براااق الحازم
عضو مميز
.
صفحة مفتوحة على ذاكرة طرية, وسردٌ في سياق لحظات ادرك مسارها.
نز من وريدى, ومعه الكثير منيّ هنا.
ـــــ
.
(1)
(رمضان كريم)
صفحة مفتوحة على ذاكرة طرية, وسردٌ في سياق لحظات ادرك مسارها.
نز من وريدى, ومعه الكثير منيّ هنا.
ـــــ
.
(1)
(رمضان كريم)
قبل عشرون عاما لا تزيد, كانت مائدة الإفطار تنصب على ارضيه سطوح منزلنا الكائن في احد احياء مكة.
كنا نتقاتل في اعدادها ومساعدة امي رحمها الله التي كانت تسابق لحظات ما قبل الاذان وانضاج اطباقها البسيطة من مائدتها الرمضانية, والتي كانت تحرص على ان تكون, قصة قصيرة من قصص يوميات رمضان.
صبغتها ابتسامات العناء, وفرحاتٌ شقية خلدتها الذاكرة بكاميرا فائقة الجودة وصورٌ معلقة على جدار زمن يتجدد بذكرها وذكراها. يستعيد عطر تلك الاطباق قبل طعمها, وتلك النظرات قبل همسها.
مائدة صغيرة مكونة من ابوين وأربعة أبناء و بنت واحدة، هي اخر العنقود..
هجير مكة.. ملامح اب جاد, سكونٌ لانتظار مدفع رمضان الذي نسمعه بوضوح يدوى بين جبال مكة, وبداية ليل طويل من "النزاعات" والحكايا يبدأ بحمل تلفزيون صغير الى سطوح المنزل لمتابعة برامج ما بعد الإفطار, وانتهاء بتأمين ماء زمزم بعد صلاة الفجر, لارواء عطش يوما جديد..
وما بين دفتي المغرب والفجر, يكمن رمضانٌ آخر.. تفاصيله قطع مزركشة كرواشين مكة, وضجيج أسواقها التي لا تهدأ.
.
شهركم مبارك.
.
اُماه.
.
يال عجينُ طعامكُ يا أمي
لا زال طري الملمس, عـُذري التكوين
وبدون رتوش الطباخين، وقهر الآلات المجنونة
كم كنت صغيراً اتذكر
ما لا تعنيه يداك الموسومة بالكيـّات
وجراح التنور... وأسلاك الجمر الحمراء
كنتي اطهرُ عاشقة حين اراك تدارين العينان مخافة أن تدمع
ولقلبك نبض الماءَ. بزمزم
انتِ زمزم.
انتِ عشقي الثائر حين تموت الازهار
وحمام الحب على مئذنة الحرم المكيّ
وطير الفجرية ُ حين يطوف ويستلم الاركان .. يـُقبـلها في طرفة عين
يا اعظم وشم في شفتي.. ان ذابت احبار الحب الزرقاء
.
.
احيانا ...سوداءٌ يا أمي..!
تدميني كامخالب نسر سارق
اتوهم أني عاشق
استنسخ ُ اشعارك وحروف قصائدك المنثورة في خبزٍ محروس بالآهات
عطريّ الانفاس
كشـَـعـرُك حين يخالطه الحناءُ مع الصلوات
لا زلتي مـِثلُ عجيـنـُك ... بل أجمل
مثل النور الكامل في وجه الكعبة... بل أنتِ يا أمي أكمل
وانا لا زلت العاشق. . تكـتـبك الخفقات
وصورة صوتي وبكائي... وصرير تجاويفٌ حـُفرت
في ذاكرة دخان التنور ..
ولُـبٍ اسمر.
.
.
براااق
الحازم
كنا نتقاتل في اعدادها ومساعدة امي رحمها الله التي كانت تسابق لحظات ما قبل الاذان وانضاج اطباقها البسيطة من مائدتها الرمضانية, والتي كانت تحرص على ان تكون, قصة قصيرة من قصص يوميات رمضان.
صبغتها ابتسامات العناء, وفرحاتٌ شقية خلدتها الذاكرة بكاميرا فائقة الجودة وصورٌ معلقة على جدار زمن يتجدد بذكرها وذكراها. يستعيد عطر تلك الاطباق قبل طعمها, وتلك النظرات قبل همسها.
مائدة صغيرة مكونة من ابوين وأربعة أبناء و بنت واحدة، هي اخر العنقود..
هجير مكة.. ملامح اب جاد, سكونٌ لانتظار مدفع رمضان الذي نسمعه بوضوح يدوى بين جبال مكة, وبداية ليل طويل من "النزاعات" والحكايا يبدأ بحمل تلفزيون صغير الى سطوح المنزل لمتابعة برامج ما بعد الإفطار, وانتهاء بتأمين ماء زمزم بعد صلاة الفجر, لارواء عطش يوما جديد..
وما بين دفتي المغرب والفجر, يكمن رمضانٌ آخر.. تفاصيله قطع مزركشة كرواشين مكة, وضجيج أسواقها التي لا تهدأ.
.
شهركم مبارك.
.
اُماه.
.
يال عجينُ طعامكُ يا أمي
لا زال طري الملمس, عـُذري التكوين
وبدون رتوش الطباخين، وقهر الآلات المجنونة
كم كنت صغيراً اتذكر
ما لا تعنيه يداك الموسومة بالكيـّات
وجراح التنور... وأسلاك الجمر الحمراء
كنتي اطهرُ عاشقة حين اراك تدارين العينان مخافة أن تدمع
ولقلبك نبض الماءَ. بزمزم
انتِ زمزم.
انتِ عشقي الثائر حين تموت الازهار
وحمام الحب على مئذنة الحرم المكيّ
وطير الفجرية ُ حين يطوف ويستلم الاركان .. يـُقبـلها في طرفة عين
يا اعظم وشم في شفتي.. ان ذابت احبار الحب الزرقاء
.
.
احيانا ...سوداءٌ يا أمي..!
تدميني كامخالب نسر سارق
اتوهم أني عاشق
استنسخ ُ اشعارك وحروف قصائدك المنثورة في خبزٍ محروس بالآهات
عطريّ الانفاس
كشـَـعـرُك حين يخالطه الحناءُ مع الصلوات
لا زلتي مـِثلُ عجيـنـُك ... بل أجمل
مثل النور الكامل في وجه الكعبة... بل أنتِ يا أمي أكمل
وانا لا زلت العاشق. . تكـتـبك الخفقات
وصورة صوتي وبكائي... وصرير تجاويفٌ حـُفرت
في ذاكرة دخان التنور ..
ولُـبٍ اسمر.
.
.
براااق
الحازم
التعديل الأخير: