تحديات وآثار ابتزاز الفتيات في عالمنا الرقمي

hiba

عضو
ابتزاز الفتيات الإلكتروني هو نوع من الاعتداء الرقمي يستهدف الفتيات والنساء عبر الإنترنت، يتم فيه استغلال التكنولوجيا للتهديد والتشهير والابتزاز وتكوين ضغوط عاطفية أو جنسية على الضحية ويتم غالباً استخدام صور أو فيديوهات شخصية حساسة للفتاة دون موافقتها أو بعد خدعها، ويتم تهديدها بنشرها عبر الإنترنت أو مشاركتها مع أشخاص آخرين إذا لم تستجب لمطالب الابتزاز.

يعد ابتزاز الفتيات الإلكتروني جريمة خطيرة ومشكلة اجتماعية يجب التصدي لها، ويترتب على ذلك آثار نفسية وعاطفية سلبية كبيرة على الضحايا مثل القلق والاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس، قد يؤدي ذلك أيضاً إلى عزل اجتماعي وتأثير سلبي على العلاقات الشخصية والمهنية.

يجب على الضحايا أن يعلمن أنه ليس لديهن اللوم في هذه الحالة وأنه يجب عليهن البحث عن المساعدة والدعم، من المهم الإبلاغ عن الجريمة إلى السلطات المختصة والتعاون معها في التحقيق، كما يمكن للضحايا أيضاً الحصول على المساعدة النفسية والقانونية من المؤسسات والمنظمات المتخصصة في مجال مكافحة العنف الرقمي وحماية الخصوصية.

توعية الجمهور بأهمية الخصوصية الرقمية ومخاطر انتهاكها هي أيضاً جزء مهم من مكافحة ابتزاز الفتيات الإلكتروني، يجب على الفتيات والنساء مراقبة إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي وتوخي الحذر عند مشاركة المعلومات الشخصية أو الصور الحساسة على الإنترنت.

لا يجب التهاون في مواجهة ابتزاز الفتيات ويجب أن تعامل المجتمعات والحكومات والمنظمات على تعزيز الوعي وتشديد العقوبات ضد مرتكبي هذه الجرائم لحماية الضحايا وضمان سلامتهم الرقمية والنفسية.

إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لحماية نفسك:

1- حافظي على خصوصيتك: تجنبي مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة أو الصور الشخصية مع أشخاص غير موثوق بهم عبر الإنترنت، قومي بضبط إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان أن محتواك يكون مرئياً فقط للأشخاص الذين تثق بهم.

2- كني حذرة عبر الإنترنت: تجنبي التفاعل مع الغرباء عبر الإنترنت وتحذري من الشبكات الاجتماعية أو المنصات التي قد تكون غير آمنة، لا تقدمي معلومات شخصية أو مالية حساسة لأي شخص غير موثوق.

3- قومي بتحديث البرامج والأجهزة: تأكدي من تثبيت التحديثات الأمنية للبرامج والتطبيقات وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية الخاصة بك، هذا يمكن أن يساعد في طرد الثغرات الأمنية التي يستغلها المتسللون.

4- تعليمات عن الأمان الرقمي: تعلمي أساسيات الأمان الرقمي والتقنيات المستخدمة في حماية المعلومات الشخصية والخصوصية على الإنترنت، قد تجدين دورات تدريبية أو موارد تعليمية متاحة على الإنترنت لمساعدتك في ذلك.

5- لا تستجيبي للابتزاز: إذا تعرضت لمحاولة ابتزاز عبر الإنترنت، فلا تستجيبي للمطالب ولا تقمي بإرسال المزيد من المعلومات أو الصور، قومي بالإبلاغ عن الحادثة فوراً للسلطات المعنية.

6- التحدث مع الأشخاص الموثوق بهم: إذا شعرت بأنك تواجهين مشكلة أو تعرضت لابتزاز، فلا تترددي في الحديث مع الأشخاص المقربين منك والذين تثقين فيهم، قد يتمكنون من تقديم الدعم والمشورة المناسبة.

تذكري دائماً أنك لست وحدك في مواجهة هذه المشكلة، هناك مؤسسات ومنظمات تعمل على مكافحة العنف الرقمي والاعتداءات الإلكترونية، ويمكنك اللجوء إليها للحصول على المساعدة والدعم.


أسباب ابتزاز الفتيات​

يمكن أن يحدث الابتزاز الإلكتروني للفتيات كنتيجة لقلة الوعي التقني والجهل بالأمن الإلكتروني، حيث تجد أن أغلب الضحايا يعدون ممن لا يعرفون الكثير حول التقنية وعن تفادي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني وكيف يتصرفون على نحو أمثل في حال وقعوا في مصيدة المُبتز.

إذن فإنه يمكن القول أن السبب الرئيسي لوقوع الفتيات ضحايا جرائم الابتزاز هو قلة الوعي الأمني بالإضافة إلى أن هناك أسباب أخرى ويمكن ذكر أبرزها على النحو التالي:

  • بناء الفتيات علاقات عاطفية مع أشخاص مجهولين وبمجرد منحهم القدر الذي لا يستحقونه من الثقة يشرعن في التقاط صور ومقاطع وهن في غفلة من أمرهن ومن ثم يبدأ سيناريو الابتزاز وطلب مقابل التزام الصمت والاحتفاظ بمحتويات الابتزاز.
  • نجاح المُبتز في الدخول غير المشروع على حسابات التواصل الاجتماعي للضحايا وبالتالي امتلاك مواد تيسر له عمليات ابتزاز الفتيات مثل عدد من المحادثات الخاصة وغيرها.
  • استسهال أمر ارسال الصور والمقاطع وإجراء محادثات الفيديو مع أشخاص غير موثوقة وهذا عادة ما يحدث بهدف التعارف على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • إهمال أمر التأكد من محو المعلومات الخاصة والملفات الشخصية قبل الشروع في بيع جهاز الهاتف أو الحاسوب.
  • تبادل الصور الشخصية بين الفتيات وبعضهم البعض مما يجعل الصور ذات الطبيعة الخاصة متواجدة على أكثر من جهاز وبالتالي تعد أكثر عرضة لاحتمالات وقوعها في أيدي للمبتزين.
  • تفشي البطالة بين الشباب وتمتعهم بأوقات فراغ كبيرة.
  • قلة الوعي بعقوبة الابتزاز الإلكتروني بشكل عام.
  • ضعف الرقابة وغياب التوجيه الأسري للفتيان والفتيات.

أنواع الابتزاز الإلكتروني للفتيات​

يمكن تقسيم أنواع الابتزاز الإلكتروني بشكل عام وفق الغرض الذي يستهدفه المُبتز ويطمح في الوصول إليه من الضحية إلى: ماديًا، أو جنسيًا، أو منفعيًا:

  • فقد يكون الهدف مادي بغرض الحصول على المال من الضحية أو أسرتها أو المؤسسة التي تعمل بها.
  • أو يكون الهدف جنسي بغرض إشباع الغريزة الجنسية لدى المجرم المُبتز الذي عادة ما يستهدف الفتيات الشابات أو حتى الأطفال.
  • كما قد يكون المبتز أهداف أخرى منفعية أو سياسية .

وسائل ابتزاز الفتيات​

تُعد التكنولوجيا والثورة المعلوماتية الحديثة هي الأداة الرئيسية والأولى في ارتكاب جريمة ابتزاز الفتيات وانتشارها في الآونة الأخيرة.

فأغلب الوسائل المستخدمة لابتزاز الفتيات مرتبطة بشكل أساسي بالتقنيات الحديثة والعصرية من هواتف ذكية وكاميرات تصوير ومنصات وتطبيقات تواصل اجتماعي وغرف دردشة إلكترونية وغيرها من الأشياء التي لا يخلو منها كل بيت من البيوت على اختلاف المستويات الاقتصادية والاجتماعية لأصحابه في الوقت الراهن.

مما يجعل من جميع هذه الوسائل والتقنيات المتطورة سلاح ذو حدين بينما تم ابتكارها لخدمة الناس وتسهيل حيواتهم وانفتاحهم على التقدم والعالم الخارجي أضحت تشكل تهديد واضح ووسيلة مستخدمة لجلب المتاعب والهموم للآخرين وهذا ما يتحكم فيه الاستخدام الخاطيء بشكل أساسي.

وقد تم رصد العديد من قضايا ابتزاز الفتيات الإلكتروني والوصول إلى مرتكبيها وتسليمهم لأيدي العدالة مع كافة البراهين والأدلة التي تثبت تعمد استخدامهم للتقنيات الحديثة ووسائل الاتصال العصرية في ممارسة تهديد وابتزاز الفتيات وتحريضهن على الرزيلة واستغلالهن في ممارسة أفعال فاحشة.

وقد دفع التصرف الحكيم بشكل فوري في نجاح استراتيجيات التصدي والمواجهة وإيقاف المجرم عند حده.

كيف يتم ابتزاز الفتيات ؟​

هناك عدة طرق مختلفة يستخدمها المُبتزيّن لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في شباك مخططات ابتزاز النساء فهناك مراحل وخطوات لحدوث هذا الابتزاز.

فهو لا يتم فجأة وبشكل آني على عكس غيره من بعض الأنواع الأخرى من الابتزاز الإلكتروني بحيث يستغل مجرمي الابتزاز رغبة الفتاة الدائمة في العثور على الحب.

ومن ثم ايهامها بإقامة علاقة زائفة وغير جدية يقوم باستغلالها من خلالها ليحصل على أشياء تنافي العرف والأخلاق والقانون والدين.

وفي حالة رفضها وانسحابها يبدأ في وضع مخطط لممارسة أحد أخطر أنواع الابتزاز وهو الابتزاز العاطفي وفي حال فشله هو الآخر في تحقيق المساعي المأمولة يبدأ في اللجوء إلى تهديد سمعة الفتاة وارهابها مستخدمًا في ذلك الصور والمقاطع الحقيقية المرسلة إليه طواعية أو التي توصل إليها بالحيلة أو غيرها من المحتويات المزيفة الملفقة وذلك للضغط على الضحية واخضاعها.

خطوات مكافحة ابتزاز الفتيات الإلكتروني​

هناك عدة خطوات ومراحل يجب على الضحية القيام بها في حالة تم التعرض للابتزاز الإلكتروني لتلاشي تداعياته وأضراره ألا وهي:

  • إغلاق الضحية لجميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها بشكل مؤقت لقطع طريق الوصول بينها وبين المجرم المُبتز وعدم حذفها نهائيًا لاستخدامها مستقبلًا وقت الحاجة في إثبات واقعة الابتزاز.
  • محاولة التماسك وعدم إظهار القلق للمُبتز أو الاستسلام له بأيّ حال من الأحوال أو الاستجابة لمطالبه مهما كانت بسيطة كي لا يتسبب ذلك في جعله يشعر بقوته وضعف الضحية فيتمادى في الضغط عليها.
  • إبلاغ إدارة الموقع الذي تم الابتزاز من خلاله أو نشر محتوى الابتزاز عليه لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المجرم وإحباط مساعيه فأغلب إدارات هذه المواقع تسعي لخلق ظروف استخدام آمنة لزوارها بحيث تشعره بمزيد من الثقة.
  • اللجوء لطلب المساعدة اللازمة والتوجيه السليم من الجهات المختصة سواء الحكومية أو الخاصة المعتمدة والموثوقة للاستفادة من خبراتها وصلاحيتها في إنهاء مأساة الابتزاز ووضع حد لها وعدم الاستعانة بالهاكرز كي لا يتسبب ذلك في ازدياد الأمور تعقيدًا والتعرّض لاحتمال مواجهة جريمة ابتزاز جديدة.
بالنظر إلى ما سبق من وسائل وآليات لها دور في إتمام جريمة ابتزاز الفتيات والخطوات والمراحل الواجب اتباعها للتصدي والمواجهة ومن ثم الخروج من فخ الابتزاز بأقل أضرار وأقصى سرعة ممكنة يمكن القول بأنه هناك عدة نقاط لها دور بارز في تعزيز وعي الفتاة ووقايتها من الوقوع بين براثن المُبتز وتتمثل في:

  • تجنب إرسال طلبات صداقة عشوائية لمجهولين أو قبول صداقات مبهمة وبناء جسور ثقة لا تستند على أساسات متينة.
  • عدم التجاوب مع المراسلات الصادرة عن أشخاص غير معروفين.
  • حماية المعلومات والبيانات الشخصية وتجنب مشاركتها مع العامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
  • رفض إجراء المحادثات الصوتية والمرئية مع أشخاص مجهولين بتاتًا أو معروفين في حالة سوف تتحدث بشكل غير لائق أو تظهر بصورة محرجة قد تتورط في حال تم الافصاح عنها أمام آخرين.
  • ضبط الذات وعدم الانجذاب لظواهر الأمور من صور ومعلومات قد تكون وهمية غير حقيقية.
  • حماية الأجهزة بواسطة برامج مكافحة الفيروسات الموثوقة مع المواظبة على إجراء التحديثات الدورية لها.
  • الامتناع عن زيارة المواقع المشبوهة والضغط على روابط مجهولة المصدر.
كل هذا من شأنه إحباط مساعي مجرمي الابتزاز وحماية المستخدمات من التعرض لابتزاز الفتيات والأضرار المترتبة عليه.

المصدر:
https://www.secprint.sa/blackmailing-girls/
 
أعلى