كتب عبدالملك ابن مروان الى الحجاج ابن يوسف
أن إبعث لي برأس أسلم بن عبيد البكري لما بلغني
عنه , فأحضره الحجاج فقال :
أيها الامير أنت الشاهد وأمير المؤمنين الغائب
وقال تعالى : (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على
مافعلتم نادمين) ...
وما بلغه عني باطل وليس صحيح وإني اعول أربعاً
وعشرين إمرأة مالهن كاسب غيري , وهن باالباب !!!
فأمر الحجاج بإحضارهن , فلما حضرن جعلت هذه
تقول أنا خالته , وهذه انا عمته , وهذه انا اخته ,
وهذه انا زوجته وهذه انا ابنته فتقدمت اليه جارية
فوق الثمان ودون العشر فقال لها الحجاج : من أنت ؟
فقالت : أنا إبنته ,
وجثت على ركبتيها ثم قالت :
أحجاج لم تشهد مقام بناته
..................... وعماته يندبنه الليل أجمعا
أحجاج لم تقتل به إن قتلته
..................... ثماناُ وعشراً واثنين وأربعا
أحجاج من هذا يقوم مقامه
.............. علينا فمهلا ان تزدنا تضعضعا
أحجاج إما أن تجود بنعمةٍ
................... علينا وإما أن تقتلنا معا
فبكى الحجاج وقال :
والله لاأعنت عليكن , ولا زدتكن تضعضعا !!!
ثم كتب الى عبدالملك ابن مروان بما قال الرجل
وبما قالت إبنته , فكتب عبدالملك الى الحجاج
يأمره بإطلاقه , وحسن صلته , وباالإحسان له