داعش تبيع النفط للمهربين بمئات الملايين الدولارات
كشف مسؤولون في المخابرات الاميركية ان مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يبيعون النفط من الحقول والمصافي التي يسيطرون عليها في العراق لمجتمعات محلية ومهربين, مما يزيد من مواردهم المالية الوفيرة.
وأوضح المسؤولون, أمس, أن بعض النفط على الاقل يستخدم لتشغيل محطة للطاقة استولى عليها مقاتلو “داعش” بعد أن سيطروا على مساحات كبيرة من العراق منذ مطلع يونيو الماضي.
وقال المسؤولون, الذين تحدثوا إلى الصحافيين شرط عدم الافصاح عن اسمائهم, ان المتشددين الذين استولوا على بنوك حكومية ونهبوا منازل وشركات أصبحوا يمتلكون الآن “مئات الملايين من الدولارات”, موضحين أنه “في هذه المرحلة تنعم (الجماعة) بالتمويل الذاتي بشكل غامر”.
لكن المسؤولين لفتوا إلى أن التنظيم يدفع أموالاً لمقاتلين ويمول الخدمات العامة في الأراضي الخاضعة لسيطرته.
وتوقع مسؤولو المخابرات أن يجد التنظيم نفسه في وقت ما وقد تمدد أكثر من اللازم, خاصة إذا استمر في توسيع المناطق التي يسيطر عليها.
وبحسب تقييمهم, فإن “داعش” جماعة منظمة على نحو جيد, واستطاعت أن تتحول من مجموعة كانت تنفذ في الاساس تفجيرات انتحارية وهجمات أخرى لترويع المواطنين إلى تنظيم عسكري قادر على الاستيلاء على مناطق والاحتفاظ بها وإقامة آلية للحكم.
وعزا مسؤولون أميركيون تماسك التنظيم النسبي الى حقيقة أن الكثير من قادته احتجزوا معاً في سجون كان يديرها الاميركيون خلال الاعوام الثمانية التي أعقبت غزو العراق العام 2003, وكانوا آنذاك جزءاً من تنظيم “القاعدة” في العراق, تحت اسم “الدولة الإسلامية في العراق”.
وبحسب مسؤولي المخابرات, فإن الحكومة الاميركية تملك ملفات عن كثير من هؤلاء القادة, وان زعيمهم أبو بكر البغدادي, الذي أعلن نفسه “خليفة للمسلمين”, يمضي معظم وقته في التنقل بين مواقع في العراق وسورية.
في سياق متصل, أعلن الرئيس باراك اوباما, ليل اول من امس, ان الغارات الجوية الاميركية على مواقع “داعش” تمكنت من كسر الحصار المفروض على جبل سنجار شمال العراق حيث لجأ آلاف اليزيديين, مؤكدا انه سيتم سحب الجنود الاميركيين الذين أرسلوا الى المنطقة في مهام استطلاعية.
لكنه أكد أن الغارات الجوية الاميركية ضد مقاتلي التنظيم ستتواصل إذا ما هدد هؤلاء الموظفين الأميركيين والمنشآت الأميركية في المنطقة, بما في ذلك في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان.
وقال في تصريح إلى الصحافيين في مارتاس فينيارد في ماساشوستس حيث يقضي اجازته ان “الخلاصة هي ان الوضع في الجبل تحسن بشكل كبير, ويجب ان يفخر الاميركيون بشدة بجهودهم لأنه بمهارة وحرفية جيشنا, وسخاء شعبنا, تمكنا من كسر حصار تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على جبل سنجار”.
وأضاف “لقد ساعدنا في إنقاذ حياة العديد من الابرياء. وبفضل هذه الجهود, لا نتوقع القيام بعملية إضافية لاجلاء الناس من الجبل, ومن غير المرجح ان نحتاج الى مواصلة عمليات إسقاط المساعدات الانسانية من الجو على الجبل”.
وإثر تصريح أوباما, أعلنت وزارة الدفاع الاميركية انه يوجد في جبل سنجار حالياً ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف يزيدي.
وقال المتحدث باسمها جون كيربي انه بحسب تقديرات عناصر الاستطلاع الاميركيين ال¯20 الذين أرسلوا الى المكان, فإنه يوجد في جبل سنجار ما بين “4000 و5000″ شخص, مشيرا الى ان “عددا منهم, ربما 2000, يعيشون هناك ولا يريدون المغادرة بالضرورة”.