ليس صحيح لن نخسر الشعب المصري انا رديت على كبارالكتاب المصريين ومعظم المصريين شكروني ،حينما رأيت جبن معظم الصحافيين والكتاب الخليجيين وكأنما حدودبت ظهورهم وتقوست أرجلهم وارتعشت أيديهم فلم تستطع تحمل أقلامهم ، طرقت باب هؤلاء المتأقزمين وفتحت ملفات جيشهم بأول مقالي لي والذي حمل عنوان :
"لا أدري لماذا اتذكر مكالمة زعيم النكسة كلما شاهدت رمز النكسة محمد حسنيين هيكل"
مكالمة عام 1967م بينما الطائرات الإسرائيلية تنتهك ، سماء مصر وتدمر سلاح الجو المصري ما يزيد على سبعة وتسعين بالمئة من سلاح الطيران المصري على الأرض, وبينما عمت الفوضى أنحاء سيناء والجنود ينسحبون بلا نظام, فمنهم من يقع في أسر قوات العدو ومنهم من يلقى ربه برصاص طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية التي انتشرت في سيناء تبحث عن جنود أو معدات أو قوافل لتدمرها ، بعد أن تحول الأمر إلى متعة لديهم كما تقول مذكراتهم ،وبينما كان أهالي سيناء يجوبون الصحراء بحثاً عما تبقى من جنود جيش النكبات و النكـسات و الهزائم لإيوائهم وإخفاءهم عن أعين قوات العدو، البعض كان حسن الحظ فلم يتعرض للأسر سوى لساعات ،بعد أن اكتفت الدوريات الإسرائيلية بقتل من قتلوا وبعد أن امتلأت معسكرات الأسرى بجنود وضباط جيش النكبات و النكـسات و الهزائم الذي أسقط طائرات العدو الإسرائيلي في صوت العرب هنا القاهرة وحرر فلسطين في مانشيتات الأهرام والأخبار بقلم رمز النكسة هيكل , فلم تعد قوات العدو قادرة على توفير الطعام والشراب لكل هذا العدد من الأسرى فكانوا يلقون إليهم بقشر البرتقال ، أما أصحاب الحظ الحسن ضطروا إلى حفر قبورهم بأيديهم ثم تحصدهم الرشاشات الإسرائيلية بعد أن يقوم شارون أو رابين باستعراضهم وهم بملابسهم الداخلية ولم يتناولوا إفطاراً بائساً مكوناً من قشر البرتقال ،ولكن تمت مبادلتهم بالبطيخ والشمام في مهانة لم يتعرض لها جيش على مر التاريخ..
وبينما يحتفل الإسرائيليون بانتصارهم الساحق على جيش النكبات و النكـسات و الهزائم وبعد أن تحولت سيناء إلى كتلة من الدخان الأسود والنار المشتعلة وبعد أن انتهى القتال فعلياً ، كان جمال عبد الناصر الزعيم الملهم أخر الأنبياء كما سماه الشاعر الراحل نزار قباني في إحدى قصائده سامحه الله وهو لا يعدو كونه سوى أكبر حمار ناهق عرفته العرب يدير قرص التليفون الرئاسي ليتصل بالملك حسين إبن طلال ملك الأردن ،الشاب وقتها ليحرضه على إصدار بيان مشترك يتهم فيه الإتنان كل من أمريكا وبريطانيا بالاشتراك في الحرب مع إسرائيل ليست الكارثة في هذه المكالمة أن الحمار الناهق زعيم المستحمرين و المستحمرات كان يمارس الكذب كعادته حتى مع من يفترض أنهم حلفاء وشركاء مصر في الحرب وليست المهزلة أن آذان المخابرات الإسرائيلية كانت تتسمع للمكالمة وتسجلها ،والمأساة أن الحمار الناهق بدا هاديء الأعصاب رابط الجأش حتى بعد كل هذا العدد من الشهداء وتحطم جيش كامل بطائراته ،ولكن الكارثة الحقيقية أن الحمار الناهق زعيم المستحمرين و المستحمرات تفوق على نفسه في الكذب ليقول للملك حسين إبن طلال أن الطائرات المصرية التي لم يتبق منها شيء تقصف تل أبيب في هذه المكالمة التي لم يستمع إليها غالبية المصريين ،كان زعيم المستحمرين و المستحمرات متحرراً من كل القيود ويمارس الكذب المفضوح ببراعة من عاشر الكذب سنوات وسنوات والطريف في هذه الفضيحة التليفونية أنه يحرض الملك حسين إبن طلال الذي لم يبد عابئاً هو الآخر بما يجري على الأرض بل ويناقشه في الأطراف التي يجب توجيه الاتهام إليها بالاشتراك في الحرب على مصر ، فيقول له زعيم المستحمرين نقول أمريكا وانجلترا ولا أمريكا بس..؟؟
فيرد عليه الملك حسين إبن طلال في لهجة تقريرية أمريكا وانجلترا فيسأله زعيم المستحمرين انجلترا ليها حاملات طائرات..؟؟
ومن الواضح أن هذا السؤال الفني كان الغرض منه حبك الكذب وبعد أن اتفق الاثنان على تفاصيل الكذبة وعلى أن يضموا السوريين إلى البيان عشان يحمي الموضوع اكثر على حد قوله أنهى المكالمة بالكذب على حليفه ، الذي كان منذ نصف دقيقة يتفق معه على طريقة الكذب على شعبيهما فقال له بالهجة المصرية إحنا طياراتنا فوق إسرائيل النهاردة ، طياراتنا بتضرب مطارات إسرائيل من الصبح..
وأنهيت مقالي بتساؤل متى يفيق أكبر شعب مغفل من غفلته ..؟؟