بقلم//ياسين شملان الحساوى
فات الفوت...يا صديق العمر
مع النهار..
كنت في الصف الرابع الثانوي.. ومثل معظم الشباب في ذلك كنت منضماً لفريق كرة في منطقتنا مع شباب «الفريج» الحي.. ولحبنا للكرة التزمنا جميعاً بالمصاريف من جيوبنا الخاصة.. كان كبيرنا هو المدرب.. لا يعرف عن التدريب سوى الهرولة حول الملعب للتسخين.. ولكنه كان يعرف كيف يوزع اللاعبين في كل مباراة..
ارعبنا بفريقنا القوي الفرق الاخرى.. وكنا نستقطب بعض عشاق اللعبة لمشاهدة لعبنا في المباريات.. فيكفي ان يسمعوا بان فريق «الجناح الأسود»، له مباراة حتى يتجمعوا لمشاهدته.. كنت مهاجماً جيداً وابن خالتي صديق العمر كان قلب دفاع.
في يوم ظهور نتائج الثانوية التي اسعدتني بحصولي على نسبة تؤهلني للابتعاث الى الدراسة الجامعية في القاهرة استلمت خطاباً من نادي كاظمة يطلبني فيه للانضمام له بموجب ترشيح احد المستكشفين.
فكانت الفرحة فرحتين.. والمباركة مباركتين.. اسرعت لاخبار صديقي فإذا به قد استلم كتاباً مماثلاً.. لقد كنا اللاعبين الوحيدين المختارين من فريقنا..
بعد ايام طلبت مني وزارة التربية ان اعد نفسي للسفر خلال اسابيع قبل بدء العام الدراسي مع بقية المبتعثين لترتيب التنسيق مع الجامعات.. اخبرت ابن خالتي بان يسارع في انضمامه للنادي حيث انه نجح الى الرابع ثانوي وامامه سنة كاملة في الكويت، فرفض قائلاً: اما ان نكون معاً او لا..
قلت له: أخجل أن اقابلهم وانا اعلم باني سأتركهم بعد ايام.. «مو حلوة»
في جامعة عين شمس انضممت لفريق الكلية وشاركت في بعض مباريات دوري الجامعات.. احرزت هدفاً واحداً بسبب عنف اللاعبين.. ثم انقطعت للاصابة.. كان يلعب بجواري لاعب النادي الاهلي الشهير مصطفى عبدالغالي هدافنا الذي احزن جمهور الزمالك تلك السنة.
وفي العام الثاني لظروف صحية لم اشترك في اللعب او الامتحانات فتم استبعادي.. بعد التخرج عملت في بنك الخليج سنتين ثم انتقلت للديوان الاميري..
في عام 1974 حضر الى مكتبي كابتن نادي كاظمة والمنتخب الوطني انذاك حسين محمد مستأذنا بالجلوس انتظاراً لمقابلة صاحب السمو الأمير صباح السالم - رحمه الله لامور رياضية..
احتفيت به ووجدتها فرصة لاخبره بحكايتي.. اندهش كثيراً ثم قال مؤنباً: كان عليك ان تذهب لانك كنت ستكون لاعباً في النادي.. ونادي كاظمة لديه اتفاق تعاون رياضي مع نادي الزمالك في مصر.. يرعى بموجبه الناديان لاعبيهما.. كنت ستتمرن بنادي الزمالك وربما كنت لعبت في فريقه طوال اقامتك كما فعل كاظمة مع اللاعب حسن شحاتة الزملكاوي ورعايته عندما كان مقيماً مع اهله في الكويت.. وكنت ستأخذ اجراً على ذلك.
اذن كان من الممكن ان ألعب ضد مصطفى عبدالغالي، وقد احرز هدفاً في الاهلي.. اذن كنت سأزيد من ايرادي فوق الـ 27 جنيهاً معاش التربية والذي كان يجعلنا نأكل الفول والطعمية فقط في اخر اسبوع من كل شهر..
اذن كنت قد أرتقى لاكون من اعضاء منتخب الكويت الذهبي الذي كرمه سمو الأمير باهدائهم بيوتا في مشرف بدلاً من بيت الايجار الذي يسلب ثلث راتبي وقتها.. وربما اصبحت مشهوراً وحصلت على لقب لا يقل عن المرعب...
يا الله احسست انني اضعت الفرصة على صديق العمر.. فربما كان سيصبح مشهوراً ايضاً.. «فات الفوت».
لماذا اخترت مكتبي لتنتظر موعدك يا حسين محمد.. كنت سعيداً قبل دخولك.
ترى هل كنت سأزاملك الان في هذا اللقاء الكريم؟
ما آلت اليه اوضاع بلدنا جعلني اجتر الذكريات..السعيدة طبعا.. هرباً من واقع التفكك التعيس..
عذرا لشطحاتى..اردت ان اشعر بسعادة لفترة
مع النهار..
كنت في الصف الرابع الثانوي.. ومثل معظم الشباب في ذلك كنت منضماً لفريق كرة في منطقتنا مع شباب «الفريج» الحي.. ولحبنا للكرة التزمنا جميعاً بالمصاريف من جيوبنا الخاصة.. كان كبيرنا هو المدرب.. لا يعرف عن التدريب سوى الهرولة حول الملعب للتسخين.. ولكنه كان يعرف كيف يوزع اللاعبين في كل مباراة..
ارعبنا بفريقنا القوي الفرق الاخرى.. وكنا نستقطب بعض عشاق اللعبة لمشاهدة لعبنا في المباريات.. فيكفي ان يسمعوا بان فريق «الجناح الأسود»، له مباراة حتى يتجمعوا لمشاهدته.. كنت مهاجماً جيداً وابن خالتي صديق العمر كان قلب دفاع.
في يوم ظهور نتائج الثانوية التي اسعدتني بحصولي على نسبة تؤهلني للابتعاث الى الدراسة الجامعية في القاهرة استلمت خطاباً من نادي كاظمة يطلبني فيه للانضمام له بموجب ترشيح احد المستكشفين.
فكانت الفرحة فرحتين.. والمباركة مباركتين.. اسرعت لاخبار صديقي فإذا به قد استلم كتاباً مماثلاً.. لقد كنا اللاعبين الوحيدين المختارين من فريقنا..
بعد ايام طلبت مني وزارة التربية ان اعد نفسي للسفر خلال اسابيع قبل بدء العام الدراسي مع بقية المبتعثين لترتيب التنسيق مع الجامعات.. اخبرت ابن خالتي بان يسارع في انضمامه للنادي حيث انه نجح الى الرابع ثانوي وامامه سنة كاملة في الكويت، فرفض قائلاً: اما ان نكون معاً او لا..
قلت له: أخجل أن اقابلهم وانا اعلم باني سأتركهم بعد ايام.. «مو حلوة»
في جامعة عين شمس انضممت لفريق الكلية وشاركت في بعض مباريات دوري الجامعات.. احرزت هدفاً واحداً بسبب عنف اللاعبين.. ثم انقطعت للاصابة.. كان يلعب بجواري لاعب النادي الاهلي الشهير مصطفى عبدالغالي هدافنا الذي احزن جمهور الزمالك تلك السنة.
وفي العام الثاني لظروف صحية لم اشترك في اللعب او الامتحانات فتم استبعادي.. بعد التخرج عملت في بنك الخليج سنتين ثم انتقلت للديوان الاميري..
في عام 1974 حضر الى مكتبي كابتن نادي كاظمة والمنتخب الوطني انذاك حسين محمد مستأذنا بالجلوس انتظاراً لمقابلة صاحب السمو الأمير صباح السالم - رحمه الله لامور رياضية..
احتفيت به ووجدتها فرصة لاخبره بحكايتي.. اندهش كثيراً ثم قال مؤنباً: كان عليك ان تذهب لانك كنت ستكون لاعباً في النادي.. ونادي كاظمة لديه اتفاق تعاون رياضي مع نادي الزمالك في مصر.. يرعى بموجبه الناديان لاعبيهما.. كنت ستتمرن بنادي الزمالك وربما كنت لعبت في فريقه طوال اقامتك كما فعل كاظمة مع اللاعب حسن شحاتة الزملكاوي ورعايته عندما كان مقيماً مع اهله في الكويت.. وكنت ستأخذ اجراً على ذلك.
اذن كان من الممكن ان ألعب ضد مصطفى عبدالغالي، وقد احرز هدفاً في الاهلي.. اذن كنت سأزيد من ايرادي فوق الـ 27 جنيهاً معاش التربية والذي كان يجعلنا نأكل الفول والطعمية فقط في اخر اسبوع من كل شهر..
اذن كنت قد أرتقى لاكون من اعضاء منتخب الكويت الذهبي الذي كرمه سمو الأمير باهدائهم بيوتا في مشرف بدلاً من بيت الايجار الذي يسلب ثلث راتبي وقتها.. وربما اصبحت مشهوراً وحصلت على لقب لا يقل عن المرعب...
يا الله احسست انني اضعت الفرصة على صديق العمر.. فربما كان سيصبح مشهوراً ايضاً.. «فات الفوت».
لماذا اخترت مكتبي لتنتظر موعدك يا حسين محمد.. كنت سعيداً قبل دخولك.
ترى هل كنت سأزاملك الان في هذا اللقاء الكريم؟
ما آلت اليه اوضاع بلدنا جعلني اجتر الذكريات..السعيدة طبعا.. هرباً من واقع التفكك التعيس..
عذرا لشطحاتى..اردت ان اشعر بسعادة لفترة