قصة ( حمير شلومو ) ... عبد الستار بوشناق

( حمير شلومو ) !!
بقلم: عبد الستار بوشناق . ارشيف 2017
احتار الناس في فهم حقيقة ما جرى في الأزمة المالية العالمية الأخيرة !!
فتم الطلب من خبير مالي محنك أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حدثت في أسواق البورصة فحكى لهم قصة قديمة لتاجر يهودي امريكي اسمه شلومو :
ذهب شلومو إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات،
فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع اليهودي السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع آخرون حميرهم، فرفع شلومو سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى لم يبق في القرية حمارا واحدا !!
عندها قال شلومو لهم :
أنا مستعد لشراء الحمار الواحد بخمسين دولارا، ثم ذهب إلى استراحته ليقضي إجازة نهاية الأسبوع.
حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا !!في هذا التوقيت .. أرسل اليهودي مساعده إلى القرية، وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم التي اشتراها منهم بأربعين دولارا للحمار الواحد.
فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير لشلومو الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم، بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه.
طبعا فعلو كل هذا على أمل أن يحققوا مكسبا سريعا !! ولكن للأسف بعد أن اشتروا حميرهم بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا التاجر اليهودي شلومو الذي عرض الشراء بخمسين دولار اولا مساعده الذي باع لهم.!
وفي الأسبوع التالي :
أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس، وأصبح لديهم حميرا لا تساوي حتى خمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك،
وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد ..بمعنى آخر أصبح على القرية ديون وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها ..
ضاعت القرية، وأفلس البنك، وانقلب الحال رغم وجود الحمير، وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب التاجر شلومو وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم !!
****
صديقي العزيز ..
احذف كلمة حمار وضع مكانها أي سلعة أخرى: أرض - شقة - سيارة - اسهم - ارامكو - غاز - نفط - قمح ....... إلخ ... ستجد بكل بساطة .. أن هذه هي حياتنا الحقيقة التي نعيشها الان ..
مثال عملي اخر :
البترول ارتفع إلى 150 دولارا فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس.
والآن انخفض البترول إلى أقل من 60 دولارا، ولم ينخفض أي شيء مما سبق .. !!!!
لماذا يا ترى . ؟؟؟!!!
الجواب عند حفيد التاجر اليهودي شلومو في نيويورك .





عبد الستار بوشناق . ميونخ 20.07.2017
 

المرفقات

  • 377864551_858579052457267_2319578707198455934_n.jpg
    377864551_858579052457267_2319578707198455934_n.jpg
    74.9 KB · المشاهدات: 7
  • 379340051_858578995790606_978540936556351885_n.jpg
    379340051_858578995790606_978540936556351885_n.jpg
    14.6 KB · المشاهدات: 7
أعلى