السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها
أحبتى الكرام
الإنسان منا قد يجد في نفسه احيانا قوة و نشاط
فيبادر الى العمل الصالح
أي عمل يقدر عليه
بعض الناس يجد في نفسه نشاط في الصيام
و آخر في القيام و ثالث في قراءة القرآن و حفظه
ورابع قد يجد نفسه في طلب العلم
و هكذا الهمة تتنوع
ومتى ما و جد أحدنا هذه الهمة عليه ان يستغلها ولا يتكاسل
إذا و جدت نفسك عندك استعداد للصيام .... صم
وجدت نفسك عندك استعداد للقيام .... قم
اترك عنك الكسل و التسويف
أنا من هذا النوع اطبق على نفسي قول القائل
إذا هبت رياحك فاغتنمها ... فعقبى كل خافقة سكون
ولا تغفل عن الاحسان فيها ... فما تدري السكون متى يكون
تأتى عليّ فترات اجد في نفسي رغبة في العبادة
اجد في نفسي الرغبة في الصيام وخصوصا في فصل الصيف
عندما كنت شابا كنت اصوم النهار الطويل و لله الحمد
وكنت اتعب و اشعر بالعطش الشديد يقطع بلعومي
و كنت و الله الذي لا اله الا هو بعد الإفطار من شدة الشعور بالعطش
اضع في فمي قطعة ثلج ابرد فيها على بلعومي
مومعقول كل اشوي اشرب ماي
لكن الآن أين هو الشعور بالعطش ؟
ذهب و انتهى
ماذا بقي ؟
الجواب :
بقي الأجر و لله الحمد و المنه
اللهم تقبل مني
كل طاعة و قربة تقربت بها إليك في سالف الزمان
و اعني بفضلك على تدارك ما بقي لي من عمر
في طاعتك ما استطعت الى ذلك سبيلا
الشاهد احبتى الكرام
اجد احيانا في نفسي الرغبة في القيام تالي الليل اقوم الليل ولا انام إلا قليل
لكن أم عبدالله الله يبارج فيها حاطة دوبها و دوبي
كل اتقول لي لا تجهد نفسك خير العمل ادومه و إن قل
كلامها صحيح
لكن انا اقول لها دعيني ما دام عندي همه الآن
ما دام عندي الرغبة في القيام دعيني استغل هذا النشاط
الشاهد احبتى الكرام
الانسان إذا اجتهد في عبادة معينه و استمر عليها طويلا
قد يأتى عليه وقت يفتر و يتكاسل
خصوصا إذا عرض له عارض دنيوي يشغله
وهذا من عمل الشيطان
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ )
الشِرَّه: تعنى النشاط و الحرص و الاقدام
و الفترة : هي الضعف و الكسل
نعم
و هذه الفتره هي فترة الكسل كما اسلفت التى تنتاب احدنا
لكن هذه الفترة و فترة الكسل اخواني و اخواتى
اذا لم تعوض
بشئ مفيد قد ينتكس الانسان و يبتعد بالكلية عما كان عليه من عبادة
يعنى اذا حاش احدنا الكسل بعد ان يقوم الليل و تركه لشعوره بالتعب مثلا
لابد ان يعوض قيام الليل بعمل صالح آخر أخف
يجدد نشاطه و يستجمع قوته
كعلم نافع أو قراءة و حفظ للقرآن أو صيام و نحو ذلك
و هذا ما عناه رسول الله صلى الله عليه و سلم
( فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ )
و المقصد هنا أن يكون العمل بعيد عن الافراط و التفريط
لا تجتهد مره و حدة و لا تترك مره و حدة
هذه الأمور تسد مسد الفتور عن قيام الليل
لأن هناك ناس يبتعد بالكلية عن العبادة بعد ان كان يقوم الليل مثلا
فأصبح لا يقوم و لا يصوم النافلة ولا حتى يقرأ ورده اليوم من القرآن
وقد يتكاسل عن الصلاة المفروضة
بل بعضهم ينتكس بالكلية و قد رأيت مثل هذه الاصناف
بعد ان كان حريصا على الصلاة و ملتزما الى ابعد الحدود اصبح متسكعا في الشوارع
و الله المستعان
وهنا قال رسول الله صى الله عليه و سلم
( وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ )
لابد احبتى الكرام من أن نسدد و نقارب
قال ابن القيم رحمه الله : تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه
فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد ولم تخرجه من فرض
ولم تدخله في محرم
رُجي له أن يعود خيراً مما كان
يعنى قد تكون فترات الكسل هذه إذا استغلت في عمل صالح
قد يكون لها نتائج ايجابية و تعطي دافع أقول للعودة للعمل الصالح
و الحمد لله رب العالمين
اكتفي اليوم بهذه الخاطرة
و اعتذر لكم احبتى اذا كانت خواطري طويلة الى حد ما :وردة:
محبكم
القلب :قلب: الكبير