كيف حول ابو ريشة والصحوات اسود عشائر الدليم الى بزازين تولول ؟!!
الثلاثاء, 29 أيار/مايو 2012 07:26 |
راحت رجال مثل حامض السماگ ......وظل ابو ريشة والمطلك والهاشمي بالعصا تنگاد!!
لعلي قلت هذا البيت من الشعر قبيل اتهام طارق الهاشمي بيوم واحد او يومين,حين ذكرت في احد المقالات بان المالكي سوف يعتقل ابو ريشة والهاشمي والمطلك حال عودته من امريكا,وقد فعل!!.
كان لعشائر الدليم ورجالها الاشاوس صولات وجولات ليس في عهد الاحتلال الامريكي فقط,بل منذ عهد الاحتلال البريطاني في بدايات القرن الماضي حين كانت الفلوجة والانبار عموما شوكة عصية على البلع بالنسبة للبريطانيين,
بل ان معركة "سن الذبان" كانت هي اول واكبر معركة يخسرها الانكليز بعد ان تحالفت عشائر الدليم مع العثمانيين في دحر الجيش البريطاني,اما معارك المدائن(اغلب سكان المدائن هم من الدليم ايضا) فقد كانت وقائعها مضرب الامثال في كسر شوكة البريطانيين وتاخير وصولهم الى بغداد.
كانت محافظة الانبار حاليا تسمى سابقا بقضاء الدليم,حيث كان كل من يسكن الانبار يسمى "دليمي" حتى لو انتمى لغير قبيلة الدليم الاصلية التي تمتاز في العراق بانها من اكبر العشائر العراقية ان لم تكن هي العشيرة الاكبر فعلا.
كنت من المعجبين بالدليم وعاداتهم وتقاليدهم خصوصا في الكرم والنخوة والرجولة منذ ما قبل الاحتلال الامريكي, وكنت اتوقع ان يكون لهم شانا عظيما في مقارعة الامريكان خصوصا وهم يحتلون نقطة ستراتيجية مهمة جدا تقع في مفصل التقاء العراق بكل من الاردن وسوريا والسعودية,ولعلمي بان من اهم اسباب ديمومة العمليات المسلحة في مدينة ما هو ضرورة ان يكون لها منافذ خارجية تتحرك خلالها بعيدا عن سلطة العدو المحتل, وذات يوم ,وفي اوائل ايام الاحتلال الامريكي جاءني احد الاصدقاء ليقول لي تعال وانظر ماذا صنع الدليم الذين تحبهم؟؟.
قلت له:ما الخبر؟.
قال لي ان الجنود الامريكان ومجنداتهم تزلوا في بحيرة الحبانية في احد القصور التابعة لعدي صدام حسين,وانهم راحوا يسبحون في مسابح ذلك القصر عرايا جنودا ومجندات,فاين الدليم ونخوتهم ؟؟؟.
لم يكد ذلك الصديق يكمل حديثه حتى جاءنا صديق اخر (وكان دليميا من سكنة الانبار) بخبر عاجل,سألناه ما الخبر؟.
قال ان الجنود الامريكان نزلوا يسبحون في احدى البحيرات الصغيرة فقام احد سكان المنطقة بوضع سلك(كيبل ) كهربائي في البحيرة ادى الى صعق عدد منهم .
لعل ذلك الخبر كان اول عملية قتل للجنود الامريكان في الانبار وصلت لي وقد حدثت في اليوم الاول او الثاني من الاحتلال!!.
في بدايات الاحتلال
ومع بزوغ فجر الجهاد بعيدا عن وثنيات الوطنية والعصبيات القبلية كانت الانبار (منبع الدليم ومسكنهم) اول من رفع راية الجهاد وحمل السلاح علانية ضد الامريكان, وكان لمدينة الفلوجة الدور الاكبر في استقطاب العمليات الجهادية بسبب انها كانت تعتبر المركز الديني لمحافظة الانبار,حيث تكثر فيها المساجد والمراكز الدينية وبيوت الشيوخ وعلماء الدين,وقد سميت الفلوجة بمدينة المساجد لاحتوائها على ما يقرب من المائة مسجد رغم صغر مساحتها نسبيا.
واذكر ان اللافتة التي كانت تقع على مدخل مدينة الفلوجة والتي كانت تحمل كلمات "الفلوجة ترحب بكم" او شيء من هذا القبيل ,كانت هذه اللافتة عبارة عن مستنقع من العبوات الناسفة بحيث لم يمر يوم على الامريكان لم تنفجر عليهم فيه عبوة ناسفة او اثنتين !,حتى يقال بان الامريكان حين قرروا ازالة تلك اللافتة بعد ان ظنوا انها مجرد نقطة دلالة وكمين نصبه المجاهدون ضدهم,وجدوا اسفل اللافتة وحولها ما يقارب من الخمسة عشر عبوة ناسفة كانت مزروعة بانتظارهم!!!.
اهم ما يميز عشائر الدليم هو كرمهم,
فقد امتازوا بالكرم الذي يفوق التصور احيانا حتى لكثرة سخائهم وكرمهم قيلت بحقهم الطرف والنكات التي كانت في بداية انطلاقها تشيد بكرمهم ثم تحولت تلك النكات بفعل الطابور الخامس المجوسي اليهودي لاحقا الى نكات للطعن واللمز والهمز بالدليم بعد ان وجد الحلف اليهودمجوسي ان الدليم هم عصب اهل السنة,
وان ضرب اهل السنة يتطلب تمزيق الدليم وتشتيتهم وتشويه سيرتهم وسمعتهم,لهذا راح الطابور اليهودمجوسي ينشر وبشكل غريب الاف النكت والطرائف التي تستهدف السخرية من كر م الدليم ونخوتهم,وكان الكرم قد اصبح عيبا ومسبة!!,
احدى النكات التي تقال عن الدليم هو قولهم ان بيت احد الدليم تعرض لحريق,فلما جاء رجال الاطفاء لاخماد الحريق اصر عليهم مالك الدار ان لا يطفئون النار الا بعد ان يتناولوا غدائهم عنده!,
وهي نكتة رغم انها قيلت للسخرية من الدليم الا انها رغم ذلك تشير الى مدى كرم وسخاء هؤلاء الناس .
حاول الامريكان والحلف اليهودمجوسي بشتى الوسائل تمزيق عشيرة الدليم وابعادهم عن طريق الجهاد تارة بتقسيمهم الى افخاذ وعوائل,وتارة بالرشاوي ومنح المقاولات,وتارة بتجنيدهم في الجيش والشرطة,وتارة بحجة حماية طريق الخط السريع الدولي المار بمدينتهم,وتارة بمنحهم المناصب والكراسي,وقد فشلت كل تلك المحاولات الى ان استطاعوا تجنيد الصحوات من امثال ابو ريشة والهايس وعلي حاتم السليمان وغيرهم,معتمدين بذلك على عاملين الاول هو تجنيد اراذل الناس والمجرمين من عشائر الدليم ممن كانوا يمتهنون اللصوصية وقطع الطريق,
اما العامل الثاني فكان اعتمادهم على الحزب الاسلامي الذي استطاع التغلغل في صفوف العشيرة ومن ثم اقناع بعض رؤوسها بضرورة مهادنة الامريكان بحجة ان ايران هي العدو وليس الامريكان تارة,وبحجة ان الجهاديين هم من السلفيين لذلك تحالفوا مع الصوفيين ضد المجاهدين (في الانبار اعداد لا باس بها من الصوفية,بل ربما كان التصوف هو الصفة السائدة في متديني اهل الانبار,ورغم انحسار التصوف في سنوات الاحتلال الاولى بعد ان انتشرت الدعوة السلفية الجهادية باعتبارها عدو الامريكان الاول,الا ان الحزب الاسلامي استطاع لملمة بقايا الصوفيين والبعثيين والسلابة وقطاع الطرق لتكوين ما عرف لاحقا بالصحوات !).
لقد كان طريق الجهاد وعرا وكثير المشاق,كما ان الزمن قد طال باهل الانبار ولم يجنوا من جهادهم سوى الشهداء والجرحى والتدمير,وحيث ان اهم عيوب الدليم هو انهم عجولين وقليلي الصبر,لذلك فقد سهل على الصحوات الاشتعال بين ربوعهم,ومع كثرة المغريات التي قدمت لهم ومع كم هائل من الدعاية الاعلامية الموجه ضدهم والمروجة للصحوات,ومع هيمنة شهوة حب الظهور على اغلب الدليم (وتلك اهم عيوب المجتمع العشائري الذي تستشري فيه حمى الرياء والسمعة) لذلك استطاع مشروع الصحوات ان ينمو في ارضهم بسرعة ,ومع رغبة اغلب المجاهدين بضرورة عدم خوض الصراع مع الصحوات مفضلين الانسحاب على خوض معركة شوارع معهم,لذلك فقد تمكن عناصر الصحوة من الهيمنة على الانبار بسرعة قياسية ظانين بان قوتهم هي السبب في اندحار الجهاديين وليس لان الجهاديين لم يفضلوا المجابهة معهم خصوصا بعد ان اصبحت خطة الجهاديين هي اصطياد قادة الصحوات وعناصرها مجنبين عوام الناس شرارة تلك المعركة.
ومع سطوع نجم الصحوات ارتفع اسم عشائر الدليم لكن هذه المرة ليس كرمز من رموز الجهاد والمقاومة,وانما كرمز من رموز العمالة والخيانة ,وكانت صورة ابو ريشة وهو يرقص مع بوش بالسيف صورة مخزية بكى لمنظرها الكثير من رجال الدليم الذين دنس ابو ريشة والصحوات تاريخهم الزاخر بالمواقف المشرفة,دنسه من اجل حفنة من الدولارات او من اجل لقاء على قناة العربية,او من اجل سيارة امريكية رباعية الدفع كان قطاع الطرق من امثال ابو ريشة والهايس يبيعون امهم وابوهم مقابل ان يركبوا بمثلها!!.
كان ابو ريشة والسليمان والهايس وباقي قادة الصحوات يبررون مقاتلتهم للمجاهدين بحجة انهم كانوا يقتلون الابرياء من "العراقيين" خصوصا اولئك الذين ينتمون الى سلك الجيش والشرطة او اولئك الذين ينتمون الى المجالس البلدية ومجالس المحافظات الذين كانوا مطية تحت مقاعد الامريكان,
بالامس عرضت محطات التلفزة منظرا مقززا لاحد اعضاء مجلس محافظ بغداد وهو يبكي ويولول بل ويتوسل بقائد الشرطة الذي كان يعتلي المنصة ويطلب ان يقبل رجله شريطة ان لا يعيده الى السجن فينال ما يناله من عذاب على يد سجانيه,وقد نقلت اغلب محطات التلفزة بكاءه وهو يقول بان الاعترافات انتزعت منه بالاكراه وتحت التعذيب.
كان المشهد محزنا وماساويا,الا ان ما احزنني اكثر هو ان هذا الشخص كان من عشيرة الدليم!!!.
نعم
فرغم ان المشهد بصورة عامة كان محزنا,الا ان يصل الحال باحد اسود الدليم ان يتحول الى نعجة او دجاجة تتوسل بجلادها ان يفرج عنها فذلك كان عارا لم اكن اتوقع ان يصل اليه رجال الدليم حتى لو وضعوا في قعر النار!,
لكني لا الوم ذلك الشخص على نحيبه وتوسله فلا يعلم الا الله اي انواع التعذيب قد تعرض لها,لكن لومي اصبه على المخنثين من امثال ابو ريشة والسليمان والهايس وباقي ديوثي الصحوات الذين يرون هذا "الدليمي" ينتحب مثل النساء ثم لا نسمع منهم حسا ولا حتى همسا!!!,
اليس هذا من العراقيين؟؟,
اليس هذا من "الدليميين" الذين تدعون انهم اهلكم الذين تدافعون عنهم؟؟,
اليس هذا ممن انخرط في سلك العمالة واصبح عضوا في مجلس محافظة بغداد "المنتخب" من قبل العراقيين لكي يمهدوا للمجوس والامريكان احتلال العراق؟؟,اذا لماذا لا تدافعون عنه؟؟.
لو كانت القاعدة هي من اختطف هذا الشخص ثم اصدرت شريطا يظهر فيه هذا الدليمي وهو يتوسل باحد قادة القاعدة ان يفرج عنه ويبوس حذاءه,هل كان رؤوساء عشائر الدليم سيسكتون على القاعدة وفعلتها به؟؟,
هل كانت الانبار ستنام وهي ترى احد رجالها يتوسل مثل النساء من اجل اطلاق سراحه؟؟,
وهل كانت وسائل الاعلام الغربية والعربية ستمتنع عن نشر هذا الشريط كاملا لاظهار مدى قسوة القاعدة وتعذيبها لمن تختطفهم؟,
اذا لماذا سكت الجميع وهم يرون هذا المسكين المغرر به وهو يتوسل بمن باع من اجلهم دينه ودنياه ثم لا يجد من ينتصر له؟؟؟.
لماذا باعه ابو ريشة والهايس والسليمان ومن تسميه الشرقية امير عشائر الدليم؟؟.
ولماذا تخلت عنه قناة العربية وراحت تتهمه بانه ارهابي ولم تاخذ باقواله رغم انه اقر بان الاعترافات انتزعت منه بالتعذيب؟؟؟.
اين جمعيات حقوق الانسان والامم المتحدة وجمعيات الرفق بالحيوان والنمل والحجر وهي ترى هذا المسكين يتوسل بجلاده ثم لا يجد من يسال عن حاله او حتى ينقل ما قاله بدون تحريف او تقطيع كما فعلت العربية او تجاهلته البي بي سي؟؟؟.
للاسف
فقد حول ابو ريشة والهايس والصحوات,حولوا اسود الدليم الى دجاج يسوقهم الشيعة المجوس الى الذبح لا يملكون سوى التوسل تحت ظل السكين!!,
ولئن كان مشروع الصحوات قد اطاح بشهامة وسخاء وبطولة ومناقب عشائر الدليم وحولتهم الى مجرد عملاء يذمهم التاريخ كما يذم ابو رغال,فان منظر هذا الدليمي وهو يتوسل بجلاده قد اطاح برجولة الدليم وحولهم الى اشباه النساء اللاتي لا يملكن سوى البكاء والنحيب ,
والابشع فان من يسمونه امير الدليم وبدلا من ان يعلن عن الثورة العارمة في قضاء الدليم (الانبار) نصرة لذلك المسكين,راح بدلا من ذلك يتوسل بالمالكي "الجلاد" ان يطلق سراحه او على الاقل ان يرفق به فيعيد التحقيق معه !!!,
فاي ذل تعيشه عشائر الدليم بفضل اميرها هذا وبفضل ابو ريشة والهايس ومن لف لفهما؟؟,
لكني رغم هذا الجرح احمد الله انه اسقط العشائرية والقبلية العصبية بهذه الاحداث,فلقد اعزنا الله بالاسلام,
وبالاسلام وحده,فان ابتغينا العزة بالامريكان او بالبرلمان او بالعشيرة او بمجلس محافظة بغداد اذلنا الله كما اذل ذلك المسكين.
وعذري لرجال اهل الدليم الذين ما زالوا على العهد رجالا لا يعصون الله ما امرهم وينتخون لله وحده وليس للعشيرة ولا لقناة العربية او للحرة الامريكية!!!.
والحمد لله الذي لا ينزل النصر حتى يميز الخبيث من الطيب.
والسلام عليك
عبد الله الفقير