الفكر اَلْمَشْيَخِيِّ وثقافة الغطرسة

صانع التاريخ

عضو بلاتيني
الفكر اَلْمَشْيَخِيِّ * دولة اَلْمَشْيَخَةِ ؛ مصطلحان بات معارضو الأنظمة السياسية الحاكمة في دول الخليج العربية يرددونها في إشارة منهم إلى ما يعتبرونه سلوكا سلطويا متعسفا ومتخلفا لتلك الأنظمة .

لسنا هنا بصدد تقييم سياسات الحكومات الخليجية أو تسجيل موقف بشأن طروحات معارضيها ، لكننا نريد التأكيد على الحقائق التالية :
أولا – الاستبداد والقمع والانفراد بالقرار والاستحواذ على الثروات تمثل سلوكا مرفوضا من أي نظام حكم كان ، ويكفينا أن الله سبحانه قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بمشاورة أصحابه رغم كونه مؤيدا بوحي السماء ؛ إذ قال سبحانه وتعالى : " وَشَاْوْوِرْهُمْ فِيْ اَلْأَمْرِ " ، فما بالنا ببشر مجتهدين قابلين للصواب والخطأ إن أحسنا فيهم الظن وقابلين أيضا للاندفاع وراء أهوائهم وشهواتهم وانفعالاتهم لأن الله لم يؤدبهم كما أدب نبيه عليه الصلاة والسلام الذي قال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " ، إضافة إلى ذلك فإن الحاكم المستبد ومنظومته السياسية يمثلان سلوكا سياسيا غير رشيد لأنه ليس مُنطلِقًا من استراتيجية بعيدة المدى لبناء الدولة وإنما يتبنى فكرة أن الدولة مزرعة كبيرة له والشعب فيها مجرد قطيع غنم ، لذلك فإن النظم الاستبدادية تنهار أمام الثورات بسرعة هائلة لأنها لا تملك أساس البقاء ولا مقتضيات الصمود .
ثانيا – الاستبداد والتعسف سلوك لا يرتبط بالمسميات السياسية للحكام فحسب ( رئيس * ملك * أمير ) ؛ بل هي ثقافة يمكن أن يتبناها الوزير أو وكيل الوزارة أو المدير أو حتى رئيس الفراشين ، فحينما تشيع ثقافة الاستبداد في أوساط الناس ثم يمارسونها تجاه بعضهم البعض تصبح الشعوب قابلة لإنتاج الطغاة من الحكام ؛ فهؤلاء لم يأتو من السماء ولا هم بنبت دخيل على أرضهم ، فمَن مارس الاستبداد في أي جانب من جوانب حياته لا يحق له الصراخ من ألم طغيان الحاكم إذ أنه هو ذاته لو تولى الحكم لاستبد في ممارسة السلطة .
ثالثا – ثقافة الغطرسة هي الوليدة الطبيعية للفكر الاستبدادي سواء تمت ممارسة ذلك الفكر كسلوك على الأرض في حكم الدول أو إدارة الشركات أو معاملة الأهل في البيوت أو حتى في منتديات الفكر والثقافة عندما يبلغ الغرور ببعض المثقفين حدا يصل به إلى تقديس آرائه ورؤاه ويسفه كل مُختلف عنه أو معه على طريقة الكاوبوي جورج بوش صاحب شعار " مَن ليس معنا فهو ضدنا " ، فبعض أرباب السياسة والثقافة ممَن رفعوا لواء رفض الفكر اَلْمَشْيَخِيِّ يتبنون ثقافة الغطرسة المبنية على ذلك الفكر ، فمِن هؤلاء مَن ينطلق من أجندات دينية إقصائية لا تؤمن بالتعايش مع الآخر وإن لَطَّفَ بعض هؤلاء خطابهم لنفي هذه الصبغة عنهم ، ومِن معارضي الفكر اَلْمَشْيَخِيِّ مَن يرى أي أسلوب معارضة يخالف أسلوبه أو أي طرح يتعارض مع أفكاره انحرافا بل ويمكن أن يكون عمالة للسلطة بُغية تخريب ما يعتبره نضالا سياسيا ، وسلوك هؤلاء مُخيف إذ أن دورات الزمان وكما علمنا التاريخ قد تقود بعضهم إلى سُدة الحكم أو التأثير المباشر في مطبخ صناعة القرار وقد يصبحون مع تشبعهم بثقافة الغطرسة وشعورهم بالتهميش لفترة طويلة من الزمن أكثر استبدادا من قادة دولة اَلْمَشْيَخَةِ !

مخلص الكلام أن حربنا ضد اَلْمَشْيَخَةِ كفكر يجب أن تسير في خط متوازٍ مع حربنا لثقافة الغطرسة وإلا فإنه قد يأتي علينا يوم نظن في بدايته أننا قد تنفسنا عبير الحرية وتخلصنا من النهج السلطوي الاستبدادي ؛ لكننا في نهاية ذلك اليوم قد ندخل في ليل أشد ظُلمة مما نحن فيه الآن ونقول : " ما طبنا ولا غدا الشر " !
 

ابن الهازمي

عضو بلاتيني
ابشر بكرة بنجيب ولي فقيه ولا خليفة للمسلمين ونبايع البغدادي ولا رئيس دولة مثل بشار ولا القذافي ولا ابن علي عشان خاطرك :D
اقول الله يعزهم من ملوك وشيوخ عزونا وغيرهم أهانوا شعوبهم
روح ياشاطر العب غيرها الشعوب الخليجية لن تضحك عليهم هذي الهرطقة
 

عمر بن معاويه

عضو مخضرم
يبدو لي ان المقالة تتعلق بالتغيرات الاخيرة بأحد الدول الخليجية
اقول
دول الخليج العربية تريد نشر الديمقراطية و ثقافة الدستور في العالم لكن فيه للاسف سوء فهم
 
أعلى