عرف السيد فيصل الجناعي بتوتره الشديد حين يذكر إسم الشيخ أحمد الفهد أمامه. فكان يسترسل و يستبسل بالدفاع من دون أن يستمع الى التهمة و كأن الرجل منزه عن الخطأ و يصف خصوم الشيخ بأقذع الأوصاف. الرجل يقتات على الدفاع عن معازيبه و لا يخفي هذا الشئ. فهو ناشر "روزنامة الشهيد" التي كان تُجبر مؤسسات الدولة و هيئاتها و الإتحادات و الجمعيات على شرائها خوفاً من النقمة إن أحجمت ن شرائها و بذلك تكسب السيد فيصل من هذه القضية. كما إنه أمين سر جمعية الصحافين التي سجل في سجلاتها الكوافيرات و السواق و أصحاب المطاعم من أجل السيطرة عليها و هي التي عرف عنها تخاذلها في الدفاع عن منتسبيها و موقفها الضعيف في الدفاع عن الحريات العامة. و للسيد فيصل الجناعي خصومة خاصة مع الشباب الوطني الذي كان دورهم ريادياً في إبعاد قوى الفساد عن الحكومة و تطهيرها من الأسماء المشبوهة.
في حلقة برنامج الأمة 08 ، و التي إستضاف فيها السيد محمد الوشيحي ، المرشح عن الدائرة الثالثة السيد أحمد المليفي. كشفت وثائق خطيرة ، تكشف عن هدر مالي خطير تحت بنود مطاطة كالهدايا و النثريات و الرحلات الترفيهية بلغت قيمتها 23 مليون دينار و التي ضخت في فترة عرفت بضح الأموال السياسية و هي فترة الإنتخابات.
لا أحد يستطيع أن ينكر دور المال السياسي في فساد السلطة التشريعية ، و لا أحد يستطيع إنكار دور الحكومات السابقة برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح في تعزيز هذه الظاهرة و التي وصلت الى أوجها في سنة 2006 ، و التي شكل لها مجلس الأمة المنحل لجنةً خاصة للتحقيق بهذه التجاوزات ، و كانت تلك اللجنة برئاسة النائب السابق فيصل المسلم كان قد أوشكت على تقديم تقريرها النهائي للمجلس ، و لكن للأسف حل المجلس. و نتذكر في هذا الإطار ، التصريح الشهير لبطل هذه التجاوزات و منسقها الشيخ محمد عبدالله المبارك الذي صرح بلغة عربية فصيحة لا جدل فيها بانه تلقى الأوامر حول تلك التجاوزات من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مباشرة.
لكن للأسف ، و كما حذرت من قبل ، إن السيد محمد الوشيحي قد إنحرف عن دوره الوطني لذي عرف به و كان ملكياً أكثر من الملك في دفاعه عن سمو رئيس مجلس الوزراء. فكان كثير المقاطعة لضيفه محاولاً تشتيت إجاباته و خلط الأوراق و تمييع القضية. بل قد حرف مداخلة أحد المتصلين ناعتاً ما أثاره السيد أحمد المليفي بالسخف ما أثار حفيظة الضيف و طالب مقدم البرنامج بالإعتذار الفوري. و قد حاول السيد أحمد المليفي تنبيه السيد الوشيحي أكثر من مرة خلال البرنامج موجهاً له الكلام على أساس إنه كاتب وطني. أحسست حينها بأن إستضافة السيد أحمد المليفي لم يكن لعرض الوثائق و إعطائه الفرصة كاملة لشرح ما نشره و أشار إليه ، لكن الهدف كان (بعد تحقيق الإثارة الإعلامية طبعاً) هو محاولة رد الإتهامات و نفيها و الإشارة الى نوايا السيد أحمد المليفي و خلافاته مع رئيس الحكومة حتى تقبر تلك الإدعاءات و هي في مهدها.
نعم ،، للأسف ،، الإنتقائية تطل من جديد ،، فتمر قضية أموال عامة تبلغ قيمتها 23 مليون دينار مرور الكرام في وقت ضنت فيه الحكومة على أبناءها و أذلتهم في قضية زيادة الرواتب و فشلت في إرساء عقد وحيد لبناء مستشفي جديد ،تقدر قيمة بناء مستشفى جديد في الكويت ب 50 مليون دينار كويتي بينما تبلغ قيمة الإيرادات النفطية المباشرة (دون حساب أرباح التكرير و الصناعات البتروكيماوية) أكثر من 70 مليون دينار يومياً. أيإن حكومتنا الرشيدة تستطيع بناء مستشفي جديد يومياً. لكن العين حانية و القلب مشفق على الرئيس "الإصلاحي" الذي عرف بضعفه أمام أصحاب الحناجر العالية و التي تبتزه في جميع القضايا و التجاوزات من تثمين جليب الشيوخ مروراً بمؤسسة التأمينات الإجتماعية و وزارة التربية و الهيئة العامة لللإستثمار و إنتهاءً بالهيئة العامة للصناعة.
هذا هو الكاتب الوطني ، المدافع عن المال العام ، الناطق بإسم الشعب ، الذي تحول الى "فيصل جناعي" آخر ،، و لكن بنسخة مطورة و معزب جديد.
نعم ،،الآن لا أخجل من إعلانها ، محمد الوشيحي ، مجرد بوق آخر !! و ل "الوطنية" ثمن أيضاً.