رئيس الأركان: بدأنا التصنيع العسكري الثقيل
العطية وبن ناصر والشهواني يشرفون على البروفة الأخيرة للمسير
قيمت صباح أمس بكورنيش الدوحة البروفة النهائية للمسير الوطني الذي ينفذ في اليوم الوطني للبلاد في 18 ديسمبر الجاري، والتي حرص عدد كبير من المواطنين والمقيمين على اصطحاب عائلاتهم لمشاهدتها.
وأشرف سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة، وسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية، قائد قوة لخويا، وسعادة اللواء الركن هزاع بن خليل الشهواني قائد الحرس الأميري، وكبار قادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على مجريات البروفة النهائية.
وضمت البروفة عروضا عسكرية للجهات المشاركة من القوات المسلحة والحرس الأميري وقوة لخويا ووزارة الداخلية، اشتملت على عروض المشاة والقوات الخاصة وقوات الهجن، وعروض لخفر السواحل والقوات البحرية الخاصة لرفع العلم الوطني بإسناد جوي، بالإضافة إلى عروض جوية للطائرات الهيلكوبتر والطائرات الحربية التي لونت سماء المنطقة بلون العنابي.
زيادة الأعداد
وزادت القوات المسلحة أعداد المشاركين في طوابير المشاة بنسبة الثلث وقد توزع المشاركون على فقرات العرض حيث تم تخصيص 1100 عنصر للمشاركة في طابور المشاة و280 على الآليات، وسوف يضم العرض 120 آلية ومدرعة، كما أن عناصر المشاة المشاركون في العرض يمثلون مختلف أفرع ووحدات القوات المسلحة وفي مقدمتها القوات البرية والبحرية.
وشهدت البروفة مشاركة آليات دخلت العرض العسكري لأول مرة بعد أن تم إدخال بعض التعديلات عليها بواسطة مشاغل صلاح الصيانة في القوات المسلحة، كما دخلت آليات حديثة صناعة قطرية خالصة، وقد جرى العرض على مساري الكورنيش وليس مسار واحد مثلما كان العام الماضي.
وشهد العرض إدخال نشيد حماسي وطني ردده جميع المشاركين في طوابير المشاة مما كان له صدى ووقع طيب على أسماع الجمهور الكريم الذي حضر البروفة.
علم واحد
وشهدت البروفة التي جرت أمس تناغما بين القوات المشاركة في المسير وتنافسا بين الجميع من أجل الخروج بهذا الحدث المهم في أبهى صورة، كما شهد العرض لأول مرة اشتراك ممثلين من جميع المؤسسات العسكرية والأمنية في شرف حمل علم قطر خلال المسير الوطني بدلا من تكرار حمله في طوابير العرض وتم وضعه في مقدمة المسير.
وسوف يكون الجمهور على موعد مع إطلالة أنواع جديدة من الوحدات المساندة التي تظهر لأول مرة إضافة إلى تغيير مظهر بعض الفصائل كما أن مدة العرض العسكري أصبحت 49 دقيقة بدلا من 45 دقيقة.
واتفق قادة المؤسسات العسكرية والأمنية المشاركة في العرض ممثلين في سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة وسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية وسعادة اللواء الركن هزاع خليل الشهواني قائد الحرس الأميري على أن يكون علم قطر خلال المسير الوطني بلونه الجديد الأدعم علما واحدا يتشارك في شرف حمله ممثلون من جميع المؤسسات العسكرية والأمنية.
وتظهر هذه المبادرة مدى التلاحم والتعاضد بين جميع هذه المؤسسات من أجل تحقيق هدف واحد وهو المصلحة العامة؛ حيث إن علم قطر يمثل رمزا له عزته ومقامه ومن هذا المنطلق تم الاتفاق على عدم تكرار حمل العلم في طوابير العرض وأن يكون وضعه في مقدمة المسير الوطني، كما يعكس الحدث مدى اهتمام هؤلاء القادة من أجل الارتقاء بمستوى رفعة شأن هذا اليوم الوطني الغالي.
أداء متطور
وفي تصريحات صحافية عقب انتهاء البروفة النهائية لعرض المسير الوطني، هنأ سعادة اللواء حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة، حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهده الأمين، والشعب القطري، وكل المقيمين على أرض قطر، بمناسبة اليوم الوطني للدولة.
وعبّر اللواء العطية عن رضائه التام عن بروفة المسير، وقال إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في تطور دائم وتجدد، معربا عن سعادته بما شاهده من تنظيم وانضباط واستعراضات بهذا العرض.
وأضاف أن رسالة القوات المسلحة من هذا العرض أن لكل من تسول له نفسه الاعتداء على دولة قطر أو حتى التفكير في ذلك، فنحن جاهزون للدفاع والذود عن قطر الحبيبة ونفديها بأرواحنا كلنا.
وأضاف أن هناك زيادة في عدد القوات المشاركة بالمسير الوطني مقارنة بالعام الماضي، وكذلك يشمل العرض آليات جديدة صنعت بدولة قطر لأول مرة يتم عرضها في اليوم الوطني كآليات نقل الجند، مبديا حرص القيادة على تطوير القوات المسلحة سواء من ناحية الصناعات أو من ناحية تزويد القوات بالمعدات الحديثة من الخارج.
وأكد العطية أن دولة قطر تتجه للتصنيع العسكري الثقيل وقواتها المسلحة على الاستعداد الدائم لأي مهام تكلف بها، وقال: بدأنا بتصنيع أليات وهناك صناعات جديدة ستدخل الخدمة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى.
تنسيق مستمر
من جانبه، أشاد سعادة اللواء الركن هزاع بن خليل الشهواني قائد الحرس الأميري بالمستوى الذي ظهرت عليه مختلف الأجهزة الأمنية في البروفة النهائية للمسير الوطني احتفالا باليوم الوطني للبلاد.
وأكد أن مشاركة مختلف الأجهزة الأمنية في اليوم الوطني تعكس تكاتفها وتلاحمها في حماية الوطن.
ولفت إلى أن مشاركة الحرس الأميري في تطور مستمر وكذلك باقي الأجهزة الأمنية ونحرص على المشاركة في اليوم الوطني فهو يوم عزيز علينا كأجهزة أمنية.
وأشار قائد الحرس الأميري إلى وجود تنسيق مستمر وعلى أعلى المستويات بين قادة القوات المشاركة في العرض والجهات المدنية، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها المشاركون في المسير الوطني من أجل تحقيق النجاح الباهر للعرض العسكري.
ورفع سعادة اللواء الركن هزاع بن خليل الشهواني قائد الحرس الأميري أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للبلاد الذي يحمل عبق التاريخ الذي سطره مؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله.
إجراءات مشددة
بدوره، أكد العميد علي سلمان المهندي قائد مجموعة المواكب والدوريات بقوة لخويا ورئيس اللجنة الأمنية لاحتفالات اليوم الوطني للدولة 2012، على استكمال الاستعدادات الأمنية وهو ما أكدته بروفة مسير اليوم الوطني والتي اعتبرت خير اختبار للاحتفالية الرئيسة ليوم الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى مشاركة معظم القوات للوقوف على مدى جاهزيتها.
وشدد العميد المهندي على التواجد الأمني والمروري المكثف لحفظ الأمن وتسهيل حركة الجمهور خلال احتفالات اليوم الوطني سواء باتجاه المسير أو الاحتفالات العامة، متوجهاً بنصيحة للجمهور الراغب في حضور المسير بضرورة الحضور المبكر للمنصة على الكورنيش كي يتفادى الإغلاقات المرورية المبكرة ويفضل التواجد قبل الساعة السابعة صباح يوم الاحتفالات.
وشدد العميد المهندي على ضرورة إتباع أوامر رجال الشرطة، لافتاً إلى أن هذا العام سوف يتم إتباع إجراءات أكثر تشدداً، من أجل الخروج بالاحتفالات بالشكل المثالي كما سيتم التعامل مع الأشخاص المتهورين أو مفسدي الفرحة بشكل صارم.
وقال: إنه لا استثناء في تطبيق قانون المرور على المخالفين خلال فترة الاحتفال، مطالبا المشاركين في الاحتفال الالتزام بالتعليمات المقررة من الجهات المختصة حتى لا يقع تحت طائلة القانون.
ولفت العميد المهندي إلى أنه سيسمح باستخدام المخفي في الجانب الخاص بالسائق والشخص الجالس بجواره فقط في الفترة من 15 إلى 18 ديسمبر الجاري، كما سيسمح بوضع الملصقات على السيارات بشكل جزئي تسمح برؤية اللون الأساسي للمركبة.
وأضاف المهندي أن المحاور القريبة من أماكن العرض العسكري سوف يتم إغلاقها تماما في وقت مبكر خلال يوم الاحتفال الرسمي باليوم الوطني 18 ديسمبر الجاري، وذلك لاستكمال التجهيزات، ويحظر تواجد السيارات في هذه المنطقة تزامنا مع العرض العسكري، ويستمر الإغلاق كذلك إلى ما بعد نهاية العرض بفترة كافية لإخلاء المنطقة من الآليات والمعدات.
وقال المهندي: إن خط سير العرض العسكري سيبدأ من دوار الإعلام إلى دوار الديوان، مشيراً إلى تخصيص أماكن لوقوف الجماهير والمشاة على الجانب العكسي للعرض العسكري من دوار الإعلام وحتى وزارة الداخلية.
وأشار إلى أنه تم تخصيص 64 حافلة ركاب لنقل الجماهير من المواقف المخصصة للسيارات إلى منطقة الاحتفال على مدار الساعة، ومنها مواقف البريد ونادي قطر وقطر للبترول وسوق واقف.
وأضاف: تم تخصيص 7 مراكز للمعلومات، يمكن من خلالها الاستعلام عن أي شيء يخص الاحتفالات، وكذلك عن المفقودات الموجودة.
ودعا المهندي الجماهير إلى الاستمتاع بجو الاحتفالات والخروج بيوم مميز بعيدا عن الحوادث والمخالفات المرورية، والالتزام بتعليمات رجال الأمن، مشيراً إلى أنه سوف يتم تطبيق قانون المرور على جميع المركبات المخالفة، حيث يمنع الترجل والسير أثناء المسيرة التي سوف تنظم على الكورنيش مما يعرض حياة المترجل وغير المترجل للخطر، كما يحظر استخدام الرغوة ورشها سواء من قبل المحتفلين أو غيرهم، وكذلك منع الوقوف خارج المركبة أثناء سيرها أو الجلوس على مقدمة السيارة، وسوف يتم توقيف السيارات المخالفة وإخراجها من المسيرة وتحويلها إلى أماكن حجز المركبات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المخالفين.
ولفت إلى أن المسيرة التي سوف يتم تأمينها بالتنسيق بين قوة لخويا، وإدارة الفزعة، وإدارة المرور والدوريات، تبدأ من جسر رأس أبوعبود إلى دوار الشيراتون إلى إشارات السلام إلى إشارات الخدمة المدنية إلى دوار المها إلى دوار المسرح إلى دوار حديقة البدع إلى دوار الديوان الأمامي نزولا إلى الكورنيش مرة أخرى، وتبدأ المسيرة من الخامسة مساء يوم 18 ديسمبر.
وأكد العميد المهندي على تواجد رجال الأمن على مدار الساعة بجميع مناطق الاحتفالات والتي بدأت بدرب الساعي السبت الماضي 8 ديسمبر الجاري، وتستمر حتى 18 من الشهر الجاري، وذلك لتأمين هذه الاحتفالات وتيسير حركة السير، مشيراً إلى أن هناك تنسيقا بين لخويا والمرور والدوريات والفزعة في هذا الشأن لتخرج الاحتفالات بصورة متميزة.
الدفاع المدني
وأعلن العميد الركن عبدالله محمد السويدي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية، عن تخصيص فرق إطفاء إضافية لتغطية مناطق الاحتفالات على كورنيش الدوحة، وخارجها في درب الساعي ومناطق العارضات، بهدف تأمين الاحتفالات باليوم الوطني في 18 ديسمبر الجاري.
وقال العميد السويدي: إنه وفقا للخطة الموضوعة من جانب اللجنة الأمنية المنظمة للاحتفال باليوم الوطني بالاشتراك مع وزارة الداخلية، فقد تم تخصيص فرق تابعة للدفاع المدني لتغطية جميع مناطق الاحتفالات بالإضافة إلى الفرق المتواجدة بالمراكز.
ووصف اليوم الوطني بالمناسبة الغالية والعزيزة على كل قطري، مشيراً إلى أنه في هذا اليوم يشاهد القطريون تاريخهم وتراثهم، خاصة عروض درب الساعي.
وأوضح العميد السويدي أن وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها الأمنية تشارك في المسير الوطني، وقال إن الدفاع المدني متواجد بكثرة في العرض من خلال آلياته، مؤكداً الحرص على عرض وحدات الإطفاء القديمة والحديثة.
وبشأن تأمين خيام العارضات والاحتفالات، قال العميد السويدي إن هناك تنسيقا مع وزارة البلدية، كما أن هناك إرشادات للقائمين على الخيام وتوفير الطفايات، وتعليمات بأن تكون مصادر اللهب بعيدة عن الخيام، بالإضافة إلى الإشراف المباشر من جانب أجهزة الدفاع المدني على استخدامات الكهرباء.
وأضاف أن هناك خطة موضوعة من قبل دوريات الفزعة والمرور ولخويا لتسيير انسيابية حركة فرق الدفاع المدني والإسعاف وتم وضع هذه الخطة قبل الاحتفالات بتوجيهات من أعلى مستوى.
شهداء الواجب
من جهته، كشف الرائد حسين إبراهيم الأصمخ مدير إدارة الإسناد بالدفاع المدني عن أن سيارات الدفاع المدني المشاركة في المسير سوف تحمل الخوذتين الخاصتين بشهيدي الواجب محمود حيدر وحسام شهبون واللذان فقدتهما إدارة الدفاع المدني في حادث حريق فيلاجيو الأليم، مشيراً إلى أن إدارة الدفاع المدني تحاول تكريم أرواح شهداء الواجب الذين قدموا أرواحهم لحماية أفراد المجتمع.
ونوه الرائد الأصمخ بأن مشاركة هذه العام تضم أحدث سيارتين دخلتا الخدمة وهما سيارة ضخ المياه وسيارة حرائق المطارات، حيث تتميز السيارة الأولى بقدرتها الفائقة على سحب المياه من البحر ونقلها إلى مسافة تزيد عن 2 كيلومتر بما يتيح توفير كمية ضخمة من المياه للتعامل مع أية حرائق قد تنشب سواء في المنشآت الواقعة في البر أو على المناطق الساحلية، بينما تتميز السيارة الثانية بالإمكانات الكبيرة التي توفرها للتعامل مع حرائق الطائرات التي قد تنشب خارج المطارات حيث يمكن لهذه السيارة الوصول إلى المناطق البرية الوعرة.
وأضاف أن الإدارة العامة للدفاع المدني تشارك في المسير الوطني أيضا بعرض لأقدم سيارة دفاع مدني في قطر وهي سيارة الإطفاء الإنجليزية «بودفورد» والتي دخلت الخدمة في فترة الستينيات.
الإسعاف
كما أكد الدكتور خالد الآغا مسؤول قسم الخدمات الطبية بالهلال الأحمر القطري على وجود مشاركة قوية للهلال الأحمر في احتفالات اليوم الوطني، مشيراً إلى أن الجمعية تشارك بـ 10 سيارات إسعاف وعيادة متنقلة وموتوسيكل وثلاث دراجات تعمل كإسعاف متنقل.
وأوضح أنه إضافة إلى ذلك فإن هناك 10 مسعفين موزعين على مراكز الاستعلامات المختلفة الموجودة في موقع الاحتفالات على الكورنيش.
ووجه الأغا خالص التهنئة لجموع أبناء الشعب القطري الكريم بهذه الذكرى السعيدة متمنيا للوطن دوام التقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين.
