مع سبق الاصرار خرقا متعلقا بكيان المجتمع ونسيجه الاجتماعي والامني؟ لذلك فانني لا استغرب الدفاع المحموم والمستميت عنه من البعض لانهم شركاء معه ولكن حتما ليس في المصلحة العامة.
-7 المساس باحاسيس وشعور المواطنين: عندما تقدم بعض الاخوة النواب بطلب زيادة الرواتب بمبلغ 50 دينارا جاءت الحكومة ورفضت رفضا قاطعا هذه الزيادة على سند من ان هذه الزيادة ستكون لها سلبيات كبيرة على ميزانية الدولة وانها ستدرس مع البنك الدولي رواتب الموظفين وتقرر زيادة مناسبة لهم ثم تنقلب الحكومة رأسا على عقب لتتجاوز زيادة المجلس التي رفضتها وتقدم 120 دينارا للكويتيين و50 دينارا لغير الكويتيين فاي سياسة يتبعها رئيس مجلس الوزراء واي مصداقية يقدمها للمجلس وللشارع الكويتي؟ ثم تأتي الطامة الكبرى والتي تثبت ان هذه الحكومة برئيسها لا تستطيع ان تؤدي عملا واحدا بصورة متقنة ولو كان بسيطا فبعد كل هذا الوقت تعلن الحكومة ان الزيادة ستكون في حسابات المواطنين في شهر مارس ثم تكتشف انها وقعت في اخطاء فادحة من حيث تكييف هذه الزيادة وطريقة صرفها فاذا كانت حكومة برئيسها لا تعرف كيفية توزيع 120 ديناراً فأي اصلاح تتحدثون عنه؟
-8 قضية ازالة الدواوين: ان التردد في القرار او التصريح فيه دون دراسة هي سمة من سمات رئيس الحكومة ومن عاداته في الادارة فقد صرح قبل سنة تقريبا ان دواوين الناس لن تزال وان هناك تنظيما سيطبق عليها وركن بعض المواطنين الى هذا التصريح فهو يأتي من رئيس الحكومة؟ ثم يأتي رئيس الحكومة ليصرح بان الازالة قائمة ولا تراجع عنها وهنا نسأل اي التصريحين نصدق وكيف بعد ذلك ان نثق في اي تصريح يأتي من رئيس الحكومة ان المصداقية والعمل المؤسسي من اهم اعمال ومميزات رئيس اي حكومة فاذا كانت القرارات تأتي بهذه الطريقة فاي اصلاح تتحدثون عنه وسننتظر لقرارات جديدة في هذا الشأن؟
-9 مواجهة المشاكل قبل استفحالها: من الضروري ان يتحلى رئيس مجلس الوزراء بالقدرة على قراءة الساحة السياسية والتكهن بالمشاكل قبل وقوعها ومحاولة تجنب وقوعها أو التخفيف من آثارها اذا وقعت وقدرته على ازالة حالة التوتر بين المجلس والحكومة ان وجدت. والملاحظ ان هذه الصفة مفقودة لديه فكثير من المشاكل والاستجوابات والازمات التي كاد بعضها ان يعصف بالعلاقة بين السلطتين وتسبب جميعها في توتير الساحة السياسية واوجد بذلك ارضا خصبة ومادة جيدة لاعداء الديموقراطية من انتقادها والمطالبة بوأد الحياة الديموقراطية واستئصالها، فبجانب سوء التعامل مع حادث التأبين والزيادة في الرواتب وارتفاع الاسعار وازالة الدواوين فكل الاستجوابات ابتداء من استجواب وزير الصحة والنفط والتأزم الذي حدث في اعادة توزير وزير المالية كان يمكن ألا تقع لو كانت هناك قراءة سياسية واضحة وجيدة للساحة السياسية.
كما اننا مقبلون على حالة من التأزم في مواضع اخرى متنوعة كبيرة وصغيرة كلها ناتجة عن التردد في اتخاذ القرار والحزم في تطبيق القانون وهنا اتساءل: أليس من صفات الرئيس الاصلاحي القدرة على قراءة الساحة السياسية لتجنب التصادم مع المجلس؟ أليس من صفات الرئيس الاصلاحي الحزم في اتخاذ القرار؟ فأين ذلك كله من وضعنا الحالي؟
-10 مَنْ رئيس الوزراء القادم: كثير من الاخوة الذين اتفقوا مع المبادرة بأبعادها الثلاثة طرحوا التساؤل التالي: من ممكن ان يكون رئيس الوزراء القادم؟ وقد حصروا تفكيرهم بالاسرة الحاكمة وانا اقول ومع الاقرار بالحق الدستوري لسمو أمير البلاد باختيار رئيس مجلس الوزراء. لماذا نحصر تفكيرنا بأبناء الاسرة الحاكمة مع كل التقدير والاحترام لهم، ألم نقفز الى المستقبل ويكسر سمو الأمير رعاه الله احتكار ولاية العهد بمجلس الوزراء ويتم الفصل بينهما وينقلنا بعد ذلك لمرحلة جديدة.
رئيس من الشعب
اذا وفي ظل هذه الظروف والمعطيات لماذا لا يتم اختيار رئيس مجلس الوزراء من الشعب الكويتي أليس في الكويت كلها من شمالها الى جنوبها من يستحق ان يقود هذه المرحلة الحساسة والحرجة؟ هل نريد ان تكون الكويت اسيرة للنهج القديم حتى وان ادى هذا النهج الى انهاك البلد أو ضياعها؟ وانا اتساءل هنا لماذا لا يكون رئيس مجلس الوزراء القادم من الشعب الكويتي؟
-11 اجندة رئيس الوزراء: في ظل كل المشاكل التي تعاني منها البلد والازمات التي تحيق فيه يجتمع مجلس الوزراء بكل اركانه ليناقش العطل الرسمية وكيفية ترحيلها. اقول ذلك ولا اريد ان اعلق على القرار واترك التعليق لكل محب للكويت.
-12 اما بخصوص حماية المال العام وعدم العبث فيه وسوء استغلاله فلن يكون مكانه في هذا البيان وانما سيكون له موضعه القانوني والدستوري بإذن الله.
تاريخ النشر: الاثنين 17/3/2008