البراك...نيلسون مانديلا
وأخيرا وفي آخر المطاف وبعد الكر والفرّ يقف مسلمّ البراك خلف القضبان الحديدية بلباس السجن الداكن لعشرة ايام على ذمّة التحقيق جعلت منه زعيما وطنيا خلال ايام معدودات يحاكي مع فارق التشبيه :
قصة الزعيم الافريقي الراحل نيلسون مانديلا (1918--- 2013 )المناهض للتمييز العنصري في افريقيا السوداء حيث دخل السجن شابا في الثلاثينات وخرج منه في الستينات ليصبح رئيسا للدولة .
كان امرالحبس لعشرة ايام من النائب العام لم يكن مبرّراً قانونا فلن يهرب البراك من الكويت وهو ممنوع من السفر اصلا ولن يؤثر في حالة اطلاقه على مجريات التحقيق فيما بعد لكن كان هدف الحجز سياسيا وذلك لاختبار ردة فعل مناصروه تمهيدا لاصدار حكما نهائيا بسجنه بما لايقل عن سنة في المرحلة القادمة .
لا احد هنا في الكويت يجهل من هو مسلّم البراك فهو رجل قد رهن نفسه ومستقبله من اجل مناهضة الفساد وخصوصا فيما يتعلّق بالمال العام وهو يمثل في نظر الكثيرين والقبائل خاصّة رمزا بطوليا ووطنيا ولاشك ان البرّاك اثناء مسيرته كان نظيف اليد وامينا مخلصا للمال العام وقد شهد له اعدائه قبل اصدقائه بنظافته رغم انه ردّدها في احيانا كثيرة انه لو اراد الملايين مثل غيره لكانت له اقرب من يده لكن رغم ذلك فقد تفاجأ اعدائه عندما بحثوا خلفه ان رصيده في البنك لم يتعدى سبعة الاف دينار وخمسمائة !!
لكن رغم النجوم المضيئة في مسيرة البرّاك الا ان مسيرته لم تخلُ من الشطط فكان يبالغ في كلامه ويمتهن التسويف والتأليف ويتهم الاخرين ويقذفهم ويسخر منهم ويهينهم فجال وصال على السلطة التشريعية فلما انتهى منها استلم الحكومة حتى وصل الى المساس بمسند الامارة في خطابه الشهير في ساحة الارادة وارتفعت القضايا المرفوعة ضده حتى تعدّت الثمانين قضية ولازالت تنظرها المحاكم لكن القشة التى قصمت ظهر البعير هي تعدّيه على السلطة القضائية بعد ان وضع يده بيد الشيخ المعارض ومن المؤكد ان البرّاك دخل النفق المظلم الذي ليس من بعده الا غياهب السجون :
فهل اصبح مسلّم البراك نيلسون منديلا الكويت والخليج ؟
الايام حبلى لتجيب على هذا السؤال مستقبلا .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: