قصتي بين الشيوعية والليبرالية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

محمد البشري

عضو فعال
حين يقال شيوعية أو ماركسية فإن ما يخطر على بالي هو سلطة الاكراه والعدوان من الحزب الواحد وأرى فرائص المحكومين ترتعد وأتذكر طغيان ستالين و غيره من اليساريين . ورأيت لاحقاً أن ذلك أحدى الحجج القوية لإيديولوجيا الغرب التي تقرر الحرية .

وفي هذين البعدين هناك عدالة من نوع ما في الشيوعية يتساوى الناس أقتصادياً وفي الليبرالية يتساوى الناس معنوياً أمام قانون الدولة . ولست أجدني منحازاً لأي منهما لأنني لم أجرب العيش في أحداهما .

وصحيح أن الثانية وهي إيديولوجيا الغرب قد أنتصرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين ثم تفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم ثم تنامي القوة الصينية في الشرق و في الهند مما يجعل كثير من الامريكيين يشككون في بقاء قوتهم للابد .

إلا أن الاسلام الهادي الرقراق كالماء النقي لم ينتصر ربما لأنه سيبقى ولكن الذي أنتصر هو الاسلام الذي يشبه الشوك في نحر الغربيين وهو الاسلام المتطرف عن كل معايير المجتمعات سواء المسلمة منها ذات النهر الهادي أو تلك المجتمعات الغربية التي يعيش فيها أصحاب هذا الاسلام ويدفعون ضريبة الاسلام المقاتل والعدواني .


وللشيوعية أيضاً جانب هادي ورقراق وجانب كالشوك . ففي أحد المنتديات العربية التي تعج بكل التيارات الفكرية والسياسية بما فيها الاسلام المقاتل قابلت شيوعياً من فلسطين كان أشبه بالجندي في الجبهه المتحفز والعدواني والفاقد للوعي و يبدو كل ذلك كسمة لهويته كشيوعي بينما قابلت شيوعيا مصريا كان يريد أستمالتي للشيوعية ويريد أن يهديني كتباً في الشيوعية ولا أنكر أن الاول ليس عدواً لليساريين الصهاينة كما معاد لي بينما الثاني هو كريم النفس وأقدّر دعوته لأنك لا تدعوا أحداً الى ما تحب الا من باب سخاء النفس والالفة .

أما الليبراليون فهم الاكثرية في ذلك المنتدى وأعني المنفتحين على الثقافة الغربية والديموقراطية وحقوق الانسان لكنهم رغم ذلك لم يرفعوها شعاراً كحال المنتديات السعودية التي قادت زعمائها للسجون رغم أن الموضوع أبسط من ذلك إذ أن الحكومة يجب أن تشكر الدول الليبرالية لأنها صاحبة جميل .


ولأن القراءة في إهتمام واحد خطيرة و تعد أحدى سلبيات القراءة بصفة عامة فقد قررت أن أقرأ للجانب الليبرالي وأكتشفت تقليداً عريقاً في الغرب يبدأ بالفيلسوف جون لوك ويمثل الطبقات الوسطى بعد الثورات في الغرب أو البرجوازية كما تسمى ووجدت أن لدي كتب كثيرة كلها تنسب الى التقليد الليبرالي من كتاب الديموقراطية في أمريكا لاليكسيس دو توكفيل الى الطريق للعبودية لفريدريك هايك وكتب أخرى تتحدث عن الليبرالية بطريقة مباشرة وقررت أيضاً أن أقرأ في الشيوعية كمدرسة في الاشتراكية و أتجهت مؤخراً الى علمين من الاحياء يمثلان الشيوعية وهما سلافوي جيجك و ديفيد هارفي .

ويجب الاشارة الى أن روح الربيع العربي كانت ليبرالية أي تمثل الانعتاق السياسي من الاستبداد ولو كان الاتحاد السوفيتي ناجحاً كالغرب فإن الربيع العربي لن يحدث . ويجب الاشارة أيضاً أن نعوم تشومسكي ناقد بالحقائق الملموسة من التاريخ لدعم النظام الامريكي الليبرالي للانظمة الديكتاتورية في العالم .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى