ومما جاء في السنة المطهرة مشيراً إلى محق الباطل وأهله ضمناً، وإلى تحقيق موعود الله لهذه الأمة صراحة قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم عن ثوبان: (إن لله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها)، وقوله فيما أخرجه أحمد في مسنده (17082) عن تميم الداري: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مَدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر).
والله نسأل أن يستخلفنا ولا يستبدلنا وأن يجعلنا ممن يُعز بهم الإسلام وأن يلحقنا بمن في أكناف بيت المقدس ممن هم ظاهرون على الحق وأن ييسر لنا سبل الوصول إليهم، وأن يجمعنا وإياهم في الدنيا على محبته ورفعة دينه وفي الآخرة في مستقر رحمته..اللهم آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخاتمة:
يحق لنا بعد كل ما تقدم أن نقول بكل ثقة ويقين مرددين ما ذكره الدكتور أحمد عصام البشري المفكر السوداني وعضو المجلس الوطني، في مجلة القدس العدد 24ص 6:
إن الحق التاريخي لليهود في أرض فلسطين والزعم بأن إسرائيل ما جاءت لتحتل أرضاً بل لتسترد حقاً، فرية شوهاء وكذبة بلقاء لا تقوم على ساق ولا تنهض بها حجة، وهي أوهى من بيت العنكبوت، كما أن القول بأن لليهود حقاً دينياً في فلسطين بدعوى أنها تُعد الآن امتداداً لمملكة داود التي قامت في القرن العاشر قبل الميلاد، لا يقوى أمام التحقيق العلمي، وكذا ما استطاعوا أن يؤثروا به على الغرب المسيحي من الاعتقاد بأن عودة المسيح مرهون بتجميع اليهود في أرض فلسطين، والإعلان بأن تأسيس الكيان الصهيوني تحقيق للنبوءة التوراتية التي تقول: إن الله وعد إبراهيم (بأن يعطي نسله أرض فلسطين. وكذلك وعد ابنه إسحاق وحفيده يعقوب ..)، كل ذلك وهم كبير، ذلك أن (أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا .. آل عمران/68)، كما أن الإمامة لا تنتقل بالوراثة وإلا شابها الجور والظلم الذي لا يرضى عنه رب العزة القائل لإبراهيم عندما (قال ومن ذريتي) طالباً إياها لبنيه ولبني بنيه من بعده، فكان الجواب من الله (قال لا ينال عهدي الظالمين .. البقرة/124).
وأضيف أن ادعاء يهود للحق الديني في أرض الميعاد إنما تبخر جراء مواقفهم المتمردة على أوامر الله وفعلهم الشر في عيني الرب وإغاظته، وبارتباط أكثر من ألف مليون مسلم الآن وأضعاف أضعاف ذلك من قبل ومن بعد إلى قيام الساعة بمنتهى مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم ومفتتح معراجه إلى سدرة المنتهى، كما تبخر ادعاؤهم بحقهم التاريخي بأسبقية العرب في هذه البلاد بألفي عام، وبغربتهم عن هذه البلاد منذ وقت امتلاكهم لها أيام داود كما جاءت بذلك نصوص التوراة [سفر القضاة 19: 11-12و صموئيل الثاني 24: 21-25] وإلى زوال دولتهم على أيدي الآشوريين والبابليين وهي فترة لا تزيد في جملتها عن مائة عام، والتاريخ وعموم الكتب المقدسة تشهد أنهم عاشوا فيها غرباء كما تشهد وتسجل أنهم عندما دخلوها لم يجدوها فارغة وعندما رحلوا عنها لم يتركوها فارغة، لقد كان فيها أهلها الفلسطينيون (الكنعان) المذكورون في التوراة والذين لا يزالون سلفهم الممتد إلى يوم القيامة على الرغم من محاولات تغيير معالم الأرض بعد اغتصابها واتباع كافة أساليب الإخراج، تلك المحاولات والأساليب التي يتبعها معشر يهود وتشهد بأنهم أعظم وأشد الناس معاداة للسامية.
وعليه فإن ثمة خيانة تلحق العرب والمسلمين إن هم فرطوا في شبر واحد من أرض فلسطين قاطبة أو في قدسهم الشريف على وجه الخصوص، وذلك بموجب الوثيقة العمرية التي أُمرنا من المعصوم صلى الله عليه وسلم بأن نعض على سنة صاحبها بالنواجذ، تلك الوثيقة التي نصت على ألا يسكن أرض إيلياء (فلسطين) يهودي واحد، والتي جاء في آخرها: "وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين".. بل وبموجب نصوص التوراة نفسها التي باسمها ينتهكون العرض ويحتلون الأرض ويريدونها من النيل إلى الفرات، إذ التوراة عينها هي التي انتزعت منهم حقهم في العودة إلى أرض فلسطين- التي هي في الأساس ليست لهم- وذلك بعد أن عاودوا أغاظوا الرب بمعبوداتهم الباطلة وتآمروا على أنبيائه وحرفوا الكلم عن مواضعه، وبعد أن خالفوا شرائعه ووصاياه، فاستحقوا بذلك أن يبددهم إلى الزوايا ويبطل من الناس ذكرهم [سفر التثنية32: 26]، ويذلهم ويستأصلهم من الأرض التي وعدهم من قبل بامتلاكها ويشتتهم في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها [سفر التثنية4: 25-27، 8: 17-20، 28: 63، 64، 30: 15-20، 32: 26وسفر الملوك الأول 9: 3-9 وسفر الملوك الثاني 17: 11-20وإرميا 25: 23].
ألا فليذهب أولئك الأنجاس وليرحلوا عن ديارنا ومقدساتنا، وليبحثوا عند من منّوهم بالرجوع إلى فلسطين، عن مكان آخر، أو فليعودوا من حيث جاءوا.. فلا مكان لهم بيننا وللبلاد المقدسة أهلها، ويتوجب عليهم حتى يقضي الله فيهم أمراً كان مفعولاً، أن يكفوا عن ظلمهم وبغيهم وعبثهم بالحرمات والمقدسات وإلا فـ (فليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. الشعراء/27)، (وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.. الرعد/42).
ولله من وراء القصد وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
انتهى في رجب الأغر من عام 1425من الهجرة المباركة.
والله نسأل أن يستخلفنا ولا يستبدلنا وأن يجعلنا ممن يُعز بهم الإسلام وأن يلحقنا بمن في أكناف بيت المقدس ممن هم ظاهرون على الحق وأن ييسر لنا سبل الوصول إليهم، وأن يجمعنا وإياهم في الدنيا على محبته ورفعة دينه وفي الآخرة في مستقر رحمته..اللهم آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخاتمة:
يحق لنا بعد كل ما تقدم أن نقول بكل ثقة ويقين مرددين ما ذكره الدكتور أحمد عصام البشري المفكر السوداني وعضو المجلس الوطني، في مجلة القدس العدد 24ص 6:
إن الحق التاريخي لليهود في أرض فلسطين والزعم بأن إسرائيل ما جاءت لتحتل أرضاً بل لتسترد حقاً، فرية شوهاء وكذبة بلقاء لا تقوم على ساق ولا تنهض بها حجة، وهي أوهى من بيت العنكبوت، كما أن القول بأن لليهود حقاً دينياً في فلسطين بدعوى أنها تُعد الآن امتداداً لمملكة داود التي قامت في القرن العاشر قبل الميلاد، لا يقوى أمام التحقيق العلمي، وكذا ما استطاعوا أن يؤثروا به على الغرب المسيحي من الاعتقاد بأن عودة المسيح مرهون بتجميع اليهود في أرض فلسطين، والإعلان بأن تأسيس الكيان الصهيوني تحقيق للنبوءة التوراتية التي تقول: إن الله وعد إبراهيم (بأن يعطي نسله أرض فلسطين. وكذلك وعد ابنه إسحاق وحفيده يعقوب ..)، كل ذلك وهم كبير، ذلك أن (أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا .. آل عمران/68)، كما أن الإمامة لا تنتقل بالوراثة وإلا شابها الجور والظلم الذي لا يرضى عنه رب العزة القائل لإبراهيم عندما (قال ومن ذريتي) طالباً إياها لبنيه ولبني بنيه من بعده، فكان الجواب من الله (قال لا ينال عهدي الظالمين .. البقرة/124).
وأضيف أن ادعاء يهود للحق الديني في أرض الميعاد إنما تبخر جراء مواقفهم المتمردة على أوامر الله وفعلهم الشر في عيني الرب وإغاظته، وبارتباط أكثر من ألف مليون مسلم الآن وأضعاف أضعاف ذلك من قبل ومن بعد إلى قيام الساعة بمنتهى مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم ومفتتح معراجه إلى سدرة المنتهى، كما تبخر ادعاؤهم بحقهم التاريخي بأسبقية العرب في هذه البلاد بألفي عام، وبغربتهم عن هذه البلاد منذ وقت امتلاكهم لها أيام داود كما جاءت بذلك نصوص التوراة [سفر القضاة 19: 11-12و صموئيل الثاني 24: 21-25] وإلى زوال دولتهم على أيدي الآشوريين والبابليين وهي فترة لا تزيد في جملتها عن مائة عام، والتاريخ وعموم الكتب المقدسة تشهد أنهم عاشوا فيها غرباء كما تشهد وتسجل أنهم عندما دخلوها لم يجدوها فارغة وعندما رحلوا عنها لم يتركوها فارغة، لقد كان فيها أهلها الفلسطينيون (الكنعان) المذكورون في التوراة والذين لا يزالون سلفهم الممتد إلى يوم القيامة على الرغم من محاولات تغيير معالم الأرض بعد اغتصابها واتباع كافة أساليب الإخراج، تلك المحاولات والأساليب التي يتبعها معشر يهود وتشهد بأنهم أعظم وأشد الناس معاداة للسامية.
وعليه فإن ثمة خيانة تلحق العرب والمسلمين إن هم فرطوا في شبر واحد من أرض فلسطين قاطبة أو في قدسهم الشريف على وجه الخصوص، وذلك بموجب الوثيقة العمرية التي أُمرنا من المعصوم صلى الله عليه وسلم بأن نعض على سنة صاحبها بالنواجذ، تلك الوثيقة التي نصت على ألا يسكن أرض إيلياء (فلسطين) يهودي واحد، والتي جاء في آخرها: "وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين".. بل وبموجب نصوص التوراة نفسها التي باسمها ينتهكون العرض ويحتلون الأرض ويريدونها من النيل إلى الفرات، إذ التوراة عينها هي التي انتزعت منهم حقهم في العودة إلى أرض فلسطين- التي هي في الأساس ليست لهم- وذلك بعد أن عاودوا أغاظوا الرب بمعبوداتهم الباطلة وتآمروا على أنبيائه وحرفوا الكلم عن مواضعه، وبعد أن خالفوا شرائعه ووصاياه، فاستحقوا بذلك أن يبددهم إلى الزوايا ويبطل من الناس ذكرهم [سفر التثنية32: 26]، ويذلهم ويستأصلهم من الأرض التي وعدهم من قبل بامتلاكها ويشتتهم في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها [سفر التثنية4: 25-27، 8: 17-20، 28: 63، 64، 30: 15-20، 32: 26وسفر الملوك الأول 9: 3-9 وسفر الملوك الثاني 17: 11-20وإرميا 25: 23].
ألا فليذهب أولئك الأنجاس وليرحلوا عن ديارنا ومقدساتنا، وليبحثوا عند من منّوهم بالرجوع إلى فلسطين، عن مكان آخر، أو فليعودوا من حيث جاءوا.. فلا مكان لهم بيننا وللبلاد المقدسة أهلها، ويتوجب عليهم حتى يقضي الله فيهم أمراً كان مفعولاً، أن يكفوا عن ظلمهم وبغيهم وعبثهم بالحرمات والمقدسات وإلا فـ (فليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. الشعراء/27)، (وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار.. الرعد/42).
ولله من وراء القصد وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
انتهى في رجب الأغر من عام 1425من الهجرة المباركة.