" الدنيا " وقفة تأمل قصيره

أبو مالك

عضو بلاتيني
الحمد لله الذي حمد نفسه قبل أن يحمده الحامدون
وأثنى على نفسه قبل أن يثني عليه المثنون
تعالى وتقدس عما يدور في الظنون من تشبيه المشبهين وتعطيل المعطلين
والصلاة والسلام على خير الأنام وخير من صلى وصام وعلى آله الطيبين واصحابه الكرام
يخبركم ربكم
عن هذه الحياة الدنيا بقوله جل في علاه

" اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
لَعِبٌ
وَلَهْوٌ
وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ
فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ
وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(20) " الحــديد

ما وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم لنا
كما يرويها البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما
" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي
فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب
أو عابر سبيل )
وكان ابن عمر يقول :
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح
وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء
وخذ من صحتك لمرضك
ومن حياتك لموتك"

إذا كانت هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار
فما العمل فيهـا
يخبركم ربكم بقوله
" سَابِقُوا
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(21) " الحـديد

ويبين لكم رسوله صلى الله عليه وسلم
بالحديث الذي رواه الترمذي عن أبو كبشة الأنماري رضي الله عنه
" وأحدثكم حديثا فاحفظوه
فقال : إنما الدنيا لأربعة نفر :
عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل
وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا ، فهو بأخبث المنازل
وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته فوزرهما سواء "
حسن صحيح

ومما يؤثر عن علي رضي الله عنه في وصف الدنيا
" ما أصف من دار
أولها عنـــاء
وآخرها فنـــاء
حلالها حســاب
وحرامها عـــذاب
من آمن فيها سقم
ومن مرض فيها ندم
ومن استغنى فيها فتن
ومن افتقر فيها حزن "

إن كان ذلك كذلك
أيحق لنا أن نتعلق ونعلق
آمالنا ومآلنا بهذه الدار الفانية
ونترك الدار الباقية ذات الثمار الدانية


نسأل الله أن يختم لنا ولكم
بالبـاقيات الصــالحات
ويبعدنا وأياكم عن مرض
الشهوات والشبهات
وخطه بيمناه
راجي عفو مولاه
أبو مالك


 

الرحال

عضو بلاتيني
جزاك الله خير أخي الفاضل على هذه التذكرة الطيبة

والدنيا ما سميت دنياإلا لدنائتها

والدنيا مزرعة الآخرة

لكن سؤال أخي الكريم :

هل على المسلم أن يترك الدنيا بالكلية ولا يأخذ نصيبه منها ؟
 

joreyaa

عضو بلاتيني / الفائز الثالث في المسابقة الرمضانية
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
جزاك الله خيرا أخي الكريم ....

والله وجدت وإن أخذنا من متع هذه الدنيا فهي فانية ولن تفيدنا إلا بالعيش للحظات ...فهل

العقيم ييأس دنياه ؟ وهل المريض يتمنى موته ؟

الدنيا لن تدوم....ونحن كما قال أكرم الخلق : عابري سبيل ....فكيف نريد أن نعبرها ؟
 

أبو مالك

عضو بلاتيني
لا افراط ولا تفريط

جزاك الله خير أخي الفاضل على هذه التذكرة الطيبة

والدنيا ما سميت دنياإلا لدنائتها

والدنيا مزرعة الآخرة

لكن سؤال أخي الكريم :

هل على المسلم أن يترك الدنيا بالكلية ولا يأخذ نصيبه منها ؟

أخي الكريم
نحن أمة وسط
لا افراط ولا تفريط
" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا "
ليس فيها رهبانية وتبتل وانقطاع
بل تمتع بما في الدنيا من المباحات

" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "
لتكون سبيلا وجسرا ممتدا لبلوغ دار السعادة والبقاء
:إستحسان:


 

أبو مالك

عضو بلاتيني
جزاك الله خيرا أخي الكريم ....

والله وجدت وإن أخذنا من متع هذه الدنيا فهي فانية ولن تفيدنا إلا بالعيش للحظات ...فهل

العقيم ييأس دنياه ؟ وهل المريض يتمنى موته ؟

الدنيا لن تدوم....ونحن كما قال أكرم الخلق : عابري سبيل ....فكيف نريد أن نعبرها ؟


وأنتم جزاكم الله خير الجزاء
واسكنكم الجنة دار السعادة والبقاء
ومما يؤثر عن أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين ابا الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين قوله :
" ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل "

وما أجمل قول الشاعر
أما واللهِ لو علمَ الأنامُ * * لِمَا خُلقوا لَمَا غفِلوا وناموا
فمـــوتٌ ثمَ بعثٌ فحشـرٌ * * فتوبيـــخٌ وأهــــوالٌ عظـامُ





 
أعلى