هارون الرشيد
عضو بلاتيني
الأخوه والأخوات الكرام ،
تحياتي وتقديري لكم مسبقا على إبداء رأيكم بهذه القصة التي قمت بتأليفها ،متقبلا لنقدكم وتقييمكم قبل مدحكم بكل رحابة صدر، يهمني كثيرا تعليقكم فلا تبخلون به وشكرا لكم.
قبل سنين طويلة ، اتصل بي احد الأصدقاء المقربين ، بعد انقطاع دام اربع سنوات نتيجة دراستي بالخارج ،عبر في اتصاله عن شوقه وحنينه للقائي ، ففرحت بذلك كثيرا، واتفقنا على ان يكون لقاؤنا في منزله مساء، فلما حان موعدنا ،توجهت الي منزله ، فوجدته في انتظاري مستقبلا إياي بكل محبة وتقدير ، كان لهما الأثر الطيب في نفسي ، بعد ذلك توجهنا الي( الديوانيه) داخل المنزل ، وأنا من خلفه وكلمات الترحيب والحفاوة لم تنقطع عن لسانه ، فهو من أسرة مشهود لها بالكرم ، سواء كرم البذل او الأخلاق ، فلما وصلنا الي باب( الديوانيه) ، توقف وطلب مني التقدم عليه في الدخول ، وهذا امر فيه تعبير عن التقدير ، فلما دخلت صعقت من هول ما رأيت ! ، مستحيل ! لا يمكن ! كيف يحدث ذلك!؟ فالتفت عليه فأدرك ما انا فيه ، قائلا : تفضل وسوف اشرح لك ما يحدث ، وبعد إلحاح منه دخلت فإذ به يقدمها لي، ذاكرا انها من جنسية أمريكيه ! مما زاد ذهولي ، هل هي دعابه ؟ لا شك انها ستكون سخيفة ! لا يمكن فأنا اعرف عائلته وأعرفه جيدا ، لا يمكن ان يكون هكذا! كيف حدث ذلك ومتى؟ تمالكت نفسي كثيرا ، وإحساسيس كثيره كانت تسيطر علي ، أسى ،ذهول ، فضول ، تعجب ، والكثير من الأحاسيس الأخرى التي امر بها لأول مرة في حياتي، لذلك لم استطع ان أدرك معناها ، جلست صامتا متأملا فيما يحدث وفي وضع غريب ، تجلس بيننا وفي( ديوانيته) أمريكية !وهو على علاقة بها!، الغريب في الأمر انني كنت أتساءل عن أهله وموقفهم! ، لا بد ان يشعروا بها فلقد كانت رائحتها مميزه ومثيرة!، أدرك صديقي انه ملزم بشرح ما يحدث لي وهو يراقب صمتي ، فابتسم ابتسامة تعبر عن خجله وضعف موقفه ثم قال : قبل سنتين التقيت بأحد أقاربي ، وكانت هي بصحبته ،فاستغربت من علاقته بها ، ونصحته بالابتعاد عنها ، ولكن إجابته عبرت عن مدى عشقه لها وعدم قدرته على الابتعاد عنها ، لقد كانت بصحبته في كل مكان ، في العمل ، في المنزل ، مع أصدقائه ، في السوق ، هي تمثل له الحياة، فقد حاول كثيرا الابتعاد عنها ، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل ، فاستسلم لها ، وواصل حديثه قائلا :لقد أصابني ما ذكره قريبي بالذهول والفضول ، فحاولت ان اعرف سرها ، وفي احد الأيام وهي برفقته في( ديوانيته) ، استأذن مني للذهاب الى داخل المنزل ، فبقيت انا وهي لوحدنا وفاح عطرها المميز والمثير ، وبدأت الأفكار الشيطانية تراودني الى ان سيطرت علي ، فوجدت نفسي اقترب منها الى ان أحسست بدفئها، فلم أتمالك نفسي وقبلتها قبلة ارتعشت لها شفتاي وزاد لهيبها ، فأحسست بضعفي واستسلامي وانسياقي لها ، ولكن سرعان ما أدركت الوضع فتركتها بعد ان اتفقنا على اللقاء لوحدنا وفي ظرف افضل ، لقد وجدتها مطيعه ومستسلمه لا يمكن ان ترفض لي طلبا، ووجدت اني لم اشعر باي تأنيب للضمير تجاه خيانتي لقريبي سواء اثناء او بعد ما حدث!، بل اني حرصت على لقائها!، فاتفقنا على لقاء قريب ، وفعلا التقينا ، فكان اللقاء الذي لا يسهل معه الفراق ، وها هي متواجده معي في كل مكان ، وفي كل وقت ، لقد خسرت الكثير من اجلها ،وقد ضحيت بالغالي والنفيس حرصاً عليها وطلبا لودها، وبالرغم من ذلك فقد اكتشفت خيانتها لي مع الكثير سواء الغريب أو القريب ، انني أعيش الذل والإهانة تحت تأثير عشقي لها ، وانا مدرك تماماً لدهشتك وصدمتك لما تسمعه وتشاهده ، فانا في لقائي الاول مع قريبي عشت هذه اللحظات التي انت فيها، وانا أدرك كل النتائج المترتبة على علاقتي بها ومع ذلك لا اجد القوه والإرادة التي تدعمني لهجرها وتركها، لقد أدمنت عليها ،فلا يمكن ان تغيب عني في حزن او فرح، ولا طعم للزاد ان لم تكن أمامي ،فسحرها وجمالها قد أغواني وأغوى الكثير من البشر في مختلف بقاع الدنيا، ولها علاقة مع الغني والفقير ، والوسيم والقبيح ، والرئيس والمرؤوس ، والجد والجده والاب والابن والزوج والزوجه والصغير والكبير ، هل أدركت من هي ؟ اذا لم تدركها فبلا شك ستجد تحذيرا مكتوبا عنها على صدرها وظهرها وبالرغم من ذلك تجد الكثير لا زال عاشقا لها . تحياتي وتقديري لكم مسبقا على إبداء رأيكم بهذه القصة التي قمت بتأليفها ،متقبلا لنقدكم وتقييمكم قبل مدحكم بكل رحابة صدر، يهمني كثيرا تعليقكم فلا تبخلون به وشكرا لكم.
