أسعد الله أو قات الجميع بكل خير
أحبتى الكرام ...
يجوز للمرء ان يمدح نفسه بشيء من الخير إذا أراد بذلك انتفاع الناس به وأمن العُجب على نفسه
الانسان جائز له أن يمدح نفسه ببعض ما أنعم الله عليه إذا أراد بذلك قصد الخير
بالمستمعين له دون إعطاء النفس شهواتها منه
كما قال الامام بن حبان في صحيحه
فالضابط هنا في مسألة المدح أن يأمن الانسان على نفسه من العجب
و كذا لا يكون التفاخر سبب في الاستعلاء على الآخرين
وايضا إذا اضطر الإنسان إلى إظهار فضله وقوته عند الحاجة كما ذكرت آنفا في المداخلة السابقة
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله
إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة
واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أنا أول من تنشق عنه الأرض ، وأول شافع وأول مشفع وأنا سيد ولد آدم ولا فخر )
وقول يوسف عليه السلام أنه قال
( إني حفيظ عليم )
ومثل هذا كثير في السنن وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى
قال سعد ابن وقاص رضي الله عنه يقول :
( إني لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ وَكُنَّا نَغْزُو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا طَعَامٌ إلا وَرَقُ الشَّجَرِ ... ) رواه البخاري.
وكان أهل الجاهلية - يصفون محاسنهم ليقتدى بهم و قد ذكرت آنفا طرفا من قصة عمرو بن كلثوم
و الآن سأختم هذا الباب بذكر السادة الاشراف من بني هاشم
ولا هانت باجي القبائل و العشائر كلهم تاج على الراس
وكلنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا
في المواقف التى تحتاج اظهار القوة و التفاخر على العدو ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم
في غزوة حنين ثبت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذ يقول بأعلى صوته
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
حتى ألتف الصحابة حوله رضي الله عنهم اجمعين
ومثله قول علي رضي الله عنه يو م خيبر
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أُوَفِّيهِمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
ومثله ايضا قول جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه في معركة مؤته
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها ... والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها ... علي إذ لاقيتها ضرابها
وقال القائل في مدح بنى هاشم
منْ مثلكم لرسولِ الله ينتسبُ ... ليتَ الملوكَ لها من جدِّكم نسبُ
أصلٌ هو الجوهرُ المكنونُ ما لعبت ... به الأكفُ ولا حاقت به الريبُ
خيرُ النبيين لم يذكرْ على شفةٍ ... إلا وَصلـّتْ عليه العجمُ والعربُ
( صلى الله عليه و سلم )
واهتزت الأرضُ إجلالاً لمولـِده ... شبيهةً بعروسٍ هزّها الطربُ
الماءُ فاضَ زلالاً من أصابـِعه ... أروى الجيوشَ وجوفُ الجيشِ يلتهبُ
ساداتنا الغرّ من أبناء فاطمة ... طوبى لمن كان للزهراءِ ينتسبُ
من نسلِ فاطمة أنعم بفاطمة ... من أجلِ فاطمة قد شـُرِّفَ النسبُ
قال احد الاشراف من بني هاشم
يا ناشدن عنـــا ترى حنـا الأشــراف
إليــا إعتزينــــا بالعـــزوة الهاشــميـــة
وحنا بحر ما ينقص من البحر مغراف
والحـــمــد لله فضــل رب البــريــــــــة
أولاد هـــاشــــم مرهبة كل سيــــــاف
رجّالنـــا في الحرب يرهــب سـريـــــة
وأخير قالت الشريفه بنت الاشراف :
حنّا الهواشم على رمحن وسنّا
حنّا الاشراف ماعلينا من الرخوم
يارعد خبّر ضعيف النفس عنّا
وخبّر هذاك الطير اللي يحوم
جادعينه بالعشا جادعينه حنّا
ضلعانه الليلة راحت هشوم
( يا ويله و يلاه راح من جيس أهله )
يا بنى هاشم .. يا أبناء القبائل
قال رسول صلى الله عليه وسلم من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته ... بلا لسانٍ له ولا أدبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي
لعمرك ما الإنــسان إلا بدينه ... فلا تترك التقوى اتكالاً على النسـب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس ... وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
وقال القائل :
الناس من جهة التمثيل اكفـــاء ... أبوهم آدم والأم حــــــــــــــواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلــــة ... وأعظم خلقت فيها وأعضـــــاء
وإنما أمهات الناس أوعيـــــــة ... مستودعات وللأحساب آبـــــاء
فأن يكن لهم من أصلهم شـرف ... يفاخرون به فالطين والمــــــاء
ما الفضل إلا لأهل العلم انهــم ... على هدى لمن استهـــدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يُحسـنه ... والجاهلون لأهل العلم أعــــداء
فقم بعلم ولا تطلــب به بــــدلا ... فالناس موتى وأهل العلم أحيـاء
اكتفي بهذا القدر