الخليج العربي ثابت الخطوة يمشي مُسلّحاً

سالم أحمد80

عضو فعال
الخليج العربي ثابت الخطوة يمشي مسلحا

عبد العزيز الخميس

لا يريد الخليجيون أن يجعلوا من صناعتهم العسكرية سهما موجها وسلاحا سياسيا للحصول على نفوذ خارج أوطانهم، بل ضمان أمنهم والاستفادة من ذلك عسكريا واقتصاديا

انفضّ خبراء وصناع ومتسوقو الأسلحة عن سامر معرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بعضهم سعيد بما حققته شركاته من إنجازات تسويقية، والآخر أكثر سعادة بعد أن حقق طموحات بلاده في الحصول على تقنيات عسكرية عالية المستوى.

لكن ما لفت الانتباه هو أن الصناعة العسكرية في الخليج بدت داخل المعرض والمؤتمر واضحة الهدف وبارزة المقصد وهو الحصول على مكان مناسب لها بين الدول المصنعة للأنظمة العسكرية والمزودة للعالم بالاحتياجات العسكرية.

تخلت دول الخليج عن حذرها من ولوج مجال عسكري معقد علميا وأيضا مثيرا للحساسيات السياسية. بل تفوقت الإمارات والسعودية في تقديم تشكيلة رائعة من التجهيزات العسكرية المتنوعة والمتميزة.

فالسعودية طورت دبابة M1A2S الأميركية في تنسيق رائع بين القوات البرية وشركة جنرال ديناميكس، وهذا إنجاز مهم، فالدبابة بعد أن تدخلت الأيدي السعودية فيها أصبحت ذات قدرة تدميرية كبيرة.

من جانبها تشهد أبو ظبي نموا ملحوظا في الاستثمار في التصنيع العسكري حيث شاركت أكثر من 140 شركة إماراتية في عرض منتجاتها، وهذا ما يشيع الثقة لدى مستثمرين من القطاع الخاص بأن مجال التصنيع العسكري الإماراتي ينمو في ثقة وازدهار متسارع، ولعل أهم أخباره قيام أبو ظبي بصنع صاروخ الطارق القادر على حمل زنة نصف طن من المتفجرات، وبتسليم مصنع النمر أكثر من 500 آلية عسكرية للمشترين.

وجعلت شركة توازن الإماراتية من الذخائر مادة تصديرية، إذ تقوم حاليا بتصدير 40 بالمئة من إنتاجها. كما تقوم شركة نمر الإماراتية بتصدير آليات بل وأيضا أنظمة معرفية لتصنيع الآليات. وما يذهل أن شركة تواون وفروعها تسيّر بأياد إماراتية لوجود المرأة فيها نصيب مهم.

في معرض ايدكس عرضت الإمارات طائرة فريدة من نوعها تسير دون طيار ولمدة 135 ساعة دون توقف ومثلها السعودية أيضا، وتقوم الدولتان باستثمارات ضخمة في هذا المجال دون ضجيج إعلامي تسبقه تصريحات عنترية تشير إلى الشيطان الأكبر وتهدد بحرق شواطئ الخليج والتمدد في البحر الأدرياتيكي.

كالعادة ستصدر أصوات تستنكر ما تقوم به دول الخليج من تطوير لصناعاتها العسكرية، معتبرة إياها هدرا للمال العام بينما ينسى هؤلاء أن التصنيع العسكري في بداية رشده يحتاج إلى دعم حكومي وتضافر جهود القطاع الخاص والعام ولنا في شركة التقنية المتقدمة السعودية مثال طيب حيث تعاونت مع شركة لوكهيد في مجالات عديدة وأصبحت تقوم بتصنيع أجزاء من منظومة طائرات الأف 15 المتطورة.

ووجدت الجزائر أن منتجا عسكريا خليجيا يغنيها عن البحث في مجاهل الصناعة الروسية حيث لا توجد مدرعات وآليات لها قوة تحمل في الصحراء فلجأت إلى تعاون مشترك مع مصنع النمر الإماراتي لصناعة آليات عابرة للصحراء الكبرى تقف أمام موجات القوافل الإرهابية التي تعبر الحدود الجزائرية دون وجل.

لم يكن أحد يعلم عن تطور الصناعات العسكرية الخليجية إلا بعد أن بدأت تغزو منتجاتها معرض آيدكس والذي مثل نقلة مهمة ليس لأن الصانع الغربي والشرقي وجد موقعا لعرض منتجاته في سوق أسلحة كبير، بل أيضا لأن الخليجيين المستثمرين في الصناعات العسكرية والراغبين في ذلك بدؤوا يزاحمون غيرهم داخل آيدكس وعام وراء آخر تزدحم ردهات المعرض بعارضين خليجيين.

والمهم الآن أن تحدث النقلة المهمة وهي البدء في صياغة تعاون استثماري خليجي موحد ينهض بهذه الصناعات إلى مستوى أعلى والأهم وهو ولوج ميدان الصناعات العسكرية التكاملية، ولن يطول اليوم الذي يجد الخليجيون فيه أن دباباتهم على مستوى أفضل من غيرها بعد أن نجحوا في مجال المدرعات والآليات كالنمر الإماراتي والشبل السعودي.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن هناك أهمية لتوطين التقنية بعد برامج التوازن العسكرية المهمة، وعلى ذلك يجب أن يكون هناك جذب للصانع العسكري الدولي ومشاركة في صناعات متقدمة وتوجيه القوى البشرية الخليجية نحو التخصص في التصنيع العسكري وعلومه.

كانت بدايات التصنيع العسكري السعودي عام 1948 لكنها توقفت عند تصنيع الذخائر ولم تتقدم إلا بعد فترة طويلة، بل إن برنامج التصنيع العسكري شابته فوضى غريبة حيث توزعت جهوده بين مؤسسات كبيرة ولم تتناسب الاستثمارات في التصنيع العسكري مع دخل وقوة السعودية الاقتصادية.

لا يريد الخليجيون أن يجعلوا من صناعتهم العسكرية سهما موجها وسلاحا سياسيا للحصول على نفوذ خارج أوطانهم، بل هم يريدون ضمان أمنهم والاستفادة من ذلك عسكريا واقتصاديا ولعل نتائج مبيعات معرض آيدكس مهمة حيث عادت شركات خليجية وقد وقّعت صفقات مربحة مما يعني أن النجاح قد تحقق والطريق اقتربت مما أراده راعي الصناعة العسكرية.

كما أن الصناعة العسكرية لا تعني أن تشتري صاروخ سكود الكوري الشمالي وتلبسه عباءة عربية ثم تسميه القاهر أو الحسين أو غير ذلك، بل هي أن تصنع قبل الصاروخ البنية التحتية لصناعة أغلب أجزائه وأن تشيع ثقافة التصنيع والإبداع والتحفيز بين الشباب بحيث يصبح فخر الشاب الوطني أن يقدم إنجازا يقوي بلاده في مجالات متعددة.

الفرق بين دول الخليج وغيرها ممن تثير سخرية العالم حول بعض منتجاتها التي تروج لها أكثر من ترويج المتنبي لشعره أن هذه الدول تبني وتصنع لغرض الدفاع عن البناء لا تنغّص على عيش شعبها من أجل أن تتوسع وتتمدد وتهدد السلام العالمي.

والفرق أيضا بين دول الخليج وجارتها إيران أنها حين تستثمر في الصناعة العسكرية فهي تملك أفقا متحضرا وسلميا ومتعاونا مع العالم دون خوض غمار المغامرات، فموازين القوى الدولية معلومة ومعروفة حدودها لكن هذا لا يعني أن تستورد الرصاص قبل الطائرة.

لا يريد الخليجيون مغامرات كلامية وصورا لمنتجات كطائرة إيران الشبح والتي تم تزويدها من محلات هواة اللاسلكي. وهم يعرفون أنهم ليسوا في سباق تسلح بل في سباق بناء جيوش قوية واعية بدورها السلمي قبل الحربي، فقد وعت الشعوب بأهمية أن تعتمد على نفسها بعد أن تجاوزت عقبات الماضي من عدم التأهيل البشري إلى انعدام الخبرة في موازين القوى الدولية.

في يوم ليس ببعيد سيصبح في الإمارات والكويت والسعودية وقطر وعمان والبحرين شباب لديهم العدة والعتاد ليصنعوا ما ينفع لأمن وحماية أوطانهم وبشكل تعاوني متحضر لا عدواني متهجم. والعجلة التسليحية الخليجية تقفز إلى الأمام بتوفير أرقى وأعقد الأسلحة التي تدار من شباب مؤهل، وهناك بحث عن بناء قوة عسكرية خليجية منسجمة مع بعضها حيث تبين ذلك في مناورات الكويت الأخيرة والتي قدمت للمراقبين دليلا على قدرة الخليجيين القتالية وسط منطقة مأزومة.

لقد مل الخليجيون من تثبيط بعض المحسوبين على جبهة رفض الاعتماد على الذات خليجيا، فهذه الأصوات النشاز تخرج أحيانا لتروج أن على الخليج التحالف مع دول تسيد الإخوان فيها الأمر ولا يعرف هؤلاء، وطبعا ذلك من نقص في الدراية، أن هذه الدول التي تأخونت هي معتمدة كل الاعتماد على التسليح الغربي، بل وتعقد مناورات متكررة من سهم أحمر إلى أزرق لتدريب جيوشها على العتاد والخبرة الغربية.

وبالطبع يغضب الإخوان كثيرا من توجه دول الخليج للتسلح وبناء جيوش قوية فهم يريدونها ضعيفة مرتهنة لغيرها وخاصة مع بشائر النصر الإخواني الواهم بعد التسيد في القاهرة وكأنهم يعملون على ربط القرار الخليجي بالإخواني وانتظار إشراف المرشد الإخواني في المقطم على ماء الخليج وثروته وتسليحه وقبل ذلك قراره السياسي وهذا من أضغاث أحلام من لم يستطيعوا أن يوفروا الرغيف ناهيك عن الأمن.

رابط المقال: http://www.alarab.co.uk/index.asp?fname=\2013\02\02-25\889.htm&dismode=x&ts=25-2-2013 9:17:45

التعليق:
مقال رائع وفيه معلومات قيمة عن ماوصل اليه التقدم العلمي وخاصة في مجال التصنيع العسكري في دول الخليج العربي.
 
هي فقط السعودية والإمارات يصنعون الاسلحة , من رشاشات ومدرعات إلى طائرات بدون طيار وسفن وقوارب عسكرية واجهزة إلكترونية دقيقة ,
بالنسبة لدول الخليج الإخرى , في حالة قيام حرب لاقدر الله فهذه الدول ستتعرض للإبتزاز من قبل الصديق الاعظم , وما استبعد ان هذا الصديق ممكن يبيع الطلقه الوحدة بمليون دولار !!
 

سالم أحمد80

عضو فعال
هي فقط السعودية والإمارات يصنعون الاسلحة , من رشاشات ومدرعات إلى طائرات بدون طيار وسفن وقوارب عسكرية واجهزة إلكترونية دقيقة ,
بالنسبة لدول الخليج الإخرى , في حالة قيام حرب لاقدر الله فهذه الدول ستتعرض للإبتزاز من قبل الصديق الاعظم , وما استبعد ان هذا الصديق ممكن يبيع الطلقه الوحدة بمليون دولار !!

يكفي ان تكون فقط السعودية والامارات هي المصنع الوحيد للاسلحة في دول الخليج لان كلنا متاكدين انه لو سامح الله ووقع اي خطر على اي دولة خليجية فان السعودية والامارات ستقدم الغالي والنفيس لمساعدة اهلنا وعمومتنا ليس في دول الخليج فحسب وانما في باقي دول المنطقة
والتاريخ خير شاهد على هذه المواقف.
 

شاهر المطيري

عضو بلاتيني
هي فقط السعودية والإمارات يصنعون الاسلحة , من رشاشات ومدرعات إلى طائرات بدون طيار وسفن وقوارب عسكرية واجهزة إلكترونية دقيقة ,
بالنسبة لدول الخليج الإخرى , في حالة قيام حرب لاقدر الله فهذه الدول ستتعرض للإبتزاز من قبل الصديق الاعظم , وما استبعد ان هذا الصديق ممكن يبيع الطلقه الوحدة بمليون دولار !!


فعلاً , دولة الأمارات مصنعه للإسلحه و كذالك السعودية مصنعه للأسلحه .
لهذا لم يعتدي عليهما أحد , و لا يحتل جزرهم أحد !
هذي الصناعه التي تخيف القوم .. هذي الصناعه الي الصوتيه و الظاهره الوطنيه التي لا غنى لكم عنها .

الأسلحه تصنع لـ قصف الشعب الأفغاني أو لـ أحتلال أفغانستان يا أبن الأمارات ؟!
أو لحماية الأوطان ؟!

 

ولد النفود

عضو مميز
بنظري الشخصي ان دول الخليج العربي ستواجه سنوات صعبه جدا مستقبلا
بسبب سياسة حكوماتنا الفاشله للاسف ،،، الخليج محاصر الآن من ايران
وسيتم المحاصره اكثر عند بقاء الاسد لا سمح الله

علي دول الخليج ان تغير من سياستها الهشه الجبانه
وان تدعم اخواننا في سوريا ضد بشار وحزب اللات وايران
لأن في انتصار اخواننا وسقوط الاسد هو بمثابة تقوية الخليج
واضعاف ايران ،،، علي دول الخليج ان تصحح من غلطتها بسكوتها
عن تسليم العراق لايران ،،، علي دول الخليج ان تكون اكثر حزما
مع واشنطن التي اتضح للجميع تحالفها مع ايران ضد الاسلام الحقيقي
الذي يمثله اهل السنه والجماعه في خطة بدأت منذ غزو العراق لتنفيذ
خطة ( الفكر البديل ) وهي جعل الرافضه المجوس يسيطرون علي الاسلام
وهذا حلمهم باذن الله
 

نيو كلير

عضو بلاتيني
فعلاً , دولة الأمارات مصنعه للإسلحه و كذالك السعودية مصنعه للأسلحه .
لهذا لم يعتدي عليهما أحد , و لا يحتل جزرهم أحد !
هذي الصناعه التي تخيف القوم .. هذي الصناعه الي الصوتيه و الظاهره الوطنيه التي لا غنى لكم عنها .

الأسلحه تصنع لـ قصف الشعب الأفغاني أو لـ أحتلال أفغانستان يا أبن الأمارات ؟!
أو لحماية الأوطان ؟!




على الاقل احسن من غيرهم بكثير .... هياط وضياع
 
أعلى