الكويت أولا. الكويت أو (لا)

البريكي2020

عضو فعال
الكويت أولا. الكويت أو (لا)


بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @qdeem



مع مغيب شمس الجمعة الماضية، يسدل يوم الكويت على مشهد قانٍ حزين، عنوانه محاولة قتل كل قيمة نقيّة صنعها عبر السنين أهل الكويت الأنقياء.
أهل الكويت الذين تجاوروا وتزاوروا وتآزروا، ووقفوا بكل فئاتهم في وجه المصائب الجِسام لمئات السنين، عبوراً بمعارك الرجال الأولين، ومواقع البر والبحر على حد سواء، ودحر الغزاة الآثمين وإطفاء لهائب الحقد التي أشعلت آبارهم، والوقوف تعاضداً في وجه دسائس العابثين.
فعلمتهم معاناة تلك الأيام الطوال بأن السلام يكمن في حب الآخر ونبذ التفرقة، وكسر نصل سكين التعصّب والخلاف، فصارت بلدهم محطة للقدوم لكل باحث عن رزق كريم وطالب للأمان، ومنارة تضيء في ليل الإقليم الموحش تعلم ماهية الاختلاف، ومعنى حرية الفكر والالتحام عند الملمات، ونخلة خير وحياة لا ينضب ثمرها، هي الأرض الخيّرة التي امتدت أيادي عطائها لتصل لكل يد محتاجة في كل أرض.
نعم.. كان يوم أمس احتراقاً في قلب الوطن، كان يوما حزينا آخر يمر على الكويت التي ناءت أكتافها عن حمل المصائب والأحداث المأساوية التي يحيكها في الظلام أهل الظلام لينشروها سماً زعافا وموتاً مقيتاً في النهار.
..
دمعة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد -حفظه الله- في موقع الحادث الأليم أعادت للأذهان دمعة أخرى كانت صادقة، هي دمعة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد -رحمه الله- في المحفل الأممي عندما فقدنا الوطن الذي نحب، واجتمعنا كلنا في قلب قائد يحب الوطن.
..
لم يزل صدى مكالمة ذلك البعثي الذميم عام 2003، وبعد سقوط عرش زعيمه، تتردد على مسمع شاهد وهو يقول: سنحرق الكويت يوماً، وسنجعلها أرض فتنة وهلاك، وسنغزوها تدميراً تارة أخرى لكن هذه المرة في عمقها..
فهل يخيب نعيق شؤم ذاك الغراب اللعين؟!
 
أعلى