سُؤال فضيلة الشيخ .... موضوع متجدد

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
بسم الله و الحمد لله ...
أحبتي الكرام
أخوتى .. و أخواتى ... أبنائي .. و بناتى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و أسعد الله أوقات الجميع بالخير و المسرات
و أسأل الله أن يوفقني و إياكم للطاعات .. اللهم آمين
بين يدي موضوع مهم جدا
و هو عبارة عن مقتطفات من
كتاب فتاوى أركان الإسلام
لشيخنا قرة العين و الفؤاد صاحب الفضيلة
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله و اسكنه فسيح جناته
اللهم آمين
و هذا الكتاب من الأهمية بمكان لأنه جمع فيه كل خير
و هو عبارة عن فتاوى سؤال و جواب
في العقيدة و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج
و سأختار من هذا الكتاب بعض المسائل سائلا الله تعالى أن ينفعني أولا
و إياكم ثانيا فالعلم نور و تعلم العلم واجب على كل مسلم
لا سيما في المسائل التى تهم المسلم المتعلقة بالعقيدة
و الفقه و نحوه مما لا يسع المسلم الجهل به
اليوم احبتى الكرام لا يعذر الناس بالجهل ابدا لا سيما في ايامنا هذه
لسهولة الحصول على المعلومة و الحمد لله رب العالمين
ملاحظة :
هذا الموضوع متجدد إن شاء الله تعالى
و أرجو من احبتى الكرام عدم .. إظافة أي مادة
من شاء فليقرأ و يتابع أو يشارك لكن لا يضيف شئ من عنده
سأنقل ما يتيسر لي من الفتاوى بتصرف
و ان كان هناك امر يحتاج الى توضيح و ضحته

و سيكون توضحي او تعليقي باللون البنفسجي الغامق
ومن الله تعالى استمد العون و التوفيق

نبدأ أولا بفتاوى العقيدة
(1)

السؤال (1) : ما تعريف التوحيد وأنواعه؟
الجواب:
التوحيد لغة : ((مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحداً)) وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات
فمثلاً نقول : إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده
وذلك أن النفي المحض تعطيل محض والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم
فلو قلت مثلاً ((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام
ولو قلت (( لا قائم )) فقد نفيت نفياً محضاً ولم تثبت القيام لأحد
فإذا قلت : (( لا قائم إلا زيد )) فحينئذٍ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه
وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .
وأنواع التوحيد بالنسبة لله -عز وجل - تدخل كلها في تعريف عام وهو
(( إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به ))
وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة:
الأول : توحيد الربوبية .
الثاني: توحيد الألوهية .
الثالث : توحيد الأسماء والصفات

توضيج قد يقول قائل على أي اساس تم تقسم التوحيد الى الاقسام الثلاث السابقة
الجواب : يقول الشيخ رحمه الله

وعلموا ( أي أهل العلم علموا ) ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث
فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوعوا التوحيد إلى ثلاثة أنواع
الأول : توحيد الربوبية الثاني: توحيد الألوهية الثالث : توحيد الأسماء والصفات
و نتابع معكم الحديث عن انواع التوحيد الثلاث إن شاء الله تعالى

نتابع إن شاء الله

 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(2)
سننقل كلام الشيخ رحمه الله عن توحيد الربوبية حيث يقول رحمه الله

الأول : توحيد الربوبية : وهو (( إفراد الله سبحانه وتعالى - بالخلق والملك والتدبير))

وتفصيل ذلك
( أ ) : بالنسبة لإفراد الله تعالى- بالخلق : فالله تعالى وحده هو الخالق لا خالق سواه قال الله تعالى :
( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) (فاطر:3)
فالله تعالى وحده هو الخالق .. خلق كل شيء فقدره تقديراً وخلقه يشمل ما يقع من مفعولاته
وما يقع من مفعولات خلقه أيضاً ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى
خالقاً لأفعال العباد كما قال الله تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات الآية:96)
ووجه ذلك أن فعل العبد من صفاته والعبد مخلوق لله وخالق الشيء خالق لصفاته

فإن قيل : كيف نجمع بين إفراد الله عز وجل بالخلق مع أن الخلق قد يثبت لغير الله
كما يدل عليه قول الله تعالى : (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(المؤمنون: الآية14)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في المصورين: (( يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ))1 ؟
فالجواب على ذلك :

أن غير الله تعالى لا يخلق كخلق الله فلا يمكنه إيجاد معدوم ولا إحياء ميت
وإنما خلق غير الله تعالى يكون بالتغيير وتحويل الشيء من صفة إلى صفة أخرى وهو مخلوق لله عز وجل
فالمصور مثلاً : إذا صور صورة فإنه لم يحدث شيئاً غاية ما هنالك أنه حول شيئاً إلى شيء
كما يحول الطين إلى صورة طير أو صورة جمل وكما يحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى صورة ملونة
فالمداد من خلق الله عز وجل - والورقة البيضاء من خلق الله عز وجل
هذا هو الفرق بين إثبات الخلق بالنسبة إلى الله عز وجل

وإثبات الخلق بالنسبة إلى المخلوق وعلى هذا يكون الله سبحانه وتعالى - منفرداً بالخلق الذي يختص به .
(ب) : إفراد الله تعالى- بالملك فالله تعالى وحده هو المالك كما قال الله تعالى
: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (سورة الملك،الآية:1)
فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله سبحانه وتعالى وحده ونسبة الملك إلى غيره نسبة إضافية
فقد أثبت الله عز وجل لغيره الملك كما في قوله تعالى:
( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ )(النور: من الآية61) وقوله:(إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم)(المؤمنون: من الآية6)
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن لغير الله تعالى ملكاً

لكن هذا الملك ليس كملك الله عز وجل فهو ملك قاصر وملك مقيد ملك قاصر لا يشمل
فالبيت الذي لزيد لا يملكه عمرو والبيت الذي لعمرو لا يملكه زيد
ثم هذا الملك مقيد بحيث لا يتصرف الإنسان فيما بملك إلا على الوجه الذي أذن الله فيه
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال وقال الله تبارك وتعالى :
( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً )(سورة النساء، الآية:5)
وهذا دليل على أن ملك الإنسان قاصر وملك مقيد بخلاف ملك الله سبحانه وتعالى

فهو ملك عام شامل وملك مطلق يفعل الله سبحانه وتعالى - ما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
(ج) : التدبير فالله عز وجل و منفرد بالتدبير فهو الذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض
كما قال الله سبحانه وتعالى- : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(سورة الأعراف، الآية:54)
وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء
والتدبير الذي يكون لبعض المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانه وخدمه وما أشبه ذلك
هو تدبير ضيق محدود، ومقيد غير مطلق، فظهر بذلك صدق صحة قولنا إن توحيد الربوبية هو
(( إفراد الله بالخلق والملك والتدبير)) .

نتابع إن شاء الله لاحقا و نتناول توحيد الألوهية




 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
بسم الله و الحمد لله ...
أحبتي الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(3)
احبتى الكرام
تحدثنا آنفا عن توحيد الربوبية و نتابع اليوم ما تبقي لنا من أنواع التوحيد
و نتحدث عن النوع الثاني و توحيد الألوهية
ولكن قبل ذلك أحب أنوه إلى أمر
الشيطان الرجيم و جمهور الكفار و المشركين وعامتهم يقرون بتوحيد الربوبية بأن هناك رباً خلقهم و خلق السماوات
و الارض و هو الذي يرزقهم (
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله فأنى يُؤْفَكُونَ )
( قُ
لْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السمآء والأرض أَمَّن يَمْلِكُ السمع والأبصار وَمَن يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَيُخْرِجُ الميت مِنَ الحي وَمَن يُدَبِّرُ الأمر فَسَيَقُولُونَ الله فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ )
لكن هذا لن ينفعهم توحيد الربوبية وحدة لا يكفي إذا لم يقرن مع توحيد الألوهية
قال شيخنا الفوزان حفظه الله (
و من أقر بتوحيد الربوبية
فقط لم يكن مسلما حتى يقر بتوحيد الألوهية )
لكن هناك نوع من الكفار لا يؤمنون بتوحيد الربوبية و هم شواذ كما قال شيخنا العلامة بن باز رحمه الله
و من هؤلاء المجو س و طائفة من الفلاسفة و هؤلاء لا عبره بهم

الشاهد :
التوحيد الذي دعت إليه الرسل هو توحيد الالوهية : عبادة الله و حده كما سيأتى
يقول الشيخ رحمه الله تعالى :

النوع الثاني:
توحيد الألوهية وهو (( إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة )) بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً
يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه
وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم
وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية والأ سماء والصفات
لكن أكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية
بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى
لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح ولا لأي أحد من المخلوقين
لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل ومن أخل بهذا التوحيد فهو
مشرك كافر
وإن أقر بتوحيد الربوبية وبتوحيد الأسماء والصفات
مثال :
فلو أن رجلاً من الناس يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق
المالك المدبر لجميع الأمور وأنه سبحانه وتعالى
المستحق لما يستحقه من الأسماء والصفات

لكن
يعبد مع الله غيره لم ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات
فلو فرض أن رجلاً يقر إقراراً كاملاً بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
لكن يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أو ينذر له قرباناً يتقرب به هل إليه
فإن هذا مشرك كافر خالد في النار
قال الله تبارك وتعالى -:
( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )(المائدة: الآية72)
ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله عز وجل
أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم
وسبى نساءهم وذريتهم وغنم أرضهم
كانوا مقرين بأن الله تعالى وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك
ولكن
لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال .


نتابع إن شاء الله توحيد الاماء و الصفات


 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(4)
نتابع معكم احبتى الكرام
الحديث عن أقسام التوحيد
و نتحدث عن آخر قسم أو آخر نوع و هو توحيد الاسماء و الصفات

النوع الثالث :
توحيد الأسماء والصفات، وهو (( إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه في كتابه
أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف
ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل))
فلا بد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز
وهذا النوع من أنواع التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة الذين ينتسبون للإسلام
على أوجه شتى:
منهم من غلا في النفي والتنزيه غلواً يخرج به من الإسلام
ومنهم متوسط ومنهم قريب من أهل السنة

ولكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد
هو أن يسمى الله ويوصف بما سمى ووصف به نفسه على وجه الحقيقة
لا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
مثال ذلك :
أن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بالحي القيوم فيجب علينا أن نؤمن
بأن الحي اسم من أسماء الله تعالى ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف
وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء
وسمى الله نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى
وبالسمع صفة من صفاته وبأنه يسمع وهو الحكم الذي اقتضاه ذلك الاسم وتلك الصفة
فإن سميعاً بلا سمع، أو سمعاً بلا إدراك مسموع هذا شيء محال وعلى هذا فقس .
مثال آخر : قال الله تعالى:
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)
فهنا قال الله تعالى : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )
فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع
فيجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم
ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيف تلك اليدين
ولا أن نمثلهما بأيدي المخلوقين لأن الله سبحانه وتعالى- يقول: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )
ويقول الله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )
فمن مثل هاتين اليدين بأيدي المخلوقين فقد كذب قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌُ)
وقد عصى الله تعالى في قوله : ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ )
ومن كيفهما وقال هما على كيفية معينة أياً كانت هذه الكيفية فقد قال على الله ما لا يعلم وقفى ما ليس له به علم .
ونضرب مثالاً ثانياً في الصفات :
وهو استواء الله على عرشه فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من كتابه
كلها بلفظ (استوى) وبلفظ (على العرش) وإذا رجعنا إلى الاستواء في اللغة العربية
وجدناه إذا عدي بعلى لا يقتضي إلا الارتفاع والعلو
فيكون معنى قوله تعالى: ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )
وأمثالها من الآيات.. أنه علا على عرشه علواً خاصاً غير العلو العام على جميع الأكوان
وهذا العلو ثابت لله تعالى على وجه الحقيقة فهو عالٍ على عرشه علواً يليق به عز وجل
لا يشبه علو الإنسان على السرير ولا علوه على الأنعام ولا علوه على الفلك الذي ذكره الله
في قوله : ( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ )
( لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ)
(وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ)
فاستواء المخلوق على شيء لا يمكن أن يماثله استواء الله على عرشه لأن الله ليس كمثله شيء .
وقد أخطأ خطأ عظيماً من قال إن معنى استوى على العرش استولى على العرش
لأن هذا تحريف للكلم عن مواضعه ومخالف لما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم
والتابعون لهم بإحسان ومستلزم للوازم باطلة لا يمكن لمؤمن أن يتفوه بها بالنسبة لله عز وجل
والقرآن الكريم نزل باللغة العربية
ومقتضى صيغة (( استوى على كذا )) في اللغة العربية العلو والاستقرار
بل هو معناها المطابق للفظ فمعنى استوى على العرش أي:
علا عليه علواً خاصاً يليق بجلاله وعظمته فإذا فسر الاستواء بالاستيلاء فقد حرف الكلم عن مواضعه
حيث نفى المعنى الذي تدل عليه لغة القرآن وهو العلو وأثبت معنى آخر باطلاً .
ثم إن السلف والتابعين لهم بإحسان مجمعون على هذا المعنى إذ لم يأت عنهم
حرف واحد في تفسيره بخلاف ذلك وإذا جاء اللفظ في القرآن والسنة ولم يرد عن السلف تفسيره بما يخالف ظاهره
فالأصل أنهم أبقوه على ظاهره واعتقدوا ما يدل عليه .
فإن قال قائل: هل ورد لفظ صريح عن السلف بأنهم فسروا استوى بـ (علا) ؟
قلنا : نعم ورد ذلك عن السلف وعلى فرض أن لا يكون ورد عنهم صريحاً
فإن الأصل فيما دل عليه اللفظ في القرآن الكريم والسنة النبوية أنه باقٍ على ما تقتضيه اللغة العربية من المعنى
فيكون إثبات السلف له على هذا المعنى .


وخلاصة الكلام في هذا النوع توحيد الأسماء والصفات
أنه يجب علينا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات
على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .

الخلاصة احبتى مما سبق ذكرة
أن التوحيد ثلاث اقسام
توحيد الربوبية
و توحيد الألوهية
و توحيد الاسماء و الصفات
فقط لا غير هذا ما عليه أهل العلم سلفا و خلفا
و اعظم هذه الاقسام هو توحيد الألوهية
وهو إفراد الله سبحانه وتعالى
بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا ونفي العبادة عن كل ما سوى الله كائنا من كان

هذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ، ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب
ومن أجله خلق الخلق وشرعت الشرائع وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم
 

يمك دروبي

عضو بلاتيني
بارك الله فيك
هذا هو لُب دعوة محمد بن عبدالوهاب
التي تسمى الوهابية .

إختصار سريع للوصول للخالق مباشرة وهذا هو ما جاء بة خاتم المرسلين . عندما توفى ابنة ابراهيم كسفت الشمس فقال الناس كسفت لموت ابراهيم فقال (ص) ان الشمس لا تكسف لموت احد .
بدون زيارة أضرحة ولا الحج للقبور ولا التبرك بسيد
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(5)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتابع معكم أحبتى الكرام

السؤال (2)
ما شرك المشركين الذين بعث فيهم النبي، صلى الله عليه وسلم؟

الجواب :
بالنسبة لشرك المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم
فإنه ليس شركاً في الربوبية لأن القرآن الكريم يدل على أنهم إنما كانوا يشركون في العبادة فقط .

أما في الربوبية فيؤمنون بأن الله وحده هو الرب وأنه مجيب دعوة المضطرين
وأنه هو الذي يكشف السوء إلى غير ذلك مما ذكر الله عنهم من إقرارهم بربوبية الله عز وجل وحده .

ولكنهم كانوا مشركين بالعبادة يعبدون غير الله معه
وهذا شرك مخرج عن الملة لأن التوحيد هو عبارة
حسب دلالة اللفظ عن جعل الشيء واحداً
والله تبارك وتعالى له حقوق يجب أن يفرد بها
وهذه الحقوق تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- حقوق ملك .
2- حقوق عبادة .
3- حقوق أسماء وصفات .
ولهذا قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة .

فالمشركون إنما أشركوا في هذا القسم قسم العبادة حيث كانوا يعبدون مع الله غيره
وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) أي في عبادته .

وقال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

السؤال (3)
ما أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة وغيرها من أمور الدين؟
الجواب :
قاعدة أهل السنة والجماعة في العقائد وغيرها من أمور الدين
هو التمسك التام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وما عليه الخلفاء الراشدون من هدي وسنة
ولقول الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
وقوله تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)
وهذا وإن كان في قسمة الغنائم فهو في الأمور الشرعية من باب أولى
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس يوم الجمعة
فيقول : ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )
ولقوله صلى الله عليه وسلم : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعةوكل بدعة ضلالة )

والنصوص في هذا كثيرة فطريق أهل السنة والجماعة ومنهاجهم
هو التمسك بالتام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده

ومن ذلك أنهم يقيمون الدين ولا يتفرقون فيه امتثالاً لقول الله تعالى :
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
وهم وإن حصل بينهم من الخلاف ما يحصل مما للاجتهاد فيه مساغ
فإن هذا الخلاف لا يؤدي إلى اختلاف قلوبهم بل تجدهم متآلفين متحابين
وإن حصل منهم هذا الاختلاف الذي طريقه الاجتهاد

نتابع لا حقا إن شاء الله تعالى

 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
( 6 )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أتابع معكم أحبتى الكرام
السؤال ( 4 ) : من هم أهل السنة والجماعة؟

الجواب :
أهل السنة والجماعة هم الذين تمسكوا بالسنة واجتمعوا عليها ولم يلتفتوا إلى سواها
ولهذا سموا أهل السنة لأنهم متمسكون بها
وسموا أهل الجماعة لأنهم مجتمعون عليها .
وإذا تأملت أحوال أهل البدعة وجدتهم مختلفين فيما هم عليه من المنهاج العقدي أو العملي
مما يدل على أنهم بعيدون عن السنة بقدر ما أحدثوا من البدعة .

السؤال ( 7 ) :
ما المراد بالوسط في الدين؟

الجواب :
الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل
ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله سبحانه وتعالى

الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
والغلو في الدين أن يتجاوزها
والتقصير أن لا يبلغها

مثال ذلك : رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر
لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة
فنقول :
هذا غالٍ في دين الله وليس على حق وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا
اجتمع نفر فقال بعضهم : أنا أقوم ولا أنام
وقال الآخر : أنا أصوم ولا أفطر
وقال الثالث : أنا لا أتزوج النساء
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام :
(( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ؟
أنا أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ))
فهؤلاء غلوا في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم
لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار وقيام ونوم وتزوج نساء .

أما المقصر :
فهو الذي يقول لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط
وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصر .

والمعتدل :
هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون .

مثال آخر :
ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق
أحدهم قال : أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وأبتعد عنه ولا أكلمه .
والثاني يقول : أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه
وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح .
والثالث يقول : هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه
ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه
فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره .
فنقول
الأول مفرط غال من الغلو
والثاني مفرط مقصر
والثالث متوسط​

وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق الناس فيها بين مقصر وغالٍ ومتوسط

اكتفي بهذا القدر
و اتابع معكم لا حقا إن شاء الله تعالى

 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(7)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع معكم احبتى الكرام

السؤال (8)
ما تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة وهل يزيد وينقص ؟


الجواب :
الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو (( الإقرار بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح ))
فهو يتضمن الأمور الثلاثة
(1) إقرار بالقلب (2) نطق باللسان (3) عمل بالجوارح .
وإذا كان كذلك فإنه سوف يزيد وينقص
قال إبراهيم، عليه الصلاة والسلام : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
فالإيمان يزيد من حيث إقرار القلب وطمأنينته وسكونه
والإنسان يجد ذلك من نفسه فعندما يحضر مجلس ذكر فيه موعظة
وذكر للجنة والنار يزداد الإيمان حتى كأنه يشاهد ذلك رأي العين
وعندما توجد الغفلة ويقوم من هذا المجلس يخف هذا اليقين في قلبه .
كذلك يزداد الإيمان من حيث القول فإن من ذكر الله عشر مرات ليس كمن ذكر الله مئة مرة فالثاني أزيد بكثير
وكذلك أيضاً من أتى بالعبادة على وجه كامل يكون إيمانه أزيد ممن أتى بها على وجه ناقص.
وكذلك العمل فإن الإنسان إذا عمل عملاً بجوارحه أكثر من الآخر صار الأكثر أزيد إيماناً من الناقص
وقد جاء ذلك في القرآن والسنة أعني إثبات الزيادة والنقصان
قال- تعالى -: (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً )
وقال تعالى : (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)
وفي الحديث الصحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال :
(( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ))
فالإيمان إذن يزيد وينقص .

ولكن ما سبب زيادة الإيمان ؟
للزيادة أسباب
السبب الأول
معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته فإن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وبأسمائه وصفاته ازداد إيماناً بلا شك
ولهذا تجد أهل العلم الذين يعلمون من أسماء الله وصفاته ما لا يعلمه غيرهم تجدهم أقوى إيماناً من الآخرين من هذا الوجه .
السبب الثاني
النظر في آيات الله الكونية والشرعية فإن الإنسان كلما نظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات ازداد إيماناً
قال تعالى: ( وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ) ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )
السبب الثالث
كثرة الطاعات فإن الإنسان كلما كثرت طاعاته ازداد بذلك إيماناً سواء كانت هذه الطاعات قولية
أم فعلية فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية
والصلاة والصوم والحج كل ذلك يزيد الإيمان أيضاً كمية وكيفية .

أما أسباب النقصان فهي على العكس من ذلك
فالسبب الأول
الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقص الإيمان لأن الإنسان إذا نقصت معرفته بأسماء اله وصفاته نقص إيمانه .
السبب الثاني
الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية والشرعية فإن هذا يسبب نقص الإيمان أو على الأقل ركوده وعدم نموه .
السبب الثالث
فعل المعصية فإن للمعصية آثاراً عظيمة على القلب وعلى الإيمان ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ))

السبب الرابع
ترك الطاعة فإن ترك الطاعة سبب لنقص الإيمان
لكن إن كانت الطاعة واجبة وتركها بلا عذر فهو نقص يلام عليه ويعاقب
وإن كانت الطاعة غير واجبة أو واجبة لكن تركها بعذر فإنه نقص لا يلام عليه
ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم النساء ناقصات عقل ودين
وعلل نقصان دينها بأنها إذا حاضت لم تصل ولم تصم مع أنها لا تلام على ترك الصلاة والصيام في حال الحيض
بل هي مأمورة بذلك، لكن لما فاتها الفعل الذي يقوم به الرجل صارت ناقصة عنه من هذا الوجه .
اكتفي بهذا القدر اليوم
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(8)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع معكم احبتى الكرام
السؤال ( 11 )
هل يشهد للرجل بالإيمان بمجرد اعتياده المساجد كما جاء في الحديث؟
الجواب :
نعم لا شك أن الذي يحضر الصلوات في المساجد حضوره لذلك دليل على إيمانه
لأنه ما حمله على أن يخرج من بيته ويتكلف المشي إلى المسجد إلا الإيمان بالله عز وجل .
وأما قول السائل ((كما جاء في الحديث))
فهو يشير إلى ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ))
ولكن هذا الحديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
السؤال ( 14 )
ما حكم من يدعي علم الغيب ؟

الجواب :
الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر لأنه مكذب لله عز وجل
قال الله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله
فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل في هذا الخبر
ونقول لهؤلاء كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلى الله عليه وسيلم لا يعلم الغيب ؟!
هل أنتم أشرف أم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
فإن قالوا نحن أشرف من الرسول كفروا بهذا القول
وإن قالوا هو أشرف فنقول لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم لا تعلمونه ؟!
وقد قال الله عز وجل عن نفسه : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً )
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يعلن للملأ بقوله :
( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيّ )
اكتفي بهذا القدر اليوم
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
( 9 )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع معكم احبتى الكرام
السؤال ( 27 )
ما حكم تعليق التمائم والحجب ؟
الجواب :
هذه المسألة أعني تعليق الحجب والتمائم تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول :
أن يكون المعلق من القرآن وقد اختلف في ذلك أهل العلم سلفاً وخلفاً
فمنهم من أجاز ذلك ورأى أنه داخل في قوله –تعالى-: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )
وقوله - تعالى-: ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ )
وأن من بركته أن يعلق ليدفع به السوء
ومنهم
من منع ذلك وقال :

إن تعليقها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبب شرعي يدفع به السوء أو يرفع به
والأصل في مثل هذه الأشياء التوقيف
وهذا القول هو الراجح وأنه لا يجوز تعليق التمائم ولو من القرآن الكريم
ولا يجوز أيضاًِ أن تجعل تحت وسادة المريض أو تعلق في الجدار وما أشبه ذلك
وإنما يدعى للمريض ويقرأ عليه مباشرة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل .
القسم الثاني :
أن يكون المعلق من غير القرآن الكريم مما لا يفهم معناه فإنه لا يجوز بكل حال
لأنه لا يدرى ماذا يكتب فإن بعض الناس يكتبون طلاسم وأشياء معقدة
حروف متداخلة ما تكاد تعرفها ولا تقرأها فهذا من البدع وهو محرم
ولا يجوز بكل حال . والله أعلم .

السؤال ( 28 )
هل تجوز كتابة بعض آيات القرآن الكريم (( مثل آية الكرسي )) على أواني الطعام والشراب لغرض التداوي بها ؟
الجواب :

يجب أن نعمل أن كتاب الله - عز وجل
أعز وأجل
من أن يمتهن إلى هذا الحد ويبتذل إلى هذا الحد
كيف تطيب نفس مؤمن أن يجعل كتاب الله - عز وجل - وأعظم آية في كتاب الله وهي آية الكرسي
أن يجعلها في إناء يشرب فيه ويمتهن ويرمي في البيت ويلعب به الصبيان ؟!
هذا العمل لا شك أنه حرام
وأنه يجب على من عنده شيء من هذه الأواني أن يطمس هذه الآيات التي فيها
بأن يذهب بها إلى الصانع فيطمسها فإن لم يتمكن من ذلك فالواجب عليه أن يحفر لها في مكان طاهر ويدفنها
وأما أن يبقيها مبتذلة ممتهنة يشرب بها الصبيان ويلعبون بها فإن الاستشفاء بالقرآن
على هذا الوجه لم يرد عن السلف الصالح - رضي الله عنهم


اكتفي بهذا
و نتابع معكم ان شاء الله لاحقا
 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
( 10)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع معكم احبتى الكرام
السؤال ( 31 )
هل أسماء الله تعالى محصورة؟


الجواب:
أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح :
(( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمت)
إلى أن قال : (( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك ))
. وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يعلم به وما ليس معلوماً ليس محصوراً .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ))
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء
ونظير هذا قول العرب : عندي مئة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله
فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المئة بل هذه المئة معدة لهذا الشيء
وليس معنى إحصاءها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك :
أولاً:
الإحاطة بها لفظاً .
ثانياً:
فهمها معنا .
ثالثاً:
التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان:
الوجه الأول:
أن تدعو الله بها لقوله تعالى -: ( فَادْعُوهُ بِهَا )
بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك فتختار الاسم المناسب لمطلوبك
فعند سؤال المغفرة تقول : يا غفور اغفر لي
وليس من المناسب أن تقول يا شديد العقاب اغفر لي
بل هذا يشبه الاستهزاء بل تقول أجرني من عقابك .


الوجه الثاني:
أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء
فمقتضى الرحيم .. الرحمة فاعمل العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله
هذا هو معنى إحصائها فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة

اكتفي بهذا و نتابع معكم ان شاء الله لاحقا

 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(11)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نتابع معكم احبتى الكرام
السؤال ( 46 )

ما حكم جعل مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجارة ؟

الجواب :
حكم هذا محرم ويجب أن يعلم بأن المديح للنبي صلى الله عليه وسلم، ينقسم إلى قسمين :

أحدهما :
أن يكون مدحاً فيما يستحقه صلى الله عليه وسلم بدون أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به
أي لا بأس أن يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة
في خلقه وهديه صلى الله عليه وسلم .

والقسم الثاني :
من مديح الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: (( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله ))
فمن مدح النبي صلى الله عليه وسلم
بأنه غياث المستغيثين ومجيب دعوة المضطرين
وأنه مالك الدنيا والآخرة وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح
فإن هذا القسم محرم

بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة
فلا يجوز أن يمدح الرسول عليه الصلاة والسلام
بما يصل إلى درجة الغلو لنهي ا لنبي صلى الله عليه وسلم، عن ذلك .


ثم نرجع إلى اتخاذ المديح الجائز حرفة يكتسب بها الإنسان
فنقول أيضاً إن هذا حرام ولا يجوز
والله الهادي إلى سواء الصراط .


السؤال ( 47 )

من يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم نورٌ من نور الله وليس ببشر
وأنه يعلم الغيب ثم هو يستغيث به صلى الله عليه وسلم
معتقداً أنه يملك النفع والضر فما حكم ذلك
؟
وهل تجوز الصلاة خلف هذا الرجل أو من كان على شاكلته؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟


الجواب :
من اعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم نور من الله وليس ببشر
وأنه يعلم الغيب فهو كافر بالله ورسوله
وهو من أعداء الله ورسوله وليس من أولياء الله ورسوله
لأن قوله هذا تكذيب لله ورسوله ومن كذب الله ورسوله فهو كافر
والدليل على أن قوله هذا تكذيب لله ورسوله قوله تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )
وقوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ )
وقوله تعالى: ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )


ومن استغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم معتقداً أنه يملك النفع والضر فهو كافر مكذب لله تعالى
مشرك به لقوله تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
وقوله تعالى: ( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً )
وقوله صلى الله عليه وسلم، لأقاربه : (( لا أغني عنكم من الله شيئاً ))
كما قال ذلك لفاطمة وصفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولا تجوز الصلاة خلف هذا الرجل ومن كان على شاكلته
ولا تصح الصلاة خلفه ولا يحل أن يجعل إماماً للمسلمين .

اكتفي بهذا
ولنا عودة ان شاء الله تعالى

 

( القلب الكبير )

المعرف السابق:النوخذة بوعبدالله
(12)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نتابع معكم احبتى الكرام
السؤال ( 48 )
هل أحاديث خروج المهدي صحيحة أم لا ؟
الجواب :
أحاديث المهدي تنقسم إلى أربعة أقسام:
القسم الأول : أحاديث مكذوبة .
القسم الثاني : أحاديث ضعيفة .
القسم الثالث : أحاديث حسنة لكنها بمجموعها تصل إلى درجة الصحة، على أنها صحيح لغيره .
وقال بعض العلماء إن فيها ما هو صحيح لذاته وهذا هو القسم الرابع .
ولكنه ليس المهدي المزعوم الذي يقال إنه في سرداب في العراق

فإن هذا لا أصل له
وهو خرافة ولا حقيقة له
ولكن المهدي الذي جاءت الأحاديث بإثباته رجل كغيره من بني آدم يخلق ويولد في وقته
ويخرج إلى الناس في وقته
فهذه هي قصة المهدي
وإنكاره مطلقاً خطأ
وإثباته مطلقاً خطأ
لأن إثباته عل وجه يشمل المهدي المنتظر الذي يقال إنه في السرداب هذا خطأ
لأن اعتقاد هذا المهدي المختفي خلل في العقل
وضلال في الشرع وليس له أصل
وإثبات المهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وتكاثرت فيه الأحاديث
والذي سيولد في وقته ويخرج في وقته هذا حق

اكتفي بهذا
ولنا عودة ان شاء الله تعالى
 
أعلى