د.ابراهيم الشرقاوي
عضو جديد
ما الذي حدث ؟ ما الذي تغير ؟ ما الذي تبدل ؟!
في الثمانينيات و التسعينيات كان الخطاب الديني ملئ بالمحرمات والممنوعات خاصة في دول الخليخ العربي وهو غير ساري في باقي بلدان الوطن العربي ، وإن كان هناك قلة لديهم يرون ذلك إلا إنهم يحاربون ويعتبرون من المتشددين بل ويوصفون أحياناً بالتكفيريين ، على عكس ماهو قائم لدينا في الخليج على اعتبار أن ذلك هو الأصل العام وماعداه إستثناء .
الأغاني حرام ، لا تصور فالصورة حرام ، لا تلعب كرة القدم فهي حرام أيضا ، لا تشاهد التلفاز فهو الآخر حرام ، لا تصافح النصارى ولا تكلمهم فذلك حرام ، لا تعمل في مكان تتواجد فيه إمرأة ، لا تستمع لهذا الشيخ فهو أشعري والآخر صوفي والٓثالث مبتدع .
لا تفعل هذا ولا تعمل ذاك ولا تقرب هذا الشئ ولا تنادي بهذا ولا تطالب بذاك ولا ولا ولا ؟!
الكثير من المحرمات والمحظورات والمنهيات والممنوعات وإلا فمصيرك محتوم ومكانك معروف وهو نار جهنم إلى أبد الآبدين ، أما إذا أردت الدين الحق فخذه من هذا الشيخ أو ذاك وما عداهم فسيدخلونك النار لأنهم إما مبتدعة أو صوفية أو أشاعرة .
أما الآن فلا بأس بالأغاني إن لم تتضمن الفحش والكلام البذئ ، فهذا هو الإمام الغزالي يقول :
من لم يهزه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره ، فاسد المزاج ليس له علاج .
أما كرة القدم فلا ندعوك لممارستها والاستمتاع بها فقط بل نحن من ينظم بطولاتها ونحثك على المشاركة بها ونقدم لك الجوائز على ذلك .
ومسألة مصافحة النصاري والحديث معهم فقد كانت جريمة لا تغتفر أما الآن فهي مسألة فيها نظر فهم من أصحاب الكتاب وغيرها الكثير .
بدأت أسأل وأبحث عند المعنيين بالأمر ، ما الذي تغير ؟ وما سبب هذا التغير ؟
فأجابني الأول : بعد توافر وسائل الاتصال وسهولة الوصول إلى المعلومة وتيسر الحصول على البحوث والدراسات الشرعية للعلماء المسلمين من مختلف أرجاء المعمورة إكتشفنا علماء ومفسرين وفقهاء بعضهم يفوق علماؤنا ولهم آراء صحيحة وقاطعة في المسائل التي تنازعنا فيها في السابق ، مما اضطرنا لتبديل الخطاب الإسلامي .
وأجابني الثاني : حدث ذلك بسبب انخراط القائمين على الدعوة في السياسة مما جعلهم يغضون الطرف عن بعض المسائل الشرعية لكسب الناس من منطلق ( الجمهور عايز كده ) وهذا خطأ وفيه تساهل وإضاعة للدين .
وأنا بدوري هنا أتساءل : هل هو تبديل أم تجديد في الخطاب الديني ؟ فإن كان ذلك تجديداً فلا خلاف فيه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : " ..... وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شانه ..." أي أن يواكب عصره في غير مس بالثوابت مما أمر به الله ورسوله ومانهى عنه الله ورسوله .
ففي قوله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... " ولكن بعد أن من الله على المسلمين بالفتح وانتشار الإسلام ، جاء قوله تعالى : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "
فإن كان ما حدث ويحدث تجديداً ليواكب العصر الذي نعيشه دون المساس بالثوابت فلا بأس في ذلك ، ولكن إن كان مجرد تبدل في الخطاب الديني لأي سبب من الأسباب التي أسلفنا فذلك أمر مرفوض ويعد عبثاً بالدين وإساءة له .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي
في الثمانينيات و التسعينيات كان الخطاب الديني ملئ بالمحرمات والممنوعات خاصة في دول الخليخ العربي وهو غير ساري في باقي بلدان الوطن العربي ، وإن كان هناك قلة لديهم يرون ذلك إلا إنهم يحاربون ويعتبرون من المتشددين بل ويوصفون أحياناً بالتكفيريين ، على عكس ماهو قائم لدينا في الخليج على اعتبار أن ذلك هو الأصل العام وماعداه إستثناء .
الأغاني حرام ، لا تصور فالصورة حرام ، لا تلعب كرة القدم فهي حرام أيضا ، لا تشاهد التلفاز فهو الآخر حرام ، لا تصافح النصارى ولا تكلمهم فذلك حرام ، لا تعمل في مكان تتواجد فيه إمرأة ، لا تستمع لهذا الشيخ فهو أشعري والآخر صوفي والٓثالث مبتدع .
لا تفعل هذا ولا تعمل ذاك ولا تقرب هذا الشئ ولا تنادي بهذا ولا تطالب بذاك ولا ولا ولا ؟!
الكثير من المحرمات والمحظورات والمنهيات والممنوعات وإلا فمصيرك محتوم ومكانك معروف وهو نار جهنم إلى أبد الآبدين ، أما إذا أردت الدين الحق فخذه من هذا الشيخ أو ذاك وما عداهم فسيدخلونك النار لأنهم إما مبتدعة أو صوفية أو أشاعرة .
أما الآن فلا بأس بالأغاني إن لم تتضمن الفحش والكلام البذئ ، فهذا هو الإمام الغزالي يقول :
من لم يهزه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره ، فاسد المزاج ليس له علاج .
أما كرة القدم فلا ندعوك لممارستها والاستمتاع بها فقط بل نحن من ينظم بطولاتها ونحثك على المشاركة بها ونقدم لك الجوائز على ذلك .
ومسألة مصافحة النصاري والحديث معهم فقد كانت جريمة لا تغتفر أما الآن فهي مسألة فيها نظر فهم من أصحاب الكتاب وغيرها الكثير .
بدأت أسأل وأبحث عند المعنيين بالأمر ، ما الذي تغير ؟ وما سبب هذا التغير ؟
فأجابني الأول : بعد توافر وسائل الاتصال وسهولة الوصول إلى المعلومة وتيسر الحصول على البحوث والدراسات الشرعية للعلماء المسلمين من مختلف أرجاء المعمورة إكتشفنا علماء ومفسرين وفقهاء بعضهم يفوق علماؤنا ولهم آراء صحيحة وقاطعة في المسائل التي تنازعنا فيها في السابق ، مما اضطرنا لتبديل الخطاب الإسلامي .
وأجابني الثاني : حدث ذلك بسبب انخراط القائمين على الدعوة في السياسة مما جعلهم يغضون الطرف عن بعض المسائل الشرعية لكسب الناس من منطلق ( الجمهور عايز كده ) وهذا خطأ وفيه تساهل وإضاعة للدين .
وأنا بدوري هنا أتساءل : هل هو تبديل أم تجديد في الخطاب الديني ؟ فإن كان ذلك تجديداً فلا خلاف فيه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : " ..... وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شانه ..." أي أن يواكب عصره في غير مس بالثوابت مما أمر به الله ورسوله ومانهى عنه الله ورسوله .
ففي قوله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ... " ولكن بعد أن من الله على المسلمين بالفتح وانتشار الإسلام ، جاء قوله تعالى : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "
فإن كان ما حدث ويحدث تجديداً ليواكب العصر الذي نعيشه دون المساس بالثوابت فلا بأس في ذلك ، ولكن إن كان مجرد تبدل في الخطاب الديني لأي سبب من الأسباب التي أسلفنا فذلك أمر مرفوض ويعد عبثاً بالدين وإساءة له .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي