سياحة في صروح كويتية..

البريكي2020

عضو فعال
سياحة في صروح كويتية..


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @ahmad_alburaiki



شاشة وصور وذكريات وفيلم تَعنون بـ"نبني وإياهم جسورا من المحبة".. يرمز للصداقة الكويتية الأميركية منذ القِدم، وأوقاتي أقضيها متنقلاً بين غرف وممرات البناء الذي عرفه الكويتيون فيما قبل باسم "الأمريكاني"، وهو أول بناء يُبنى من الإسمنت المسلح بالحديد خلف سور الكويت الثاني، كذلك يُعد أول مشفى في الكويت، أنشأته الإرسالية الأميركية التبشيرية سنة 1912، ويملك مكانةً ومكاناً متميزا منذ قرن وقليل، بالقرب من كنيسة الوطيَة، وعلى مد بصر بسيط من قصر السيف عند خليج الكويت، واستمر العمل التطبيبي فيه من ذاك الوقت حتى تسلمت وزارة الصحة مهام الرعاية الصحية في الكويت بعد الاستقلال، ليغلق أبوابه بشكل نهائي سنة 1967.
في إحدى القاعات المزدانة بنوادر التصاوير، التقطتُ صورة مع صورة أول طبيبة نسائية مارسَت مهمتها النبيلة في الخليج، وهي الدكتورة "اليانور كالفرلي".. وعرفها الكويتيون باسم "خاتون حليمة"، وعند تسلم أول مهمة لها جاءتها جارية سوداء مصابة بقرح في ركبتها تقصد العلاج. فسألتها عن اسمها واسم والدها لتسجيله في سجل الدخول الجديد كأول سيدة يتم علاجها بشكل رسمي فأجابت المرأة بان اسمها "مبروكة"، ولا تعرف اسم والدها، لأنها كما قالت اختطفت من سواحل أفريقيا وهي طفلة وأحضرت إلى الكويت، (كان ذلك أمراً معتاداً آنذاك نظراً لغياب القانون الناهي عن العبودية وتصدير البشر).
وقد كانت الدكتورة اليانور محبوبة جداً في أوساط المجتمع الكويتي، ولها قبول وشهرة لإخلاصها في عملها الإنساني، أنجبت خلال حياتها ثلاث بنات أطلقت عليهن أسماء كويتية خالصة (قماشة، نعيمة ونورة).. والابنة الأخيرة زارت الكويت سنة 1985 بعد أن غادرتها قبل ذلك بخمسة عقود مع والدتها، وكانت في الرابعة عشرة من العمر، وأجرى التلفزيون الكويتي يومها لقاء معها (موجود في اليوتيوب)، اليوم قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب برعاية هذا الصرح المهم في تاريخ الكويت، عاملاً على تحويله إلى مركز ومنارة للفن والثقافة والتراث.
ليس ببعيد عن المستشفى الأمريكاني يقع باتجاه الشرق في منطقة شرق متحف الفن الحديث، الذي تم افتتاحه عام 2003 ليكون شاهدا على أعمال كويتية مبدعة، ومن مشاهداتي في باطِن المتحف الفني الجميل، لوحة للفنان الكويتي عبدالله القصّار، رسمها أثناء دراسته في مصر عام 1970، وتُمثل مشروعاً عن القَمح في الأقصر، وهي معلقة زيتية عريضة تستحق الاهتمام، وفي قاعة مفتوحة على "حوش" البيت التراثي كان البشت الكويتي الأنيق المعلّق على الكرسي الأعرج، وهي تشكيلة سوريالية غائمة الرمزية، أظن أن لها دلالة عن وجاهة اجتماعية زائفة، ومنحوتة برونزية لاستراحة "الكويتي الفاضي"، أبدعها النحات الكويتي خزعل القفاص سنة 1979، وهي مطبوخة فنية تقليدية تُظهر جمال الزي الكويتي الذي تستّرت أصالته مع هجوم جيل الحاضر، ليتحول إلى صورة ظليّة وماضِ، وفي نهاية الجولة كانت خزفية "الهبّان".. أو "الصميل".. للفنان عيسى صقر، وهو عمل ذو علامة مزدوجة للامتداد الإرثي في المجتمع الكويتي بشقيه البدوي والحضري.
 

أم فواز

فـزّاعة
جميل جدا هذا الوصف اخي الكريم @البريكي2020
تمنيت لو كانت هنا مقتطفات من الصور ..
ولكن .. انت هنا تشجع الجميع للذهاب الى هناك
ورؤية هذا الجمال .
شكرا لك ولمقالك الرائع ..
 
أعلى