في أن يكون لدينا علماً

محمد البشري

عضو فعال
كان التنجيم هو أول المساعي الفكرية التي سلكها الانسان ثم تطورت نظرات الانسان للواقع وأخترع العلوم والمعارف , وللعلوم التي بين ايدينا والتي لا حصر لها تاريخ طويل ويعد العلم بحد ذاته مؤسسة في المجتمعات المتقدمة مثل مؤسسة الزواج في مجتمعاتنا .

وفي الحضارة الاسلامية جاءت المساعي الفكرية الاولى من دراسة القرآن وتفسيرة ثم تحولت الى دراسة الواقع كالطب والفلك وكانت هذه المساعي من الاسباب التي نهضت بالغرب بعد أن تأثر بها و طورها وتقدم .
...


وللعلم في حياتنا نتائج ملموسة منها الطب على سبيل المثال و للعلم وظيفتين الاولى هي تفسير الواقع والثانية هي منتجات هذا العلم فحين يصاب أحدهم بالرشح فإن العلم أو الطبيب إبن هذا العلم بفسر أعراض هذه المشكلة ثم يصرف الدواء وهو تفسير عقلاني لا يرمي الى الخوارق وتفسيرها كالمنجمين والاطباء الشعبيين .

ولهذا العلم قيمة لا تعلوا على الدين حتى في وسط أصوات تدعوا الى ترك الدين والاستغناء عنه بالعلم وهو ما يدعوا اليه الملحد الامريكي سام هاريس صاحب الشعبية في أمريكا والذين يقرأه الملايين هناك إذ ينادي الى أن العلم يمكن أن يتدخل حتى في المسائل الاخلاقية ويعالجها و يطور قيم الانسان .

ولكن في المقابل هناك وجهات نظر أخرى ترى أن المصالحة بين الدين والعلم هي في أن الدين يعالج مشكلات الانسان الاخلاقية أما العلم فليدرس الواقع والعالم المادي وأعتقد أنه حل يمكن قبوله لا سيما مع تنامي أصوات الملحدين أصحاب الذائقة الاخلاقية التي لا تميل الى الدين وتنظر اليه بمحكات العقلانية كمن يعالج مشكلة الفقر بالسرقة من الاغنياء.

ولعلنا نسمع بين الحين والحين من ينادي في عالمنا العربي الى النهوض بالعلم وهي دعوة نبيلة وكريمة و لكن العلم كما قلت سابقا مؤسسة تحتاج الى الاعتراف بها من الجميع وأعتقد ان التركيز عليه كمؤسسة و التعامل مع تطويرة كمؤسسة هو حل جيد ولكن يجب أن لا تكون الهوية هي الدافع الى ذلك أي بمعنى أننا لأجل أن نعزز من أحترامنا لانفسنا يجب أن نطور علما خاصاً بنا ففكرة القومية في العلم جربها الاتحاد السوفيتي ونجح فيها وارسل مركبة فضائية الى القمر بل هو من حفز أمريكا الى أستنفار كامل طاقاتها لأجل التقدم العلمي و اللحاق بالاتحاد السوفيتي ثم الصعود الى القمر .

بل من الواجب أن تكون هذه المؤسسة الوليدة والتي يسعى الى تطويرها العرب تتم بالمشاركة مع الغرب وبقية العالم وأن يكون هناك تواصلاً و تفاعلا كما نرى ذلك في إسرائيل على سبيل المثال والتي نقرأ لهم بين الحين والحين أبحاث ودراسات وكتب باللغة الانجليزية ونرى تعاوناً بين جامعاتهم وبين الجامعات الغربية ولم نجدهم يقدمون لغتهم القومية على اللغة الانجليزية المتطورة في المجال الاكاديمي وغيره بل وجدناهم يكتبون باللغة الانجليزية ويجرون أبحاثهم في سياق الدراسات الغربية .
 

الكناني

عضو فعال
اخ محمد
السلام عليكم
انا اتفق معك بخصوص الحاجة الى انشاء مؤسسة متخصصة في نقل العلوم بين بلداننا والبلدان المتقدمة علميا لما في تلك العلوم من فائدة في تطوير بلداننا.
 
أعلى